هل الشفع والوتر فرض ، كيفية صلاة الشفع والوتر

هل الشفع والوتر فرض ، كيفية صلاة الشفع والوتر
هل الشفع والوتر فرض

هل الشفع والوتر فرض إنَّ من الصلوات المشروعة صلاةٌ تسمَّى بالشفعِ والوتر، والشفعُ في اللغة هو العدد الزوجي، بينما الوتر هو العدد الفردي، وبناءً على ذلك يُمكن القول بأنَّ صلاة الوتر هي الركعات التي يؤديها المسلم بعددٍ فرديٍ، بينما الشفع هي الركعات الزوجية التابعة للوتر إذا فصل المسلم بينهما، وفي هذا المقال الذي يطرحه موقع تصفح سيتمُّ تخصيص الحديث عن صلاة الشفع والوتر، حيث سيجد القارئ بيان حكمِهما، ووقتهما، وعدد ركعاتهنَّ وكيفية أدائهنَّ، كما سيتمُّ بيان حكم ووقت قضائهنَّ، وفي ختام هذا المقال سيتمُّ بيان فضلهنَّ.

هل الشفع والوتر فرض

قبل بيان حكم صلاة الشفع والوتر، لا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ صلاة الشفع ليست صلاةً بعينها، وإنَّما هي مرتبطة بركعةِ الوتر، حيث لو صلى المسلم الوتر ثلاث ركعات أو أكثر، وفصل بينهما فإنّ الركعة المنفصلة تسمى وترا، وما قبلها تسمى شفعا،[1] وقد تبيانت آراء أهل العلم في حكمها، حيث ذهب جمهور العلماء إلى فرضيتها، وفيما يأتي تفصيل ذلك:[2]

  • القول الأول: ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن صلاة الوتر تعد سنة مؤكدة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودليل ذلك الحديث الذي رواه طلحة بن عبدالله حيث قال: “أنَّ أعْرَابِيًّا جَاءَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَائِرَ الرَّأْسِ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ أخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ؟ فَقالَ: الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ شيئًا”،[3] فهذا حديث صريح بعدم فرضية غير الصلوات الخمس.
  • القول الثاني: ذهب الإمام أبو حنيفة إلى وجوب صلاة الوتر، مستدل على ذلك بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ اللهَ زادَكُم صلاةً, وهي الوِترُ, فصلُّوها بينَ صلاةِ العشاءِ إلى صلاةِ الفجرِ”،[4] وإن الأمر هنا يفيد الوجوب.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة الاستخارة بعد الوتر

عدد ركعات صلاة الشفع والوتر

ذهب فقهاء الشافعية والحنابلة إلى جواز الوتر بركعةٍ واحدةٍ، إلَّا أدنى الكمال عندهم في عدد ركعات الوتر ثلاث ركعاتٍ، أمَّا أكمل الكمال فأحد عشر ركعةٍ، وفي قولٍ آخرٍ عند الشافعية إلى أنَّ صلاة الشفع والوتر تصل إلى ثلاثة عشر،[5] ودليل ذلك الحديث الشريف الذي روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُوترُ بأربعٍ وثلاثٍ ، وستٍّ وثلاثٍ ، وثمانٍ وثلاثٍ ، وعشرٍ وثلاثٍ ، ولم يكن يُوترُ بأنقصَ من سبعٍ ولا بأكثرَ من ثلاثَ عشرةَ”.[6]

وقت صلاة الشفع والوتر

لقد دلَّ الحديث الشريف الذي رواه خارجة بن حذافة العدوي -رضي الله عنه- والذي قال فيه: “إنَّ اللهَ أمدَّكم بصلاةٍ هي خيرٌ لكم من حُمْرِ النَّعمِ. قلنا: وما هي يا رسولَ اللهِ؟ قال: الوترُ ما بين صلاةِ العشاءِ إلى طلوعِ الفجرِ”،[] على أنَّ وقت صلاة الشفع والوتر يبدأ من بعد أداء فريضة العشاء، ويمتدُّ إلى طلوع الفجر الصادق، وبناءً على ذلك فإنَّ المسلم يُمكنه أن يصلِّي في أيِّ وقتٍ شاءه بشرط أن يكون بين هذين الوقتين، إلَّا أنَّ أفضل وقتٍ لصلاة الوتر هو وقت السحر.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة التهجد بعد الوتر

كيفية صلاة الشفع والوتر

تختلف كيفية صلاة الشفع والوتر، باختلاف عدد الركعات التي يريد المسلم أن يصلِّيها، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ التفصيل ذلك، وفيما يأتي ذلك:[8]

الشفع والوتر بثلاث ركعات

إذا أوتر المسلم بثلاث ركعاتٍ متصلاتٍ، فإنَّه لا يجلس بعد الركعة الثانية للتشهد، بل يجلس بعد السجود الثاني من الركعة الثالثة فيأتي بالتشهد ثمَّ يسلِّم عن يمينه وعن يساره، أمَّا إذا أوتر بثلاث ركعاتٍ منفصلاتٍ، فإنَّه يصلِّي ركعتين ويجلس بعد السجود الثاني من الركعة الثانية، ويأتي بالتشهد ثمَّ يسلِّم عن يمينه وعن يساره، وهذه الركعتان تسميان الشفعِ، ثمَّ يأتي بركعةٍ منفصلةٍ فيجلس بعد السجود الثاني من هذه الركعة، فيأتي بالتشهد، ثمَّ يسلِّم عن يمينه ويساره.

شاهد أيضًاهل يجوز صلاة الوتر ركعة واحدة دون الشفع

الشفع والوتر بالخمس والسبع ركعات

يجوز للمسلم أن يوتر أيضًا بخمسٍ أو سبعِ ركعاتٍ، وفي هذه الحالة فإنَّه يأتي بهنَّ متصلاتٍ، بتشهدٍ واحدٍ في الركعة الخامسة أو السابعة، وبناءً على ذلك فإن أوتر المسلم بهذا العدد فليس في هذه الكيفة صلاة شفعٍ، وقد جاء بيان هذه الكيفية بالحديث الذي روته أم سلمة -رضي الله عنها- حيث قالت: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم يوترُ بسبعٍ أو بخمسٍ ، لا يفصلُ بينهنَّ بتسليمٍ ولا كلامٍ”.[9]

الشفع والوتر في التسع ركعات

أمَّا إذا أوتر المسلم بتسعِ ركعاتٍ، فإنَّه يأتي بهنَّ متصلاتٍ، فيجلس للتشهد في الركعة الثامنة، لكنَّه لا يسلِّم بل يقوم ليأتي بالركعة التاسعة، ثمَّ يجلس فيها للتشهد، ثمَّ يسلِّم عن يمينه ويساره، وقد بيَّنت السيدة عائشة -رضي الله عنها- هذه الكيفية بالحديث الذي روته، حيث قالت: “أنَّهُ – صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ – كانَ يصلِّي من اللَّيلِ تسعَ ركَعاتٍ لا يجلسُ فيها إلَّا في الثَّامنةِ فيذكرُ اللَّهَ ويحمَدُهُ ويدعوهُ ثمَّ ينهضُ ولا يسلِّمُ ثمَّ يقومُ فيصلِّي التَّاسعةَ ثمَّ يقعدُ فيذكرُ اللَّهَ ويحمدُهُ ويدعوهُ ثمَّ يسلِّمُ تسليمًا يسمِعُناهُ”،[10] وبناءً على ذلك فإنَّ هذه الكيفية لا تشتمل على صلاة شفٍعٍ.

الشفع والوتر في الإحدى عشر ركعة

أمَّا إن أوتر بأحد عشر ركعةٍ، فإنَّه يأتي بعشر ركعاتٍ، يفصل بين كلِّ ركعتين بتشهدٍ وتسليمٍ، ثمَّ يأتي بالركعة الحادية عشر على حدة، ثمَّ يجلس في آخرها ويأتي بالتشهدِ ثمَّ يسلِّم عن يمينه وعن يساره، وبناءً على ذلك فإنَّ هذه الكيفية تشتمل على عشرِ ركعاتِ شفعٍ، وركعة وترٍ واحدةٍ، والله تعالى أعلى وأعلم بذلك.

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة التراويح مع التلفزيون

حكم قضاء صلاة الوتر

تباينت آراء أهل العلم في حكم قضاء صلاة الوتر، فذهب المالكية والشافعية في مذهبه القديم إلى أنَّ الوتر لا يُقضى إن تذكره المسلم بعد أن يُصلِّي الصبح، مستدلين على ذلك بالحديث الشريف الذي روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا فَاتَتْهُ الصَّلَاةُ مِنَ اللَّيْلِ مِن وَجَعٍ، أَوْ غيرِهِ، صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً”،[11] ووجه الدلالة من هذا الحديث أنَّ النبيَّ كان يقضي صلاة التهجد ولم يكن يقضي الوتر، والله تعالى أعلى وأعلم،[] وذهب فقهاء الحنفية فذهبوا إلى وجوب قضاء صلاة الوتر، أمَّا فقهاء الشافعية في الجديد وكذلك فقهاء الحنابلة ذهبوا إلى أنَّ ندب قضاء صلاة الوتر،[13] وذلك لعموم قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من نامَ عن وترِهِ أو نسيَهُ فليصلِّهِ إذا ذكرَهُ”.[14]

وقت قضاء صلاة الوتر

تباينت آراء أهل العلم في الوقت الذي تُقضى فيه صلاة الوتر، وفي هذه الفقرة من مقال هل الشفع والوتر فرض، سيتمُّ بيان هذه الآراء بشيءٍ من الإيجاز، وفيما يأتي ذلك:[15]

  • الرأي الأول: ذهب جمهور أهل العلم إلى أنَّ صلاة الوتر تُقضى قبل صلاة الفجر.
  • الرأي الثاني: ذهب جماعة من أهل العلم إلى أنَّ الوتر يُقضي في أيِّ وقتٍ، وهو المعتمد عند الشافعية، مستدلين على ذلك بقول رسول الله: “من نامَ عن وترِهِ أو نسيَهُ فليصلِّهِ إذا ذكرَهُ”.[11]
  • الرأي الثالث: ذهب آخرون من أهل العلم إلى أنَّ للمسلم أن يقضي صلاة الوتر ما لم تزل الشمس، أي يستمر وقت القضاء إلى ما قبيل الظهر.
  • الرأي الرابع: ذهب جماعة من أهل العلم إلى أنَّ المسلم يقضي صلاة الوتر في أيِّ وقتٍ شاءه من النهار.
  • الرأي الخامس: صلاة الوتر لا تُقضى بعد الفجر إلَّا بعد طلوع الشمس، ويمتدُّ وقت القضاء إلى قبيل صلاة العصر، ولا يقضيه بعد العصر، وله أن يصليه بين المغرب والعشاء، ولا يقضيه بعد العشاء؛ وذلك لئلَّا يجتمع وترانٌ في ليلة.

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة الوتر بعد اذان الفجر

فضل صلاة الشفع والوتر

وفي الفقرة الأخيرة من مقال هل صلاة الشفع والوتر فرض، سيتمُّ بيان فضلِ الشفع والوتر، وفيما يأتي ذلك:[16]

  • أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد حافظ على هذه الصلاة، وقد ثبت عنه أنَّه لم يكن يتركها لا في سفرٍ ولا في حضرٍ.

  • أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يقتصر على المحافظة عليها بنفسه، بل حثَّ المسلمين من بعد بالمحافظة عليها أيضًا، حيث قال: “إنَّ اللهَ زادَكُم صلاةً, وهي الوِترُ, فصلُّوها بينَ صلاةِ العشاءِ إلى صلاةِ الفجرِ”،[4]

  • أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فضلَّها على حمر النعم، حيث قال: “إنَّ اللهَ أمدَّكم بصلاةٍ هي خيرٌ لكم من حُمْرِ النَّعمِ. قلنا: وما هي يا رسولَ اللهِ؟ قال: الوترُ ما بين صلاةِ العشاءِ إلى طلوعِ الفجرِ”.[7]

  • أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حثَّ أبو هريرة على أداء هذه الصلاة، حيث رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّه قال: أبو هريرة -رضي الله عنه- حيث قال: “أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ”.[17]

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال هل الشفع والوتر فرض، كما تمَّ فيه التفصيل في الأحكام الشرعية المتعلقة بصلاة الشفع والوتر، حيث تمَّ فيه بيان وقت وعدد وكيفية صلاة الشفع والوتر، ثمَّ تمَّ بيان حكم ووقت قضاء صلاة الشفع والوتر، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان فضل صلاة الشفع والوتر.

المراجع

  1. ^ islamweb.net، مسائل في صلاة الشفع والوتر، 13/01/2023
  2. ^ islamqa.info، حكم التهاون في أداء الوتر، 13/01/2023
  3. ^ صحيح البخاري، طلحة بن عبيدالله، البخاري، 1891، صحيح
  4. ^ قيام الليل، أبو بصرة الغفاري، الألباني، 26، صحيح
  5. ^ alukah.net، صلاة الوتر: فضائل وأحكام، 13/01/2023
  6. ^ البدر المنير، عائشة أم المؤمنين، ابن الملقن، 302/4، إسناده صحيح
  7. ^ حاشية بلوغ المرام ، خارجة بن حذافة العدوي، ابن باز، 263، إسناده حسن
  8. ^ islamqa.info، الكيفيات الواردة لصلاة الوتر، 13/01/2023
  9. ^ صحيح ابن ماجه، أم سلمة أم المؤمنين، الألباني، (352/1)، صحيح
  10. ^ أعلام الموقعين، ابن القيم، عائشة أم المؤمنين، (313/2)، صحيح
  11. ^ صحيح مسلم، مسلم، عائشة أم المؤمنين، 746، صحيح
  12. ^ dorar.net، قضاءُ صلاةِ الوترِ، 13/01/2023
  13. ^ shamela.ws، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، مجموعة من المؤلفين، (301/27)، بتصرف، 13/01/2023
  14. ^ صحيح أبي داوود، أبو سعيد الخدري، الألباني، 1431، صحيح
  15. ^ islamweb.net، من فاته الوتر حتى أصبح متى يقضيه، 13/01/2023
  16. ^ shamela.ws، كتاب القنوت في الوتر، الوليد بن عبد الرحمن الفريان، (7)، بتصرف، 13/01/2023
  17. ^ صحيح البخاري، البخاري، أبو هريرة، 1178، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *