كيف تكون شمس صبيحة ليلة القدر وما هي علامات ليلة القدر

كيف تكون شمس صبيحة ليلة القدر وما هي علامات ليلة القدر الصحيحة الواردة في الكتاب والسنة، فالكثير من المسلمين مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك يكونوا متلهفين للاجتهاد فيها لإدراك فضلها ولإدراك أعظم ليلة في الوجود وهي ليلة القدر والتعرض لفضلها ونفحاتها الإيمانية، وقد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض علاماتها للمسلمين ليتحروها وليكون ذلك حافزًا لهم للعمل فيها، وعبر هذا المقال سيتم بيان شكل وصفة الشمس في صباح فجر ليلة القدر المباركة.

كيف تكون شمس صبيحة ليلة القدر

تكون الشمس في صباح ليلة القدر صافية نقية لا شعاع لها، وهي تشبه القمر فيه إلى حدٍ كبير، حيث يمكن للمسلم أن يرى قرصها دون أن يتأثر بأشعتها، فتكون كأنها البدر في ليلته المكتملة، فلا يضر العين النظر إليها مباشرةً في صباح ليلة القدر، وقد ورد ذلك في الحديث الشريف الصحيح الذي وراه الصحابي الجليل أبي بن كعب -رضي الله عنه- حين سأله أحد التابعين، فقال: “إنَّ ابنَ مسعودٍ يقولُ: مَن قام السَّنةَ أصاب ليلةَ القدرِ فقال أُبَيٌّ: واللهِ الَّذي لا إلهَ إلَّا هو إنَّها لفي شهرِ رمضانَ – يحلِفُ ما يستثني – واللهِ إنِّي لأعلَمُ أنَّ ليلةَ القدرِ هي هذه اللَّيلةُ الَّتي أمَرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ نقومَها صبيحةَ سبعٍ وعشرينَ وأمارتُها أنْ تطلُعَ الشَّمسُ في صبيحةِ يومِها بيضاءَ لا شعاعَ لها كأنَّها طَسْتٌ”.^[1] وهذا الحديث أحد الأحاديث الواردة في ليلة القدر التي ترغب المسلم في تحريها وإدراك وقتها وطلبها، وقد أخبر أهل العلم أنها ليلة ثابتة موجودة لا ترفع حتى تقوم الساعة، وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بتحريها في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك والله ورسوله أعلم.^[2]

شاهد أيضًا: لماذا سميت ليلة القدر بهذا الاسم وما يستحب فعله فيها

معلومات حول ليلة القدر

إن ليلة القدر كمصطلح تنقسم لجزأين الأول يدل على الليلة وهو الوقت الممتد من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، والثاني هو القدر والمقصود فيه في الراجح والصحيح التشريف والتعظيم والفضل وقيل لتقدير المقادير فيها وغير ذلك، ومن أهم المعلومات حول ليلة القدر ما يأتي:^[3]

• سميت ليلة القدر بهذا الاسم لأنّ المقادير تكتب فيها للعباد للعام القادم ولأن الملائكة تنزل فيها بالبركة والرحمة من عند الله، فيكون لها الفضل والمنزلة والشرف.
• ليلة القدر هي أعظم ليلة في الوجود، وفيها نزل أعظم كتاب وأشرف نزول، فقد نزل القرآن الكريم في ليلة القدر المباركة هدايةً للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان وتم اختصاصها بذلك لعلو شأنها ومنزلتها.
• تمتاز ليلة القدر بالبركة والخير الكثير، وهذا ما وصفها به القرآن الكريم فهي الليلة المباركة المقصودة في سورة الدخان، وقد جعل الله سبحانه وتعالى للعباد الكثير من الفضل والأجر والثواب.
• في ليلة القدر يتم تقدير الرزق والأجل وفيها تقوم الملائكة بكتابة الأعمال والحوادث وكل ما سيكون في السنة الجديدة، وذلك بأمرٍ من الله جل في علاه وبمشيئته وعلمه، حيث يتم انفصال ما كُتب من الأمور المحكمة بأمر الله وقدرته من اللوح المحفوظ إلى صحف الملائكة في ليلة القدر.
• إن العمل في ليلة القدر خيرٌ من العمل في ألف شهرٍ مما سواها والعبادة فيها خيرٌ من عبادة ألف شهر، وكذلك الأجر يتضاعف أضعافًا مضاعفة، وقد تم حساب هذه المضاعفات فكانت تساوي أكثر من ثمانين عامًا من العمل الصالح.
• ليلة القدر ليلة مغفرة الذنوب العتق من النيران، ففيها يعفو الله عن عباده ويعتق رقابهم ويغفر لهم، ويغفر لمن يقومها إيمانًا واحتسابًا ما تقدم من ذنبه.
• إن ليلة القدر ليلة سكينة وأمن وطمأنينة من غروب شمسها إلى طلوع فجرها تتنزل فيها ملائكة الرحمة بالبركة بأمر الله.

رؤية ليلة القدر ابن باز

ورد عن الشيخ ابن باز -رحمه الله-  أن ليلة القدر من أعظم الليالي، وقد أخبر المولى سبحانه أنها ليلة خيرٌ من ألف شهر، وأنه فيها يفرق كل أمرٍ حكيم، وقد قال تعالى في محكم تنزيله: {حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.^[4] وقد جاءت الأدلة الشرعية مشيرةً إلى أنها خيرٌ من ألف شهرٍ مما وساها، وإن المسلمين مطالبين بإحيائها وقيامها، وآكد الأخبار في وقتها أنها في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وهي في الأوتار أرجى من الأشفاع، وأشارت الأحاديث الصحيحة أنها تتنقل في العشر الأواخر من رمضان، ويمكن للمسلمين رؤيتها أو رؤية علاماتها وقد لا يرونها أي ليس بالضرورة، وحتى لو أن المسلم لم يرى علاماتها يمكن أن ينال فضلها بقيامها والله ورسوله أعلم.^[5]

علامات ليلة القدر الصحيحة

قد أخبرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن العلامات الصّحيحة التي أوحى بها الله تعالى له والتي تدلّ على ليلة القدر، وقد ثبتت العلامات التي سيتمّ ذكرها فيما يأتي في الأحاديث النبوية الشريفة الثابتة في الصحيحين وغيرهما، وهذه العلامات هي:

• الشعور بالراحة النفسية.
• الإحساس بالطمأنينة والسكينة.
• الشّعور بلذة الطاعة والإقبال عليها.
• انشراح الصدر والشعور بالأنس والقرب من الله تعالى.
• اعتدال الجو فليلة القدر لا حارةٌ ولا باردة.
• تكون ليلةً سمحة رياحها ساكنة.
• شمس صبيحة هذه الليلة تكون بلا شعاعٍ أو حرارة.

والمسلم يتحرّى هذه العلامات في الليالي الفردية خاصةً من العشر الأوائل، لأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد أمر بتحرّيها في الليالي الوترية فقط من العشر الأواخر، وتنتقل ليلة القدر من عامٍ لآخر، لذا لا يمكن الجزم بوقتها الصحيح من الليالي العشر الأواخر، وعلمها عند الله تعالى وحده.^[6]

أعمال ليلة القدر

إنّ ليلة القدر من أعظم ليالي الدّهر، والتي حثّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المسلمين على الاجتهاد فيها بالطاعات والأعمال الصّالحة، للخير والفضل الكبير الذي تحمله هذه الليلة العظيمة، ومن حرم خيرها قد حُرم خيرًا كثيرًا، ومن الأعمال التي يُستحب للمسلم القيام بها في ليلة القدر هي:^[7]

• الإكثار من الدّعاء والمناجاة وخاصّةً في الثلث الأخير من الليل.
• الإكثار من الاستغفار والذكر والتسبيح.
• الاجتهاد في تلاوة القرآن الكريم.
• إحياء هذه الليلة بصلاة القيام لينال المسلم غفران الذنوب والأجر العظيم.

دعاء ليلة القدر الصحيح

قد ورد في السنة النبوية المباركة حديثٌ يبيّن فيه النبي صلّى الله عليه وسلّم أفضل ما يمكن للمسلم أن يدعو به في ليلة القدر، وهو عن عائشة رضي الله عنه قالت: “قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي”.^[8] فالمسلم يصحّ له الدّعاء بقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المذكور في الحديث السابق في ليلة القدر، ويصحّ له الدعاء بما شاء من الأدعية الحسنة المأثورة عن رسول الله وغير المأثورة.^[9]

مقالات قد تهمك

بهذا يكون الختام في مقالنا كيف تكون شمس صبيحة ليلة القدر وما هي علامات ليلة القدر والذي تمّ من خلاله الحديث عن علامات ليلة القدر ووصف الشمس في صبيحة ليلة القدر، إلى جانب ذكر ما هو مستحبٌّ في ليلة القدر من الأعمال والدعاء.