عناصر المقال
كيفية التخلص من الربا فالربا من أكبر الكبائر، وهو من السبع الموبقات التي حرّمها الله تعالى، فالواجب على جميع المسلمين الحذر من المعاملات الربوية والتعاون مع أهلها، وقد توعّد الله -عز وجل- آكل الربا بالنار، وبحربٍ منه -سبحانه- ومن رسوله الكريم عليه السلام، وهذا يبين عظم خطره على الفرد والمجتمع المسلم، وللربا صور وأنواع فعلى المسلم التفطن لذلك للاحتراس من الوقوع فيها، وفي هذا المقال سنعرض نبذة مختصرة عن الربا، وسنوضح بشكل مفصل كيفية التخلص من الربا.
تعريف الربا
معنى الربا في اللغة: الزيادة، ويقال للشيء: ربا يربو، إذا زاد، والرابية: هي المكان المرتفع عن الأرض، وقد اختلف العلماء في تعريف الربا شرعاً على الأقوال الآتية:[1]
- قال الحنفية: “هو الفضل الخالي عن العوض بمعيار شرعي بشروط لأحد المتعاقدين في المعاوضة”.
- قال المالكية والشافعية: “هو عقد على عوض مخصوص غير معلوم التماثل في معيار الشرع حالة العقد أو مع التأخير في البدلين أو أحدهما”.
- قال الحنابلة: “هو الزيادة في أشياء مخصوصة”.
شاهد أيضاً: كيفية التخلص من الوسواس في الصلاة
كيفية التخلص من الربا
على المسلم أن يتخلص من الفوائد الربوية، وذلك عن طريق صرفها في أحد أوجه البر، كالصدقة على الفقراء، والغارمين، ولا يجوز للمسلم أن يصرف هذه الفائدة الربوية على نفسه، ولا أن يرد هذه الفائدة للبنك، فقد سئل ابن باز رحمه الله عن ذلك فقال: ” يجب عليك إخراج زكاته كلما دارت عليه السنة سواء كان في البنك أو غيره إذا كان نصابًا. أما ما أعطاك البنك من الربح، فلا ترده على البنك ولا تأكله، بل اصرفه في وجوه البر؛ كالصدقة على الفقراء، وإصلاح دورات المياه، ومساعدة الغرماء العاجزين عن قضاء ديونهم، وعليك التوبة من ذلك”،[2] وعلى المسلم أن يعلم أنه لا يجوز له التعامل مع البنك بالربا ولا غير البنك، ومصير من أصر على الربا الخلود في النار إلى الأبد، إذا كان مستحلاً له، وإن لم يستحل الربا وإنما أخذه للهوى، فيكون خلوده في النار له نهاية.
أنواع الربا
لا يقتصر الربا على صورة واحد، فللربا صور وأنواع عدة، وهي كما يأتي:[1]
- ربا الفضل: وهو الزيادة في أحد العوضين في النوع الواحد متحد الجنس، كالذهب بالذهب، وقد ورد الإجماع على حُرمة ربا الفضل في الأصناف التي ذكرها الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بقوله: “الذَّهَبُ بالذَّهَبِ، والْفِضَّةُ بالفِضَّةِ، والْبُرُّ بالبُرِّ، والشَّعِيرُ بالشَّعِيرِ، والتَّمْرُ بالتَّمْرِ، والْمِلْحُ بالمِلْحِ، مِثْلاً بمِثْلٍ، سَواءً بسَواءٍ، يَداً بيَدٍ، فإذا اخْتَلَفَتْ هذِه الأصْنافُ، فَبِيعُوا كيفَ شِئْتُمْ، إذا كانَ يَداً بيَدٍ”.[3]
- ربا النسيئة: وهو الزيادة في مدة الدين مقابل الزيادة في المال، وقد أجمع أهل العلم على تحريمه.
- ربا القرض: وهو كل زيادة من عين أو منفعة يشترطها المقرض على المقترض، وسُمّي ربا القرض بهذا الاسم من باب نسبة الشيء إلى سببه، فالقرض هو سبب الربا، وحكمه التحريم بإجماع الفقهاء.
شاهد أيضاً: كيفية التخلص من الاكتئاب بالقران
حكم الربا
الربا من أكبر الكبائر، وهو من السبع الموبقات التي حرّمها الله تعالى، وأدلة تحريم الربا في الكتاب والسنة كثيرة، وفيما يأتي بعض هذه الأدلة:[2]
- قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ}.[4]
- قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: “اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ*، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا”.[5]
- ورد من حديث جابر رضي الله عنه: “لَعَنَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَقالَ: هُمْ سَوَاءٌ”.[6]
الحكمة من تحريم الربا
شرع الله -تعالى- الأحكام الشرعية مراعياً مصلحة العباد، والحكمة من تحريم الربا كثيرة، وفيما يأتي أبرزها:[1]
- تعطل العمل: فالربا عبارة عن زيادة في المال من غير عمل.
- يُشيع الكراهية في المجتمع: لأن صاحب المال يستغل حاجة المحتاجين، وعجزهم، وكلما زاد الربا زاد عجز وضرر المحتاج.
- تكوين فجوة في الطبقات الاجتماعية: فالمال يبقى في أيدي فئة معينة من الناس.
- يؤدي إلى الكسل: فالربا يؤدي إلى كسب المال بسرعة، وبدون مجهود.
- الغاء الترابط الاجتماعي: فيجب على من أخذ الربا أن يعيده مضاعفاً، كما أنه يلغي مبدأ القرض الحسن، ويغلق باب الصدقة والإحسان بين الناس.
- يؤدي إلى الظلم: فالربا أكل مال الناس بغير وجه حق.
شاهد أيضاً: كيفية صلاة الاستسقاء عند الشافعية
الطرق المشروعة للتخلص من الربا
هناك العديد من الطرق التي تُغني المؤمن عن الربا، فيما يأتي أبرزها:[7]
- المضاربة: وهي شركة يقدم أحد الأشخاص فيها مالاً والآخر عملاً، ويكون الربح بينهما حسب الاتفاق، والخسارة على صاحب رأس المال من ماله، ومن العامل جهده وتعبه.
- بيع السَّلم: وهو بيع آجلٍ بعاجلٍ، بأن يدفع المشتري للصنّاع قبل أن يستلم منهم المبيع لحين إتمام صنعه، وهذا البيع له شروط معينة.
- بيع المؤجّل: وهو البيع بالتقسيط للتسيير على لناس.
- إخراج الزكاة: فقد شرع الله الزكاة لمساعدة المحتاجين من للمدينين والفقراء وأبناء السبيل .
- القرض الحسن: وهو هو القرض المالي بدون أي فوائد ربوية.
أوضحنا في هذا المقال كيفية التخلص من الربا عن طريق دفعه للمحتاجين، وبينا تعريف الربا وأنواعه الثلاثة: ربا الفضل وربا النسيئة، وربا القرض، وأوضحنا حكم الربا وأنه من أكبر الكبائر ومن الموبقات السبعة التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم، وبينا الحكمة من تحريمه، كما بينا الطرق المشروعة للتخلص من الربا بالبيع بالتقسيط، والبيع المؤجل.
المراجع
- ^ alukah.net، الربا (أقسامه وخطره والفرق بين البيع والربا)، 25/12/2022
- ^ binbaz.org.sa، كيفية التخلص من الفوائد الربوية، 25/12/2022
- ^ صحيح مسلم، عن عبادة بن الصامت، رواه مسلم، الصفحة أو الرقم: 1587، صحيح.
- ^ سورة البقرة، آية: 278-279.
- ^ صحيح البخاري، عن أبي هريرة، رواه البخاري، الصفحة أو الرقم: 2766، صحيح.
- ^ صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، رواه مسلم، الصفحة أو الرقم: 1598، صحيح
- ^ shamela.ws، كتاب رسالة في الفقه الميسر، 25/12/2022
التعليقات