هل يجوز اخراج زكاة الفطر في اول رمضان وهل يجوز إخراجها في العشر الأواخر

هل يجوز اخراج زكاة الفطر في اول رمضان، حيث ينتظر المسلمون طوال العام قدوم شهر رمضان المبارك بفارغ الصبر، لأنه فرض من فروض الإسلام وهو ركن من أركان الإسلام الخمس، ففيه تفتح السماء أبوابها لتستقبل أدعية الصائمين واستغفارهم، وفيه يسعى المسلم إلى الإكثار من الأعمال الصالحة لإرضاء الله عز وجل، ومن الأعمال التي يتقرب بها العبد من ربه زكاة الفطر وهي من الأمور التي يسعى العديد إلى القيام بها وإخراجها في الوقت المحدد لها، وهذا ما سيكون موضوع مقالنا الآتي.

هل يجوز اخراج زكاة الفطر في اول رمضان

هناك عدة أقوال للعلماء في وقت إخراج زكاة الفطر وقد اختلفوا في ذلك، على قولين وهما كما يأتي:^[1]

• القول الأوّل: ذهب المالكية إلى جواز إخراجها قبل يوم أو يومين من عيد الفطر أي في 27 و28 من شهر رمضان المبارك، ولا يجوز إخراجها قبل ذلك، ووافقهم في ذلك الحنابلة، لفعل ابن عمر -رضي الله عنهما-، فقد كان يخرجها قبل العيد بيوم أو يومين، وكما وافقهم في ذلك الشافعية، وذهبوا إلى جواز إخراجها في نهار يوم العيد، والأفضل أن تكون قبل صلاة العيد في بداية اليوم.
• القول الثاني: يرى الحنفية جواز إخراجها من أول أيام شهر رمضان المبارك، واستدلوا بأنّ السبب منها الصوم والفطر، فإذا وجد أحد السببين يجوز للمسلم إخراجها، وهذا القول هو الصحيح عند الشافعية.

تعريف زكاة الفطر

لزكاة الفطر تعريفان أحدهما لغوي والثاني شرعي وهما بالتفصيل:^[2]

• لغةً: يرجع أصل الزكاة في معاجم اللغة العربيّة إلى معنيَين اثنَين، هما: البركة والزيادة، والطهارة، والنماء، أما الفِطر لُغةً: فهو يدلُّ على فتحِ شيءٍ وإبرازِه.
• شرعاً: تعريف زكاة الفطر في الاصطلاح الشرعي هي صدقةٌ مُقدَّرة عن كلِّ مسلمٍ قبل صلاةِ عِيدِ الفِطر في مصارِفَ معيَّنة وذلك تطهيراً له ممّا قد يقع به من أمورٍ تتخالف ما يجب أن يكون عليه المسلم الصائم.

شاهد أيضاً: هل يجوز اخراج زكاة الفطر يوم 27 رمضان

هل يجوز إخراج زكاة الفطر في العشر الأوائل من رمضان

اختلف العلماء في حكم جواز إخرَاج زَكاة الفِطر في العشر الأوائل من رمضان، فمنهم من أجاز ذلك، ومنهم من لم يجزه، والراجح من رأي العلماء أن وقتها هو قبل العيد بيوم أو يومين، وعند ابن حزم: لا يَجُوز تقديمها عن موعدها، وأما عند مالك وأحمد: أنه يجوز تقديمها إذا كان ذلك قبل يوم أو يومين فقط من موعدها، وأما عند الشافعي: فقد أجاز إخراجها في أول رمضان في العشر الأوائل منه، وأما عند أبي حنيفة: فقد أجاز إخراجها قبل رمضان، وأفضل وقت لها عند دخول اليوم الثامن والعشرين من رمضان أو اليوم التاسع والعشرين منه، والله تعالى أعلى وأعلم.^[3]

مقدار زكاة الفطر

تُقدَّر زكاة الفطر بصاعٍ من طعام البلد الذي يأكله أهله؛ فقد يكون صاعاً من تمرٍ، أو من شعيرٍ، أو غيرهما؛ استدلالاً بما جاء عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: “كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن طَعَامٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن أقِطٍ، أوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ”،^[4]ويُقدَّر الصاع بأربعة أمداد، ويُقدَّر المدّ بما يملأ كفَّي الإنسان المُعتدل، ويُقدَّر الصاع وزناً بثلاثة كيلو جرامات تقريباً.^[5]

شاهد أيضاً: حكم تاخير اخراج الزكاة عن وقت وجوبها لغير عذر

لمن تعطى زكاة الفطر

اختلف الفقهاء في مصاريف زكاة الفطر ولمن تعطى زكاة الفطر، ويُمكن توضيح أقوالهم على النحو الآتي:^[6]

• القول الأوّل: وهو أنّ مَصرِفَ زكاةِ الفِطرِ هو مَصرِفُ زكاةِ المالِ في الأصنافِ الثَّمانيةِ وهذا قول الحنفيّة، والشافعية، والحنابلة، وقد استدلّوا على ذلك بقول الله -سبحانه وتعالى-: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}،^[7] إذ إنّ الآية عامّةٌ في صرف الصدقات بعمومها لهذه الأصناف، وزكاة الفِطْر داخلةٌ تحت مسمَّى الصَّدقةِ في الآيةِ، وهي صَدَقةٌ واجبةٌ، فوجب ألَّا يختصَّ بها صِنفٌ مع وجودِ غَيرِه، كزكاة الأموالِ.
• القول الثاني: أنَّ مَصرِفَ زكاة الفطر هو الفُقَراءُ والمساكينُ فقط، وهذا مذهَبُ المالكيَّة، وهو قَولٌ للحَنابِلَة، واختاره ابنُ تيميَّة، وابنُ القيِّم، والشوكانيُّ، وابنُ باز، وابنُ عُثيمين، وقد استدلوا على ذلك بما جاء عن عبد الله بنِ عَبَّاسٍ -َرضِيَ اللهُ عنهما- قال: “فرض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ طُهرةً للصَّائمِ من اللَّغوِ والرَّفَثِ وطُعمةً للمساكينِ ، من أدَّاها قبل الصَّلاةِ فهي زكاةٌ مقبولةٌ ، ومن أدَّاها بعد الصَّلاةِ فهي صدقةٌ من الصَّدقاتِ”،^[8] وفي هذا النصٌّ تذكر صَدقةَ الفِطرِ على أنها طُعمةً للمَساكينِ، فوجب الاقتصارُ عليهم، وأيضاً لم يكُنْ مِن هَديِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ قِسمَةُ صَدَقةِ الفِطرِ على الأصنافِ الثَّمانيةِ، ولا أمَرَ بذلك، ولا فَعَلَه أحدٌ من أصحابِه، ولا مِن بَعدِهم.

هل يجوز إخراج زكاة الفطر مال

ذهب بعض العلماء إلى أنه لا يجوز إخراج زكاة الفطر إلا طعاماً وبعضهم أجاز إخراجها نقوداً، وفيما يأتي تفصيل ذلك:

• الحنفية: ذهب الحنفية إلى أنه يجزئ إخراج القيمة عن زكاة الفطر أي إخراجها مال، وهذا الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية في حالة ما إذا كان إخراجها قيمة من النقود أو غيرها تترتب عليه مصلحة راجحة للفقير.^[9]
• المالكية والشافعية والحنابلة: ذهب الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد رحمهم الله إلى أن زكاة الفطر إنما تخرج من الطعام الغالب عند أهل البلد، ولا يجزئ عندهم إخراج زكاة الفطر مال.^[10]
• الشيخ ابن باز -رحمه الله-: عندما سأل الشيخ ابن باز عن حكم إخراج زكاة الفطر نقوداً أجاب “هذا لا ينبغي لا، الذي عليه جمهور أهل العلم أنه يزكي بالطعام ولا يزكي بالنقود؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخرج طعاماً وهكذا أصحابه وهكذا عامة أهل العلم وأكثرهم، فلا ينبغي إخراج النقود، بل يجب إخراج زكاة الفطر من الطعام، هذا هو الواجب”.^[11]

شاهد أيضاً: خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم من هم وما حكم إعطاء الزكاة لمن له راتب

زكاة الفطر 2023

لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خُيِّرَ بينَ أمرين اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، وبعد اجتهاد الفقهاء الثقات حول مقدار زكاة الفطر 2023 واستخلاصهم للحكم الشرعي من ديننا العظيم الذي جاء لكل زمان ومكان، جاء حساب زكاة الفطر 2023 بجواز إخراج الزكاة نقدًا، بقيمة مقدرة بـ: 4.5 دولار امريكي كحد أدنى للفرد الواحد حسب ما حددته الإغاثة الإسلامية بالتنسيق مع مجامع الإفتاء وكوكبة من العلماء والفقهاء الثقات في العالم الإسلامي،^[12]وكما تم تحديد قيمة زكاة الفطرة داخل المملكة العربية السعودية بنحو 25 ريالًا سعوديًا للفرد، وهذا هو متوسط ​​سعر الأرز في المملكة العربية السعودية للعام الحالي 2023.

موعد إخراج زكاة الفطر

موعد إخراج زكاة الفطر هو قبل صلاة العيد وينتهي وقتها بصلاة العيد، وعند الشافعية يجوز إخراج الزكاة من أول يوم من شهر رمضان المبارك، وتجب زكاة الفطر بدخول فجر يوم العيد عند الحنفية، بينما يرى الشافعية والحنابلة أنها تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان، وأجاز المالكية والحنابلة إخراجها قبل وقتها بيومين أي اعتباراً من الثامن والعشرين من رمضان، ولا يجوز أكثر من ذلك، ومن تأخر عن إخراج زكاة الفطر في وقتها فقد أثم، وعليه أن يتوب من تأخيره وأن يخرجها للفقراء والمساكين.^[13]

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي بين هل يجوز اخراج زكاة الفطر في اول رمضان، وقدّم تعريفاً لزكاة الفطر وما هو مقدارها لعام 2023، وهل يمكن للمسلمين إخراجها مالاً وفي العشر الأوائل من رمضان، زكما تطرّق المقال إلى بيان مقدار زكاة الفطر، ولمن تعطى زكاة الفطر، وما هو موعد إخراج زكاة الفطر.