كيفية أداء مناسك العمرة للنساء

كيفية أداء مناسك العمرة للنساء
كيفية أداء مناسك العمرة للنساء

كيفية أداء مناسك العمرة للنساء إنّ العمرة من شعائر الإسلام العظيمة، فقد فرضها الله -سبحانه وتعالى- على العباد، ويستطيع المسلم أداء العمرة في أي وقت، كما حث عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- وبيّن فضلها وأجرها في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، بالإضافة إلى أنّ لأداء هذه المناسك كيفية معينة ينبغي لمرأة المعتمرة أن تعلمها لتؤدي المناسك على أتم وجه وكما أراد الله سبحانه وتعالى، وعبر هذا المقال سيتم التعرف على كيفية أداء مناسك العمرة للنساء وفضلها ومبطلاتها، وأيضًا بعض من الاحكام الشرعيّة الخاصة بالمرأة.

مفهوم العمرة في الإسلام

قبل بيان الإجابة الصحيحة عن سؤال كيفية أداء مناسك العمرة للنِّساء لا بدّ من بيان مفهوم العٌمرة في الإسْلام، حيثُ إنّ العُمرة هي أحد العبادات الّتي شرعها الله -عزّ وجل- لعباده، فقد قال -تعالى- في محكم تنزيله: “وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ”[1]، كما وصّى بها رسوله الكريم عليه الصّلاة والسّلام، حيثُ إنّ كلمة عمرة في اللّغة العربيّة يُقصد بها الزّيارة، أمّا في الشّريعة الإسلاميّة يُقصد بها الزّيارة المخصوصة إلى بيت الله الحرام في مكّة المكرّمة، وتؤدّى هذه الزيارة بصفةٍ مخصوصةٍ من خلا أداء أربعة مناسك وهي الإحرام والطّواف والسّعي بين جبليّ الصّفا والمروة، ثم الحلق أو التّقصير، ومن الجدير بالذِّكر أنّ حكمها فقد اختلف أهل العلم فمنهم من يقول بأنّها واجبةٌ وعلى المسلم تأديتها كالحج، ومنهم من يقول بأنّها سنّةٌ مؤكّدةٌ ومستحبّةٌ عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من أدّاها نال أجرها وفضلها، ومن لم يؤدّها فلا بأس عليه ولا حرج بإذن الله تعالى.[2]

حكم العمرة للنساء

اتّفق أهل العلم على أنّّ العمرة عبادةٌ مشروعةٌ للمسلمين سواء كانوا رجالًا أو نساءً، ولكنّ كان الاختلاف فيما بينهم على حكم العُمرَة [3]، فقد ذهبوا كل من المالكية والحنفيّة إلى أنّ العمرة سنّةٌ مستحبّة في الإسلام، وهي عبادةٌ غير واجبة، واستدلوا بما رواه الترمذي عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ الْعُمْرَةِ أَوَاجِبَةٌ هِيَ ؟ قَالَ :” لا ، وَأَنْ تَعْتَمِرُوا هُوَ أَفْضَلُ”[4]، وقد اعتمد هذا القول وقال به ابن تيمية، أما الشافعية والحنابلة فقد ذهبوا إلى أنّ العمرة واجبة على كلّ مسلم، واستدلّوا على قولهم بما رواه ابن عثيمين عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : “قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَى النِّسَاءِ جِهَادٌ ؟ قَالَ: نَعَمْ ، عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لا قِتَالَ فِيهِ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ”[5]، حيثُ إنّ وجه الاستدلال من الحديث قول النبي -صلى الله عليه وسلم- “عَلَيْهِنَّ” وكلمة “على” تفيد الوجوب، وقال بهذا الرأي الشيخ ابن باز والشّيخ ابن عثيمين وهو القول الرّاجح والله أعلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز لبس الكمامة في العمرة للنساء

كيفية أداء مناسك العمرة للنساء

إنّ أداء مناسك العمرة للنساء لا تختلف كثيرًا عن كيفية أداء مناسك العمرة للرجال، إلا في بعض الجزيئات البسيطة، حيثُ إنَّ معرفة هذه المناسك وكيفية أدائها من الأمور التي ينبغي على كلّ امرأة معرفتها إذا أرادت أن تعتمر، وذلك من أجل القيام بها بالشكل الصحيح والحرص على صحَّة العبادة والقيام بأحد الشعائر الإسلامية على أكمل وجه، بالإضافة إلى تحقيق شروط العمرة وأركانها، وفيما يأتي سيتمّ بيان كيفية أداء مناسك العمرة للنساء:

