عناصر المقال
لماذا سميت معركة فتح الفتوح بهذا الاسم وهو ما سيتم توضيحه في سطور وفقرات هذا المقال، حيثُ قام المسلمون بعدة معارك سواء كانت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، أو في زمن الصحابة رضوان الله عليهم، وذلك من أجل نشر الدين الإسلامي، ورفع راية الإسلام، ومحاربة الكفر والضلال والجهل، ومن خلال هذا المقال سنبين بعضًا من المعلومات عن معركة فتح الفتوح، بالإضافة إلى معرفة أهم الأسباب التي أدت إلى قيامها وأبرز نتائج هذه المعركة العظيمة.
ما هي معركة فتح الفتوح
وهي من أشدِّ المعارك التي وقعت بين المسلمين والفرس، فقد وقعت هذه المعركة من أجل إعلان راية الإسلام ونشر الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه وشريعته في بلاد الفرس، ويعود تاريخ وقوع هذه المعركة إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في سنة 21 للهجرة، حيثُ توجه الجيش الإسلاميّ بقيادة النعمان بن مقرض -رضي الله عنه- إلى نهاوند، وكان الفرس يفوقون المسلمين من حيث العدد والعّدة، ومع ذلك نشب قتال عنيف بين الطرفين، وبذل الجيش الإسلاميّ جهداً عظيماً في هذه المعركة، حتّى انسحب الجيش الفارسي وتحقّق النصر للمسلمين وانتهى حكم الدولة الساسانية.[1]
لماذا سميت معركة فتح الفتوح بهذا الاسم
سميت معركة فتح الفتوح بهذا الاسم لأنَّ انتصار المسلمين أسهم في تشتيت شمل الفرس وتفريق جمعهم وهدم دولتهم، فلم يعد لديهم القدرة على جمع جيش كالجيوش السابقة التي واجهوا بها المسلمين، بالإضافة إلى أنّ هذه المعركة كانت آخر فتح يقوم به المسلمون في بلاد العراق وفارس، ومن الجدير بالذّكر أنه يُطلق على معركة فتح الفتوح باسم معركة نهاوند لأنَّها وقعت في بلدة تُسمى نهاوند وهي قريبة من فارس، فقد عرفت هذه المعركة بأنَّها من أهم المعارك الإسلاميَّة وأعظمها تاريخًا، حيث وقعت في عهد أمير المؤمنين -رضي الله عنه- وقامت بالقضاء على الدّولة السّاسانيَّة التي دامت قرابة 400 سنة.[2]
أسباب معركة نهاوند
وقعت معركة نهاوند بسبب امتعاض ملك الفرس من الانتصارات العظيمة التي حققوها المسلمين، مما دفعه ذلك إلى جمع جيشه في منطقة نهاوند ظنًا منه أنّه سيقرر مصير المسلمين، ثمّ سمع الصّحابي سعد بن ابي وقاص -رضي الله عنه- أرسل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ليحذره فقال: “بلغ الفرس خمسين ومئة الف مقاتل فإن جاؤونا قبل أن نُبادرهم الشدة ازدادوا جُرأة وقوة، وإن نحن عاجلناهم كان لنا ذلك”، فعندما علم أمير المؤمنين استشار كبار الصحابة -رضوان الله عليهم- في كيفية مواجهة الفرس، فأشاروا عليه أن يقوم بتجهيز جيش من أجل مواجهة الفرس، حتى لا يتجرأوا وينقضون على المسلمين، حيثُ قام عمر بن الخطاب -رصي الله عنه- بتجهز جيش من المسلمين لمواجهة الفرس، ثمّ دارت حينها معركة نهاوند والتي انتهت بانتصار المسلمين وهزيمة الفرس.[3]
قائد جيش المسلمين في معركة نهاوند
إنّ قائد جيش المسلمين في معركة نهاوند هو النُّعمان بن مقرن، حيث اختاره أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قائداً لهذه المعركة، حيثُ كان النعمان بن مقرن -رضي الله عنه- في مُقدّمة جيش المسلمين، وقد قاتلَ في هذه المعركة بشجاعة كبيرة، إلا أنَّه استُشهِد في أول المعركة، وتناول عنهُ أخوه نعيم بن مُقرّن الرّاية قبل أن تقعَ ولم يخبر أحدًا حتى لا تضعف معنويات المسلمين، وبعد انتهاء المعركة علِموا باستشهاد النعمان بن مقرن -رضي الله عنه- وحزنوا عليه حُزناً شديداً، ولما علم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بكى حتَّى علا صوته؛ فقد كان قائدًا عظيمًا وله دور كبير في الفتوح الإسلامية.[4]
احداث معركة نهاوند
تُعتبَر معركة نهاوند بأنَّها من المعارك العظيمة التي حدثت على زمن الخليفة عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه، وذلك بعدما خسر الفُرس مع المسلمين في معركة القادسية، حيث قام ملك الفرس بإرسال خبر إلى كل من مدينة الباب وحلوان والسند بطلب منهم دعم من أجل تشكيل جيش فارسي لصد المسلمين ورد اعتبار الدولة الفارسية، وعندما علم خليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بأمر الفرس وعددهم ذهب واستشار الصحابى -رضوان الله عليه- وأخذ بمشورتهم، فقد قام بتجهيز جيش المسلمين لمواجهة الفرس واختار النعمان بن مقرن لهذه المعركة.[5]
ثم انطلق النعمان -رضي الله عنه- لقيادة الجيش ومعه عدد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن في هذه الأثناء كان الفرس يستخدمون حيلة من أجل القتال وتتمثل بنشر قطع من الحديد على المدينة التي تحصنوا بها، فعندما وصل النُّعمان أرسل أحدًا من رجاله ليأتي بخبر القوم فعلم بأنهم وضعوا حسك الحديد لإعاقة حركة الخيل، لذلك استشار المسلمين وأشاروا عليه بأن يُرجع الجيش حتى يظن الفرس بأنّ المسلمين انسحبوا من المعركة، وهكذا يقوم الفرس بسحب قطع الحديد، وعندما علم النعمان بما فعلوه الفرس تابع بجيشه، وجعل نعيم بن مقرن في مقدمة الجيش وحذيفة بن اليمام وسويد بن مقرن على الميمنة والميسرة، وتجمع الجيش الإسلاميّ حول نهاوند والفرس داخل المدينة.[5]
وبعد ذلك أرسل قائد الفرس إلى المسلمين بأنّه يريد أحدًا ليكلمه، فذهب إليه المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- وعندما وصل أخبرهم بعزة الدين الإسلاميّ وقابله بالأذى وسوء المعاملة، وعندما علم النعمان بذلك أمر المسلمين بالهجوم، ولكن كانوا الفرس يتحصنون في الخنادق وخشيَ أن يطول أمر تحصنهم، فأشار بعض المسلمين على النعمان بأن يُرسل مجموعة من الفُرسان لإغضاب الفُرس ودفعهم إلى الخروج من الخنادق، لذا بعث إليهم القعقاع بن عمرو التميمي وأثار غضبهم وأخرجهم وبدأت المعركة.[5]
شاهد أيضًا: لماذا سميت غزوة الاحزاب بهذا الاسم
نتائج معركة نهاوند
إنّ معركة نهاوند من أكبر المعارك التي حصلت بين المسلمين والفرس، والتي كان النصر فيها من حليف المسلمين، وفيما يأتي سيتم بيان أبرز نتائج هذه المعركة العظيمة التي ينبغي على المسلم مفرفتها وفهمها، وهي:[5]
- نُصرة الدِّينِ الإسلامي، وإعلاء راية الحق.
- عدم إستسلام المسلمين واستمرارهم بالفتوحات الإسلامية.
- تحقيق نصر عظيم للمسلمين، ودخولهم نهاوند بعد هزيمة الفرس.
- بيان قوة المسلمين التي ساهمت في القضاء على الفرس وسمعتهم.
- توزعت القوات الإسلامية بعد معركة نهاوند تحت لواء واحد إلى سبعة ألوية.
- ساهمت معركَة نَهاونْد في فتح معركة القادسيَّة بالعراق، ومعركة اليَرموك في بلاد الشَّام.
إلى هنا نكون قد توصلنا لنهاية فقرات مقالنا الذي تحدث عن لماذا سميت معركة فتح الفتوح بهذا الاسم، فقد انتقلنا مع سطور وفقرات المقال للحديث عن إحدى المعارك الإسلاميَّة وهي معركة فتح الفتوح، كما أرفقنا في المقال سبب حدوث معركة فتح الفتوح أو ما تعرف بمعركة نهاوند، بالإضافة إلى بيان تفاصيل المعركة وأهم المعلومات عن قائد معركة نهاوند، ثُمَّ أدراجنا أبرز نتائج هذه المعركة.
المراجع
- ^ marefa.org، معركة نهاوند، 30/12/2022
- ^ alukah.net، معركة نهاوند (فتح الفتوح)، 30/12/2022
- ^ shamela.ws، [*نهاوند (معركة)]، 30/12/2022
- ^ alukah.net، النعمان بن مقرن قائد معركة نهاوند، 30/12/2022
- ^ wikiwand.com، معركة نهاوند، 30/12/2022
التعليقات