ما هو الاحصار فى الحج وماذا يفعل المعتمر إذا احصر

ما هو الاحصار فى الحج، مع اقتراب موسم الحج وزيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة، والطواف حول الكعبة المشرفة، والسعي بين الصفا والمروة، وصعود جبل عرفات، وغير ذلك من مناسك الحج، وفي رغبة شديدة، وأمل كبير، وأماني حقيقية، من كافة المسلمين لأداء فريضة الحج، يحرص جميعهم على معرفة كافة التفاصيل المتعلقة بذلك، وفي هذا المقال سنعرف ما هو الإحصاء في الحج.

ما هو الاحصار فى الحج

الإحصار في الحج هو المنع من أداء ركن من أركان الحج، ويكون الإحصار العام بمنع العدو من أراد الإحرام بالحج من دخول مكة المكرمة، أو أن يحصل خوفٌ عند المحرم أثناء طريقه، فيمنعه ذلك من إتمام مناسك الحج، وهذا ما حصل مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أُحصر في عام الحديبية، وقد يكون الإحصار من خلال طروء مرض مفاجئ يمنع من إتمام النسك، أو من خلال موت المَحْرَم بعد الإحرام، فإن كانت المرأة لا تزال في بلدها فلا تخرج، وأما إذا كانت في الطريق وفي مكان آمن تبقى مكانها حيث مات وتقضي عدتها، وإن كانت في طريق لا تستطيع البقاء، فترجع إلى بلدها، وتؤدي عدتها، وتحلّ من إحرامها، وترسل الهدي، وأما إن كانت أقرب إلى مكة فيجب عليها إتمام النسك، ويمكن أن يكون الإحصار في ضياع المال وعدم التمكن من إتمام الحج لعدم النفقة، أو من خلال إحرام الزوجة بغير إذن زوجها فله أن يمنعها ويحللها بأي وسيلة كانت. ^[1]

ماذا يفعل من نوى الحج وأحصر قبل الإحرام وبعده

من نوى الحج وحصل له مانع ما قبل أن يحرم، كأن يُحصر في بلاده أو في طريقه إلى مكة المكرمة، وكل ذلك قبل أن يتلبس بالإحرام، فلا شيء عليه، وبإمكانه البقاء في بلاده، أو العودة إليها إذا كان في الطريق، أو أن يذهب إلى أي مكان يريده، ولكن إذا حصل المانع والإحصار بعدما أحرم ولبّى بالحج من الميقات، فلهذا الأمر عدة جوانب، فإذا كان العذر يمنعه من أداء النسك كان محصر من عدو أو من مرض، مرض شديد يمنعه من أداء الحج فإنه ينحر هديًا في مكانه، ويتصدق به على الفقراء والمساكين ويحلق رأسه أو يقصر ويتحلل ويرجع، مثل ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في عام الحديبية لما حصره أهل مكة ومنعوه من أداء عمرته، فإنه نحر هديه وحلق رأسه وتحلل عليه الصلاة والسلام، فإن كان لا يستطيع هديًا صام عشرة أيام، وتحلل من إحرامه، وهذا هو الواجب، والله تعالى ورسوله أعلم. ^[2]

كيف يكون الاحصار بغير العدو

لا يُشترط أن يكون الإحصار والمانع بوجود العدو فقط، فقد يكون الإحصار بالمرض أو بحدوث أمر طارئ في الطريق كأن يتعرض الشخص لسرقة ماله، فلا يستطيع الإكمال والمتواصل؛ بسبب النفقة، وغير ذلك العديد من الموانع التي تندرج تحت الإحصار، فمن كان محصرًا، وحصل له حادث يمنعه من الإتمام، فإن أمكنه الصبر؛ رجاء أن يزول المانع ثم يكمل صبر، وإن لم يتمكن من ذلك فهو محصر على الصحيح، فقد قال الله تعالى في المحصر: “فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ”^[3] لذلك عليه أن يهدي ثم يحلق أو يقصر، ويتحلل، هذا هو حكم المحصر، يذبح ذبيحة في محله الذي أحصر فيه سواء كان في الحرم أو في الحل ويعطيها للفقراء في محله، ولو كان خارج الحرم، فإن لم يتيسر حوله أحد، نقلت إلى فقراء الحرم، أو إلى من حوله من الفقراء، أو إلى فقراء بعض القرى، ثم يحلق أو يقصر ويتحلل، فإن لم يستطع الهدي صام عشرة أيام، ثم حلق أو قصر وتحلل. ^[4]

هل يمكن القضاء لمن احصر في الحج أو العمرة

لا يمكن للمسلم أن يقضي مناسك الحج أو العمرة إذا أُحصر عنها ومنعه مانع من أدائها، ولا يلزم عليه ذلك، فقد قال الله سبحانه وتعالى فيمن أُحصر: “فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ”، فإذا أحصر ولم يتمكن من دخول مكة، فإنه يتحلل ينحر هديه إن كان عنده هديه، أو يصوم عشرة أيام، ثم يحلق، وعلى ما سبق، فمن أُحصر ليس عليه شيء يتحلل، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر الذين أحصروا أن يقضوا، وإنما سميت عمرة القضاء؛ لأنها عمرة مصالحة، فلا يلزم إذا أحصر، ومنع من دخول مكة فإنه ينحر هديه، ثم يتحلل، وليس عليه قضاء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نحر هديه، وحلق رأسه، ولم يأمر الناس بأن يقضوا هذه العمرة، بل اعتمر بعد ذلك بغير إلزام لأحد. ^[5]

ماذا يفعل المعتمر إذا احصر

إذا أُحصر المعتمر فليفعل ما يفعل الحاج؛ أي أن يهدي، فإن عجز عن الهدي فيصوم عشرة أيام، ويحلق أو يُقصر، ويتحلل، فقد قال الله سبحانه وتعالى في ذلك: “فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ”، هذا كله في الإحصار، وإلا في الحج يجوز أن يحلق قبل أن يُهدي، لما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل حلق قبل أن يذبح قال: “لا حرج”، لكن في الإحصار لا بد أن يكون الذبح قبل الحلق، يذبح ثم يحلق، وهكذا في العمرة، مثلما قال ابن عمر لما أراد العمرة في زمن حصار الحجاج لابن الزبير في مكة، قال له بعض أولاده: نخشى أن تُمنع، قال: إن مُنعت فعلتُ ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، والحديبية عمرةٌ، أُحصر عنها صلى الله عليه وسلم. ^[6]

مقالات قد تهمك

ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم ما هو الاحصار فى الحج، وهو المنع من أداء ركن من أركان الحج، ويكون الإحصار العام بمنع العدو من أراد الإحرام بالحج من دخول مكة المكرمة.