الإحرام

يعتبر الإحرام أول مناسك العمرة، ويقصد به نيّة الدخول في العمرة وهو فريضة في العمرة فلا تصحّ من دونه، حيث تنوي المسلمة العمرة مرضاةً لله -تعالى- ونيلًا لحبّه، وعندما تحرم المرأة فهي تدخل في عهدٍ وميثاق مع الله، فما كان حلالًا يصبح حرامًا[6]، ويتمثل الإحرام للمرأة بالاغتسال إذا كانت حائضًا أو نفساء لأنها سنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد أمر عائشة أن تغتسل قبل الإحرام، وتقوم بتقليم الأظافر وأخذ شعر من الجسم، ثمّ تلبس لباسًا ساترًا، ويستحب الإحرام بعد صلاة الفريضة أو صلاة ركعتين بنيّة الإحرام، ثمَّ التكبير والتهليل والحمد بصوتٍ غير مسموع  قبل التلبية[7]، ومن الجدير بالذِّكر أنّ الإسلام وضع ثلاثة شروطٍ لا بدّ من توافرها وتحقيقها للإحرام وتتمثل في الإسلام والنّية والتلبية، فقد اتّفق أهل العلم على وجوب صحّة الإسلام ليصحّ الإحرام، والنية يبنعي أن تعقدها المرأة لأنها من الأمور التي تصحُّ من خلالها العبادات، أمّا التلبيّة فهي من شروط الإحرام عند الأحناف، وقولٌ فيه عند بعض المالكية، لكن اعتبرها أهل العلم مستحبّة وليست شرطًا للإحرام.[8]

كيفية أداء مناسك العمرة للنساء
كيفية أداء مناسك العمرة للنساء

الطواف

يُعتبَر الطَّواف النُّسك الثّاني من مناسك العُمرة، فهو من العبادات المشروعة في الإسلام، حيث يتم القيام به تعبّدًا وتقرّبًا من الله عزَّ وجل، ويقصد به الطّواف حول الكعبة المشرَّفة سبعة أشواط كما اتفق الجمهور بكيفية مخصوصة وطريقة معيّنة، حيثُ تبدأ المرأة الطّواف من الرّكن الذي فيه الحجر الأسود، فتستقبله وتستلمه بيدها وتحاذيه بجميع بدنها وتكبّر، وتجعل البيت الحرام عن يسارها وتطوف، فإذا انتهت مرّةً للحجر فهذا شوط، ومن الجدير بالذكر ينبغي على المرأة الإكثار من الذّكر والدعاء، وتكثر بين الركنين اليمانين بقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ثمّ تقوم بتكرار الطواف في العمرة سبع مرات، كما ينبغي أن تطوف دون مخالطة الرجال، فقد ورد في صحيح البخاري أن عائشة -رضي الله عنها- كانت تطوف حجرة من الرجال لا تخالطهم، فإذا انتهت من الأشواط السبعة تصلّي ركعتين خلف مقام إبراهيم  أو في أي مكان في المسجد، وتقرأ في الركعة الأولى سورة الكافرون، أما الركعة الثانية تقرأ فيها سورة الإخلاص، ثم تخرج إلى المسعى.[9]

شاهد أيضًا: هل يجوز قص الشعر بعد العمرة بنفسي

السعي بين الصفا والمروة

بعد بيان كيفية الطّواف حول الكعبة المُشرَّفة قد يتساءَل البعض عن كيفية السَّعي بين الصَّفا والمروة، فهو أحد مناسك العمرة، فقد شرع الله -سبحانه وتعالى- السّعي في الإسلام إحياءً لسنّة نبيّ الله إبراهيم -عليه السّلام- وزوجته هاجر وابنه نبي الله إسماعيل عليهما السلام، كما يعد السّعي ركنٌ من أركان العمرة، فالسّعي في العمرة يتمثل بأن تقطع المرأة المسافة بين الصفا والمروة سبع مرّات[10]، حيثُ تبدأ المرأة السعي من الصّفا فإذا دنت تقرأ قوله تعالى: “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا”[11]، ثمّ تختتم السعي بالمروة، وينبغي أنّ تكثر في سعيها من ذكر الله -تعالى- والدعاء بما شاءت، ومن الجدير بالذكر أنّ المرأة ينبغي أن تراعي السَّعي بالترتيب الذي شرعه الله -تعالى- فتبدأ بالصّفا وتنتهي بالمروة، وتكمل سبعة أشواط من السّعي كاملة من غير نقصان، كما أنّ أن ذهاب المرأة من الصّفا إلى المروة يعدّ شوطًا، وعودتها من المروة إلى الصّفا يعدّ شوطًا آخر.[12]

التحلل من الإحرام

إنّ التّحلل من الإحرام من واجبات العمرة سواء للنساء أوالرجال، ودليل وجوبه ما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَرَجَ معتَمِرًا، فحالَ كفَّارُ قريشٍ بينه وبين البيتِ، فنحَرَ هَدْيَه وحَلَقَ رَأسَه بالحُدَيبِيَةِ”[13]، فبعد أن تنهي المرأة طوافها وسعيها لا بدّ أن تتحلل من الإحرام وذلك يكون من بتقصير جميع الشعر خروجًا من الخلاف، فقد قال الشيخ العثيمين: “وأما المرأة فتُقَصر رأسها بكل حال، ولا تحلق، فتقصر من كل قَرنٍ أُنملة”، وهكذا يكون لها كلّ ما حُرّم عليها فترة إحرامها حلالًا، من جماعٍ ومقدّماته وقص الشعر والأظافر وتغطية وجهها ولبسها للقفازين، وبعد أن تتمّ المرأة ما ورد من أعمال من إحرامٍ وطوافٍ حول البيت وسعى بين الصفا والمروة، والتّحلل بالتقصير تكون قد أكملت عمرتها.[14]

شاهد أيضًا: هل يجوز نية العمرة لاكثر من شخص

شروط العمرة للنساء

هناك بعض من الشّروط الواجب توافرها عند أداء العمرة وذلك لإتمامها بالشكل الصحيح، حيث أنّ شروط العمرة لا تختلف ولا فرق فيها إنّ كان المعتمر امرأةً أو رجلًا، حيث تشترك في هذه الشروط كل من الرّجال والنّساء، ولكنّ المرأة تختصّ بشرطين دون الرّجال، وتتمثل الشروط على النحو الآتي:[15]

  • الإسلام والعقل: حيث ينبغي أن تكون المعتمرة مسلمةً، وإسلامها صحيحٌ، وعاقلةً غير مجنونة أو غائبة الوعي والإدراك.
  • الحريّة: بحيث لا تكون المرأة عبدةً او أمةً لأحد.
  • البلوغ: يجب على المرأة أن تكون قد بلغت، بحيث أنّها صارت مكلّفة.
  • الاستطاعة: أن تكون المرأة قادرةً على دفع تكاليف سفرها وعودتها لبلادها.
  • الأمن في الطّريق: حيث ينبغي أن تضمن المرأة أمن الطّريق من الشّرور.
  • القدرة البدنيّة: فيجب على المرأة أن تكون سليمةً من الأمراض والعلل الّتي يمكن أن تعيق سفرها.
  • وجود محرم للمرأة: وهوالشرط التي تختص به المرأة دول الرجال، فالمرأة لا تقدر على الركوب والنزول بنفسها، فتحتاج إلى من يساعدها، بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم”[16].
  • لا تكون معتدَّة من طلاق ووفاة: حيث ينبغي أن لا تكون المرأة معتدّة من طلاقٍ أو وفاة، فلا يجب عليها العمرة حتّى تنهي عدتها، لقوله تعالى: “لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ”[17].

مبطلات العمرة للنساء

إنّ مبطلات العمرة هي الأمور الممنوعة والتي يجب على النساء اجتنابها بعد إحرامها ودخولها النسك، فإذا وقعت فيها المرأة وجب عليها عدة واجبات أخرى، وفيما يلي سيتم بيان مبطلات العمرة لنساء وهي كما يأتي:[18]

