عناصر المقال
لماذا سميت سورة الواقعة بهذا الاسم، إن تعلم القرآن من الأمور التي يجب أن يهتم بها كل مسلم، سواء كان صغيرًا أم كبيرًا، لأنه كلام الله تعالى المنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو الكتاب الوحيد الذي فيه هداية للمتبصرين ونورًا للسائرين، حيث يتضمن العديد من الآيات التي تبشر الدخول إلى الجنة بعد أن يعمل المسلم الأعمال الصالحة، وفي مقابل ذلك الكثير من الآيات التي تحذر من عذاب القبر وعذاب النار، ولكن بعد تدبر آيات القرآن يصل الإنسان إلى اليقين التام بالله تعالى وحسن الظن به والتوكل عليه في كافة أموره.
معلومات عن سورة الواقعة
نزلت سورة الواقعة في مكة المكرمة على الرسول صلى الله عليه وسلم، مما يعني أنها سورة مكية وهي من سور المفصل، حيث يبلغ عدد آياتها ستٍ وتسعين آية، وعددها في القرآن الكريم السورة السادسة والخمسون في ترتيب المصحف العثماني الشريف، وتقع في الجزء السابع والعشرين وتحديدًا في الحزب الرابع والخمسين، وقد كانت آياتها الكريمة مليئة بأسلوب الشرط، وهي من السور التي لم يذكر فيها لفظ الجلالة “الله”، وتناولت الحديث عن مصير الناس يوم القيامة، حيث يذهب بعضهم إلى الجنة والبعض الآخر إلى النار بحسب كلّ عملٍ أتوا به في الدنيا.[1]
شاهد أيضًا: تفسير سورة الفلق للاطفال
لماذا سميت سورة الواقعة بهذا الاسم
سميت سوره الواقعة بهذا الاسم؛ لأنها ابتُدأت باسم “الواقعة” ولورود العديد من الآيات التي تتضمن أسلوب الترغيب والترهيب، فقد جاء في آياتها جزاء المؤمنين يوم القيامة، كما جاء فيها ذكر جزاء الكافرين وعذابهم الذي سينالونه من الله تعالى، ومن الجدير بالذكر أن الواقعة اسم من أسماء يوم القيامة، حيث يقول الله تعالى: “إذا وقعت الواقعة”، وجاءت سورة الواقعة لبيان مآل المؤمن والكافر بعد أن ذكرت -رحمه الله- تعالى ونعمه على عباده في السورة التي سبقتها وهي سورة الرحمن.[1]
شاهد أيضًا: في اي جزء من القران تقع سورة الملك
ما هي مقاصد سورة الواقعة
جاءت سوره الواقعة متضمنة مشاهد يوم القيامة في آياتها الكريمة، وأصناف العباد في ذلك اليوم العظيم ألا وهو يوم القيامة، فمنهم من كان في حياته الدنيا يعبد الله تعالى حق العبادة فيكون جزاؤه الجنة، ومنهم من أعرض عن الله تعالى وكفر به كفرًا كبيرًا فيكون جزاؤه جهنم وبئس المصير، ومنهم من كان مسلمًا وعصى الله تعالى في بعض الأمور فسيحاسبه تبارك وتعالى على قدر الواجبات التي أعرض عنها في الدنيا ومن ثم يدخله الجنة.[2]
ودارت الآيات الكريمة أيضًا عن الجنة التي يعمها السلام والأمان؛ حيث تسلم الملائكة على المؤمن ويبلغون سلام المؤمن إلى الله تعالى، كما جاءت الآيات الكريمه تدل على خلق الله تعالى في الحرث والزرع والنار والماء، بالإضافة إلى النعم العديدة في الحياة الدنيا، مع التأكيد على ضرورة عدم مس المصحف في حال النجاسة، وأخيرًا جاء في آياتها ما يصيب العبد عند الموت من السكرات وصولاً إلى خروج الروح.[2]
شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الأحقاف بهذا الاسم
ما هو فضل قراءة سورة الواقعة
هنالك العديد من الأحاديث الواردة في السنة النبوية الشريفة والتي تدل على فضل سورة الواقعة، وسيتم فيما يأتي بيان بعض منها:
- “كان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وَسُلَّم يُصَلِّي نحوًا مِن صلاتِكم كان يُخَفِّف اَلصَّلَاة وكان يقرَأُ في صلاةِ الفجرِ بالواقعةِ ونحوِها مِن اَلسُّور”.[3]
- “قالَ أبو بَكْرٍ رضيَ اَللَّه عنهُ: يا رسولَ اَللَّه قد شِبتَ، قالَ: شيبني هودٌ، والواقعةُ”.[4]
سورة الواقعة مكتوبة
بعد أن تعرفنا على سبب تسمية سورة الواقعة بهذا الاسم وذكرنا فضل السورة الكريمة، سيتم فيما يأتي إدراج بداية الآيات من سورة الواقعة كتابةً:
“إِذَا وَقَعَتْ ٱلۡوَاقِعَةُ * لَيۡسَ لِوَقۡعَتَهًا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٞ رَافِعَة * إِذَا رُجَّتْ ٱلۡأرىۡض رَجّٗا * وَبِسِتّ ٱلۡجِبَالُ بَسّٗا * فَكَانَتۡ هَبَآأٗ مُنَّۢبَثّٗا * وَكُنتُمۡ أَزۡوَٰجٗا مِثْل ٰ ثَمَّةَ ٗ * فَأَصَرَّ ۡحٰبُ ٱلۡمَيۡمِنَّة مَآ أَصْل ۡحٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ * وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡمَشَۡٔمَةِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَشَۡٔمَةِ * وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلسَّٰبِقُونَ * أُوْلَٰٓئِكَ ٱلۡمقربو * فِي جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ * ثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأولون * وَقَلِيلٞ مِّنَ ٱلۡأٓخِرِينَ * عَلَىٰ سُرُرٖ مَّوۡضُونَةٖ * مُّتَّكِِٔينَ عَلَيۡهَا مُتَقَٰبِلِينَ * يَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ * بِأَكۡوَابٖ وَأَبَارِيقَ وَكَأۡسٖ مِّن مَّعِينٖ * لَّا يُصَدَّعُونَ عَنۡهَا وَلَا يُنزِفُونَ * وَفَٰكِهَةٖ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحۡمِ طَيۡرٖ مِّمَّا يَشۡتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٞ * كَأَمۡثَٰلِ ٱللُّؤۡلُوِٕ ٱلۡمَكۡنُونِ * جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يعيۡمَلُونَ”.[5]
ما هي الدروس المستفادة من سوره الواقعة
هناك العديد من الدروس التي يمكن الاستفادة منها من هذه السورة الكريمة، وبيانها فيما يأتي:[6]
- إن يوم الساعة آت لا محال، وهو حق على كل مسلم.
- المؤمنون متفاوتون بالمكانة والدرجة عند الله -سبحانه وتعالى- وكذلك الكافرون، فكل إنسان يحاسب على ما اقترفه في حياته الدنيا، وهذا يجب على المسلم معرفته حق المعرفة.
- وضحت الآيات الكريمة مصير المؤمنين وهو جنات النعيم عرضها السماوات والأرض، وأن الكافرين العصاة في نار جهنم وبئس المصير.
- جاءت بعض الآيات في هذه السورة العظيمة تشجع العبد المسلم على العطاء في حياته الدنيا وصنع العمل بنية صادقة على أن يكون هذا العمل خالص لوجه الله تعالى لينال به أجر المؤمنين ومن ثم يدخل الجنة.
- بينت الآيات عظمة الله تعالى وقدرته في الخلق؛ حيث خلق الحرث والزرع والنار والماء.
- القرآن الكريم معجز، لا يستطيع أحد من الخلق أن يأتي بمثله، وأنه ليس بأي كلام، فلا يشبّه بكلام البشر.
- ضرورة التسبيح باسم الله تعالى في كافة الأحوال والأزمان.
إلى هنا نكون قد أجبنا على سؤال لماذا سميت سورة الواقعة بهذا الاسم وتبين أن السبب الرئيس لتسميتها هو ابتداؤها باسم الواقعة وهو اسم من أسماء يوم القيامة، كما بينا فضل السورة الكريمة والمعلومات العامة المتعلقة بها بالإضافة إلى مقاصدها المختصة بمصير الإنسان سواء كان مؤمنًا أم كافرًا.
المراجع
- ^ shamela.ws، سورة الواقعة، 06/12/2022
- ^ shamela.ws، تفسير سورة الواقعة، 06/12/2022
- ^ صحيح ابن حبان، جابر بن سمرة، ابن حبان، 1823، أخرجه في صحيحه
- ^ صحيح الترمذي، عبدالله بن عباس، الألباني، 3297، صحيح
- ^ سورة الواقعة، 1-24
- ^ alukah.net، تفسير سور الواقعة، 06/12/2022
التعليقات