كيفية الاستغفار للوالدين ، هل الاستغفار للوالدين يرفع درجتهم في الجنة

كيفية الاستغفار للوالدين ، هل الاستغفار للوالدين يرفع درجتهم في الجنة
كيفية الاستغفار للوالدين

كيفية الاستغفار للوالدين هي من المسائل التي تشغل بال كثير من الأبناء الذين يريدون برّ آبائهم وأمهاتهم في حياتهم أو بعد مماتهم وانتقالهم للحياة البرزخيّة، فالاستغفار هو من الأمور العظيمة النفع التي يعود فضلها على الإنسان وعلى غيره من أهله وأقربائه ونحوهم ممن يستغفر لهم، وفي هذا المقال سوف يكون هنالك وقفة مع بيان الكيفية التي يمكن من خلالها الاستغفار للوالدين الأحياء منهم والأموات.

كيفية الاستغفار للوالدين

إنّ الاستغفار للوالدين هو أمرٌ مستحب، ويكون الاستغفار لهما بذكر صيغة من صيغ الاستغفار موجهة لأحد الوالدين، وذلك كأن يقول الابن: اللهم اغفر لوالدي، أو: استغفر الله العظيم لي ولوالدي، أو غير ذلك من صيغ الاستغفار، كما يكون ذلك بالدعاء لهما بالرحمة، ودخول الجنة، والنجاة من النار، سواء أكانوا أحياءً أم أمواتًا.[1]

صيغة الاستغفار للوالدين الأحياء

لم ترد صيغة معيّنة للاستغفار للوالدين عن النبي، وكل ما ذكره العلماء حولا الاستغفار للوالدين هو ما ذكره بعض علماء الحديث في كتبهم من حديث أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي أنّه قال: “بيْنَما نحنُ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْ جاءَهُ رجُلٌ مِن بَني سَلِمَةَ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، هلْ بَقِيَ مِن بِرِّ أبَوَيَّ شَيءٌ أَبَرُّهما بهِ مِن بعْدِ مَوتِهما؟ قالَ: نَعَم؛ الصَّلاةُ عليْهما، والاستغفارُ لهُما، وإنفاذُ عُهودِهما، وإكرامُ صَديقِهما، وصِلةُ الرَّحِمِ الَّذي لا رَحِمَ لكَ إلَّا مِن قِبَلِهما”،[2] فقد ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الاستغفار للوالدين ولم يخصّص طريقة للاستغفار لهما، فأي لفظ للاستغفار يجزئ بإذن الله تعالى.[3]

شاهد أيضًا: قصص عن بر الوالدين ، قصص الصحابة في بر الوالدين

طريقة الاستغفار للوالدين المتوفين

إنّ طريقة الاستغفار للوالدين تكون بقراءة صيغة من صيغ الاستغفار المشهورة وإضافة لفظ الوالدين إليها، مثلًا يقول: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلّا هو الحي القيّوم (لي ولوالديّ) وأتوب إليه، أو أن يقول: أستغفر الله (لي ولوالديّ) وأتوب إليه، أو بأن يقول: ربِّ اغفِرْ لي (ولوالديّ) وتُبْ (علينا) إنَّك أنت التَّوَّابُ الرَّحيمُ، ومن صيغ الاستغفار المأثورة عن النبي عليه وآله الصلاة والسلام ما يأتي:

  • “اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي؛ فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ”.[4]
  • “ربِّ اغفِرْ لي وتُبْ عليَّ إنَّك أنت التَّوَّابُ الرَّحيمُ”.[5]
  • “اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ”.[6]
  • “أستغفرُ اللهَ الَّذي لا إلهَ إلَّا هو الحيُّ القيُّومُ وأتوبُ إليه”.[7]
  • “اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مِن عِندِكَ مَغْفِرَةً إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ”.[8]
  • “سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي”.[9]
  • “رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وجَهْلِي، وإسْرَافِي في أمْرِي كُلِّهِ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطَايَايَ، وعَمْدِي وجَهْلِي وهَزْلِي، وكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ”.[10]
  • “اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ، لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ”.[11]

شاهد أيضًا: حديث عن عقوق الوالدين ، حديث عن بر الوالدين

هل يجوز الاستغفار للوالدين وهم أحياء

قال العلماء إنّه يجوز للمرء أن يستغفر لوالديه، وقالوا إنّه يستطيع الاستغفار لكلّ لكل شخص يحبّه أو يودّه أو له معه صلة قربى سواء كان حيًّا أم ميّتًا، ولكن قيّدوا ذلك بشرط أن يكون مسلمًا، فإذا ما كان مسلمًا فإنّه يجوز الاستغفار له، كالأب والأم والعمات والخالات والأخوال والأعمام، ولجميع الأقارب المسلمين، وكل ذلك ينال المرء عليه الأجر بإذن الله تعالى.[12]

فضل الاستغفار للوالدين الأحياء

إنّ الاستغفار للوالدين الأحياء أو الأموات له أفضال متعددة، ومن ذلك:[12]

  • البر بالوالدين وكسب رضاهما، فإنّ صور البر بالوالدين كثيرة، ومنها أن يستغفر المرء لوالديه ويدعو لهم.
  • كسب رضا الله تعالى، فطاعة الوالدين وبرهما من طاعة الله تعالى.
  • تحصيل الأجر والثواب؛ وذلك لأنّ الاستغفار للآخرين يحصّل الثواب للمستغفر.

شاهد أيضًا: بحث عن بر الوالدين كامل وبالعناصر

هل الاستغفار للوالدين يرفع درجتهم في الجنة

إنّ الاستغفار ينفع الميت مطلقًا، سواء كان هذا الميت أبًا أم أمًّا أو غير ذلك، وذلك بدليل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}،[13] فثناء الله تعالى على هذه الفئة التي استغفرت لها ولإخوانها دليل صريح على نفع هذا الاستغفار، وهذا ما عليه جمهور العلماء، ومما يؤكد نفع الاستغفار للميت أيضًا ما جاء من أحاديث عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم يؤكد فيها الشفاعة للميت والاستغفار له وقبول الله تعالى ذلك من المصلين.[14]

ومن الأحاديث التي تثبت وصول الثواب للميت من استغفار أو دعاء أو نحو ذلك ما جاء عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في الحديث الذي يرويه عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه، فيقول: “صَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى جِنَازَةٍ، فَحَفِظْتُ مِن دُعَائِهِ وَهو يقولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ وَاعْفُ عنْه، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ، وَأَعِذْهُ مِن عَذَابِ القَبْرِ، أَوْ مِن عَذَابِ النَّارِ. قالَ: حتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا ذلكَ المَيِّتَ”.[15]

وهنالك حديث آخر قد ورد فيه صراحة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنّ استغفار الولد يرفع من درجات الأب في الجنة، فيقول صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث: “قد جاء في صريح الحديث عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال: “إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ ليَرفَعُ الدَّرجةَ للعبدِ الصَّالحِ في الجَنَّةِ فيقولُ يا ربِّ أنَّى لي هذه فيقولُ باستغفارِ ولدِك لك”،[16] وعليه فإنّ الاستغفار للوالدين يرفع درجاتهم في الجنة.[14]

شاهد أيضًا: فوائد بر الوالدين في الدنيا ، أهمية بر الوالدين

صور بر الوالدين بعد وفاتهما

إنّ بر الوالدين هو أفضل الأعمال التي يقوم بها المرء، وهو أفضل الأعمال التي يتقرّب بها العبد إلى ربّه ويكسب رضاه، وفي الحديث الشريف يقول الراوي رضي الله عنه: “بيْنَما نحنُ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْ جاءَهُ رجُلٌ مِن بَني سَلِمَةَ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، هلْ بَقِيَ مِن بِرِّ أبَوَيَّ شَيءٌ أَبَرُّهما بهِ مِن بعْدِ مَوتِهما؟ قالَ: نَعَم؛ الصَّلاةُ عليْهما، والاستغفارُ لهُما، وإنفاذُ عُهودِهما، وإكرامُ صَديقِهما، وصِلةُ الرَّحِمِ الَّذي لا رَحِمَ لكَ إلَّا مِن قِبَلِهما”،[2] ويمكن أن يكون بر الوالدين بكثير من الصور، ومنها:[17]

  • كثرة الدعاء لهما.
  • كثرة الصدقة عنهما ولا سيما للأقارب.
  • تنفيذ وصيتهما.
  • صلة الأقارب.
  • إكرام صديقهما.
  • الحج والعمرة عنهما، ونحو ذلك من أعمال البر المشروعة عن الميت.

وإلى هنا يكون قد تم مقال كيفية الاستغفار للوالدين بعد الوقوف على الكيفية التي يستطيع من خلالها المسلم الاستغفار لوالدية سواء كان ذلك خلال حياتهما أم بعد وفاتهما، بالإضافة إلى الوقوف على بعض صور البر التي يمكن للابن فعلها بعد وفاة والديه.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa، حكم الاستغفار للأهل والذرية والأزواج والأحياء والأموات، 23/03/2023
  2. ^ المستدرك على الصحيحين، أبو أسيد مالك بن ربيعة الساعدي، الحاكم، 7466، حديث صحيح الإسناد.
  3. ^ islamweb.net، الاستغفار للوالدين بعد موتهما من البر بهما، 23/03/2023
  4. ^ صحيح البخاري، شداد بن أوس، البخاري، 6306، حديث صحيح.
  5. ^ حلية الأولياء، عبد الله بن عمر، أبو نعيم، 5/13، حديث صحيح متفق عليه [أي:بين العلماء] من حديث محمد بن سوقة.
  6. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 744، حديث صحيح.
  7. ^ الترغيب والترهيب، زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، المنذري، 2/385، حديث إسناده جيد متصل.
  8. ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عمر، البخاري، 7387، حديث صحيح.
  9. ^ صحيح البخاري، عائشة أم المؤمنين، البخاري، 4968، حديث صحيح.
  10. ^ صحيح البخاري، أبو موسى الأشعري، البخاري، 6398، حديث صحيح.
  11. ^ صحيح مسلم، علي بن أبي طالب، مسلم، 771، حديث صحيح.
  12. ^ binbaz.org.sa، حكم الاستغفار للأهل والذرية والأزواج والأحياء والأموات، 23/03/2023
  13. ^ سورة الحشر، الآية: 10
  14. ^ islamweb.net، الاستغفار للميت والحي، 23/03/2023
  15. ^ صحيح مسلم، عوف بن مالك الأشجعي، مسلم، 963، حديث صحيح.
  16. ^ مجمع الزوائد، أبو هريرة، الهيثمي، 10/213، الحديث رجاله رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وقد وُثِّقَ.
  17. ^ binbaz.org.sa، بر الوالدين بعد وفاتهما، 23/03/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *