ما هو معنى الاشتراط في الحج والعمرة

ما هو معنى الاشتراط في الحج والعمرة وهو موضوع هذا المقال، حيثُ إنّ للعمرة والحج شروط وأعمال يتوجب على المسلم التّقيد بها تبعًا لسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلا تتم هذه العبادات إن فات المسلم شيئًا منها لعجز أو مرض، ووجب عليه حينها الفدية وفقًا لما ورد في السنّة النّبوية، وفي هذا المقال سوف يتم بيان المقصود بالاشتراط في الحج والعمرة، وسنتحدث عن حكم الاشتراط في الإسلام، وغير ذلك من الأمور المهمة التي تتعلق بالاشتراط في العمرة والحج.

معنى الاشتراط في الحج والعمرة

إنّ الاشتراط في الحج والعمرة هو أن يشترط الإنسان عند عقد الإحرام إن حبسه حابس فمحله حيث حبس، أي أنه من أراد الحج أو العمرة وخاف أن يعترض طريقه أحد الموانع أو العوارض،  كالمرض أو نفاذ النفقة أو العدو، أو غير ذلك من الأمور التي يتعذر بها إكمال مناسك الحج والعمرة له أن يشترط عند الإحرام، فإن تعرض للمانع قبل وصوله إلى بيت الله الحرام، يحلّ إحرامه ولا شيء عليه، فقد قال الله -تعالى- في سورة البقرة: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ}^[1]، أمّا من لم يشترط ذلك عند إحرامه فلا يجوز له التحلل من الإحرام إلا بعد ذبح الهدي وحلق الرأس، فإن لم يتمكن من ذبح هذا الهدي في الحرم، فيذبحه في الموضع الذي أحصر فيه، والله ورسوله أعلم.^[2]

حكم الاشتراط في الحج والعمرة

اختلف أهل العلم في حكم الاشتراط في الحج والعمرة تبعًا للأدلّة الشرعية المتوفرة بين أيديهم، ووقد جاء الاختلاف في أرائهم على ثلاثة أقوال، وهم كالآتي:^[3][]

• القول الأول: إن الاشتراط غير مشروع، واستدلوا على ذلك بأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- حج واعتمر ولم ينقل عنه أنه اشترط في حجه ولا في عمرته، فعندما كان كعب بن عجرة -رضي الله عنه- في زمن الحُديْبِية كان يُؤذِيهِ هوام رأسه في الحج، فأمره الرسول -عليه الصلاة والسلام- أن يحلق رأسه وأن يفدي، أو يصوم ، أو يطعم ، ولم يأمره بالاشتراط.
  القول الثاني: إنَّ الاشتراط مشروع، وهو قول كل من الشافعية والحنابلة وبعض من السلف، واحتجوا على ذلك بأن الإنسان المسلم لا يأمن العوارض والحوداث التي قد تحدث له أثناء إحرامه وتوجب له التحلل، فإذا كان قد اشترط يتحلل من إحرامه، بحيث يقول عقد الإحرام: “إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني”.
• القول الثالث: إنّ الاشتراط مشروع لمن خاف من عائق يحول بينه وبينه إتمام نسكه، وإن لم يكن خائفًا من حدوث عائق ليس له الاشتراط وعليه التوكل على الله حتى لا يخالف السنة، بدليل ما ورد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: “دَخَلَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- علَى ضُبَاعَةَ بنْتِ الزُّبَيْرِ، فَقالَ لَهَا: أَرَدْتِ الحَجَّ؟ قالَتْ: وَاللَّهِ، ما أَجِدُنِي إلَّا وَجِعَةً، فَقالَ لَهَا: حُجِّي وَاشْتَرِطِي، وَقُولِي اللَّهُمَّ، مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي وَكَانَتْ تَحْتَ المِقْدَادِ”^[4].

فائدة الاشتراط عند الإحرام

بيّن أهل العلم والفقه أنّ الاشتراط في الإحرام من الأمور التي ينبغي على المسلم القيام بها عند الإحرام للحج العمرة، والفائدة من ذلك أنه إذا حصل للمسلم مانع يمنعه من إكمال المناسك الخاصة بالحج أو العمرة كمرض أو حادث، أو أنه قد مُنع من دخول مكة لأحد الأسباب، فإنّه يتحلل من إحرامه وليس عليه شيء، لا فدية، ولا ذبح هدي، ولا حلق للرأس، فلولا هذا الاشتراط لكان مُحْصَراً أي أنه ممنوع من إتمام النسك وبالتالي عليه أن يذبح هدياً ، ويحلق رأسه كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- عام الحديبية لما منعه المشركون من دخول مكة، فقد قام النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحر هديه وحلق رأسه وأمر الصحابة بذلك^[5]، فقال لهم : “قوموا فانحروا ثم احلقوا”^[6].

إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي كان بعنوان ما هو معنى الاشتراط في الحج والعمرة، فقد قمنا من خلاله ببيان ما المقصود بالاشتراط في الحج والعمرة، الحج، ثم قمنا بإدراج حكم الاشتراط في الحج والعمرة، كما تحدثنا عن فائدة الاشتراط عند الإحرام، ثمّ بينا حكم المرأة إذا اشترطت عند الإحرام وحاضت فهل تتحلل، وختمنا المقال ببيان دعاء حبسني حابس كامل، نرجو أن تكونوا قد استمتعتم بمطالعة هذا المقال ونلتم الفائدة التي تبحثون عنها.