  • لبس الملابس الضيقة أو الملابس الشفافة التي تظهر مفاتن المراة.
  • ارتداء ثوب مسّه نجاسة، فهو يبطل الصلاة والحج والعمرة.
  • الجماع لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: “لا يَنْكِحُ المُحْرِمُ، ولا يُنْكَحُ، ولا يَخْطُبُ”[19].
  • تقليم الأظافر من مبطلات العمرة للمرأة؛ ولا فرق بين أظفار اليدين والرجلين.
  • حلق شعرالبدن أو الرأس للمرأة، حيث لا يجوز أن تحلق المحرمة شيئًا من شعر رأسها أو شعر جسمها، لقوله تعالى: “وَلاَ تَحْلِقُواْ رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْىُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ”[20].
  • استخدام الطيب، بحيث لا يجوز للمرأة استخدام الطيب على ثوبها أو بدنها، وهذا لحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- “أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال في المُحرِم: “وَلَا ثَوْبًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ وَلَا وَرْسٌ”[21].
  • تغطية اليدين بالقفازات، أو تغطية الوجه بالنقاب، لما ورد عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “ولَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ”[22].
كيفية أداء مناسك العمرة للنساء
كيفية أداء مناسك العمرة للنساء

صفة لباس العمرة للنساء

إنَّ الله -سبحانه وتعالى- أمر المرأة بارتداء اللّباس المحتشم الّذي يستر بدنها كلّه فلا يظهر مفاتنها ولا يكشف عورتها، حيثُ ليس لها لباس خاص، ولكن يتوجب عليها أن تختار لباسًا يستر جسدها بالكامل، بحيث ترتدي ثوبًا فضفاضًا لا يلفت نظر الرجال سواء في لونه أو شكله أو في زخرفته [23]، فقد جاء في فتاوى ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- أن لبس الملابس الضيقة التي تظهر مفاتن المرأة حرام لما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس – يعني ظلمًا وعدوانًا – ونساء كاسيات عاريات”[24]، كما تختار ثوبًا لا يصف ولا يشف ولا يظهر منها إلاّ وجهها وكفيها، وذلك لعدم الوقوع فى الفتنه والإثم والمحرمات، ومن الجدير بالذّكر أنه يُحرم على المرأة التطيب وأن تلبس القفازين أو النقاب، بدليل ما ورد عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “ولَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ”[22].

كيفية أداء مناسك العمرة للنساء
كيفية أداء مناسك العمرة للنساء

شاهد أيضًا: هل يجوز التطيب قبل الاحرام

أحكام هامة للنساء في العمرة

هناك العديد من الأحكام الخاصّة بالنّساء والّتي يجب على كلّ امرأة تنوي الذّهاب إلى العمرة أن تكون على درايةٍ بها، حتَّى لا تقع بما هو محرّمٌ أو خاطئ، وفيما يأتي سنتعرّف على أهم هذه الأحكام الّتي تختصّ بها النّساء دون الرّجال:

هل يجوز لبس النقاب في العمرة

لا يجوز لبس النقاب في العمرة، فقد نهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- المرأة عن لبس النّقاب أو القفّازين عند الإحرام لحجٍّ أو عمرة، وذلك في قوله: “المُحرِمةُ لا تنتَقبُ ولا تلبَسُ القفَّازَينِ”[22]، ولكن تستطيع أن تستر وجهها عند مرور الرجال الأجانب بغير النقاب والقفازين، لأن المحرمات على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان يغطين وجوههن بغير النقاب إذا مر بهن الرجال الأجانب، فقد قال الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- في تعقيبه على تلك المسألة الفقهية: “ومعنى : ( لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين ) أي : لا تلبس ما فُصِّلَ وقُطِّعَ وخِيط لأجل الوجه كالنقاب ، ولأجل اليدين كالقفازين , لا أن المراد أنها لا تغطي وجهها وكفيها كما توهمه البعض ، فإنه يجب سترهما ، لكن بغير النقاب والقفازين”.[25]

شاهد أيضًا: هل يجوز لبس البنطلون في العمرة للمراه

حكم لبس الجوربين للمرأة المحرمة

أوضح الشيخ ابن باز -رحمه الله- بأنه يجوز للمرأة أن تلبس الجوارب في العمرة وهي محرمة، فقد أمرها الله تعالى- بستر سائر بدنها، من أعلى رأسها وحتّى أخمص قدمه، ولكن لا يجوز لها أن ترتدي القفازات أو تغطية وجهها بالنقاب، كما أضاف على ذلك: أما كونها تلبس في رجليها جوارب، أو “دسوس” أو خفين لا بأس، الرجل يمنع إذا كان محرمًا لا يلبس الخفين إلا عند فقد النعلين إذا لم يجد نعلين يلبس الخفين، أما المرأة فلها أن تلبس الخفين والجوربين في هذه إحرامها في الحج والعمرة، لا بأس عليها. نعم”.[26]

هل يجوز للنساء العمرة من دون محرم

لا يجوز للمرأة أنْ تُسافر بمفردها للعمرة [27]، حيثُ لا بدَّ من وجود مُحرم لما ورد في الصَّحيحين عن أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها”[28]، ولقوله صلى الله عليه وسلم: “لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم، فقام رجل فقال: يا رسول الله إن امرأتي خرجت وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا فقال: انطلق فحج مع امرأتك”[29]، ومن الجدير بالذّكر أنّ المحرم يجب أن يكون ملازمًا للمرأة في طريق السّفر، فإن وصلت إلى مكّة المكرّمة ودخلت إلى بيت الله الحرام لا يجب على المحرم مرافقتها، إن شاء دخل معها، وإن شاء تركها تؤدّي المناسك وحدها.

فضل العمرة وثوابها

أجبنا في مستهلّ مقالنا عن كيفية أداء مناسك العمرة للنساء، حيثُ تُعتبَر العمرة من أعظم العبادات التي يحصل المسلم  على الأجر والثّواب من الله تعالى، فقد ورد في السُّنة النّبوية الشَّريفة العديد من الأحاديث التي تبين فضل العمرة للمسلمين، فهي من الأسباب التي تساهم في تكفير الذنوب ومحو الخطايا، ومن طرق دخول الجنة، كذلك قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا”[30]، حيثُ إنّ العمرة تكفّر ذنوب المسلم حتّى يعتمر مرّةً أخرى،  كما أنّها من الأعمال الصّالحة والنّوافل العظيمة الّتي يتقرّب بها العبد من الله جلّ وعلا، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه، فيما رواه النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عن ربّه تبارك وتعالى: “وما يزالُ عبدي يتقربُ إليَّ بالنوافلِ حتى أُحبُّه”[31]، ومن الجدير بالذّكر أنّ من فضائل العمرة أنّها تنفي الفقر عمّن اعتمر وثابر على هذه النّافلة العظيمة بقدر استطاعته بدليل ما روى ابن عبّاسٍ -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ، فإنَّهُما ينفيانِ الفقرَ والذُّنوبَ، كما ينفِي الكيرُ خبثَ الحديدِ”[32]، ولذلك ينبغي على كلّ مسلمٍ مستطيعٍ أن لا يفوّتها لينال الأجر والفضل العظيم من الله.[33]

الأذكار والأدعية المستحبة في العمرة

هناك العديد من الأدعية والأذكار المشروعة والّتي يسنّ للمسلم أن يدعو بها ويذكرها عند أداء مناسك العمرة، حيثُ إنّ ذكر الله -تعالى- عند أداء المناسك من أعظم وأهمّ السنن النّبويّة المباركة، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّما جُعل الطوافُ بالبيتِ، وبين الصفا والمروة ورمي الجمارِ: لإقامةِ ذكرِ اللهِ”[34]، وفيما يأتي ذكر جميع الأدعية والأذكار المأثورة التي تُقال عند أداء مناسك العمرة.

أدعية الميقات 

إنّ المسلم يبدأ بأول المناسك وهو الإحرام من الميقات فيقول: “لبَّيكَ اللَّهمَّ عمرةً”، ومن ثمّ يكمل طريقه إلى مكّة المكّرّمة وهو يلبيّ، حيثُ تعتبر التلبية من أهم الأذكار، ويظلّ يلبّي حتّى يصل إلى مكّة المكرّمة، وصيغة التّلبية هي: “لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَريكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لكَ، والمُلكَ لا شَريكَ لكَ”، كما يمكن للمسلم أن يلبّي لبعض الوقت ثمّ يردّد أيّ ذكر آخر، فلا بأس بتركها أحياناً والانشغال بغيرها من ذكر وتلاوة أو حديث مع الرفقة أثناء الطريق، فإذا وصل الكعبة قطع التلبية.[35]

أدعية الطواف

إنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أمر المسلمين عند وصلوهم لبيت الله الحرام أن يدخلوه بالقدم اليمنى اوّلًا ثمّ اليسرى، وأن يدعوا بدعاء المسجد وهو: “بسم الله، والسلامُ على رسول الله، اللهمَّ اغفِرْ لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتِك، أعوذُ باللهِ العَظيمِ، وبوَجهِه الكَريمِ، وسُلطانِه القَديمِ، منَ الشيْطانِ الرجيمِ”. ومن ثمّ يأتي فيستعدّ للطّواف باستقبال الحجر الأسود فيكبّر الله تعالى ويقول: “بسم اللهِ واللهُ أكبَر”، أما أثناء الطّواف على المسلم أن يكثر من التسبيح والتهليل والحمد والحوقلة، بحيث يقول: “سبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا إله إلا اللهُ واللهُ أكبرُ ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ”، وعند محاذاة الرّكن اليمانيّ يقول المسلم: “رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”، ومن الجدير بالذّكر أنه يجوز للمسلم ألّا يلتزم بهذه الأدعية والأذكار فقط، بل له أن يذكر الله تعالى بما يشاء أو يتلو من القرآن الكريم أو أنّ يدعو الله تعالى ويسأله من فضله ورحمته وكرمه.[35]

شاهد أيضًا: هل يجوز لبس النظارة الشمسية في العمرة

أدعية السعي بين الصفا والمروة

يستطيع المسلم عند وصوله لنسك السّعي بين الصّفا والمروة أن يدعوا الله -تعالى- بالعديد من الأذكار، فقد ورد عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قال: “إنما جُعِلَ رَمْيُ الجمارِ والسَّعْيُ بين الصفا والمروةِ لِإِقامةِ ذِكْرِ اللهِ”[36]، حيثُ يبدأ المسلم بقوله تعالى: “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا”[11]، ثمّ يبدأ السّعي من الصّفا وعندما يصعد على الجبل يستقبل القبلة ثمّ يقول: “لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له وَله المُلكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه، أنجَزَ وَعدَه، ونَصَر عبدَه، وغلَبَ الأحزابَ وحدَه، ولا شيءَ بعدَه”، ويردّد هذا الذّكر ثلاث مرّات،  ويفعل مثل ما فعل على الصفا دون ذكره للآية قبل الصعود عليه، كما يستطيع المسلم أن يدعو بعده بما يشاء، كأن يسأل الله -تعالى- بأن يغفر له ذنوبه، ويدخله الجنة، وينجيه من النار، ويسأل الله له ولوالديه المسلمين المغفرة والرحمة.[35]

مناسك العمرة خطوة خطوة بالصور للنساء

تُعتبَر العمرة من أجلِّ العبادات التي فرضها الله -عزّ وجلّ- على عباده المسلمين، ولها كسائر العبادات شعائر معينة وكيفية معينة؛ حيثُ تعتبر مناسك العمرة بأنَّها تتمثل بأداء شعائر معينة، فهي الأعمال التي يقوم بها المعتمر من بدايةِ العمرة وحتى انتهائها، وتتمثل مناسك العمرة خطوة بخطوة بالصور للنساء على النحو الآتي:[9]

كيفية أداء مناسك العمرة للنساء

كيفية أداء مناسك العمرة للنساء

كيفية أداء مناسك العمرة للنساء

كيفية أداء مناسك العمرة للنساء

كيفية أداء مناسك العمرة للنساء

كيفية أداء مناسك العمرة للنساء

شاهد أيضًا: هل يجوز ربط الشعر للنساء في العمرة

مناسك العمرة بالصور pdf

إنّ مناسك العمرة  تتمثل بمجموعة من الشّعائر المخصوصة التي يقوم بها المعتمر من بدايةِ العمرة وحتى انتهائها، كما إنّ اداء العمرة من الأسباب التي تساهم  في إظهار العبودية لله -تعالى- وتعظيم رجائه وشكره، وحمده على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، فهي من العبادات التي تعظم شعائر الله سبحانه وتعالى، كما ورد في فضلها الكثير من الأحاديث الشّريفة والمباركة ومنها قول النّبي -صلى الله عليه وسلم-: “مَن أَتَى هذا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كما وَلَدَتْهُ أُمُّهُ”[37]، ومن أهمية هذا الموضوع يبحث الكثير من الأشخاص عن مناسك العمرة بالصور لسهولة فهمها ومعرفتها بالخطوات بصيغة pdf لكونها من الصّيغ البسيطة والسّهلة التي يُمكن للقارئ الاطلاع عليها وطباعتها، كما يُمكن تحميلها “من هنـــــــــا

إلى هنا أعزّاءنا القرّاء نصل وإيّاكم إلى نهاية هذا المقال الذي قدمناه لكم بعنوان كيفية أداء مناسك العمرة للنساء، فقد عرفنا في هذا المقال بعض من المعلومات حول مفهوم العمرة وحكمها للنساء، وقد أدرجنا لكم الإجابة الصحيحة حول السُّؤال المطروح، ثمّ تعرفنا على شروط العمرة للنساء، كما ختمنا مقالنا ببعض المعلومات عن فضل العمرة والأحكام المهمة للنساء في العمرة.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة، الآية 196
  2. ^ alukah.net، تعريف العمرة وحكمها، 29/10/2022
  3. ^ islamqa.info، حكم العمرة، 29/10/2022
  4. ^ صحيح الترمذي ، الترمذي ، جابر بن عبدالله ، 931، صحيح.
  5. ^ شرح بلوغ المرام لابن عثيمين، ابن عثيمين، عائشة أم المؤمنين، 3/325، صحيح.
  6. ^ dorar.net، تعريفُ الإحرامِ، وحُكْمُه، والحِكْمَةُ منه، 29/10/2022
  7. ^ al-maktaba.org، أعمال المعتمر والحاج عند الميقات، 29/10/2022
  8. ^ al-maktaba.org، شروط الإحرام، 29/10/2022
  9. ^ islamweb.net، صفة العمرة للمرأة، 29/10/2022
  10. ^ islamonline.net، الصفا والمروة.. السعي إلى الله، 29/10/2022
  11. ^ سورة البقرة ، الآية 158
  12. ^ binbaz.org.sa، كيفية سعي المرأة، 29/10/2022
  13. ^ صحيح البخاري، البخاري، عبدالله بن عمر، 4252، صحيح.
  14. ^ dorar.net، الحَلقُ والتَّقصيرُ، 29/10/2022
  15. ^ alukah.net، شروط الحج، 29/10/2022
  16. ^ صحيح البخاري، البخاري، عبدالله بن عباس، 1862، صحيح.
  17. ^ سورة الطلاق ، الآية 1
  18. ^ ar.islamway.net، محظورات الإحرام ، 29/10/2022
  19. ^ صحيح مسلم ، مسلم، عثمان بن عفان، 1409، صحيح.
  20. ^ سورة البقرة ، الآية 196
  21. ^ صحيح البخاري ، البخاري، عبدالله بن عمر، 5806، صحيح .
  22. ^ صحيح البخاري ، البخاري، عن عبدالله بن عمر، 1838 ، صحيح.
  23. ^ binbaz.org.sa، صفة لباس المرأة المحرمة، 29/10/2022
  24. ^ صحيح مسلم، مسلم، أبو هريرة، 2128، صحيح.
  25. ^ islamqa.info، لماذا نهيت المرأة المحرمة عن لبس النقاب؟، 29/10/2022
  26. ^ binbaz.org.sa، حكم لبس الشراب والجوربين للمحرمة، 29/10/2022
  27. ^ islamweb.net، لا تسافر المرأة إلى العمرة بغير محرم، 29/10/2022
  28. ^ صحيح مسلم، مسلم، أبو هريرة، 1339، صحيح.
  29. ^ صحيح مسلم، مسلم، أبو هريرة، 1341، صحيح.
  30. ^ صحيح البخاري ، البخاري، أبو هريرة، 1773،صحيح.
  31. ^ صحيح الجامع ، الألباني ، أبو هريرة ، 1782 ، صحيح.
  32. ^ صحيح النسائي ، الألباني ، عبد الله بن عباس ، 2629 ،صحيح.
  33. ^ alukah.net، فضل العمرة وصفتها، 29/10/2022
  34. ^ صحيح ابن خزيمة، ابن خزمة، عائشة ، 4/ 475 ، أخرجه في صحيحه.
  35. ^ islamweb.net، الأذكار والأدعية التي يحافظ عليها المعتمر في عمرته، 29/10/2022
  36. ^ سنن الترمذي، ، الترمذي، عائشة أم المؤمنين ، 902، حسن صحيح.
  37. ^ صحيح مسلم ، مسلم، أبو هريرة، 1350،صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *