عناصر المقال
الفرق بين زكاة الفطر والصدقة، المسلم يسعى دائماً لنيل رضا الله عز وجل والتقرب إليه من خلال إنفاق المال وغيره، وذلك في كل أيام السنة وفي كل الشهور، في شهر رمضان المبارك وفي غيره، وقد شرع الله تبارك وتعالى لنا العديد من العبادات التي نتقرب بها إليه، ومنها زكاة الفطر والصدقة وزكاة المال وغيرها، ولكن على المسلم أن يكون على إطلاع بالفرق بينها حتى يتمكن من أداءها على أكما وجه، وهذا ما سيكون موضوع مقالنا الآتي.
الفرق بين زكاة الفطر والصدقة
بيّن العلماء المقصود بزكاة الفطر والصدقة وما هي الفروق بينهما بناءً على عدة عوامل، وفيما يأتي جدول يبين الفرق بين زكاة الفطر والصدفة:[1]
الفرق من حيث | زكاة الفطر | الصدقة |
التعريف | هي ما يجب على المسلم دفعه يوم فِطره من شهر رمضان المبارك تطهيراً له من اللغو، والرفث. واللغو: هو الكلام الذي لا يجلب منفعة ولا يُحصّل فائدة، أما الرفث فهو الكلام القبيح الفاحش. | هي العطيّة غير الواجبة والتي يخرجها المسلم تطوعاً ويبتغي بها نَيل الأجر والثواب العظيم من الله -تبارك وتعالى-. |
الحكم | تُعَدّ زكاة الفطر واجبة على كلّ مسلم ومسلمة في وقت مُحدَّد بإجماع العلماء، والأدلّة على وجوبها عديدة في الكتاب والسنّة، ومن هذه الأدلّة قول الله – تبارك وتعالى-: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى*وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}.[2] | تُعدّ من العبادات المُستحَبّة التي يتقرّب بها المسلم إلى الله -تبارك وتعالى- من اخلال إنفاق المال والنقود، قال الله -عز وجل-: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً}.[3] |
وقت الأداء | يمتدّ وقتها من غروب شمس آخر يوم من أيام شهر رمضان إلى وقت صلاة العيد. | يكون أداؤها في أيّ وقت من أوقات السنة. |
القدرة المالية | تُعدّ زكاة الفطر واجبة على كلّ مسلم يملك الفضل عن قوته، وقوت من يُعيله، وتسقط في حال عدم امتلاك المسلم لقوته وقوت عياله في يوم العيد وليلته، وزكاة الفطر لا تجب إلّا بالمال الذي بلغ قدراً مُعيّناً وتُخرَج بقدر مُعيّن. | تشرع الصدقة في المال المُباح مهما كان مقداره. |
أصناف ما يتم إخراجه | اتّفق الفقهاء على أنّ مقدار فرض زكاة الفطر هو صاع من جميع الأجناس التي يجوز إخراج زكاة الفطر منها؛ سواء كانت من التمر، أو الشعير، أو الطعام، أو غيرها | الصدقة فلا تجب بمقدار مُعيّن مفروض فيها، بالإضافة إلى أنّها مشروعة في أصناف الأموال المُباحة جميعها، كالطعام، واللباس، والدواء. |
المصارف أو لمن تعطى | ذهب جمهور العلماء إلى أنّ زكاة الفطر تُصرَف للأصناف الثمانية الذين تجب في حقّهم الزكاة، وقد بيّنهم الله -سبحانه وتعالى- بقوله: {إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ}.[4] | تجوز الصدقة للأصناف الثمانية التي ذُكِرت في الآية الكريمة التي حدّد فيها الله تبارك وتعالى أهل الزكاة، وتجوز أيضاً لغيرهم. |
عدد الأشخاص الذين تعطى لهم | يجوز دفع زكاة الفطر عن النفر الواحد إلى شخص واحد ، كما يجوز توزيعها على عدة أشخاص. | يجوز إعطاء الصدقة لشخص واحد، ويجوز إعطاؤها لعدة أشخاص، ولكن إعطاؤها لعدة أشخاص أفضل. |
شاهد أيضاً: متى تكون زكاة الفطر وما الحكمة من وجوب زكاة الفطر
تعريف زكاة الفطر
لزكاة الفطر تعريفان أحدهما لغوي والثاني شرعي وهما بالتفصيل:[5]
- زكاة الفطر لغةً: يرجع أصل الزكاة في معاجم اللغة العربيّة إلى معنيَين اثنَين، هما: البركة والزيادة، والطهارة، والنماء، أما الفِطر لُغةً: فهو يدلُّ على فتحِ شيءٍ وإبرازِه.
- زكاة الفطر شرعاً: تعريف زكاة الفطر في الاصطلاح الشرعي هي صدقةٌ مُقدَّرة عن كلِّ مسلمٍ قبل صلاةِ عِيدِ الفِطر في مصارِفَ معيَّنة وذلك تطهيراً له ممّا قد يقع به من أمورٍ تتخالف ما يجب أن يكون عليه المسلم الصائم.
تعريف الصدقة
للصدقة أيضاً تعريفان أحدهما لغوي والآخر اصطلاحي وهما كالآتي:[6]
- الصَّدَقة لُغةً: هي كل ما يتم إعطاؤه للمحتاجين من مالٍ، أو طعامٍ، أو لباسٍ، أو دواء أو غيره، وهي ليسَتْ بواجبةٍ، وإنَّما يتطوَّعُ بها الإنسانُ، بأنْ يَبذُلَها لوجهِ اللهِ تبارك تعالى.
- الصَّدَقة اصطلاحاً: هي العطيّة التي يُبتغى بها الثواب من الله عز وجل ، فهي إخراج المال تقرُّباً إلى الله سبحانه وتعالى، وطلباً لرضاه من غير الصدقات الواجبة كالزكاة، ويجدر بالمسلم مساعدة المعسرين والفقراء من حوله، وعدم تركهم يعانون من عدم امتلاكهم لأقل احتياجاتهم اليومية، وحتى تكون الصدقة حقيقية لا يجب أن تكون بهدف الرياء بل يجب أن تكون بهدف التقرب لله عز وجل.
شاهد أيضاً: كم تبلغ زكاه الفطر هذا العام وما مقدارها للشخص الواحد
الفرق بين زكاة المال وزكاة الفطر إسلام ويب
ورد في موقع إسلام ويب توضيح للفرق بين زكاة المال وزكاة الفطر وهو كالآتي:[7]
زكاة المال تتعلق بالمال نفسه، فمن ملك مالا يبلغ النصاب وهو ما تقدم فعليه إخراج زكاته على رأس كل حول هجري، ومن لم يملك نصابا من المال فلا زكاة عليه، وينبغي أن تخرج زكاة المال في البلد الذي فيه المال لتعلقها به، وأما زكاة الفطر فهي صدقة تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان على الذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين، يخرجها الشخص عن نفسه وعمن تلزمه نفقته إذا فضل عن قوته وقوتهم ما يمكنه إخراجها به، ومقدارها صاع من طعام من غالب قوت الناس عن كل شخص، وينبغي أن تخرج في البلد الذي وجبت فيه على الشخص لتعلقها بالبدن، ولا يجوز تأخير إخراجها عن يوم العيد، وتعطى للفقراء والمساكين ليستغنوا بها عن السؤال في هذا اليوم.
الفرق بين الصدقة والزكاة في القرآن
الزكاة هي التعبد لله -عز وجل- بإعطاء ما أوجبه من أنواع الزكوات إلى مستحقيها على حسب ما بينه الشرع، أما الصدقة فهي التعبد لله -تبارك وتعالى- بالإنفاق من المال من غير إيجاب من الشرع، وبالنسبة للفرق بين الزكاة والصدقة فهو كالآتي:[8]
- الزكاة أوجبها الإسلام في أشياء محددة وهي المال والذهب والفضة والزروع والثمار وعروض التجارة وبهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم، أما الصدقة فلا تجب في شيء معين بل بما يجود به المرء من غير تحديد.
- الزكاة يشترط لها شروط مثل الحول والنصاب، ولها مقدار محدد في المال، وأما الصدقة فلا يشترط لها شروط، فتعطى في أي وقت وعلى أي مقدار.
- الزكاة لا تعطى إلا للأصناف الثمانية المذكورة في قول الله تبارك وتعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ}،[4]أما الصدقة فيجوز أن تعطى لمن ذكروا في آية الزكاة ولغيرهم.
- من مات وعليه زكاة فيجب على ورثته أن يخرجوها من ماله وتقدم على الوصية والورثة، وأما الصدقة فلا يجب فيها شيء من ذلك.
- المسلم الذي يمنع الزكاة يعذب كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما مِن صاحِبِ كَنْزٍ لا يُؤَدِّي زَكاتَهُ، إلَّا أُحْمِيَ عليه في نارِ جَهَنَّمَ، فيُجْعَلُ صَفائِحَ فيُكْوَى بها جَنْباهُ، وجَبِينُهُ حتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بيْنَ عِبادِهِ، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ، إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ، وما مِن صاحِبِ إبِلٍ لا يُؤَدِّي زَكاتَها، إلَّا بُطِحَ لها بقاعٍ قَرْقَرٍ كَأَوْفَرِ ما كانَتْ، تَسْتَنُّ عليه، كُلَّما مَضَى عليه أُخْراها رُدَّتْ عليه أُولاها، حتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بيْنَ عِبادِهِ، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ، وما مِن صاحِبِ غَنَمٍ، لا يُؤَدِّي زَكاتَها إلَّا بُطِحَ لها بقاعٍ قَرْقَرٍ…”،[9] وأما الصدقة : فلا يعذب تاركها.
- الزكاة في المذاهب الأربعة لا يجوز إعطاؤها للأصول والفروع والأصول هم الأم والأب والأجداد والجدات، والفروع هم الأولاد وأولادهم، وأما الصدقة فيجوز أن تعطى للفروع والأصول.
- الزكاة لا يجوز إعطاؤها لغني ولا لقوي مكتسب، وأما الصدقة فيجوز إعطاؤها للغني والقوي المكتسب.
- الأفضل في الزكاة أن تؤخذ من أغنياء البلد فترد على فقرائهم بل ذهب كثير من أهل العلم أنه لا يجوز نقلها إلى بلد آخر إلا لمصلحة، وأما الصدقة فتصرف إلى القريب والبعيد.
- الزكاة لا يجوز إعطاؤها للكفار والمشركين، وأما الصدقة فيجوز إعطاؤها للكفار والمشركين.
- لا يجوز للمسلم أن يعطي الزكاة لزوجته، وأما الصدقة فيجوز أن تعطى للزوجة.
شاهد أيضاً: ما هو الفرق بين زكاة المال وزكاة التجارة
مقدار زكاة الفطر
مقدا زكاة الفطر هو صاع من كل الأقوات كلها، من جميع الأقوات، صاع من البر، صاع من الشعير، صاع من التمر، صاع من قوت البلد، وهو أربع حفنات باليدين المعتدلتين الممتلئتين، هذا هو الصاع، أربعة أمداد، والمد حفنة باليدين الممتلئتين، والأربع صاع، وبالوزن الصاع تقريباً ثلاثة كيلو غرامات، فالحاصل أن الزكاة صاع فقط من قوت البلد، وهذا ما أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس به وذلك كما جاء عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- حيث قال: “كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن طَعَامٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن أقِطٍ، أوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ”،[10] وقد أخرجها الصحابة -رضوان الله عليهم صاع من تمر، وصاع من شعير، وصاع من بر، وصاع من زبيب، وصاع من طعام، هذا هو الواجب على الناس على الصغير والكبير والذكر والأنثى سواء كان قمحاً وهو الحنطة أو غير ذلك، وقد قال بعض أهل العلم إنه يجزئ نصف الصاع من الحنطة، ولكنه قول مرجوح، والصواب أنه لابد من صاع من جميع الأقوات التي في البلد.[11]
شاهد أيضاً: خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم من هم وما حكم إعطاء الزكاة لمن له راتب
هل يجوز الجمع بين الزكاة والصدقة
لا يصح الجمع بين الزكاة والصدقة، لأن الزكاة فريضة لابد منها، وهي فريضة عن الإنسان لا تصح أن تكون عنه وعن غيره، وأما الصدقة فتطوع، ويجوز أن يجعل الإنسان ثوابها مشتركا بينه وبين غيره، كأن يكون له نصف ثوابها ولغيره النصف، ومن أركان الزكاة النية، فيجب إخراجها بنية أنها زكاة محضة، ولا يجوز الجمع في النية بين الفريضة والتطوع ، ومن أخرج الزكاة بنية الزكاة والتطوع معا لم تجزئه، وتقع تطوعا، وعليه إعادة إخراجها، لأن من شروط صحة النية أن تكون للفرض المحض، كما جاء في “المجموع” للإمام النووي رحمه الله: “لو أخرج خمسة دراهم، ونوى بها الفرض والتطوع، لم يجزئه عن الزكاة، وكانت تطوعا، دليلنا أنه لم تتمحض للفرض، فلم تصح عنه، كالصلاة”، أما إذا كان الشخص يخرج زكاة المال بنية الزكاة المفروضة وما زاد يكون صدقة، فهذا لا حرج فيه، قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- في حكم من يزيد في زكاة الفطر -وفي معناها زكاة المال- بنية الصدقة: “نعم يجوز أن يزيد الإنسان في الفطرة وينوي ما زاد على الواجب صدقة”، والله تعالى أعلم.[12]
وبهذه السطور نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تحدث بالتفصيل عن ما الفرق بين زكاة الفطر والصدقة، حيث عرض المقال تعريف لزكاة الفطر وما هو مقدارها، وتعريف للصدقة، وكما بيّن الفرق بين زكاة المال وزكاة الفطر إسلام ويب، وأيضاً الفرق بين الصدقة والزكاة في القرآن، ووضح المقال هل يجوز الجمع بين الزكاة والصدقة.
المراجع
- ^ islamonline.net، ما هي زكاة الفطر، 18/04/2023
- ^ سورة الأعلى، آية 14-15
- ^ سورة البقرة، آية 245
- ^ سورة التوبة، آية 60
- ^ dorar.net، تعريفُ زكاة الفطر، 18/04/2023
- ^ saaid.org، الصدقة في الإسلام، 18/04/2023
- ^ islamweb.net، الفرق بين زكاة المال وزكاة الفطر، 18/04/2023
- ^ islamqa.info، الفرق بين الزكاة والصدقة، 18/04/2023
- ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 987، صحيح
- ^ صحيح البخاري، أبو سعيد الخدري، البخاري، 1506، صحيح
- ^ binbaz.org.sa، مقدار زكاة الفطر، 18/04/2023
- ^ aliftaa.jo، لا يجوز دفع الزكاة بنية الزكاة والصدقة معًا، 18/04/2023
التعليقات