لماذا سميت غزوة الاحزاب بهذا الاسم

لماذا سميت غزوة الاحزاب بهذا الاسم، شهد التاريخ الإسلامي العديد من المعارك، وكان الهدف من ذلك نشر الدين الإسلامي الحنيف، وقد خرج الرسول صلى الله عليه وسلم في العديد من الغزوات للقاء العدو، وذلك بإذن من الله تعالى، ومن الجدير بالذّكر أنّ الرسول الكريم قاتل في تسع غزوات، لكنه شارك في تسع وعشرين غزوة، ومن إحدى الغزوات التي شارك فيها هي غزوة الأحزاب أو ما تسمى بالخندق، وسيتمّ التعرف على هذه الغزوة في هذا المقال.

لماذا سميت غزوة الاحزاب بهذا الاسم

يعود لفظ الأحزاب إلى الجماعات والطوائف، وسمّيت بذلك نسبة إلى الأحزاب التي كانت تجتمع ضد المسلمين من اليهود وغطفان ومشركي قريش، وتجدر الإشارة إلى أنّ حفر الخندق لم يكن معروفًا عند العرب، حيث كانت هذه الفكرة مستوحاة من الصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه، فقد عرض الفكرة على الرسول عليه السلام فوافق عليها، وذكر القرآن الكريم الآيات التي بيّنت أحداث هذه الغزوة مع بيان العظة منها، حيث بيّن أهمية الإخلاص لله تعالى في كافة الأعمال، والالتزام بكافة الواجبات، حيث يقول تعالى في محكم تنزيله: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا * إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّـهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا”،^[1] وصف الله تعالى في هذه الآيات فضله على المؤمنين عندما ظنوا أنّ النصر بعيد.^[2]

التعريف بغزوة الخندق أو الأحزاب

غزوة الخندق أو ما تُسمى بالأحزاب من أهم الأحداث التاريخية التي شهدها الإسلام، حيث وقعت في السنة الخامسة للهجرة في شهر شوال، بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت بين المسلمين والمشركين وعلى رأسهم أبي سفيان، حيث كان عددهم عشرة آلاف مقاتل، والسبب الرئيس للمعركة هو نية المشركين في إنهاء وجود المسلمين من المدينة المنورة، لذلك تعاونت اليهود مع قريش من أجل ذلك، وتحركت الحشود لتحيط المدينة، ولكن بذل المسلمون جهودهم، وبدأوا بحفر الخندق.^[3]

شاهد أيضًا: من هو النبى الذى صام عن الكلام ثلاث ايام.. القصة الكاملة

ما هي معجزات وأحداث غزوة الأحزاب

بدأت أحداث غزوة الخندق عندما عزم رجالٌ من يهود بني النضير ومنهم: حيي بن الأخطب وسلامة بن الحقيق، على الذهاب إلى قريش لإقناعهم بحرب على المسلمين، وقد وعد اليهود قريشًا بأن يكونوا معهم وينصروهم، وبعد ذلك ذهب اليهود إلى قبيلة غطفان لإقناعم بالأمر ذاته ووعدوهم بأن تكون لهم ثمار خيبر لمدة سنة كاملة، وعندما علم الرسول الكريم بذلك استشار الصحابة رضي الله عنهم فأشار سلمان الفارسي بحفر الخندق لحماية المسلمين.^[4]

فوافق الرسول على ذلك وجهز ما يُقارب ثلاثة آلاف مقاتل من المسلمين، فجاءت الأحزاب ولم تتمكّن من الدخول بسبب الخندق الذي حُفر حمايةً للمسلمين، وبعد ذلك ضاق الأمر على المسلمين واشتدّ الحصار، ولا سيّما بعد نقض بني قريظة للعهد، وتوالت الأحداث وصولاً إلى إسلام رجل يُدعى نعيم الغطفاني، حيث أحدث الخلاف بين الأحزاب وبعد ذلك بعث الله عليهم ريحًا شديدة حتى كادت تقتلع خيامهم وقبابهم، فأصبحوا في رعب شديد، ثمّ انهزموا وانتهى حصارهم ضدّ المسلمين.^[4]

ما هي نتائج غزوة الأحزاب

سيتمّ فيما يأتي بيان النتائج النهائية لغزوة الأحزاب:^[5]

• انفكاك اتحاد اليهود مع المسلمين وانهيارهم الشديد، وذلك بسبب دخول نعيم بن مسعود إلى الإسلام، حيث أمره النبي عليه السلام باستخدام حنكته وذكائه للتفريق بين اليهود ومشركي قريش.
• انسحاب المشركين دون أن يحصل قتال داخل الغزوة بسبب الرعب الذي دُبّ في قلوبهم من قبل الله تعالى بإرساله ريحًا شديدة اقتلعت خيامهم.
• معاقبة يهود بني قريظة عقابًا شديدًا بسبب العهد الذي نقضوه مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فبقاء العهد يعيق تحقيق انتصار المسلمين.

شاهد أيضًا: كم عدد غزوات الرسول في رمضان

ما هو سبب حدوث غزوة الأحزاب

اتفق العلماء أنّ السبب الرئيس لحدوث غزوة الأحزاب هو الحق والحسد الذي كانت تكنه يهود بني النضير بعد أن أخرجهم الرسول صلى الله عليه وسلم من المدين المنورة، حيث بدأوا بالتحريض على المسلمين انتقامًا لإجلاء الرسول لهم، فقالوا: “إِنَّا سَنَكُونُ مَعَكُمْ عَلَيْهِ حَتَّى نَسْتَأْصِلَهُ”، فأبدت قريش موافقتها على ذلك، وقالت لهم: يا معشر اليهود، إنكم أهل كتاب، أفدينُنا خيرٌ أم دينه؟ فقالوا: دينكم أفضل، فنزل قول الله -تعالى-: “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا”،^[6] والله تعالى أعلم.^[7]

لماذا سميت غزوة الخندق بغزوة الأحزاب

سميت غزوة الخندق بغزوة الأحزاب، بسبب الخندق الذي أشار إلى حفره الصحابي سلمان الفارسي حماية للمسلمين عندما علم بوجود الأحزاب التي أنشأتها اليهود تحريضًا لبدء قتال الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين، حيث بدأت اليهود بتحريض القبائل كما ذكرنا سابقًا، فتكونت أحزابٌ من اليهود والمشركين والعرب، وكان النصر حليف المسلمين والهزيمة لهذه الأحزاب بسبب دخول نعيم إلى الإسلام؛ فقد تمكّن بذكائه التفريق بين هذه الأحزاب وخلق الخلاف بينهم، ممّا أدى إلى نصرة الإسلام والمسلمين دون حصول القتال بينهم.^[8]

شاهد أيضًا: لماذا سميت تكبيرة الاحرام بهذا الاسم

ما القيم والعبر المستفادة من غزوة الأحزاب

سيتم فيما يأتي بيان القيم والعبر المستفادة من غزوة الأحزاب:^[9]

• التبشير بالنصر في أصعب اللحظات التي يمرّ فيها المسلم، ولا سيّما إن كان مخلصٌ بعمله لله تعالى.
• الكفار دائمًا عاجزين بسبب بعدهم عن الله تعالى والتحريض الدّائم ضدّ الإسلام والمسلمين.
• قدرة الله تعالى على تفريق الشمل بين المشركين وتأييد المسلمين بالمعجزات التي تحميهم من الأعداء.
• مؤازرة الله تعالى للمسلمين، بإرسال الريح الشديد الذي اقتلع خيام المشركين، والذي كسر شوكتهم وقوتهم التي تباهوا بها.

لماذا سميت غزوة الاحزاب بهذا الاسم سؤال أجبنا عليه فيما سبق، والسبب الرئيس في التسمية هو اجتماع الأحزاب بعد تحريض اليهود لهم ضدّ المسلمين، وجاء إلهام الله تعالى للصحابي الجليل سلمان الفارسي بحفر الخندق من أجل الحماية بعد أن استشار الرسول عليه السلام، ويُجدر بالذّكر إلى أنّ غزوة الأحزاب حصلت بدون قتال، بسبب مؤازرة الله تعالى للمسلمين.