ما معنى ايام التشريق في الحج وما فضلها

ما معنى ايام التشريق في الحج وما فضلها
معنى ايام التشريق في الحج

معنى ايام التشريق في الحج، الحج في الإسلام هو حج المسلمين إلى مدينة مكة في موسم محدد من كل عام، وله شعائر معينة تسمى مناسك الحج، وهو واجب لمرة واحدة في العمر لكل بالغ قادر من المسلمين، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام،  والحج فرض عين على كل مسلم بالغ، ويتم بالقيام بمناسك الحج، والتي وضحها لنا الله -سبحانه وتعالى- ورسوله الكريم، وسنبيّن لكم عبر موقع تصفح من خلال هذا المقال ما هي أيام التشريق وما هو معناها.

ما سبب تسمية أيام التشريق بهذا الاسم

وردت أقوال عدة في سبب تسمية أيام التشريق بهذا الاسم، نبينها على النحو الآتي:[1]

  • السبب الأول: عُرفت أيام التشريق بهذا الاسم لأنّ الناس قديماً كانوا يقومون بتقطيع اللحم إلى أجزاء صغيرة، ويضعونه في الشمس كطريقة لحفظه لعدم وجود ثلاجات في ذلك الوقت، وذلك ليأكلوا منه مدّة الأيّام الثلاث القادمة، دون أن يفسد، وكانت تُتَّبع نفس الطريقة في حفظ لحوم الأضاحي والهدي عندما تكثر في الحَجّ، ويتساوى في ذلك الفقير والغني، وذلك من خلال نشر اللحوم على الجبال والصخور، بعد أن تُقَطَّع إلى شرائح صغيرة، لتتعرض لأشعة الشمس، فتذهب منها الرطوبة التي تُفسدها؛ فتحافظ اللحوم على تركيبتها الطبيعية من الألياف والخلايا التي تجعلها تبقى لفترات طويلة صالحة للأكل، وكانت تُسمى القديد.
  • السبب الثاني: كما أنَّ هناك سبباً آخر في تسمية أيام التشريق بهذا الاسم؛ وذلك أنَّ الناس كانوا يؤخّرون الذبح إلى أن تطلع الشمس، ولا يذبحون ليلاً.
  • السبب الثالث: قال أبو العبّاس أنّها سُمّيت بأيام التشريق؛ لأنّ الذبح لا يُصبح واجباً فيها إلّا بعد شروق الشمس، واحتجوا على قولهم بقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “مَن كانَ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيُعِدْ، ومَن لا، فليَذبَح، علَى اسمِ اللَّهِ”؛[2] أي أنَّ أيام التشريق تبعت في التسمية يوم النحر حيث لا تُصلى صلاة العيد فيه إلّا بعد شروق الشمس.

معنى ايام التشريق في الحج

يعرّف التشريق في اللغة بأنّه جعل اللحم قديداً، وهي عادة قديمة عند العرب تُعرَّف بالتشريق، وتعني تقطيع اللحم قطعاً صغيرة، وتجفيفه تحت أشعة الشمس؛ فيسمى قديداً، وفي الاصطلاح أيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر؛ أي الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من ذي الحجة، كما أنّها سُمّيت أيام التشريح؛ لأنّ التشريق هو نفسه التشريح، وذهب أبو حنيفة إلى قول لم يذهب له غيره، وهو أنَّ المقصود بالتشريق: التكبير،[3] وهي الأيام المعدودات التي أمر الله تعالى بذكره فيها في قوله جل شأنه: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}.[4]

ما هي أسماء أيام التشريق

يُطلق على كل يوم من أيام التشريق اسم خاصّ به؛ فيطلق على يوم العيد العِدَا، وثاني أيام العيد القِرَا؛ لأنّ الناس يَقِرُّونَ فِيهِ ويبقون، وثالث أيام العيد الصَّرمِ؛ لأنّ الناس ينصرمون فيه، ويُطلق عليه أيضاً يوم النَّفر، وسنبيّن لكم أسماء أيّام العيد فيما يأتي:[5]

  • يوم الحج الأكبر: اليوم الأوّل من أيام العيد، ويُعرف بيوم الأضحى.
  • يوم القرِّ: اليوم الثاني من أيام العيد، والأوّل من أيّام التشريق، وقد سُميَّ بذلك لأنَّ الناس تستقر فيه بمنطقة مِنى لا يخرجون منها؛ لعدم جواز نفر الحاجّ في اليوم الأوّل، ولأنَّ الحاج يكون متعباً من الأعمال التي قام بها في الثلاثة أيام التي تسبق يوم القرِّ وهي:
    • يوم التروية.
    • يوم عرفة.
    • يوم النحر؛ فيقرّ بمنى، وقد عُرِف بهذا الاسم عند أهل الحجاز.
  • يوم النفرة الأولى: اليوم الثالث من أيّام العيد، والثاني من أيام التشريق، وقد سُميَّ بذلك لأنَّه يجوز لمن أراد أن يتعجَّل في يومين، أن يُغادر رمي الجمار، ولا يترتب عليه إثم.
  • يوم النَّفرة الثانية: اليوم الرابع من أيام العيد، والثالث من أيام التشريق.

أعمال أيام التشريق

تقتصر أعمال الحاجّ في أيام التشريق على عمليين اثنين؛ وهما المبيت بمنى، ورمي الجمرات الثلاث، وبيان ذلك فيما يأتي:[6]

  • المبيت بمنى: يجب على الحاجّ المبيت بمنى، ويُسَّن له أن يبقى فيها نهاراً، ويعتبر المبيت ليلة الحادي عشر، والثاني عشر واجباً من واجبات الحج، إلّا على السقاة والرعاة فإنه لا يجب عليهم، فعلى الحاج أن يرجع بعد طواف الإفاضة، والسعي -لمن كان عليه سعي- إلى منى.
  • رمي الجمرات: يرمي الحاجّ في كل يوم من أيام التشريق ثلاث رميات، ويُسَّن له عند رمي الجمرة الصغرى، والوسطى، أن يتوجّه للكعبة ويدعو الله -تعالى-، أمّا عند رمي الجمرة الكبرى فلم يثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّه دعى بعدها، وفيما يأتي توضيح لذلك:
    • الجمرة الأولى: يبدأ الحاجّ برمي الجمرة الأولى بسبع حصيّات متتاليات، وتقع هذه الجمرة بعد مسجد الخيف، وهي أبعد الجمرات عن مكّة المكرّمة، ويتقدّم الحاج ليقف في مكان قريب من الجمرات حتى يتمكّن من إيقاع الحصى في الحوض، ولا يؤذي الناس، ويرفع يده عند رمي كلّ حصاة، ويُكبِّر، ويرميها في نفس الحوض؛ لأنّها إذا لم تقع في الحوض لا تُجزِئ.
    • الجمرة الوسطى: يرمي الحاجّ الجمرة الوسطى بسبع حصيّات متتاليات، ويرفع يده، ويُكبِّر، ويدعو الله بعد رميها مستقبلاً القبلة.
    • جمرة العقبة: يرمي الحاجّ جمرة العقبة بسبع حصيّات متتاليات، ويُكبِّر، ولا يُسَّن له أن يدعو الله -سبحانه وتعالى- بعد رميها.

فضل أيام التشريق

إنّ ذكر الله تعالى من أعظم العبادات وأفضل الطاعات؛ فذِكر الله -سبحانه وتعالى- حياة للنفوس وطمأنينة للقلوب، والذّاكر ربّه في كلّ أحواله تغشاه رحمة الله، وتحوطه عنايته سبحانه، ويزداد فضلُ الذّكر في الأوقات الفاضلة، كما في فضل أيّام التشريق، ومكانتها العظيمة، وممّا يُدلّل على ذلك ما يأتي:[7]

  • تُعَدّ أيّام التشريق من أعظم الأيّام عند الله -تعالى-؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ”.
  • تُؤدّى أفضل العبادات على الإطلاق في هذه الأيّام؛ وهي ذِكر الله -تعالى-، قال: “وَاذْكُرُوا اللَّـهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ”.[4]
  • نحر الهدي والضحايا؛ فقد شرع الله -تعالى- لعباده المؤمنين في هذه الأيّام نَحر الهَدي والضحايا؛ لتكتمل لَذّاتهم بأكل لحومها، ولِتتقوّى بها أبدانهم على طاعته وذِكره، وهذا من تمام شُكر الله -تعالى- على نِعَمه.
  • تُذكِّر أيّام التشريق المؤمنين بحقيقة الدُّنيا؛ فكما أنّ أيّام الحجّ فيها تحريم لبعض الأمور من الشهوات والهوى، فيمتدّ الإحرام إلى أن يصل الحاجّ إلى منى فيتحلّل منه؛ فيأكل، ويشرب، ويذكر الله -تعالى-، فإنّ الدُّنيا كذلك؛ ما هي إلّا أيّام يصوم فيها المؤمن عن شهواته؛ لينال نصيبه من الجَنّة في الآخرة.
  • يُكرِم الله -سبحانه وتعالى- عباده المؤمنين في هذه الأيّام بنعيمَين؛ فالأوّل نعيم أبدانهم؛ بالأكل والشرب بلا إسراف ولا تبذير، والثاني نعيم قلوبهم بذِكر الله -سبحانه وتعالى- ودعائه، ويجب على الحاج أنْ يستغلّ وقته في هذه الأيام المباركة بالإقبال على التّكبير، وذكر الله وشكره على نعمه العظيمة.

مقالات قد تهمك

ما هو معنى الاشتراط في الحج والعمرة

ما يفعله الحجاج يوم الثامن من ذي الحجة

الفرق بين الحج المفرد والقارن والمتمتع

وإلى هنا أعزاءنا رواد موقع تصفح، نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان معنى ايام التشريق في الحج، وقد تعرفنا فيه على معنى كلمة التشريق، ولماذا سميت أيام التشريق بهذا الاسم، وما هي أسماء أيام التشريق، وما هي الأعمال المحببة في هذه الأيام، وما هو فضلها على الحاج وكيف يمكن له استغلالها بشكل يعود عليه بالأجر والثواب.

المراجع

  1. ^ islamqa.info، أيام التشريق، 23/05/2023
  2. ^ نخب الافكار ، جندب، العيني، 12/518، طريقه صحيح
  3. ^ shamela.ws، معنى التشريق، 23/05/2023
  4. ^ سورة البقرة، الآية 203
  5. ^ kalemtayeb، أسماء الأيام من الثامن حتى الثالث عشر، 23/05/2023
  6. ^ binbaz.org.sa، أيام التشريق وما يستحب العمل فيهن، 23/05/2023
  7. ^ saaid.org، فضل أيام التشريق، 23/05/2023
  8. ^ صحيح أبو داوود، الألباني، عبد الله بن قرط، 1765، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *