لماذا نصوم رمضان ، مراحل فرض الصيام على المسلمين

لماذا نصوم رمضان ، مراحل فرض الصيام على المسلمين
لماذا نصوم رمضان

لماذا نصوم رمضان ، مراحل فرض الصيام على المسلمين، هو ما سيتمّ عرضه في هذا الموضوع، فهو من الأسئلة التي يبحث عن إجابتها العديد من المسلمين، حيثُ إنّ التّعرّف على العبادات والفروض الشّرعيّة أمرٌ واجبٌ على كلّ مسلمٍ ومسلمة، لأنّه دين الله تبارك تعالى، حيثُ يعد الصيام ركناً من أركان الإسلام الخمسة، وقد فرضها الله -تعالى-على كل مسلم ومسلمة، وللصيام أهميّة كبيرة للفرد، ومن هذا المنطلق سوف يتم بيان الإجابة الصحيحة حول السؤال المطروح، بالإضافة إلى بيان مفهوم الصيام في الإسلام وحكمه.

الصيام في الإسلام

إنّ الصّيام هو قربةٌ من القربات الجليلة الّتي فرضها الله -تبارك وتعالى- على المسلمين، وهو يتمثل بالإمساك عن كل المفطرات، والكفّ عنها من طلوع الفجر إلى غروب الشّمس مع النيّة، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة التي أخبر بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال: “بُني الإسلامُ على خمسٍ، شهادةِ أن لا إله إلا اللهُ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصيامِ رمضانَ”[1]، حيثُ إنّ الصّيام من أعظم العبادات ويكون في شهر رمضان المبارك، كما أنّ الصيام في غير هذا الشّهر يعدّ تطوًعًا كصيام عاشوراء، أو يعدّ من الواجبات كصيام النذر والكفارة، ولا يجوز الفطر فيه إلّا لعذرٍ كالمرض أو السّفر، أو الحيض والنّفاس عند المرأة، ومن أفطر في أيّام رمضان لعذرٍ شرعيّ، فعليه القضاء بعد رمضان إذا زال العذر، ومن كان عذره دائمًا كالمرض، وجب عليه إطعام مساكين بعدد الأيّام الّتي أفطرها.[2]

لماذا نصوم رمضان

فرض الله -تبارك وتعالى- الصّيام على المسلمين، ولم يفرضه إلَّا لحكمة بالغة، فحاشا لله أن يقضي على الناس أمرًا بلا حكمة وبلا سبب عظيم، كما أنّ هناك مجموعة من المقاصد والأهداف لصوم رمضان، ومنها ما يأتي:[3]

  • تذكير المسلم بنعم الله تعالى: فعندما يصوم المسلم يمتنع عن الطعام والشراب والجماع وسائر المفطرات، وهكذا يتذكر المسلم هذه النعم ويشكر الله -سبحانه وتعالى- عليها، فقد قال -تعالى- في محكم تنزيله: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}[4].
  • تحقيق وحدة الأمة الإسلاميّة: إذ إنّ وحدة العقيدة، والإخلاص لله -سبحانه وتعالى- في عباداته، من أهمّ ما يُظهر وحدة الأمّة، كما أنّ توحيد الله -تعالى- هو الأساس الذي قامت عليه الشرائع السماويّة جميعها.
  • الصيام يكسب البدن الصحة والقوة: فقد أثبتت العديد من الدراسات أنّ الصيام يساهم في علاج العديد من الأمراض كالقلب والتهاب المفاصل، والربو، بالإضافة إلى تعزيز الجهاز المناعي وغيرها، فقد قال الإمام ابن كثير -رحمه الله- في ذلك: “لأن الصوم فيه تزكية للبدن، وتضييق لمسالك الشيطان”.
  • استشعار نعمة الهداية إلى دين الإسلام: فقد منّ الله -سبحانه وتعالى- بها على عباده، فعبادة الصيام تجعل المسلم يستشعر نعمة هداية الله -تعالى- له؛ وذلك حينما يمتنع عن المُحرّمات، ويلتزم بما أمر به الله سبحانه.
  • تذكير الصائم بالفقراء والمساكين: وتعويد النفس على البَذْل والعطاء؛ فالصائم إذا شعر بالجوع والعطش يتذكر الفقراء ويرحمهم ويعطف عليهم ويمد يده بالعون والإحسان إليه، فقد قل تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ}[5].
  • تحقيق تقوى الله -عزّ وجل- في النفوس: حيث إنّ الصيام من أفضل العبادات التي تقوّي الوازع الإيمانيّ وتعزّزه لدى المسلم؛ فهو يمنعه من الوقوع في المحرّمات، أو التمادي فيها.
  • قهْر للشَّيطان وإضعاف له: حيثُ إنّ الشيطان تضعف وسوسته للإنسان في هذا شهر الفضيل، وبالتالي تقل منه المعاصي، فقد جاء عن صفية -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ” الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ”[6].

شاهد أيضًا: من يُباح له الفطر في رمضان ويجب عليه الكفارة

حكم صيام رمضان

إنَّ صيام شهر رمضان المبارك فرض على جميع المسلمين، وهذا ما أجمع عليه أهل العلم من الفقهاء ومن علماء المذاهب الأربعة[7]، واستدل أهل العلم في فرض الصيام على المسلمين بقول الله -تعالى- في سورة البقرة: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[8]، حيثُ تدل كلمة “فليصمه” في هذه الآية على أمر إلهي واضح بصيام شهر رمضان المبارك، والله تعالى أعلم.

مراحل فرض الصيام على المسلمين

فرض الله -سبحانه وتعالى- على المسلمين الصّيام على ثلاث مراحل؛ من أجل تدريبهم على الصيام والتّخفيف عنهم لأنّهم لم يعتادوا على الصّيام لمدّةٍ طويلة، وذلك رحمةٌ من الله -تعالى- بعباده المسلمين وفضلٌ كبير منه سبحانه، وهذه المراحل الثّلاثة سنتعرّف عليها فيما يأتي:[9]

  • المرحلة الأولى: في هذه المرحلة جاء الأمر الإلهي بصيام يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر المُحرّم، مع صيام ثلاثة أيام من كل شهر فقط، والدليل في صحيح الإمام مسلم، فقد روى جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَأْمُرُنَا بصِيَامِ يَومِ عَاشُورَاءَ، وَيَحُثُّنَا عليه، وَيَتَعَاهَدُنَا عِنْدَهُ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ، لَمْ يَأْمُرْنَا، وَلَمْ يَنْهَنَا وَلَمْ يَتَعَاهَدْنَا عِنْدَهُ”[10].
  • المرحلة الثانية: في المرحلة الثانية تم تخيير المسلمين في صيام شهر رمضان المبارك، فمن شاء صامه ومن شاء أفطر ودفع بدل صيامه، قال -تعالى- في سورة البقرة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}[11].
  • المرحلة الثالثة: وهي المرحلة التي فرض الله -تعالى- فيها صيام شهر رمضان على كافة المسلمين، فقد قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[8].

شاهد أيضًا: حكم إفطار الحامل في رمضان

فضل شهر رمضان

يعتبر شهر رمضان بأنه من أفضل الشهور التي يمكن من خلالها أن يتقرب المسلم من الله، فهو شهر العمل والعبادة والطاعة، وقد جعل الله -عزّ وجل- الأجر مضاعف في هذا الشهر، فهو شهر الرحمة والمغفرة، كما يعتبر شهر رمضان بأن له العديد من الفضائل ومن أبرزها ما يأتي:

  • تُغفَر فيه الذُّنوب، وتُكفَّر فيه الخطايا.
  • ينال المُسلم مغفرة الله تعالى، فهو شهرُ العِتق من النَّار.
  • يشعر الغنيِ بالفقير، ممَّا يدفعه إلى التَّصدُّق عليه ومساعدته.
  • تجتمع الأمَّة وتتوحد، مما يسهم في تعزيز روح الجماعة بين أفرادها.
  • إنّ الله -سبحانه وتعالى- خصصَّ بابًا للصائمين يدخلون منه في شهر رمضان.
  • يساعد المسلم على المداوامة على الصَّبر من أجل تحقيق الأهداف في الحياة الدُّنيا.
  • يساعد المسلم على المداوامة على كظم الغيظ، وكبح جماح النَّفس وعدم المشي وراء شهواتها.

وهكذا نصل وإيّاكم إلى نهاية هذا المقال الذي قدمناه لكم بعنوان لماذا نصوم رمضان ، مراحل فرض الصيام على المسلمين، فقد قمنا ببيان مفهوم الصيام في الإسلام، كما أدرجنا لكم الإجابة الصحيحة حول السُّؤال المطروح، ثمّ بيّنا حكم الصيام في رمضان، كما ختمنا مقالنا ببيان فضل شهر رمضان، نرجو أن نكون قد وفقنا في الإجابة على هذا السؤال وأن نكون حملنا لكم الفائدة في هذا المقال.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
هل صيام رمضان واجب؟
نعم، صيام شهر رمضان واجب على كل مسلم عاقل بالغ، لقوله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
هل الصيام له فوائد؟
نعم، ومنها تزكية البدن وتضيق مسالك الشيطان، والصبر على الطاعة، والصبر عن المعصية، كما أنه يُقوّي العزيمة، ويصلح النفس، وتُغفر به الذنوب.
ما هو تاريخ أول رمضان صامه المسلمون؟
إنّ أول رمضان صامه المسلمون كان في السنة الثانية للهجرة، وهو يوافق يوم 26 فبراير/ شباط من عام 624 ميلادي.
ما هو العام الذي فرض فيه الصيام على المسلمين؟
فُرض الصيام على المسلمين في السنة الثانية للهجرة، فقد قال النووي -رحمه الله- في المجموع: "صام رسول الله ﷺ رمضان تسع سنين ، لأنه فرض في شعبان في السنة الثانية من الهجرة وتوفي النبي ﷺ في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة".
ما هو سبب تسمية شهر رمضان بهذا الأسم؟
سمي شهر رمضان بهذا الاسم لأنه يصادف زمن الرمضاء، أي الزمن الذي يشتد فيه الحر في جزيرة العرب، حيث يعد بأنّه أحد أركان الإسلام، كما أنَّ صيامه فَرض على كلّ مسلم.
من اول شخص قام بتأدية فرض رمضان؟
إنّ أول من صام في الإسلام هو النبي -صلى الله عليه وسلم- ثمّ صام أصحابه اقتداء بفعله وامتثالاً لأمره، وبعد ذلك فرض صيام شهر رمضان في كتاب الله تعالى، والله تعالى أعلم.

المراجع

  1. ^ صحيح النسائي ، عبد الله بن عمر، الألباني، 5016، صحيح.
  2. ^ wikiwand.com، الصوم في الإسلام، 27/02/2023
  3. ^ saaid.net، الحكمة من تشريع الصيام، 27/02/2023
  4. ^ سورة ابراهيم ، الآية 34
  5. ^ سورة النساء، الآية 36
  6. ^ صحيح الأدب المفرد، أنس بن مالك ، الألباني، 973 ، صحيح.
  7. ^ dorar.net، المبحث الأول: حكمُ صَومِ شَهرِ رمضانَ، 27/02/2023
  8. ^ سورة البقرة، الآية 185.
  9. ^ alukah.net، مراحل فرض الصيام، 27/02/2023
  10. ^ صحيح مسلم , مسلم، جابر بن سمرة، 1128، صحيح.
  11. ^ سورة البقرة ، الآية 183- 184
  12. ^ wikiwand.com، صوم شهر رمضان، 27/02/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *