من اول من لبس السروال من الانبياء

من اول من لبس السروال من الانبياء
من اول من لبس السروال من الانبياء

من اول من لبس السروال من الانبياء ؟ هو أحد الأسئلة التي يسالها العديد من الناس، والأنبياء هم من اصطفاهم الله تعالى من البشر،  فكانت مهمّة الرّسل والأنبياء هداية الإنسان، وتعريفه بخالقه وعبادته، فلم يدع الله أمّة من الأمم إلّا وأرسل إليها من يعرّفها بسبيل الحقّ وطريق الهداية؛ والابتعاد عن الضّلال والعصيان.

من اول من لبس السروال من الانبياء

أجاب أهل العلم على سؤال من اول من لبس السروال من الانبياء بأنّه نبيّ الله وخليله إبراهيم -عليه السلام-، فقد ذكر ابن عباس -رضي الله عنه- في كتابه الأنس الجليل أنّ إبراهيم -عليه السلام- كان شديد الحياء، حتى أنّه لشدّة حيائه كان يستحي أن يتكشف بدنه للأرض.

فناجى ربّه مشتكيًا، فبعث الله تعالى جبريل -عليه السلام- ومعه خرقةٌ من الجنّة وفصّلها له على شكل سروال، وأمره بأن تخيط زوجته سارة هذه الخرقة على هذا الحال، فخاطتها ولبسها إبراهيم -عليه السلام- وقال: “ما أحسن هذا وأستره يا جبريل فإنه نعم الستر للمؤمن”، وبهذا كان إبراهيم -عليه السلام- اول من لبس السروال من الانبياء.[1]

شاهد أيضًا: من اول من سعى بين الصفا والمروة

من اول من لبس السروال من الانبياء
من اول من لبس السروال من الانبياء

نسب إبراهيم عليه السلام

بعد الإجابة على سؤال من اول من لبس السروال من الانبياء وتبيّن أنّه إبراهيم -عليه السلام- سيتم التعرّف على نسب هذا النبيّ العظيم، وقد اختلف أهل العلم في نسب إبراهيم عليه السلام، فمنهم من قال أنّه إبراهيم ابن تارح أو تارخ بحسب ما ورد في كتب الناسبين نقلًا عمّا جاء في توراة اليهود.

ومنهم من قال بأنّه إبراهيم ابن آزر معتمدين على ما جاء في قوله تعالى: “وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ” [2]

وقال بعض المفسرين أنّ اسم والد إبراهيم -عليه السلام- بالسريانية تارخ أو تارح وبغيرها آزر، ولكنّ الراجح كما يظهر في القرآن والسنة أنّ آزر هو اسم والد إبراهيم -عليه السلام- ولم يرد عن تفصيل نسبه أكثر من هذا، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: من هو اول من وضع التاريخ الهجري

 مولد إبراهيم عليه السلام

تعرفنا على إجابة سؤال مقالنا من اول من لبس السروال من الانبياء، وهو إبراهيم عليه السلام، ولمولد إبراهيم -عليه السلام- قصةٌ ذكرها المؤرخون وأهل العلم، فقد رُوي أنّ إبراهيم -عليه السلام- وُلد في زمن النمرود، وهو نمرود ابن كنعان أحد طغاة الأرض.

والنمرود هو أول من وضع التاج على رأسه وأمر الناس بعبادته، وكان له حاشيةٌ عظيمةٌ ووزراء وكُهان ومنجمون، وفي ليلةٍ رأى في منامه أنّ كوكبًا طلع أخفى بطلوعه ضوء القمر والشمس، فقام من نومه فَزِعًا ودعا الكهنة والمنجمين لتفسير ما رأى، فأخبروه بأنّ مولودًا يولد في البلاد هذا العام سيكون هلاكًا لك ولملكك وأهل بيتك.

فأمر بذبح كلّ طفلٍ يولد في ذاك العام، كما أنّه أمر بفصل الرجال عن النساء حتى لا تحمل إحداهن، إلّا أنّه كان يسمح للمرأة الحائض أن تجتمع بزوجها لأنه لا يستطيع مجامعتها وإذا طهرت فصل بينهما، فرجع آزر والد إبراهيم مرةً فوجد زوجته قد طهُرت فجامعها وحملت بإبراهيم عليه السلام.

ولما حان موعد ولادتها خرجت من القرية هاربةً وولدت في نهرٍ جاف، ولفت مولودها وأخفته ورجعت إلى زوجها وأخبرته بمكانه، فذهب إليه وأخفاه في حفرةٍ حفرها له وسدّ عليه بصخرة، وكانت أمّه تذهب إليه تُرضعه وتعود.[4]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الجليل الذي حج سرا

من اول من لبس السروال من الانبياء
من اول من لبس السروال من الانبياء

زوجات إبراهيم عليه السلام

ذكرنا في بداية المقال من اول من لبس السروال من الانبياء، وهو إبراهيم الخليل عليه السلام، وذكر المؤرخون وأهل السيرة أنّ إبراهيم -عليه السلام- كان له أربع زوجات وهنّ سارة وهاجر وقنطورا الكنعانية وحجورا بنت أزهير، وكانت سارة أولى زوجات إبراهيم عليه السلام وهي ابنة عمّه.

وبعد أن طال زواجهما دون أن تنجب له قدّمت له هاجر القبطية، وقد كانت هاجر جاريةً عند سارة قدّمتها لإبراهيم -عليه السلام- كي يتزوجها وينجب منها، فتزوجها -عليه السلام- وأنجبت له إسماعيل عليه السلام، وبعد أن تقدّم العمر بإبراهيم وزوجته سارة شاء الله تعالى أن يُرزقا بإسحاق عليه السلام.

وبعد وفاة سارة وهاجر تزوج إبراهيم عليه السلام من قنطورا بنت يقظان الكنعانية وأنجبت له ستة بنين، ومن بعدها تزوّج بحجورا بنت أزهير وفي روايةٍ أخرى يُقال أنّ اسمها حجون بنت أمين وأنجبت له خمسة أبناء.[5]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي كان يبرئ الاعمى

 أبناء إبراهيم عليه السلام

كان لإبراهيم -عليه السلام- ثلاثة عشر ولدًا كلّهم من الذكور، كان أكبرهم نبيّ الله إسماعيل -عليه السلام- ابن هاجر القبطية المصرية، ثم رُزقه الله بابنه الثاني وهو نبي الله إسحاق -عليه السلام- ابن سارة، وبحسب ما ورد في كتب السيرة فإن إسماعيل وإسحاق -عليهما السلام- هما الأكثر شهرةً من بين أبناء إبراهيم -عليه السلام- لأنّهما كانا من الأنبياء.

وورد ذكرهما في القرآن الكريم، قال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ”.[6]

أمّا باقي أبنائه -عليه السلام- فهم ستةٌ من قنطورا بنت يقظان وهم مدين، وزمران، وسرج، ويقشان، ونشق، ولم يذكر اسم السادس، وكان له من زوجته حجون بنت أمين خمسة أبناء وهم كيسان، وسورج، وأميم، ولوطان، ونافس.[7]

شاهد أيضًا: قصة سيدنا يوسف عليه السلام كاملة مكتوبة.. 8 دروس وعبر

من اول من لبس السروال من الانبياء
من اول من لبس السروال من الانبياء

مكانة إبراهيم عليه السلام وصفاته

اتضح من خلال الإجابة على سؤال من اول من لبس السروال من الانبياء وهو إبراهيم عليه السلام وكان ذلك لشدّة حيائه، لكنّ الحياء ليست الصفة الوحيدة التي تميّز بها نبيّ الله وخليله إبراهيم عليه السلام، فقد رفع الله تعالى مكانة إبراهيم عليه السلام وجعله خليلًا له.

كما أثنى عليه وذكر له الكثير من الصفات والأفعال العظيمة، وكان أعظمها تحقيق توحيد الله -جلّ وعلا- والبراءة من الشرك والمشركين، ومن الصفات العظيمة لإبراهيم عليه السلام، التي ورد ذكرها في القرآن الكريم ما يأتي:[8]

  • جعل الله -جلّ وعلا- إبراهيم -عليه السلام- إمامًا على الناس يُقتدى به إلى يوم الدين، قال تعالى: “إِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ”.[9]
  • وصف الله تعالى إبراهيم -عليه السلام- بأنّه أمّة أي يجمع خصال الخير جميعًا، قال تعالى: “إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً”.[10]
  • كان إبراهيم -عليه السلام- خاشعًا مطيعًا لأوامر الله وموحدًا له ومبتعدًا عن الشرك، ولهذا وصفه الله تعالى بالقانت الحنيف فقد قال: “إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ”.[10]
  • أتمّ إبراهيم جميع ما أمره الله تعالى به وأخلص في أمره لذا قال تعالى: “وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى”.[11]
  • كان إبراهيم عليه السلام رحيمًا حكيمًا متسامحًا لذا وصفه الله تعالى بالحليم، قال تعالى: “إنَّ إبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ”.[12]
  • وصف الله تعالى إبراهيم عليه السلام بالأوّاه المنيب أي كثير الذكر والاستغفار والتضرّع ودعاء الله تعالى، كما أنّه مقبلٌ على الله بقلبه وجوارحه وعالمٌ ذو معرفةٍ به، قال تعالى: “إنَّ إبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ”.[12]
  • كان إبراهيم عليه السلام كريمًا مضيافًا سخيًّا، قال تعالى: “هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إبْرَاهِيمَ المُكْرَمِينَ”.[13]
  • كان إبراهيم عليه السلام عظيم الصبر حتى أنّ الله -جلّ وعلا- قال في كتابه الكريم مخاطبًا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم : “فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ”. [14]
  • كما أنّ إبراهيم عليه السلام من أولي العزم من الرسل.

شاهد أيضًا: استشهد الخليفة عمر بن الخطاب على يد

 دعوة إبراهيم عليه السلام

بعد أن تعرفنا على إجابة السؤال من اول من لبس السروال من الانبياء، وهو إبراهيم عليه السلام، وبعد أن منَّ الله سبحانه وتعالى على إبراهيم عليه السلام بالنبوة وتبيّن له الحق من الباطل، بدأ عليه السلام مسيرة الدعوة إلى الله تعالى وعبادته وحده لا شريك له، وترك عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، وبدأ الدعوة بأقرب الناس إليه وهو أبوه آزر، فأتاه مخاطبًا إياه بالرفق واللين لينقذه من عذاب الله ويرشده سبيل الحق.

قال تعالى: “واذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا”[15]، كما اعتمد -عليه السلام- أسلوب الإقناع وإثبات الحجة بالأدلة والحقائق، وكانت غايته أن يستفيق القوم من غفلتهم.

إلّا أنّ أباه وقومه لم يستجيبوا له بل وأرادوا قتله فألقوه في النار التي أمرها الله أن تكون بردًا وسلامًا على إبراهيم، فخرج من النار ولم يمسسه السوء ونجا منهم بفضل الله وكرمه، قال تعالى: “فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ”،[16] والله أعلم.[17]

قصة إبراهيم عليه السلام

كان لإبراهيم -عليه السلام- الكثير من المواقف والقصص التي ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم خلال مسيرته في الدعوة إلى توحيد الله وإعلاء كلمة الحق، وكما تم التعرّف على إجابة سؤال من اول من لبس السروال من الانبياء من خلال سرد القصة التي وردت في كتب أهل السيرة، سيتم ذكر بعض القصص فيما يأتي:

قصة إبراهيم عليه السلام مع الأصنام

كان والد إبراهيم آزر يعمل نجارًا فيصنع الأصنام ويعبدها ويبيعها للناس ليعبدوها، وقد كان إبراهيم حريصًا على هداية الناس وإرشادهم لعبادة الله وحده لا شريك له، فدعا والده وقومه لترك عبادة هذه الأصنام مرارًا وتكرارًا لكنّهم لم يستجيبوا له، ولما أصرّ قوم إبراهيم على عبادة الأصنام أراد -عليه السلام- أن يبين لهم بالبرهان العملي أن تلك الأصنام لا تضر ولا تنفع.

وعند انشغال القوم قام -عليه السلام- بتكسير جميع الأصنام لم يبقِ منها إلّا واحدًا وكان كبير الأصنام، وعندما أدرك القوم أنّ أصنامهم قد تكسرت قال لهم إبراهيم -عليه السلام- أنّ هذا الصنم هو الذي قام بتكسير الأصنام البقية، وقال لهم إن أردتم إسألوه لماذا فعل هذا.

فاستنكر القوم كلامه إذ كيف للأصنام أن تتحرك وتنطق، وعندما اعترفوا بعجزهم قال لهم -عليه السلام- إذًا كيف لكم أن تعبدوا هذه الأصنام من دون الله وهي لا تضركم ولا تنفعكم ولم تنفع حتى نفسها، ولما أدرك القوم ضعفهم وانهزامهم أمام حجّة إبراهيم عليه السلام قرروا استعمال العنف معه، فأضرموا نارًا عظيمةً ثمّ ألقوه بها.

فقال إبراهيم عليه السلام “حسبي الله ونعم الوكيل” فأنجاه الله منها وجعلها بردًا وسلاما، قال تعالى “قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ”[18]، والله أعلم.[19]

قصة إبراهيم عليه السلام مع النمرود

تعرفنا من اول من لبس السروال من الانبياء، وهو إبراهيم عليه السلام، واعتمد إبراهيم -عليه السلام- في دعوته أسلوب النقاش وإثبات الحق بالحجة والبراهين، وكانت له مع النمرود ملك بابل قصةٌ جاء ذكرها في القرآن الكريم، فقد كان النمرود جبّارًا مُتمرِّدًا ادّعى أنه إلهٌ وأمر الناس بعبادته، فاستدلّ إبراهيم -عليه السلام- أثناء مناقشة النمرود على أنّ الله وحده هو الإله الخالق بالمشاهدات التي حوله من الكون كالموت والحياة، فإنّ الله يحيي ويميت.

فكان ردّ النمرود أنّه يستطيع أن يأتيَ برجُلَين ويحكم عليهما بالقتل، ثمّ يقتل أحدهما ويعفو عن الآخر، فيكون بذلك قد أمات الأول، وأحيا الثاني، فقام إبراهيم -عليه السلام- بإسكاته وهزيمته حيث ضرب له مثلًا بالشمس التي تُشرق من المشرق، وتحدّاه أن يأتيَ بها من المغرب.

ولكنّ النمرود كان أضعف من ذلك فبُهِت وسكت، جاء ذلك في قوله تعالى: “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”[20]، والله أعلم.[21]

من اول من لبس السروال من الانبياء
من اول من لبس السروال من الانبياء

قصة إبراهيم عليه السلام مع الملائكة

جاء ذكر قصّة إبراهيم -عليه السلام- مع الملائكة في القرآن الكريم في أكثر من موضع، فقد جاء الملائكة حاملين البشرى معهم، حيث كان الله تعالى قد بعثهم إليه ليبشروه هو وزوجته سارة بأنّه سيرزقهم إسحاق ومن بعده يعقوب عليهما السلام، فسارع -عليه السلام- ليكرمهم ويُحسن ضيافتهم.

وجاءهم بطعام يأكلونه فامتنعوا عن الأكل، وعندها شعر -عليه السلام- بالخوف والريبة، فأخبروه أنّ الله تعالى قد أرسلهم إلى قوم لوط ليُنفذوا أمر الله ويهلكوهم فقد حقّ عليهم عذاب الله تعالى، فراجعهم إبراهيم -عليه السلام- في ذلك خوفًا على لوط وأهله فقد كانوا بينهم، فرَدّوا عليه بأنّ هذا أمر الله -تعالى-، ولا جدال فيه.[22]

قصته مع الطيور الأربعة

بعد أن أجبنا على من اول من لبس السروال من الانبياء، وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام، فقد طلب إبراهيم -عليه السلام- من الله تعالى أن يُرِيَه كيف يحيي الموتى، فقد أراد أن يطمئنّ قلبه بالأدلّة اليقينيّة، فأمره الله تعالى أن يأخذ أربعة طيور ويقطعها ثمّ يخلط بين القطع ويجمعها سويةً، ثمّ يقسمها إلى أجزاء ويجعل كلّ جزء من هذه الأجزاء على جبل، ثمّ بعد ذلك يدعوها أن تأتي إليه.

فعل إبراهيم -عليه السلام- ما أمره الله به، فإذا بالطيور وقد عادت إلى ما كانت عليه قبل أن يقطعها وأتته على هيئتها تطير إليه، قال تعالى: “وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”[23]، والله أعلم.[24]

شاهد أيضًا: قصة سيدنا لوط مختصرة.. 5 دروس مستفادة

من اول من لبس السروال من الانبياء
من اول من لبس السروال من الانبياء

ألقاب إبراهيم عليه السلام

أجبنا في مستهلّ مقالنا من اول من لبس السروال من الانبياء، وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقد لُقِّب إبراهيم -عليه السلام- بعدّة ألقاب، فهو الحليم الأواه المنيب، وهو النبيّ الصدّيق وله العديد من الألقاب التي جاء ذكرها سابقًا في المقال، إلّا أنّ من أشهر ألقابه -عليه السلام- ما يأتي:[19]

  • خليل الله: أطلق هذا اللقب على إبراهيم -عليه السلام- لأنّ الله تعالى وصفه به، والخليل في اللغة هو الصديق المقرّب للقلب، فالخُلّة هي الصداقة، وهي تخلُّل المحبة في القلب حتى تختلط به، وقد وصفه الله تعالى بذلك لفراغ قلبه من أيّ شيء سوا مَحبّة الله، فليس في قلبه شريك لله في المَحبّة، قال تعالى: “وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا”.[25]
  • أبو الأنبياء: أُطلق لقب أبي الأنبياء على نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- لأنّ النبوّة كانت في ذريّته، فكان ولداه إسماعيل وإسحاق –عليهما السلام- أنبياءً، ومن أبنائهم وذرياتهم كان بقية أنبياء الله المذكورين في القرآن الكريم،

قال تعالى: “وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ”[26]

كما ذكر أهل السيرة أنّ نسب رسول الله محمد صلى الله علي وسلمۚ يرجع إلى إسماعيل عليه السلام، ولهذا لُقب إبراهيم -عليه السلام- بأبي الأنبياء.
وبهذا نكون قد وصلنا لختام مقالنا من اول من لبس السروال من الانبياء، وهو نبيّ الله إبراهيم عليه السلام، وأدرجنا معلومات وافية عن نسب سيدنا إبراهيم عليه السلام وزوجاته وأبنائه وألقابه، كما تحدثنا عن قصصه مع النمرود ومع قومه عندما دعاهم إلى عبادة الله الواحد وترك عبادة الأصنام.

المراجع

  1. ^ islamweb.net، أول من يكسى يوم القيامة، 07/09/2021
  2. ^ سورة الأنعام، الآية 74
  3. ^ islamqa.info، آزر اسم أبي إبراهيم عليه السلام، 07/09/2021
  4. ^ islamweb.net، قصة ولادة إبراهيم عليه السلام والحجر الصحي، 07/09/2021
  5. ^ islamweb.net، زوجات إبراهيم عليه السلام، 07/09/2021
  6. ^ سورة إبراهيم، الآية 39
  7. ^ islamweb.net، أولاد إبراهيم الخليل عليه وعليهم الصلاة والسلام، 07/09/2021
  8. ^ islamqa.info، صفات إبراهيم عليه السلام التي استحق من أجلها أن يكون خليل الرحمن، 07/09/2021
  9. ^ سورة البقرة، الآية 124
  10. ^ سورة النحل ، الآية 120
  11. ^ سورة النجم، الآية 34
  12. ^ سورة هود، الآية 754
  13. ^ سورة الذاريات ، الآية 24
  14. ^ سورة الأحقاف، الآية 35
  15. ^ سورة مريم، الآية 41-42
  16. ^ سورة العنكبوت ، الآية 24
  17. ^ alukah.net، دعوة إبراهيم عليه السلام لقومه، 07/09/2021
  18. ^ سورة الأنبياء، الآية 69-70
  19. ^ islamqa.info، إبراهيم عليه السلام، 07/09/2021
  20. ^ سورة البقرة، الآية 258
  21. ^ binbaz.org.sa، تفسير الأية التي تذكر محاجة النمرود لإبراهيم عليه الصلاة والسلام، 07/09/2021
  22. ^ islamway.net، مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين ، 07/09/2021
  23. ^ سورة البقرة، الآية 260
  24. ^ islamway.net، إبراهيم عليه السلام والطيور الأربعة ، 07/09/2021
  25. ^ سورة النساء، الآية 122
  26. ^ سورة الأنعام، الآية 84-86

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *