لماذا سميت ليلة البراءة بهذا الاسم

لماذا سميت ليلة البراءة بهذا الاسم
لماذا سميت ليلة البراءة بهذا الاسم

لماذا سميت ليلة البراءة بهذا الاسم من الأسئلة التي يتساءل عنها العديد من المسلمين، وليلة البراءة من الليالي التي اشتهرت بفضلها وشرفها بين المسلمين، ومع ذلك فلم يصح أي دليل عن فضل هذه الليلة كما أن بعض الأشخاص يتخذون هذا اليوم موسمًا تصنع فيه الأطعمة، وتظهر فيه الزينة، وهذا من البدع التي لا أصل لها، ولهذا يجب على المسلم التنبه لصحة فضائل الأعمال وأن يتأكد من ثبوتها، في كتاب الله -عز وجل- أوفي السنة المطهرة، فلا يخصص يوم بفضل إلا إذا ورد ذلك في الكتاب أو في السنة المطهرة.

ما هي ليلة البراءة

هي ليلية النصف من شعبان، وتبدأ مع مغرب اليوم الرابع عشر من شعبان وتنتهي مع فجر اليوم الخامس عشر من شعبان، وقد رويت العديد من الأحاديث عن فضل ليلة النصف من شعبان، وهي أحاديث ضعفها، ومن هذه الأحاديث الحديث المروي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا من مستغفر لي فأغفر له ! ألا مسترزق فأرزقه ألا مبتلى فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر”،[1] فليلة البراءة لم يشرع فيها الصيام ولا القيام انما شرع صيام ثلاثة أيام فقط كسائر أشهر السنة.[2]

شاهد أيضاً: أول من أحدث بدعة المولد النبوي

لماذا سميت ليلة البراءة بهذا الاسم

سمّيت ليلة النّصف من شعبان بليلة البراءة بسبب الاعتقاد الخاطئ عند بعض المسلمين بأن هذه الليلة سبب لتكفير الذّنوب والخطايا والآثام والبراءة منها، ووردت العديد من الآثار الموضوعة والضعيفة بفضل هذا اليوم ومن هذه الآثار ما روي عن محمد الباقر بن علي بن الحسين فقد قال:”من قرأ ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ ألفَ مرَّةٍ { قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } في مائةِ ركعةٍ ، في كلِّ ركعةٍ { الْحَمْدُ } مرَّةً، و{ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } عشرَ مرَّاتٍ لم يمُتْ حتَّى يبعثَ اللهُ إليه مائةَ ملَكٍ، ثلاثون يبشِّرون بالجنَّةِ وثلاثون يُؤمِّنون من العذابِ، وثلاثون يُقوِّمونه أن يخطئَ، وعشرةُ أملاكٍ يكتُبون أعداءَه”،[3] وقد روى ابن الجوزي هذا الحديث في كتابه الموضوعات، فعلى المسلم أن يتنبه ويتفطن للأحاديث الضعيفة، وأن يعلم أن فضائل الأمكنة والأزمنة لا تثبت إلا بنص من الكتاب أو السنة.

شاهد أيضاً: لماذا سميت سورة الرحمن بعروس القرآن

فضل ليلة البراءة

لم يرد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أي دليل ينص على تخصيص ليلة النصف من شعبان بفضل، وكل الأحاديث الواردة فيها بين الموضوع والضعيف، ففضائل الأعمال لا تشرع إلا بالكتاب أو السنة الثابتة، وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”،[4] فلا يخصص شهر شعبان بفضل إلا إذا ورد ذلك في الكتاب أو في السنة المطهرة، ومع ذلك فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم يكثر من الصوم في شهر شعبان فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصومُ حتى نَقولَ: لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ حتى نَقولَ: لا يَصومُ، وما رأيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ استَكمَلَ صِيامَ شَهرٍ قَطُّ، إلَّا رَمَضانَ، وما رأيتُهُ في شَهرٍ قَطُّ أكثَرَ منه صيامًا في شَعبانَ”،[5] والحكمة من اكثار النبي -صلى الله عليه وسلم- الصيام في شعبان أنه استعداد لصوم رمضان، وأنه شهر ترفع فيه الأعمال؛ فأحب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُرفعَ عملُه وهو صائم.[6]

شاهد أيضاً: فضل الصلاة في الروضة الشريفة.

أسماء ليلة النصف من شعبان

اشتهرت ليلة النصف من شعبان بالعديد من الأسماء لظن بعض المسلمين بفضلها، ومن الجدير بالذكر أنه لم ترد هذه الأسماء بنص من الكتاب أو السنة، ومن هذه الأسماء:[6]

  • ليلة البراءة.
  • ليلة الدعاء.
  • ليلة القِسمة.
  • ليلة الإجابة.
  • الليلة المباركة.
  • ليلة الشفاعة.
  • ليلة الغفران والعتق من النيران.

أجبنا في هذا المقال عن سؤال لماذا سميت ليلة البراءة بهذا الاسم، وذلك بسبب الاعتقاد الخاطئ عند بعض المسلمين بأن هذه الليلة سبب لتكفير الذّنوب والخطايا والآثام والبراءة منها، كما بينا عدم وجود دليل على تخصيص يوم البراءة بالفضل، وذكرنا بعض الأسماء التي يتداولها المسلمين عن ليلة البراءة كيلة الدعاء، والقِسمة، والإجابة، والليلة المباركة.

المراجع

  1. ^ تلخيص العلل المتناهية ، أبو موسى الأشعر، الذهبي، تلخيص العلل المتناهية ، 184، فيه ابن لهيعة ضعيف.
  2. ^ islamqa.info، هل ينزل الله إلى السماء الدنيا في ليلة النصف من شعبان ؟، 17/12/2022
  3. ^ موضوعات ابن الجوزي، محمد الباقر بن علي بن الحسين، ابن الجوزي، موضوعات ابن الجوزي، 443، موضوع
  4. ^ صحيح مسلم، عائشة أم المؤمنين، مسلم، صحيح مسلم، 1718، صحيح.
  5. ^ تخريج المسند، عائشة أم المؤمنين،شعيب الأرناؤوط،25195،إسناده صحيح على شرط الشيخين
  6. ^ alukah.net، في رحاب ليلة النصف من شعبان، 17/12/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *