هل النعناع من محظورات الاحرام وما هي محظورات الإحرام

هل النعناع من محظورات الاحرام هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، فقد شرع الله تعالى للمسلمين الحج والعمرة للتقرب إليه وعبادته، والحج هو ركن من أركان الدين الإسلامي الحنيف، وإن للحج والعمرة مناسك لا بدّ من الحرص عليها، وكذلك محظورات لا بدّ للمسلم الحذر من الوقوع بها، ومن خلال هذا المقال سيتم التعرف على هذه المحظورات والحكمة من وجودها وكفارتها.

هل النعناع من محظورات الاحرام

إن النعناع ليس من محظورات الإحرام في الشريعة الإسلامية، وهو ما بينه أهل العلم والفقهاء في حمن شرب النعناع للمحرم في الحج أو العمرة، فهو جائز ولا يندرج تحت المحظورات التي تبطل الإحرام، فالنعناع ليس من الطيب على الرغم من أن رائحته طيبة ولكنه ليس من الطيب، ولا حرج بشربه أو أكله في الحرم والله ورسوله أعلم.^[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز وضع كريم الشعر بعد الاحرام وحكم استعمال المرطبات

حكم شرب الزعفران والنعناع للمحرم

إنّ شرب الزعفران في الحرم لا يجوز للمتعمّد، لأن الزعفران يندرج ضمن أنواع الطيب فلا يجوز أن يشربه أو يأكله عامدًا، فإن فعل ذلك ناسيًا فلا حرج عليه والله أعلم، وأمّا النعناع فلا يندرج ضمن أنواع الطيب لذا فإنه لا يبطل الإحرام، وقد بين الإمام ابن باز رحمه الله في حكم شرب الزعفران للمحرم قائلًا:^[2]

إذا كان ناسيًا، أو جاهلًا لا شيء عليه، أما التعمد لا يجوز؛ لأن الزعفران طِيب فلا يتعمده، لكن إذا كان جاهلًا، أو ناسيًا فلا شيء عليه رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286]. نعم.

محظورات الإحرام

إن الإحرام للحج والعمرة يهدف إلى تحقيق العبادة والتقرب من الله تعالى بعيدًا عن المنكرات والأفعال التي تخالف القيم الإسلامية والآداب الإلهية، ومن الممنوعات والمحظورات التي يمنع منها المسلمون بسبب الإحرام ما يأتي:^[3]

• حلق الشعر أو تقصيره أو نتفه بما في ذلك شعر اللحية أو شعر العانة وقص الأظافر وتقليمها.
• التطيب بالعطور والدهن واستخدامها داخل النسك في الحج أو العمرة.
• ارتداء المخيط من الثياب.
• صيد الحيوانات وقتل الصيد.
• الجماع والمباشرة لشهوة، فلا رفث ولا فسوق في الحج.
• لبس القميص والبرانس والسراويل والعمائم والخفاف للرجال.
• لبس النقاب والبرقع للمرأة.

شاهد أيضًا: هل يجوز لبس الاحرام المخيط للمرأة والرجل في النسك

كفارة محظورات الإحرام

إن عقوبة من أتى شيئًا من المحظورات تختلف بحسب ما ارتكبه المحرم منها، وهي كما يأتي:^[4]

• الجماع: إذا وقع قبل الوقوف في عرفة فقد فسد الحج ويجب عليه أن يكمل المناسك وعليه بدنة عند الجمهور ثم يعيد الحج في العام المقبل، أما إذا وقع الجماع بعد الوقوف في عرفة قبل التحلل فالحكم نفسه عند الجمهور ولا يفسد عند الأحناف ولكن عليه بدنة، وفي حال وقوع الجماع بعد الوقوف في عرفة والتحلل فلا يفسد الحج ولا قضاء عليه.
• قتل الصيد: فعليه أن يخرج مثل ما قتل من الصيد أو أن يقدر ثمنه ويطعم به المساكين، وإن لم يستطع فيصوم بمقدار يوم عن كل مسكين.
• سائر المحظورات: يلزم الوقوع فيها ذبح شاة أو صيام 3 أيام، أو إطعام ستة مساكين ثلاثة آصع من التمر.

شاهد أيضًا: دعاء الطواف والسعي في العمرة والحج بالأشواط مكتوب

الحكمة من محظورات الإحرام

إن الحكمة من محظورات الإحرام هي إظهار التواضع والتكبير لله تعالى وضبط النفس على السلوك والآداب الإسلامية، وقد بين ذلك الشيخ خالد المصلح في قوله:^[5]

الحكمة من هذه المحظورات هو تربية الإنسان على التعبد لله عزَّ وجلَّ؛ بالامتناع عما جرت به العادة من المألوفات، يعني هي فترة للتربية والتدريب، فالحج يحملك على التربية في أمرين:

الأول: أداء الواجبات؛ لأن هناك مطلوبات يلتزم بها الحاج زمانًا ومكانًا وحالاً.

الثاني: ترك المنهيات؛ أن هناك محظورات يمتنع عنها الحاج.

وهذا هو الطريق لتحقيق العبودية لله، فالعبودية هي طاعة الله فيما أمر امتثالاً، وفيما نهى عنه انزجارًا؛ ولذلك أقول: هذا التعظيم من إخواننا الحجاج للإحرام، حتى لتجد الواحد منهم يقول: حككت شعري فسقطت شعرة! مسحت أنفي فسقطت شعرة! جرحت فخرج مني دم! هذا كله دلالة على أنهم يعظمون شعائر الله، ويحرصون على التباعد عن كل ما يؤثر على نسكهم، وينبغي أن يكون هذا في كل عمل يقوم به الإنسان، أن يتقن العمل، ويحرص على تعظيم ما عظمه الله.

بذلك نصل لختام هذا المقال هل النعناع من محظورات الاحرام والذي بيّن حكم شرب الزعفران والنعناع للمحرم، بالإضافة إلى بيان المحظورات التي بينها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم للإحرام في شعائر الحج والعمرة.