هل اخرج زكاة الفطر عن السائق والخادمة

هل اخرج زكاة الفطر عن السائق والخادمة، وعلى من تجب زكاة الفطر في الإسلام، فزكاة الفطر هي الزكاة التي تكون في آخر شهر رمضان قبل صلاة عيد الفطر المبارك، وتسمى بزكاة الرؤوس والأبدان، وهي ما يعرف بالفطرة أو صدقة الفطر، وهي زكاة للنفس وتطهير لها وتنقية وتم فرضها على المسلمين في السنة الهجرية الثانية ذات السنة التي فرض فيها الصيام، ولها أحكامها وضوابطها الخاصة، وعبر هذا المقال سيتم بيان حكم زكاة الفطر عن الخدم والسائقين في المنزل.

هل اخرج زكاة الفطر عن السائق والخادمة

إن زكاة الفطر لا يجوز إخراجها عن السائق والخادمة اللذان يعملان في البيوت أو الشركات، ذلك أن زكاة الفطر واجبة على كل مسلمٍ حرٍ أو عبد بالغٍ أو صغير ذكر أو أنثى وعلى من تجب في حقه نفقتهم، والسائق والخادمة يتقاضون أجرة على أتعابهم وأعمالهم وهم ليسوا من ملك اليمين أو ما شابه، فلذلك لا يجوز إخراج الصدقة عنهم، بل إن زكاة الفطر واجبة عليهم هم يخرجونها عن أنفسهم وعن عيالهم وأهليهم، فالخطاب الشرعي جاء آمرًا بإخراج زكاة الفطر كل شخصٍ عن نفسه ولم يرد أي دليل شرعي يبيّن أنه يجوز للمسلم أن يدفع زكاة الفطر عن أحدٍ إلا من وجب عليه نفقته والله ورسوله أعلم.^[1]

شاهد أيضًا: متى تكون زكاة الفطر وما الحكمة من وجوب زكاة الفطر

هل يدفع الزكاة للعمال والخدم الذين يعملون عنده

يجوز للمسلم أن يعطي العمال والسائق والخادمة من زكاة الفطر أو المال إن كانوا من المستحقين للزكاة، فإن كانوا فقراء لا يكفيهم معاشهم وراتبهم الذي يتقاضونه في حاجياتهم وحاجيات أهليهم فيباح منحهم من الزكاة، وذلك لقوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِين وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.^[2] فإن كان العمال أو الخدم من هؤلاء الأصناف الثمانية التي ذكرتهم الآية فلا حرج في منحهم الزكاة على أن يحذر المسلم صاحب العمل أن يكلفهم مقابلها بأعمال أكثر مما تم التعاقد معهم عليه، أو أن يعطيهم الزكاة مقابل أن يتنازلوا عن حقوقهم، وقد ورد عن الشيخ ابن عثيمين في هذه المسألة أنه قال: “نعم ، يجوز أن يعطيهم إذا كانوا من أهل الزكاة ، مثل أن يكون لديهم عوائل وراتبهم لا يكفيهم ، أو عليهم ديون وراتبهم لا تُقضى به الديون ، وما أشبه ذلك ، المهم إذا كانوا من أهل الزكاة فلا حرج أن يعطيهم وإن كانوا عمالاً ، أو خدماً عنده” والله ورسوله أعلم.^[3]

حكم إخراج زكاة الفطر عن العمال المستقدمين ابن باز

ورد عن الشيخ ابن باز أنه أجاب على مسألة إخراج الزكاة عن العمال المستقدمين إن كانت تلزم صاحب العمل، فأجاب أن زكاة الفطر لا يصح إخراجها عن العمال المستقدمين ولا حتى غيرهم، فلا السائق ولا الخادمة أو الخادمة أو أي عامل في بيت أو شركة أو محل يجوز أن يخرج صاحب العمل الزكاة عنهم، بل إن زكاة الفطر واجبة لكل مسلم عن نفسه يخرجها وعن من تجب في حقه نفقتهم من أهله، فهم يخرجونها عن أنفسهم، إلا في حالٍ واحدة أن كان العامل قد اشترط على صاحب العمل أن يزكي عنه فحينها تجب في حقه الزكاة فالمسلمون على شروطهم، أما لو لم يشترطوا فزكاتهم على أنفسهم والله وسوله أعلم.^[4]

شاهد أيضًا: طريقة احتساب الزكاة في الشركات والفرق بين زكاة المال وزكاة التجارة

هل على الخادمة في المنزل زكاة الفطر ابن عثيمين

أكد الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن الخادمة في المنزل إن كانت من المسلمين عليها زكاة الفطر، ولكن زكاتها على نفسها وليست على أهل البيت فالأصل أن يقوم كل مسلم أن يخرج زكاة الفطر عن نفسه، لكن أو أخرج أهل البيت زكاة الفطر عنها بعلمها وبموافقتها وبمحض إرادتهم دون مقابلٍ عنها فهذا لا حرج فيه، ولا بأس، لأن الزكاة من العبادة المخصوصة في وقتٍ مخصوص وتلزمها النية لتصح، فيخرجونها عنها بنيّتها لتصح وتجزئ عنها والله ورسوله أعلم.^[5]

زكاة الفطر عن الخدم والسائقين على من

إن الراجح والصحيح والثابت أن زكاة الفطر عن السائقين والخدم والعمالة واجبة عليهم هم لا على غيرهم من الناس، فلا يخرج صاحب البيت أو صاحب العمل زكاة الفطر عن العمال لديه، إلا أن يستأذنهم أو أن يكونوا قد اشترطوا عليه في العقد، فزكاة الفطر تجب على المسلم بعينه عن نفسه وعن من تجب عليه نفقتهم، وتكون زكاة الفطر صاعًا من التمر أو صاعًا من الشعير أو صاعًا من البر وقد ذكر أهل العلم أنّه يمكن إخراج زكاة الفطر من قوت أهل البلد، وقد جاءت الأدلة الشرعية بوجوب الزكاة على الإنسان عن نفسه، وقد شرّع الله زكاة الفطر تطهيرًا للصائم مما قد يقع به من الكلام والزلل والأقوال الغير المقبولة في صيامه، ونظرًا لأنها فرحة وبهجة للفقراء والمساكين والله ورسوله أعلم.^[6]

شاهد أيضًا: الاصناف التي تجب فيها الزكاة ، شروط استحقاق الزكاة

إخراج زكاة الفطر عن الضيف الذي يقضي شهر رمضان كامل عندي

يجوز للمسلم أن يخرج زكاة الفطر عن الضيف الذي قام بالإنفاق عليه طوال شهر رمضان المبارك، وذلك إن أخبره ووافق الضيف على ذلك، والأولى أن يقوم الضيف بإخراج زكاة المال عن نفسه لأنّ المسلمين أجمعين مخاطبين بإخراجها عن أنفسهم، وقد ذكر أصحاب المذهب الحنبلي أنها  واجبة على من تكفل بمؤونة شخصٍ ما طوال شهر رمضان عنه، فتأدية الفطرة عمّن يموّن المسلم في رمضان عندهم، ولكن الراجح والصحيح أنه لا يلزم إخراجها عن الضيف إلا أن يكون ممن تلزم المسلم نفقته أو تبرع بنفقته طوال شهر رمضان، أو  أن يستأذنه فيأذن له والله ورسوله أعلم.^[7]

على من تجب زكاة الفطر

إن زكاة الفطر واجبة على المسلمين، وهي تجب على المسلم عن نفسه وعن من تجب عليه نفقتهم، وذلك إن كانت فاضلة عن قوته وقوتهم يوم العيد وليلته عند جمهور أهل العلم، وقد ذكر الشافعي أن كل مسلمٍ دخل عليه شهر شوال وكان عنده قوته وقوت من يقوتهم يوم العيد كله وما يؤدي به زكاة الفطر عنه وعنهم أداها عنهم جميعًا، ولو ملك ما يؤدي عن بعضهم أدى عن البعض، ولو لم يملك أي زيادة عن قوت يومه فليس عليه زكاة ولا عليهم، وقد اشترط الحنابلة أن تكون فاضلة عن مؤونة المسلم ومؤونة من تلزمه نفقتهم إضافة  للمسكن والخادم والدابة والملبس الضروري، وحتى الفقير الذي يوصف بالفقر يخرج إن حقق شروط إخراج الزكاة ولا يمنع إخراجه لها من قبوله الزكاة إن قُدمت له من غيره، وقد أباح له كثيرٌ من أهل العلم أن يخرج الزكاة من الزكاة التي جاءته إن فاضت عن قوته وقوت عياله يوم العيد والله ورسوله أعلم.^[8]

شاهد أيضًا: خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم من هم وما حكم إعطاء الزكاة لمن له راتب

إلى من تعطى زكاة الفطر

اختلف أهل العلم في مسألة تحديد مصارف زكاة الفطر على عدة أقوال، وجاء أشهرها ثلاثة اختلفوا بينها، وقد جاء فيمن يُعطى من زكاة الفطر ما يأتي:^[9]

• القول الأول: وهو قول جمهور أهل العلم الذين قالوا أن زكاة الفطر يجوز تُعطى للأصناف الثمانية ذاتهم الذين تؤدى لهم زكاة المال، وهم الفقراء والمساكين والقائمين على أمور الزكاة والمؤلفة قلوبهم والرقاب والغارمين والمجاهدين في سبيل الله وابن السبيل.
• القول الثاني: وهو قول أصحاب المذهب المالكي، الذين قالوا فيه أن زكاة الفطر تعطى فقط للفقراء والمساكين، وهذا القول الذي اختاره ابن تيمية، والفقراء والمساكين هم الذين لا يجدون كفايتهم طوال العام من نفقة حتى لو كان لهم مدخولًا، لكنه لا يكفيهم معظم العام أو أقله.
• القول الثالث: وهو ما اختاره أصحاب الشافعي بقولهم أن زكاة الفطر واجبٌ أداؤها للأصناف الثمانية أو من وجد منهم وجوبًا وليس إباحةً.

في نهاية المقال، تم بيان مسألة هل اخرج زكاة الفطر عن السائق والخادمة، حيث إن الخدم والسائقين لا يلزم صاحب العمل بإخراج الزكاة عنهم بل يخرجها إن كانوا قد اشترطوا عليه في العقد أو أن يسألهم ويستأذنهم بإخراجها عنهم فإن وافقوا أجزأ ذلك وإلا فلا.