لماذا سميت الأضحية بهذا الاسم وما الحكمة منها

لماذا سميت الأضحية بهذا الاسم وما الحكمة منها
لماذا سميت الأضحية بهذا الاسم

لماذا سميت الأضحية بهذا الاسم  وما الحكمة منها هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، حيث تعد الأضحية واحدة من شعائر الدين الإسلامي التي لها شروط مخصوصة وأوقات معينة لا بدّ من الالتزام بها، ولا يعرف الكثير من الناس السبب في تسميتها بهذا الاسم أو حكمها، ومن خلال هذا المقال سيتم التعرف على ذلك جملةً وتفصيلاً، وسوف نقدم للزوار الحكمة من الأضحية في الإسلام، إضافة إلى بيان سبب تسمية الأضحية بهذا الاسم، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل حول شعيرة الأضحية في عيد الأضحى المبارك.

ما هي الأضحية

إنّ الأضحية في اللغة هي اسم يطلق على ما يُضحّى به، أو يذبح في أيام عيد الأضحى المبارك، أما في الاصطلاح فهي ما يتمّ ذبحه من بهيمة الأنعام من أول أيام عيد الأضحى المبارك إلى آخر أيام التشريق، ويكون فعل ذلك تقربًا من الله عز وجل.[1]

لماذا سميت الأضحية بهذا الاسم

سميت الأضحية بهذا الاسم لأنها تضحية من المسلمين بأموالهم وأنعامهم تقربًا إلى الله عز وجل، وقد قال الإمام النووي -رحمه الله- في غير تفسير: “مِّيَتِ الأضحية بهذا الاسم لأنها تُفعل في الضحى، وهو ارتفاع النهار”، فالأضحية هي ما يطلق على ما يذبحه المسلمون في عيد الأضحى أو يوم النحر وأيام التشريق الثلاثة من الإبل والبقر والغنم من بهيمة الأنعام.[2]

ما هو الهدف من الأضحية

بيّن هل العلم الحكمة من الأضحية أو الأهداف والفوائد في مشروعيتها في أربع نقاط، وهي:[1]

  • الأضحية شكر لله عز وجل: فمن خلالها يتم يشكر الله عز وجل على نعمة الحياة.
  • الأضحية إحياء لسنة إبراهيم عليه السلام: وذلك حينما أمره الله عز وجل أن يذبح ولده اسماعيل في يوم النحر، فآثروا رضا الله وطاعته وامتثلوا لأمره ليفتديهم بكبش عظيم.
  • الأضحية وسيلة للتوسعة على النفس: فهي إكرام للجار والضيف، وصدقة وإشباع للفقراء والمساكين.
  • الأضحية وسيلة لتصديق أمر الله: وذلك بأن جعل الله عز وجل الأنعام لنفع الإنسان وكان ذبحها ونحرها مباحاً لتكون طعامًا لهم.

هل الأضحية واجبة على كل مسلم

إنّ الأضحية ليست بواجبة وإنمّا هي سنة مؤكدة عند جمهور أهل العلم، وقد استدل أهل العلم على سنيتها بما ورد في حديث أم سلمة -رضي الله عنها- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا”،[3]كذلك ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها: “نَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَمَرَ بكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ في سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ في سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ في سَوَادٍ، فَأُتِيَ به لِيُضَحِّيَ به، فَقالَ لَهَا: يا عَائِشَةُ، هَلُمِّي المُدْيَةَ، ثُمَّ قالَ: اشْحَذِيهَا بحَجَرٍ، فَفَعَلَتْ: ثُمَّ أَخَذَهَا، وَأَخَذَ الكَبْشَ فأضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قالَ: باسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِن مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بهِ”.[4]

وقت ذبح الأضحية

إنّ وقت ذبح الأضحية يكون بعد صلاة عيد الأضحى ويستمر إلى غروب شمس ثالث أيام التشريق في عيد الأضحى المبارك، فقد ورد عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: “خَطَبَنَا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ النَّحْرِ، قَالَ: إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ به في يَومِنا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ، فمَن فَعَلَ ذلكَ فقَدْ أصابَ سُنَّتَنَا، ومَن ذَبَحَ قَبْلَ أنْ يُصَلِّيَ فإنَّما هو لَحْمٌ عَجَّلَهُ لأهْلِه، ليسَ مِنَ النُّسُكِ في شيءٍ، فقامَ خالِي أبو بُرْدَةَ بنُ نِيارٍ، فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أنَا ذَبَحْتُ قَبْلَ أنْ أُصَلِّيَ، وعِندِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِن مُسِنَّةٍ؟ قَالَ: اجْعَلْهَا مَكَانَهَا -أوْ قَالَ: اذْبَحْها- ولَنْ تَجْزِيَ جَذَعَةٌ عن أحَدٍ بَعْدَكَ”.[5]

أحاديث الأضحية

وردت الكثير من الاحاديث النبوية الشريفة التي تحدثت عن الأضحية وأحكامها وفضلها وسننها، ومن هذه الأحاديث نذكر لكم ما يأتي:

  • عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لِيَأْكلْ كُلُّ رجُلٍ مِنْ أُضْحِيَتِهِ”.[6]

  • عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: “كُنَّا لا نَأْكُلُ مِن لُحُومِ بُدْنِنَا فَوْقَ ثَلَاثِ مِنًى، فَرَخَّصَ لَنَا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: كُلُوا وتَزَوَّدُوا. فأكَلْنَا وتَزَوَّدْنَا. قُلتُ لِعَطَاءٍ: أقالَ: حتَّى جِئْنَا المَدِينَةَ؟ قالَ: لَا.”.[7]

  • عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا”.[8]

  • عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “أنَّ زِيادَ بنَ أبي سُفيانَ كَتَبَ إلى عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها: إنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عَبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما قالَ: مَن أهْدَى هَدْيًا حَرُمَ عليه ما يَحْرُمُ علَى الحَاجِّ حتَّى يُنْحَرَ هَدْيُهُ. قالَتْ عَمْرَةُ: فَقالَتْ عَائِشَةُ رَضيَ اللهُ عنها: ليسَ كما قالَ ابنُ عَبَّاسٍ؛ أنَا فَتَلْتُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدَيَّ، ثُمَّ قَلَّدَهَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدَيْهِ، ثُمَّ بَعَثَ بهَا مع أبِي، فَلَمْ يَحْرُمْ علَى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَيءٌ أحَلَّهُ اللَّهُ له حتَّى نُحِرَ الهَدْيُ”.[9]

شروط قبول الأضحية

هنالك عدة شروط لا بدَّ من توفرها في الأضحية حتى تكون مقبولة بإذن الله تعالى، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الشروط المطلوبة في الأضحية:

  • أن تكون من بهيمة الأنعام كما ورد في كتاب الله تعالى، وبهيمة الأنعام هي الإبل ، والبقر ، والغنم.
  • أن تبلغ الأضحية السن المعتبرة شرعًا، بأن تكون جذعة من الضأن، أو ثنية من غيره لقول النبي عليه الصلاة والسلام: “لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن”، والجذعة هي ما كان عمرها أكثر من 6 شهور.
  • أن تكون خالية من العيوب المانعة للأضحية وهي: العور البين والمرض البين والعرج البين والهزال المزيل للمخ، ويلحق بها ما كان مثلها أو أشد، مثل:ـ العمياء التي لا تبصر بعينيها، المبشومة حتى تثلط ويزول عنها الخطر، والمتولدة إذا تعسرت ولادتها حتى يزول عنها الخطر، والمصابة بما يميتها من خنق وسقوط من علو ونحوه حتى يزول عنها الخطر، الزمنى وهي العاجزة عن المشي لعاهة، ومقطوعة إحدى اليدين أو الرجلين.
  • يجب أن تكون الأضحية ملكًا للمضحي، أو مأذونًا له فيها حسب الضوابط الشرعية، لذلك لا تصح التضحية بما لا يملكه المسلم مثل المغصوب والمسروق والمأخوذ بدعوى باطلة وما شابه ذلك.
  • أن لا يتعلق بالأضحية حق للغير فلا تصح التضحية بالمرهون.
  • يجب أن يضحي بها في الوقت المحدد في الشرع وهو من بعد صلاة العيد في يوم النحر إلى غروب الشمس آخر يوم من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة.

مقالات قد تهمك

بذلك نصل لختام هذا المقال لماذا سميت الأضحية بهذا الاسم وما الحكمة منها والذي بيّن معنى الأضحية في الشريعة الإسلامية، والسبب في تسميتها بهذا الاسم، كما قدّم المقال الهدف من الأضحية وبين ووقت ذبحها، وتعرفنا فيه على الحكمة من الأضحية، وعلى شروط قبول الأضحية في الإسلام، وعرفنا عمر الأضحية من الأغنام وبعض التفاصيل عن شعيرة الأضحية في الإسلام.

المراجع

  1. ^ dorar.net، المبحث الثَّاني: ذَبحُ الأضْحِيَّةِ، 06/06/2024
  2. ^ alukah.net، أحكام الأضحية، 06/06/2024
  3. ^ صحيح مسلم، أم سلمة أم المؤمنين، مسلم، 1977، صحيح
  4. ^ صحيح مسلم، عائشة أم المؤمنين، مسلم، 1967، صحيح
  5. ^ صحيح البخاري، البراء بن عازب، البخاري، 968، صحيح
  6. ^ صحيح الجامع، عبد الله بن عباس، الألباني، 5349، صحيح
  7. ^ صحيح البخاري، جابر بن عبد الله، البخاري، 1719، صحيح
  8. ^ صحيح البخاري، أنس بن مالك، البخاري، 5565، صحيح
  9. ^ صحيح البخاري، عائشة أم المؤمنين، البخاري، 1700، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *