هل يجوز أن يشترك شخصان في أضحية من الغنم

هل يجوز أن يشترك شخصان في أضحية من الغنم
هل يجوز أن يشترك شخصان في أضحية من الغنم

هل يجوز أن يشترك شخصان في أضحية من الغنم، فقد جعل الله الأضحية شعيرة من شعائر الدين إحياء لسنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام حين أمره الله بذبح ولده إسماعيل في المنام فامتثل لأمره ففداه الله بذبح عظيم، فالأضحية جُعلت أيضًا تقربًا لله سبحانه وشكرًا للمنعم عز وجل على عطيّة المال والحياة وامتثالًا لأمره، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن تعريف الأضحية وأحكامها، وحكم اشتراك شخصين في الأضحية، كما سوف نعرف هل يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية إذا كانت من البقر، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة الأخرى.

ما تعريف الأضحية وما أحكامها

تُعَرَّف الأضحية لغة: هي اسم لما يُضحَّى به، والمقصود بها الذبيحة التي تذبح أيام عيد الأضحى، اصطلاحًا: ما يتم ذبحه من بهيمةِ الأنعامِ في يوم النحر بعد صلاة العيد إلى آخِرِ أيَّامِ التَّشريقِ قبل غروب شمسها تقرُّبًا إلى اللهِ عز وجل. [1] قال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} [2] ، وهي من أعظم شعائر الله المشروعة بكتابه العظيم، وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلّم وهي بإجماع المسلمين امتثالًا منهم لأوامر مولاهم وإقرارًا بفضله وعطائه وإيمانًا بوعده لمن يخرج من ماله خلفًا كثيرًا ورزقًا واسعًا وتجارة لن تبور، أما أحكام الأضحية فقد أجمع العلماء الشافعية والحنابلة والمالكية على أنها سنة مؤكدة لما ورد عن النبي في حديث قال فيه فمن أراد أن يضحي وإن هذه الكلمات تعبي بأنها ليست فرضًا وإنما مفوَّضة لإرادة الشخص نفسه، ولكن عارض الحنفية وقالوا بأنها واجبة استنادًا لقوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}. [3]

هل يجوز أن يشترك شخصان في أضحية من الغنم

لا يجوز أن يشترك شخصان في أضحية من الغنم فهي تجزئ عن المضحي وأهل بيته فقط وإن كانوا مئة، ولكن الاشتراك في الأضحية يصح إن كانت الأضحية من البقر أو الإبل بحيث يمكن أن يشترك في الأضحية حتى سبعة أشخاص لا يجمعهم بيت واحد لورود ذلك في السيرة النبوية المطهرة حينما ذبح الصحابة عام الحديبية واشترك بكل بقرة أو غبل سبعة وذلك بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا بد من التنويه عن الفرق بين الاشتراك في الأضحية والاشتراك في أجر الأضحية، فقد يقع في هذا اللغط كثيرون، حيث أن الاشتراك في الأضحية من الغنم تعني المشاركة في ثمن شرائها وهذا لا يجوز كما أسلفنا للغنم وإن كان مِن الزوجة إلا أن تهب المال لزوجها ويقوم هو بذبح الأضحية عنه وعن أهل بيته وهي من ضمنهم [1] ، أما الاشتراك في الأجر فهذا مؤكد لما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام حيث ذبح كبشًا ووهب أجرها له ولأهل بيته وآله وأمَّته، فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: “أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِكَبْشٍ أَقْرَنَ، يَطَأُ فِي سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ فِي سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ فِي سَوَادٍ. فَأُتِيَ بِهِ لِيُضَحّيَ بِهِ. فَقَالَ لَهَا: “يَا عَائِشَةُ هَلُمّي الْمُدْيَةَ”. ثُمّ قَالَ “اشْحَذِيهَا بِحَجَرٍ” فَفَعَلَتْ. ثُمّ أَخَذَهَا، وَأَخَذَ الْكَبْشَ فَأَضْجَعَهُ. ثُمّ ذَبَحَهُ. ثُمّ قَالَ “بِاسْمِ اللّهِ. اللّهُمّ تَقَبّلْ مِنْ مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ. وَمِنْ أُمّةِ مُحَمّدٍ” ثُمّ ضَحّىَ بِه.” [] والله تعالى أعلم. []

هل يجوز المشاركة في الأضحية

إن الإجابة عن هذا السؤال تحتاج تفصيلًا لنوع الأضحية فإن كانت الأضحية من البقر والإبل فإن المشاركة في ثمنها أمر جائز بإجماع العلماء ويجوز المشاركة فيها من شخصين إلى سبعة أشخاص متفرقين في المسكن أو مجتمعين وبالتالي يجوز للزوجة مشاركة زوجها في ثمن الأضحية من البقر أو الإبل والأهم من ذلك كله أن يكون لكل واحد منهم السبع أو أكثر ولا يجوز أقل من السبع وذلك لما روي عن جابر -رضي الله عنه- قال: “نَحَرْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَامَ الحُدَيْبِيَةِ البَدَنَةَ عن سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عن سَبْعَةٍ.[] ، أما إن كانت الأضحية من الغنم فإنه لا يجوز الاشتراك في ثمنها لكونها لا تجزئ إلا عن شخص واحد وأهل بيته من اشتركوا في النفقة والقرابة والمساكنة ومَن يسكن مع صاحب الأضحية في نفس البيت مِن أقاربه بحيث تكون نفقتهم عليه ولكن إن استقل أحد هؤلاء في المسكن شرع له أضحية مستقلة، ولا يجزىء عن الأضحية شراء لحم وتوزيعه،[5] وهنا نستنتج أن السبع من البقر أو الإبل يقابله من الغنم غنمة واحدة، فكما أن الغنمة الواحدة تجزئ عن شخص واحد وأهل بيته فإن السبع من البقر أو الإبل يجزئ عن شخص واحد وأهل بيته. والله تعالى أعلم. []

هل يجوز نية الأضحية لأكثر من شخص

نعم يجوز للمضحي أن يشرك غيره في ثواب الأضحية حيًّا كان أو ميتًا بشرط أن تكون النية في إهداء الثواب قبل ذبح الأضحية لا بعده وبشرط ألا يدفعوا شيئًا من ثمنها إن كانت من الغنم أمّا إن كانت من البقر أو الإبل فلا ضير، ويمكن أن يهدي الثواب لأقربائه من أبناء وإخوة وأخوات وزوجة وأبناء عم أو عمة وغير ذلك ممن تجمعه بهم صلة قرابة ويسكنون معه في بيت واحد ويتبعون لنفقة شخص واحد ويشتركون في المأكل والمشرب أحياء كانوا أو أموات[7] ، وليس لذلك حد فله أن يضحي عن أهل بيته الأحياء من والدين وزوجة وأبناء وله أن يضحي عن الأموات أيضًا من قرابته أبيه أو أمه أو عمه أو عمته أو خاله أو خالته وغيرهم، ومن السُّنة أن يضحي كل عام فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يضحي كل عام بكبشين واحد عنه وعن أهل بيته والآخر عن أمته، فعن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-: “ذبح النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يومَ الذَّبحِ كَبشَينِ أقرَنَينِ أملَحَينِ مَوجِئَينِ، فلمَّا وَجَّهَهما قال: إنِّي وجَّهتُ وَجْهيَ للذي فَطَر السَّمَواتِ والأرضَ على مِلَّةِ إبراهيمَ حنيفًا وما أنا من المشرِكينَ، إنَّ صَلاتي ونُسُكي ومحيايَ ومماتي للهِ رَبِّ العالمينَ، لا شَريكَ له، وبذلك أُمرِتُ وأنا مِنَ المسلِمينَ، اللَّهُمَّ منك ولك، وعن محمَّدٍ وأمَّتِه، باسمِ اللهِ واللهُ أكبَرُ، ثمَّ ذَبَح” [] ، والله ورسوله أعلم. []

هل يجوز الاشتراك في الأضحية مع الأب

ذهب الفقهاء من أهل العلم إلى جواز أن يشترك الأب ووالده في الأضحية، حيث يمكن للأب أن يضحي عن نفسه ويشرك أهل بيته كلهم معه في الأجر في الأضحية، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يشرع الاشتراك في ثمن الأضحية من الغنم لتكون عن اثنين ولكن يمكن أن يساعد الابن أباه إذا لم يكن معه ما يكفيه من المال، وتكون الأضحية عن شخص واحد إذا كانت من الغنم والماعز ولكن يمكن أن يشتركا بالأجر، لأن صاحب الأضحية يمكن أن يشركه أهل بيته بالأجر كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.[9]

ما هي الشروط الخاصة بالأضحية

قد أجمع العلماء على وضع شروط محددة للأضحية لكونها من أجل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه وتُظهر افتقاره وتسليمه وإقراره بفضله عليه بتقديم الأضحية كقربة لملك الملوك المولى العظيم رب العالمين، ولذلك فإن هذه الشروط هي: [10]

  • أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام من الغنم أو البقر أو الإبل لقوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} []
  • أن تكون قد بلغت السن المحدد شرعًا ويختلف من نوع لآخر، فلا تصح التضحية بما دون الثني من الإبل  والبقر والمعز ، ولا بما دون الجذع من الضأن، حيث أن الثني من الإبل ما تم خمس سنوات، والثني من البقر ما تم له سنتان، والثني من الغنم ما تم له سنة واحدة، أما الجذع من الضأن فهو ما تم له نصف سنة.
  • أن تكون الأضحية خالية من العيوب والأمراض الظاهرة والسارية كالعور والعرج والهزال والجرب وغير ذلك من العيوب البيّنة.
  • أن تكون ملكًا لمن أراد أن يضحي بها أو مأذون له بذبحها من صاحب الأضحية وليست رهنًا أو سرقة أو غصبًا أو المأخوذ زورًا وعدوانًا بدعوى باطلة أو أي طريقة غير شرعية يعلمها الله ولا يرضاها، لأن الأضحية هي من الأعمال الصالحة التي تحتاج أن يدفع الإنسان من ماله فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا. وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: “مَنْ تصدَّقَ بعدْلِ تمرَةٍ مِنْ كسبٍ طيِّبٍ ، ولَا يقبَلُ اللهُ إلَّا الطيِّبَ ، فإِنَّ اللهَ يتقبَّلُها بيمينِهِ ، ثُمَّ يُرَبيها لصاحبِها ، كما يُرَبِّى أحدُكم فَلُوَّهُ حتى تكونَ مثلَ الجبَلِ”. [12]
  • أن تتم الأضحية في الوقت المحدد شرعًا من أول أيام عيد الأضحى يوم النحر بعد صلاة العيد وحتى آخر أيام التشريق الثلاث قبل غروب الشمس أي أربع أيام، فمن ضحى قبل انتهاء صلاة العيد في يوم النحر فلن تقبل أضحيته ومن ضحى بعد غروب شمس ثالث أيام التشريق فلن تقبل أضحيته أيضًا.

مقالت قد تهمك

وإلى هنا أحبابنا رواد موقع تصفح الكرام نكون قد أفرغنا ما بجعبتنا من معلومات شرعية قيّمة ووصلنا إلى ختام مقالنا هل يجوز أن يشترك شخصان في أضحية من الغنم، تناولنا فيه العديد من القضايا المهمة التي تخص موضوع الأضحية، كم شخص يشترك في أضحية الخروف كما عرفنا حكم الاشتراك في الخروف في الأضحية، وتم التفصيل في هل يجوز الاشتراك في الأضحية مع الأب وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل.

المراجع

  1. ^ dorar.net، ذَبحُ الأضْحِيَّةِ، 08/06/2024
  2. ^ سورة الحج، الآية: 34
  3. ^ سورة الكوثر، الآية: 2
  4. ^ islamweb.net، تجزئ الأضحية عن المضحي وأهل بيته.، 08/06/2024
  5. ^ صحيح مسلم، عائشة أم المؤمنين،مسلم،1967،صحيح
  6. ^ islamweb.net، حكم الاشتراك في الخروف في الأضحية، 08/06/2024
  7. ^ صحيح مسلم، جابر بن عبدالله،مسلم،1318،صحيح
  8. ^ islamweb.net، هل يجوز الاشتراك في الأضحية؟، 08/06/2024
  9. ^ islamqa.info، الاشتراك في الأضحية، 08/06/2024
  10. ^ islamweb.net، حكم إشراك المضحي غيره معه في ثواب الأضحية أو ثمنها، 08/06/2024
  11. ^ سنن أبو داود، جابر بن عبدالله،أبو داود،2795،سكت عنه وكل ما سكت عنه فهو صالح.
  12. ^ binbaz.org.sa، حكم الأضحية عن الحي والميت والذبح للصدقة، 08/06/2024
  13. ^ islamqa.info، شروط الأضحية، 08/06/2024
  14. ^ صحيح الجامع، أبو هريرة،الألباني،6152،صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *