كيفية التخلص من الوسواس في الصلاة

كيفية التخلص من الوسواس في الصلاة
كيفية التخلص من الوسواس في الصلاة

كيفية التخلص من الوسواس في الصلاة من الأمور الهامة التي يجب على المسلم معرفتها، فوسوسة الشيطان من الأمور الخطيرة التي قد تصيب المسلم، وتختلف خطورة هذا الأمر على اخلاف حال الشخص، فقد يكون الوسواس في أحد أصول الدين كالإيمان بالله ورسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وقد يكون الوسواس في أحد أركان الإسلام كالصلاة، والمسلم الذي يوسوس له الشيطان أثناء الصلاة فينشغل قلبه عنها، ينقص أجره وثوابه فيها، وفي هذا المقال سنشرح بشكل مفصل عن كيفية التخلص من الوسواس في الصلاة.

أسباب الوسواس في الصلاة

هناك العديد من الأسباب لوسوسة الشيطان في الصلاة، ولعل أهمها ما يأتي:[1]

  • قلة العلم الشرعي: فقد يظن المؤمن أن استجابته للوسواس حرصٌ منه على إقامة الصلاة على أكمل وجه، وأن فعله نوع من أنواع الورع والتقوى، وأن هذا الأمر أفضل من التساهل والتفريط في أمور الدين، وأن فيه تطبيق لقول الرسول -صلى الله عليه وسلَّم-: “دع ما يَريبكَ إلى ما لا يَريبُكَ”،[2] وقوله -عليه الصَّلاة والسَّلام-: “فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ”،[3] ولكن الحقيقة أن المقصود من هذه الأحاديث ليس اتباع الوسوسة، فاتباع الوسواس نوع من أنواع التشدد في الدين، والتعسير على النفس بما لا تطيق، فقد قال الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-: “إِنَّهُ سيكونُ في هذِهِ الأُمَّةِ قومٌ، يعتدونَ في الطُّهورِ والدعاء”.[4]
  • عدم التركيز في الصلاة وانشغال القلب والعقل: بالتفكير في الأمور الدنيوية، وبهذا يفقد المسلم تركيزه ويجعل للشيطان مدخل في وسوسته، ولأهمية الخشوع الصلاة نهى الشارع أن يصلي الإنسان وهناك صارف طبيعي يصرفه عن الخشوع كوجود الطعام، ونهى عما يصرف عن الخشوع من نظر إلى السماء أو انشغال فيها عما ليس منها.
  • الاسترسال مع الوسواس: بأن يستمع الشخص لهذه الوساوس وينقاد إليها فيصعب عليه الخروج منها، ولهذا لا بد للمسلم من قطع هذه الوساوس وعدم الانقياد لها.
  •  الغفلة عن ذكر الله: فلا يجتمع ذكر الله مع الوسوسة.

شاهد أيضاً: مقال عن اهمية الصلاة وفضلها ومكانتها

كيفية التخلص من الوسواس في الصلاة

هناك العديد من الأمور التي حث عليها الإسلام للتخلّص من وسوسة الشيطان في الصلاة، وفيما يأتي أبرزها:[1]

  •  الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم: فهذه الوسيلة من أنفع الوسائل في التخلص من وساوس الشيطان، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: “يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي؛ يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له: خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثا. قال: ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني”.[5]
  •  ذكر الله -تعالى-: فذكر الله طارد للشيطان ووساوسه، فقد قال -سبحانه-: {إِنَّ الَّذينَ اتَّقَوا إِذا مَسَّهُم طائِفٌ مِنَ الشَّيطانِ تَذَكَّروا فَإِذا هُم مُبصِرونَ}.[6]
  •  معرفة المسلم أنها محاولة من الشيطان لتشكيكه: فالشيطان يحاول إفساد أعمال المسلم الصالحة، وصرفه عن الطاعات، إذ قال -تعالى-: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}.[7]
  • معرفة أن الدين يسر: فعلى المسلم أن يعلم أن هذا الدين جاء للتيسير على عباده، وما كان ليوجب على العبد إعادة صلاته من غير سبب شرعي صحيح، فقد قال -تعالى-: {يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}،[8] وكذلك قوله -تعالى-: {يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا}.[9]
  • عدم الالتفات إلى الوسواس: فإن الالتفات إلى هذه الوساوس يزيدها ويحقق مراد الشيطان، وكلما غض المسلم الطرف عنها تلاشت واختفت.
  •  لزوم الطاعات واجتناب المنكرات: فالأعمال الصالحة تقوي الإيمان، وتحصن القلب من وساوس الشيطان.

شاهد أيضاً: بحث عن شروط الصلاة واركانها وواجباتها

كيفية التخلص من الوسواس عند الوضوء

هناك العديد من الأمور التي حث عليها الإسلام للتخلّص من وسوسة الشيطان عند الوضوء، وفيما يأتي أبرزها:[1]

  • العمل بقاعدة اليقين لا يزول بالشك: وهي أحد القواعد الفقهية الهامة، والتي تعني أن يقين الطهارة لا يزول لمجرد الشك فيكون حكم المسلم المتطهر الشاك في حدثه أنه طاهر، ولا تجب عليه أن إعادة الوضوء، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا وجَدَ أحَدُكُمْ في بَطْنِهِ شيئًا، فأشْكَلَ عليه أخَرَجَ منه شيءٌ أمْ لا، فلا يَخْرُجَنَّ مِنَ المَسْجِدِ حتَّى يَسْمع صَوْتًا، أوْ يَجِدَ رِيحًا”،.[10]
  • عدم الالتفات لوسوسة الشيطان: فإن طبق المسلم الشروط الصحيحة للطهارة، فعليه أن لا يعير وساوس الشيطان اهتماماً، لكي يقل هذا الوسواس ثم يختفي.
  •  أن يتعلم المسلم الطريقة الصحيحة للطهارة: فإن تعلم الوضوء بالطريقة الصحيحة على الشكل الذي يرتضيه الله -تعالى-، يمنح المسلم ثقة ومن شأن هذا أن يطرد وساوس الشيطان التي قد تُراوِده.
  •  التضييق على النفس ومخالفتها: بأن يضع للنفس حدوداً، ويخالفها بما تأمره من إعادة الوضوء.

حكم وسواس الشيطان وأثره على الصلاة

على المسلم أن يدفع الخواطر وحديث النفس في الصلاة، وقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- عظم أجر ذلك الفعل، فقد قال النَّبي -عليه السلام- أنَّه قال: “من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر له ما تقدم من ذنبه”[11]، وحكم الوسوسة يختلف باختلاف شدتها فإن كانت قليلة فلا تبطل الصَلاة وهذا باتِّفاق أهل العلم، ولا يجب على الشخص إعادة الصلاة، ومع ذلك فإن خطرها شديد فهي تُنقص أجر المصلي، فالمسلم يؤجر بقدر حُضور قلبه في الصلاة، وقد شرعت السنن الرواتب لجبر هذا النقص، وأمَّا إن غلب الوسواس على أكثر الصلاة، فاختلف العلماء في حكمها الشرعي؛ وذلك لاختلافهم في حكم الخشوع فمن رأى بأن الصلاة ركن أبطلها، ومن رأى بأنها سنه لم يبطلها، والذي اختاره ابن تيمية أن الصلاة لا تبطل بذلك، لأنَّ الخشوع في الصَلاة سنة، فلا تَبطل الصلاة بترك السنن، وعلى المسلم الحذر من هذه الوساوس التي تنقص الأجر، وتبطل الصلاة -عند بعض أهل العلم-.[12]

شاهد أيضاً: موضوع تعبير عن الصلاة وأهميتها

أنواع وساوس الشيطان

قد يصاب العبد ببعض أنواع وساوس الشيطان، وفيما يأتي بيان أخطر أنواعها:[1]

  • الوسواس المؤثر على أصل الدين: كالإيمان بالله -تعالى- والإيمان برسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، والإيمان باليوم الآخر، وهذا النوع أخطر أنواع الوساوس لتأثيرها على أصل الدين والإسلام.
  • الوسواس المؤثر على النية: فقد يوسوس الشيطان للإنسان بشأن نيته ويجعله يشك فها، ويجعله يتلفظ بها، والأصل بالنية أن محلها القلب، وأن لا يتلفظ بها، فالنية من الأمور اللازمة للأفعال المقصودة، التي لا تحتاج إلى تحصيل أو تعب.
  •  الوسواس المؤثر على الصلاة: وصور هذا النوع كثيرة، منها: تكرار تكبيرة الإحرام، أو تكرار آية قرآنية، وقد يعيد الإنسان صلاته بسبب شكه بأحد الأركان هل أتى بها أم لا.
  • الوسواس المؤثر على الطهارة: ومن صور هذا النوع: إعادة غسل الجنابة، أو إعادة غسل الحيض، أو إعادة الوضوء، أو الشك في نسيان أحد الأعضاء، وقد حذر الرسول -صلى الله عليه وسلم- من ذلك، فقال: “إِنَّ لِلوُضوءِ شيطاناً يقالُ لَهُ: الْوَلْهانُ، فاتَّقُوا وسواسَ الماءِ”.[13]

بينا في هذا المقال كيفية التخلص من الوسواس في الصلاة  وذلك عن طريق الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وملازمة ذكر الله -تعالى-، وفعل الطاعات والقربات، واجتناب المحرمات، كما وضحنا كيفية التخلص من الوسواس عند الوضوء عن طريق العمل بقاعدة اليقين لا يزول بالشك، والتضييق على النفس ومخالفتها، وبينا حكم وسواس الشيطان وأثره على الصلاة، وأسباب الوسواس في الصلاة.

المراجع

  1. ^ alukah.net، الوسوسة، 22/12/2022
  2. ^ صحيح الترمذي، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، رواه الالباني، الصفحة أو الرقم: 2518، صحيح.
  3. ^ في صحيح البخاري، عن النعمان بن بشير، رواه البخاري، الصفحة أو الرقم: 52، صحيح.
  4. ^ في صحيح الجامع، عن عبد الله بن مغفل، رواه الالباني، الصفحة أو الرقم: 2396، صحيح.
  5. ^ صحيح مسلم، عثمان بن أبي العاص الثقفي ، مسلم، 2203، صحيح.
  6. ^ سورة الأعراف، آية: 201.
  7. ^ سورة فاطر، آية: 6.
  8. ^ سورة البقرة، آية: 185.
  9. ^ سورة النساء، آية: 28.
  10. ^ في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، رواه مسلم، الصفحة أو الرقم: 362، صحيح.
  11. ^ صحيح البخاري، عثمان بن عفان، البخاري، الصفحة أو الرقم : 159، صحيح.
  12. ^ shamela.ws، الخشوع في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة، 22/12/2022
  13. ^ صحيح مسلم، عن أبي العلاء البياضي، رواه مسلم، الصفحة أو الرقم: 2203، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *