كيفية صلاة العيد على المذاهب الأربعة

كيفية صلاة العيد على المذاهب الأربعة
كيفية صلاة العيد على المذاهب الأربعة

كيفية صلاة العيد على المذاهب الأربعة، حيث تفصلنا ساعات معدودة لاستقبال أول أيام عيد الفطر المبارك، وشوق كبير لعودة شهر رمضان الكريم في العام القادم، ومن المعروف أن العيد يبدأ بصلاته التي يؤديها المسلمون في مساجد الله، وهناك فوارق بسيطة في هذه الصلاة وكيفيتها بين المذاهب الأربعة، ولكن النية أنها خالصة لله سبحانه وتعالى، وفي هذا المقال سنعرف كيفية صلاة العيد على المذهب الأربعة.

كيفية صلاة العيد على المذاهب الأربعة

إنَّ صلاة العيد ركعتان، حيث يبدأ وقتها بعد ارتفاع الشمس قدر رمح، وبزوال حمرتها حدد العلماء وقتها، الذي ينتهي بغياب الشمس، وفي الركعة الأولى يُكبر سبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام، ويقرأ بعد الفاتحة سورة ق أو سورة الأعلى، وأمّا الركعة الثانية فيكبر خمس تكبيرات، ويقرأ سورة الغاشية أو سورة القمر، وبعد الصلاة يخطب الإمام خطبة يذكر فيها الناس ويعظهم، وذلك ما ورد في الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، وأول شيء يبدأ به الصلاة، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم، وإن كان يريد أن يقطع بعثًا أو يأمر بشيء أمر به ثم ينصرف”[1]، والله تعالى ورسوله أعلم. [2]

شاهد أيضًا: كم عدد تكبيرات صلاة العيد في الركعة الأولى في المذاهب الأربعة

كيفية صلاة العيد على المذهب الشافعي

صلاة العيد عند الشافعية يدخل وقتها مع بدء طلوع الشمس، وإن لم ترتفع قدر رمح أو إلى زوال الحمرة، ويُسنّ تأخيرها إلى أن ترتفع الشمس قدر رمح، كما يسن قضاؤها بعد ذلك، وفي الركعة الأولى يكبر سبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام ودعاء الاستفتاح وقبل الاستعاذة والقراءة، ويقرأ بعد الفاتحة سورة ق أو سورة الأعلى أو سورة الكافرون، وأمّا الركعة الثانية يكبر خمس تكبيرات زيادة على تكبيرة الإحرام قبل الاستعاذة والقراءة، ويقرأ بعد الفاتحة سورة الإخلاص أو سورة القمر، وتعتبر التكبيرات الزائدة سُنّةً فلو نَسِيها المصلي أو تركها، فإنّه لا يسجد للسَّهو، وإن وقع لديه شكٌّ في العدد، فإنّه يبني على الأقل، ومن سننها رفع اليدين في كل تكبيرة حذو المنكبين، ووضع اليد اليمنى على اليسرى بين كل تكبيرتين وذكر الله بينهما، والجهر في القراءة. [3]

كيفية صلاة العيد على المذهب المالكي

صلاة العيد عند المالكية يدخل وقتها من حل النافلة إلى الزوال، ولا يسن تأخيرها عن أول وقتها، ولا تقضى بعد ذلك، وفي الركعة الأولى يكبر ست تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام قبل القراءة، ويقرأ بعد الفاتحة سورة الأعلى، وأمّا الركعة الثانية يكبر خمس تكبيرات زيادة على تكبيرة القيام، وذلك قبل الاستعاذة والقراءة، ويقرأ بعد الفاتحة سورة الشمس، وبالنسبة للتكبيرات الزائدة، فهي سنة مؤكدة، فإذا نسي المصلي أي من التكبيرات قبل الركوع يأتي بها، أما إذا كان منفردًا من المستحب إعادة القراءة ويسجد سجود السهو بعد السلام، كما يسجد للسهو قبل السلام إذا تذكر ما نسيه بعد الركوع، ومن سننها رفع اليدين في تكبيرة الإحرام والجهر في القراءة، وأيضًا تقديم التكبيرات على القراءة، ولا يجوز متابعة الإمام إذا كان يزيد أو ينقص في عدد التكبيرات أو يؤخرها لبعد القراءة. [4]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة العيد في البيت وما هو حكم صلاة العيد للرجال والنساء

كيفية صلاة العيد على المذهب الحنبلي

يدخل وقت صلاة العيد عند الحنابلة من حل النافلة؛ أي بعد طلوعها إلى قبيل الزوال وهو قدر رمح، ويمكن قضاؤها في اليوم التالي، ولو كان بالإمكان قضاؤها بنفس اليوم، كما يمكن قضاؤها إن فاتت أيام سواء بعذر أم بغير عذر، وفي الركعة الأولى يكبر ست تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام قبل القراءة، ويقرأ الاستعاذة والبسملة، ثم سورة الفاتحة وبعدها سورة الأعلى، وأما الركعة الثانية يكبر خمس تكبيرات زيادة على تكبيرة القيام قبل الاستعاذة والقراءة، ويقرأ الاستعاذة بعد التكبيرة الأخيرة ويُسن البسملة ثمّ قراءة سورة الفاتحة وبعدها سورة الغاشية، ولا يأتي المصلّي بالتكبيرات الزائدة إن نسي بعضها أو كلها فهي سنّة، كما لو ترك الاستفتاح أو التعوذ حتى قرأ الفاتحة، فإنه لا يعود له، ومن سننها ذكر الله بين التكبيرات بقول: “الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، وصلّى الله على النبي وآله وسلّم تسليما”. [5]

كيفية صلاة العيد على المذهب الحنفي

يدخل وقت صلاة العيد عند الحنفية من حل النافلة إلى الزوال، وتفسد الصلاة فتنقلب نفلًا إن زالت الشمس قبل القعود قدر التشهد، ومن فاتته الصلاة مع الإمام يجب أن يصلي أربع ركعات سنة الضحى وينصرف، إذ لا يمكن أن يقضيها منفردًا، وهذا ما روي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: “من فاتته صلاة العيد مع الإمام فليصل أربعًا”[6]، ويمكن تأخير صلاة العيد إلى اليوم الثاني فقط إذا كان هناك عذر، وفي الركعة الأولى يكبر ثلاث تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام، وتكبيرة للركوع قبل القراءة، ويقرأ بعد سورة الفاتحة سورة الأعلى، وأما الركعة الثانية يكبر ثلاث تكبيرات دون تكبيرة الركوع قبل القراءة، ويقرأ البسملة وقراءة سورة الفاتحة ثمّ سورة الغاشية، ومن سننها قراءة دعاء الاستفتاح، وذكر الله سبحانه وتعالى بين كل تكبيرة بقول: “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”، ورفع اليدين عند كل تكبيرة. [7]

شاهد أيضًا: صلاة العيد للنساء سنة بشروط وممنوعات حددها الإسلام

صفة صلاة العيد

لصلاة العيد صفة، وهي أن يكون الإمام حاضرًا ويؤم الناس بركعتين، فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “صلاة الأضحى ركعتان، وصلاة الجمعة ركعتان، وصلاة الفطر ركعتان، وصلاة المسافر ركعتان، تمام غير قصر، على لسان نبيكم وقد خاب من افترى”[8]، وعن أبي سعيد الخدري قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة”، ويُكبر في الأولى تكبيرة الإحرام، ثم يُكبر بعدها ست تكبيرات أو سبع تكبيرات، ثم يقرأ الفاتحة، ويقرأ سورة ق في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية يقوم مُكبرًا فإذا انتهى من القيام يُكبر خمس تكبيرات، ويقرأ سورة الفاتحة، ثم سورة القمر، فهاتان السورتان كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في العيدين، وإن شاء قرأ في الأولى سورة الأعلى وفي الثانية بسورة الغاشية، فقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيد بسبح اسم ربك الأعلى والغاشية، وينبغي للإمام إحياء السنة بقراءة هذه السور حتى يعرفها المسلمون ولا يستنكروها إذا وقعت، وبعد الصلاة يخطب الإمام في الناس، وينبغي أن يخص شيئًا من الخطبة يوجهه إلى النساء يأمرهن بما ينبغي أن يقمن به، وينهاهن عن ما ينبغي أن يتجنبنه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم. [9]

صلاة العيد حسب المذهب الشافعي

إنَّ صلاة العيد عند أصحاب المذهب الشافعي هي سُنّة مؤكّدة، وقد استدلوا واستندوا إلى ما ورد في الحديث الصحيح عن طلحة بن عبيد الله أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال للأعرابيِّ الذي سأله عن الإسلام: “خمس صلوات فى اليوم والليلة، فقال له: هل عليَّ غيرُهنَّ؟ قال: لا، إلاَّ أن تَطَوَّع”[10]، وفي كتاب “الروضة” قال النووي الشافعي: “هي سُنة على الصحيح المنصوص، وعلى الثاني فرض كفاية، فإن اتفق أهل بلدٍ على تركها قُوتِلوا إن قلنا فرض كفاية، وإن قلنا سُنة لم يُقاتلوا على الأصح”، ولما عرج بالنبي صلَّى الله عليه وسلّم إلى السماء وفرضت عليه الصلوات الخمسون فراجع النبي ربه، فقال سبحانه وتعالى: “هي خمس وهي خمسون، لا يبدل القول لدي”، وهذا دليل على عدم فرضية ما زاد على الصلوات الخمس كالعيدين والوتر  وغيرهما.

شاهد أيضًا: كيفية صلاة عيد الفطر في المذهب المالكي وكيف تكون خطبة العيد

صلاة العيد حسب المذهب المالكي

صلاة العيد عند أصحاب المذهب المالكي هي سُنَّة مؤكدة، واستندوا في ذلك إلى رواية عن أبي حنيفة وقول داود المالكي، إذ قال في “حاشية الصاوي على الشرح الصغير”: “صلاة العيدين؛ أي عيد الفطر وعيد الأضحى، هي سُنَّة مؤكَّدة تلي الوتْرَ في التأكيد، وليس أحدهما أوكَدَ من الآخر في حقِّ مأمور الجُمُعة، وهو الذكَر البالغ الحرُّ المقيم ببلد الجمعة أو النَّائي على كفرسخ منه، لا لصبيّ وامرأة وعبد ومسافر لم ينوِ إقامةً تقطع حكم السفر”، يدخل وقتها من حل النافلة إلى الزوال، ولا يسن تأخيرها عن أول وقتها، ولا تقضى بعد ذلك، ومن سننها رفع اليدين في تكبيرة الإحرام والجهر في القراءة، وأيضًا تقديم التكبيرات على القراءة.

صلاة العيد حسب المذهب الحنبلي

إنَّ صلاة العيد عند أصحاب المذهب الحنبلي هي فرضُ كفاية في ظاهر المذهب، وهو القول الراجح، فلا تجب على الأعيان، ولا يشرع لها الأذان، كصلاة الجنازة، وأمّا الخبر الذي ذكره مالكٌ ومن وافقه يقتضي نفي وجوب صلاةٍ سوى الصلوات الخمس، وقد خولِفَ بفعل النبي صلى الله عليه وسلَّم ومن صلَّى معه، إذ يختصُّ بِمن كان مثلهم، ولأنَّها لو وجبت على الأعيان لوجبت خُطبتُها، ووجب استماعها كالجمعة، وعلى وجوبها في الجملة يأتي أمر تعالى بها، بقوله: “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ”[11]، والأمر يقتضي الوجوب، ومداومة النبي صلى الله عليه وسلم على فعلها، وهذا دليل الوجوب، ولأنها من أعلام الدين الظَّاهرة، فكانت واجبةً كالجُمُعة، ولو كانت غير واجبة لما وجب قتال تاركيها؛ كسائر السُّنن، وهذا يدل على أنَّ القتال عقوبةٌ لا تتوجَّه إلى تاركِ مندوب كالقتل والضرب، وهو ما أفتت به اللجنة الدائمة.

شاهد أيضًا: حكم تعمد تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد

صلاة العيد حسب المذهب الحنفي

صلاة العيد عند أصحاب المذهب الحنفي هي واجبةٌ على الأعيان، وقد أُفتي بهذا القول عند الحنفية، ولهذا يُعدُّ القول الصحيح، وقد ورد في كتبهم أنه تجب صلاة العيد على من تحب عليه الجمعة بشروطها عدا الخطبة، وهذا تصريح بوجوبها، وهو قول أبي حنيفة والمختار، والأكثرين كما في “المجتبى”، وقد قال الكاسانيُّ في “بدائع الصنائع”: “نصّ الكرخي على الوجوب فقال: وتجبُ صلاة العيدين على أهل الأمصار كما تجبُ الجمعة، وهكذا روى الحسنُ عن أبي حنيفة أنّه: “تجب صلاة العيد على مَن تجبُ عليه صلاة الجمعة، واستدلُّوا على ذلك بمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليها دون تركها ولو لمرة واحدة، وأنه لا يصلي التطوع بجماعة ما عدا قيام رمضان وكسوف الشمس، وصلاة العيدين فإنَّها تؤدَّى بجماعة، فلو كانت سُنّةً ولم تكُن واجبة لاستثناها الشارع كما استنثى التَّراويح وصلاة الخسوف”. [12]

شاهد أيضًا: حكم رفع اليدين عند التكبير في صلاة العيد

حكم صلاة العيد

بحسب الكثير من أهل العلم، فإن صلاة العيد هي فرض كفاية، وحضور الصلاة في المسجد جماعة هي سنة مؤكدة لا يجوز تركها إلا لعذر شرعي، حيث يجوز التخلف من بعض الأفراد عنها، وذهب بعض أهل العلم إلى أنّها -أي صلاة العيد- فرض عين كصلاة الجمعة، فلا يجوز لأي مكلف من الرجال الأحرار المستوطنين أن يتخلف عنها، وهذا القول أظهر في الأدلة وأقرب إلى الصواب، ويسن للنساء حضورها مع العناية بالحجاب والتستر وعدم التطيب، لما ثبت في الصحيحين عن أم عطية رضي الله عنها أنها قالت: “أمرنا أن نخرج في العيدين العواتق والحيض ليشهدن الخير ودعوة المسلمين وتعتزل الحيض المصلى”[13]، وفي رواية أخرى قالت إحداهن: يا رسول الله لا تجد إحدانا جلبابا تخرج فيه، فقال صلى الله عليه وسلم: “لتلبسها أختها من جلبابها”، ولا شك أن هذا يدل على تأكيد خروج النساء لصلاة العيدين ليشهدن الخير ودعوة المسلمين، والله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم أعلم. [14]

ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم كيفية صلاة العيد على المذاهب الأربعة، حيث تتكون من ركعتين، يبدأ وقتها بعد ارتفاع الشمس قدر رمح، وبزوال حمرتها حدد العلماء وقتها، الذي ينتهي بغياب الشمس، وهناك اختلافات بسيطة بين هذه المذاهب.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم، أبو سعيد الخدري،مسلم،889،صحيح
  2. ^ islamweb.net، كيفية صلاة العيدين، 19/04/2023
  3. ^ shamela.ws، كتاب فقه العبادات على المذهب الشافعي، 19/04/2023
  4. ^ shamela.ws، كتاب الخلاصة الفقهية على مذهب السادة المالكية، 19/04/2023
  5. ^ alukah.net، فقه صلاة العيدين في المذهب الحنبلي لأحمد باجي العنزي رابط الموضوع: https://www.alukah.net/culture/0/141287/%D9%81%D9%82%D9%87-%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B0%D9%87%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%86%D8%A8%D9%84%D9%8A-%D9%84%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A8%D8%A7%D8%AC%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D8%B2%D9%8A/#ixzz7zKmTrdL7، 19/04/2023
  6. ^ سبل السلام، الصنعاني،2/106،صحيح
  7. ^ shamela.ws، كتاب فقه العبادات على المذهب الحنفي، 19/04/2023
  8. ^ صحيح ابن خزيمة، عمر بن الخطاب،الألباني،1425،صحيح
  9. ^ islamqa.info، صفة صلاة العيد، 19/04/2023
  10. ^ صحيح مسلم، طلحة بن عبيد الله، مسلم،11،صحيح
  11. ^ سورة الكوثر، الآية 2
  12. ^ ar.islamway.net، حكم صلاة العيديْن مع الدليل على المذاهب الأربعة رابط المادة: http://iswy.co/e5gvl، 19/04/2023
  13. ^ صحيح مسلم، أم عطية نسيبة بنت كعب،مسلم،890،صحيح
  14. ^ binbaz.org.sa، حكم صلاة العيد، 19/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *