لماذا صلاة العشاء والفجر ثقيلة على المنافقين

لماذا صلاة العشاء والفجر ثقيلة على المنافقين
لماذا صلاة العشاء والفجر ثقيلة على المنافقين

لماذا صلاة العشاء والفجر ثقيلة على المنافقين من الأسئلة التي تدور في أذهان كثير من المسلمين لأنَّ كثير من الناس في هذه الأيام تفوته صلاة الفجر أو صلاة العشاء بسبب المشاغل الكثيرة، ولا بدَّ أن يتعرف المسلم على كل ما يحيط بالصلاة التي تعدُّ من أعظم أركان الإسلام وعماده الشديد، وسوف نقدم في هذا المقال معلومات عن المنافقين في الإسلام ونعرف لماذا صلاة العشاء والفجر ثقيلتان على المنافقين وعلى فضل صلاة الفجر والعشاء وغير ذلك من المعلومات الدينية.

من هو المنافق

يشير مصطلح النفاق في الإسلام إلى إسرار وإضمار الشر وإظهار الخير والوجه الحسن للناس، وقد جاءت هذه التسمية من كلمة النفق، وهو الجحر الذي تحفره بعض الحيوانات تحت الأرض ويكون له مخرجين، فإذا ما هوجِم من جهة فإنَّه يهرب من الجهة الثانية، وكذلك المنافق فإنَّه إذا ما تعرَّض لأي موقف محرج مع أي طرف فإنَّه يظهر بموقف المؤيد له، وهو بشكل عام إسرار شيء وإظهار الشيء المخالف له، ويقسَم النفاق في الإسلام إلى عدة أنواع هي: نفاق اعتقادي وهو النفاق الأكبر ونفاق عملي وهو النفاق الأصغر، والنفاق الأكبر هو الذي يخرج المسلم من الإسلام، أمَّا النفاق الأصغر فإنَّه لا يخرج المسلم من دينه.[1]

شاهد أيضًا: فوائد صلاة الفجر في وقتها.. والأسباب المعينة للاستيقاظ على صلاة الفجر

لماذا صلاة العشاء والفجر ثقيلة على المنافقين

إنَّ صلاة الفجر والعشاء أثقل الصلوات على المنافقين لأسباب عديدة، وقد ذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” ليسَ صَلَاةٌ أثْقَلَ علَى المُنَافِقِينَ مِنَ الفَجْرِ والعِشَاءِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لَأَتَوْهُما ولو حَبْوًا، لقَدْ هَمَمْتُ أنْ آمُرَ المُؤَذِّنَ، فيُقِيمَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا يَؤُمُّ النَّاسَ، ثُمَّ آخُذَ شُعَلًا مِن نَارٍ، فَأُحَرِّقَ علَى مَن لا يَخْرُجُ إلى الصَّلَاةِ بَعْدُ”،[2] وفي هذا تأكيد على أنَّ أثقل صلاة على المنافقين هي صلاة العشاء وصلاة الفجر، وفيما يأتي سيتم ذكر أسباب ذلك حسب ما ذكر الفقهاء من أهل العلم  بشكل مفصل:[3]

  • إنَّ صلاة العشاء والفجر من أثقل الصلوات نتيجة الأسباب القوية التي تدفع المنافق لتركها والتكاسل عنها، حيث أنَّ صلاة الفجر هي وقت النوم العميق الذي يكون فيه معظم البشر غارقون في سبات عميق، كما أنَ صلاة العشاء هي وقت راحة وسكون في نهاية اليوم، وقد أشار الله تعالى إلى أنَّ الصلوات كلها يشعر المنافقون بثقلها، فقال في محكم التنزيل: “وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ”.[4]
  • إنَّ السبب الذي يدفع المنافق لأداء الصلوات هو الظهور أمام الناس بمظهر المسلم المحافظ على صلاته، ويرغب أن يراه الناس خلال الصلوات في وضح النهار مصليًا في المساجد، أمَّا صلاة الفجر والعشاء فإنها تكون في الظلمة، ولن يراه الكثير من الناس ولا تتحقق غايته في التباهي والظهور أمام الناس، ولذلك يفقد الدافع ويشعر بثقل صلاة الفجر والعشاء.

شاهد أيضاً: فضل صلاة الفجر في جماعة

صفات المنافقين في الإسلام

لقد فصَّل الفقهاء في موضوع النفاق والمنافقين لخطورة النفاق على الإسلام وأهله، ولخطورته على صاحبه في المقام الأول، فقد توعدهم الله تعالى بعذاب أليم يوم القيامة فقال جلَّ من قائل: “إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا”،[5] وقد وردت صفات المنافقين في القرآن الكريم وفي الأحاديث النبوية، وفيما يأتي سيتم ذكر صفات المنافقين في الإسلام بشكل مفصل:[6]

  • إظهار الإسلام وإخفاء الكفر: وقد قال تعالى فيهم: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ”،[7] أي رغم ادعائهم الإيمان بالله تعالى ولكنَّهم في الحقيقة لا يؤمنون به.
  • الخداع والمكر والكذب: قال تعالى فيهم: “يخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ”،[8] لأنهم يحاولون خداع المسلمين بأنهم معهم وهم ليسوا كذلك.
  • أصحاب قلوب مريضة: وقد وصفهم تعالى بذلك قائلًا: “ي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ”،[9] حيث أنَّ المرض الحقيقي المقصود هو الشك في الإسلام وحقيقته.
  • قسوة القلب: إذ تكون قلوبهم قاسية لا يؤثر فيها ذكر الله تعالى وآيات كتابه الحكيم.
  • التكاسل عن العبادات: وخصوصًا الصلاة، فهم يقومون إلى الصلاة كسالى كما قال تعالى.

شاهد أيضًا: متى ينتهي وقت صلاة العشاء ، وحكم تأخيرها لآخر وقتها

فضل صلاة الفجر

لقد خصَّ الله تعالى صلاة الفجر بفضل عظيم وأجر كبير وخصوصًا للذين يحافظون عليها في المسجد على وقتها، فأولئك لهم أجر كبير لا يعلمه إلا الله تعالى، وقد أكَّد وبيَّن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكثير من الأحاديث الصحيحة، وفيما يأتي سيتم ذكر بعض النقاط حول فضل المحافظة على صلاة الفجر في الإسلام:[10]

  • أحد أسباب دخول الجنة: فقد ورد في الحديث الصحيح أنَّ المحافظة على صلاة الفجر في وقتها أحد الأسباب الرئيسية لدخول الجنة بإذن الله تعالى، لأنَّ الذي يحافظ عليها إلى جانب صلاة العصر فهو لا بدَّ من الذين يحافظون على جميع الطاعات والعبادات، وفي صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ”.[11]
  • وقاء من النار: لقد حرَّم الله تعالى نارَ جهنم على المسلم المحافظ على صلاة الفجر والعصر، ففي الحديث عن عمار بن رويبة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لَا يَلِجُ النَّارَ مَن صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا”.[12]
  • شهادة الملائكة: لأنَّ ملائكة النهار وملائكة الليل تكون شاهدة على من يصلي الفجر والعصر، وقد أشار الله تعالى إلى عظمة وقت الفجر وقراءة القرآن الكريم فيه، وقد أقسم به تعالى في سورة سمِّيت باسم الفجر، إذ قال جل من قائل: “وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ”.[13]
  • النور التام: وعد الله تعالى المسلمين الذين يحافظون على صلاة الفجر بنورٍ تام يوم القيامة، لأنَّ المسلم يمشي إلى المسجد والصلاة في الظلمات وسوف يعوضه الله تعالى عن ذلك، وفي الحديث عن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “بشِّرِ المشَّائينَ في الظُّلمِ إلى المساجدِ بالنُّورِ التَّامِّ يومَ القيامةِ”.[14]
  • رؤية الله سبحانه وتعالى: لقد وعد الله تعالى الذين يحافظون على صلاة الفجر برؤية وجهه الكريم وهذا فضل كبير ونعيم عظيم يناله المسلم يوم القيامة، وقد ورد في الحديث عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: “كُنَّا عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَنَظَرَ إلى القَمَرِ لَيْلَةً – يَعْنِي البَدْرَ – فَقَالَ: إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ، لا تُضَامُّونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ثُمَّ قَرَأَ: {وَسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ الغُرُوبِ}، قَالَ إسْمَاعِيلُ: افْعَلُوا لا تَفُوتَنَّكُمْ”.[15]
  • حفظ الله تعالى: لأنَّ الذي يصلي صلاة الفجر يكون في ذمة الله وحفظه طوال اليوم، ولا يضره بإذن الله تعالى شيء لأنَّه تكفل بحفظه.

شاهد أيضًا: حكم تأخير صلاة العشاء بدون عذر

فضل صلاة العشاء

وردت أحاديث كثيرة في فضل المحافظة على صلاة العشاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شكَّ أنَّ المحافظة على جميع الصلوات فيه خير كبير للمسلم، لأنَّ في ذلك رضى الله تعالى وغفرانه، وينال المسلم أجرًا كبيرًا ويغفر الله له الذنوب والخطايا، وفيما يأتي سيتم ذكر بعض النقاط التي توضح فضل المحافظة على صلاة العشاء:[16]

  • براءة من النار وبراءة من النفاق: وقد ورد في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من أدرَكَ الصَّلاةَ أربعينَ يومًا لا تفوتُهُ ركعةٌ كتبَ اللَّهُ لَهُ براءتينِ براءةٌ منَ النَّارِ وبراءةٌ من النِّفاقِ”.[17]
  • أجر قيام نصف الليل: إذا صلى المسلم العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، وكذلك إذا صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ”.[18]
  • النور التام: فقد وعد الله تعالى الذين يمشون إلى الصلاة في الظلمات مثل صلاة الفجر والعشاء بالنور التام يوم القيامة.

في ختام مقال لماذا صلاة العشاء والفجر ثقيلة على المنافقين تعرفنا على مفهوم النفاق في الإسلام وعرفنا أنواع النفاق، كما تمَّ إدراج سبب ثقل صلاة الفجر والعشاء على المنافقين، وعرفنا صفات المنافقين كما ورد في القرآن الكريم، وفي النهاية تعرفنا على فضل صلاة الفجر والعشاء.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com، نفاق (إسلام)، 11/01/2023
  2. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 657، صحيح
  3. ^ alukah.net، أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، 11/01/2023
  4. ^ سورة التوبة ، الآية 54
  5. ^ سورة النساء، الآية 145
  6. ^ islamweb.net، من صفات المنافقين، 11/01/2023
  7. ^ سورة البقرة، الآية 8
  8. ^ سورة البقرة، الآية 9
  9. ^ سورة البقرة، الآية 10
  10. ^ shamela.ws، الأساس في السنة وفقهها، 11/01/2022
  11. ^ صحيح البخاري، أبو موسى الأشعري، البخاري، 574، صحيح
  12. ^ صحيح مسلم، عمارة بن رويبة، مسلم، 634، صحيح
  13. ^ سورة الفجر، الآيات 1-3
  14. ^ صحيح أبي داود، بريدة بن الحصيب الأسلمي، الألباني، 561، صحيح
  15. ^ صحيح البخاري، جرير بن عبدالله، البخاري، 554، صحيح
  16. ^ islamweb.net، فضل المواظبة على صلاتي العشاء والفجر في جماعة.، 11/01/2022
  17. ^ ذخيرة الحفاظ، أنس بن مالك، ابن القيسراني، 2189، صحيح
  18. ^ صحيح مسلم، عثمان بن عفان، مسلم، 656، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *