هل يجوز اكل الضفدع وما حكم قتل الضفدع في الإسلام

هل يجوز اكل الضفدع وما حكم قتل الضفدع في الإسلام
هل يجوز اكل الضفدع

هل يجوز اكل الضفدع وما حكم قتل الضفدع في الإسلام من المعلومات التي يبحث عنها كثير من المسلمين، فقد وضع الفقهاء في الإسلام أحكامًا كثيرة تتعلق بالحيوانات التي لا يجوز أكلها والحيوانات التي يجوز أكلها، فقد حرم الله تعالى أكل العديد من الحيوانات لأسباب مختلفة من أجل صحة الإنسان وحتى يأكل من الطيبات فقط، وسوف نتعرف على حكم قتل الضفدع في الإسلام، وعلى حكم أكل الضفدع وعلى حكم أكل السلحفاة والحلزون والتمساح وما إلى هنالك من أحكام متعلقة.

حكم قتل الضفدع في الإسلام

لقد ورد في الإسلام النهي عن قتل الضفادع، ولذلك فإنَّ قتل الضفدع مكروه في الإسلام إذا كان من دون سبب ولغير مصلحة، فقد ورد في الحديث عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي قال: “ذَكَر طَبيبٌ الدَّواءَ عِندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فذَكَر الضِّفْدعَ يكونُ في الدَّواءِ، فنَهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن قتْلِه”،[1] وهذا الحديث يشير إلى كراهية قتل الضفدع، ولكن أشار الفقهاء إلى أنَّه إذا كان قتله لأنه يؤذي أو لاستخدامات طبية أخرى فإنَّ ذلك جائز، وذهب بعض الفقهاء من أهل العلم إلى أنّ النهي الوارد في الحديث من باب التحريم وليس من باب الكراهية، ولذلك رأوا عدم جواز قتله في جميع الأحوال والله تعالى أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز اكل الثعبان وما هو حكم أكل الثعبان البحري

هل يجوز اكل الضفدع

اختلف الفقهاء من أهل العلم في حكم أكل الضفادع وذلك استنادًا على ما ورد من أدلة حول ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أقوال العلماء في حكم أكل الضفادع بشكل مفصل:

حكم أكل الضفدع عند الشافعية

ذهب الشافعية إلى أنَّ أكل الضفدع لا يجوز في الإسلام لأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الضفدع، ولأنه قتله سببًا لأكله يكون أكله محرمًا لأن قتله لا يجوز، ولأنه من الخبائث التي لا تقبلها النفس أيضًا والتي نهى الله تعالى عنها، فقد ورد في كتابه العزيز: “يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ”،[3] وبناء على هذا لا يجوز عندهم أكل الضفدع أبدًا.[4]

حكم أكل الضفدع عند المالكية

ذهب الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى إلى جواز أكل الضفدع، وذلك استنادًا إلى قوله تعالى: “أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ‏”،[5] والضفدع يدخل في عموم هذه الآية، كما أنَّ الحديث الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ميتة البحر يدلُّ على ذلك، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” هوَ الطَّهورُ ماؤُهُ الحلُّ ميتتُهُ”،[6] وإلى هذا ذهب العديد من الفقهاء إلى جانب المالكية.[7]

حكم أكل الضفدع عن الحنابلة

ذهب الحنابلة أيضًا إلى عدم جواز أكل الضفدع وذلك لأنَ قتله لا يجوز أيضًا، وإنَّ تحريم القتل حسب ما ذهبوا إليه يكون لعلة إما لحرمة الأكل أو لحرمة الشخص نفسه واحترام، وقد أشارت اللجنة الدائمة للإفتاء في حديث النهي عن قتل الضفدع بقول: “ففي هذا الحديث دليل على تحريم أكل الضفدع، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتله، والنهي عن قتل الحيوان إما لحرمته كالآدمي، وإما لتحريم أكله كالضفدع؛ فإنه ليس بمحترم، فينصرف النهي إلى أكله‏”، وهذا دليل على تحريم أكل الضفدع والله أعلم.[7]

حكم أكل الضفدع عند الحنفية

ذهب الحنفية أيضًا إلى تحريم أكل الضفدع وأنه لا يجوز بسبب النهي عن قتله أولًا وبسبب الاستخباث أيضًا، ولذلك فإنَّ جمهور العلماء من الأئمة وهم الشافعية والحنابلة والحنفية حرموا أكل الضفدع، وانفرد المذهب المالكي في جواز أكله، وقد استند كل من الأئمة على بعض الأدلة في ذلك والله تعالى أعلم.[4]

شاهد أيضًاهل يجوز بيع القطط ابن باز

هل أكل التمساح حلال

اختلف الفقهاء من أهل العلم في حكم أكل التسماح، فقد ذهب بعض الفقهاء إلى أنَّ التمساح من ذوات الأنياب التي تفترس ولذلك لا يجوز أكله لأنَّ الله تعالى  حرم أكل كل ذي ناب، وذهب بعض الفقهاء إلى إباحة أكل التسماح كونه من حيوانات البحر، ويدخل في عموم الآية السابقة التي أباح الله تعالى لعباده فيها أن يأكلوا طعام البحر، وقد سئلت لجنة الإفتاء الدائمة عن حكم أكل التمساح فأجابت: “أما التمساح فقيل : يؤكل كالسمك ؛ لعموم ما تقدم من الآية والحديث ، وقيل : لا يؤكل ؛ لكونه من ذوات الأنياب من السباع ، والراجح الأول”.[8]

حكم أكل الحلزون

اختلف الفقهاء من أهل العلم في حكم أكل الحلزون، وقد فصلوا أيضًا بين الحلزون البري والحلزون البحري، حيث أنَّ الحلزون البري من الحشرات التي ليس لها دم سائل، بينما الحلزون البحري من القواقع البحرية، وقد ذهب جمهور الفقهاء المسلمون إلى أنَّ الحلزون البري لا يجوز أكله لأنه يدخل ضمن الحشرات وهو مذاهب العلماء في أكل الحشرات، وقد أشار النووي رحمه الله إلى ذلك بقوله: “مذاهب العلماء في حشرات الأرض، مذهبنا أنها حرام، وبه قال أبو حنيفة وأحمد وداود . وقال مالك : حلال”، وقد أباح الإمام مالك أكل الحلزون واعتبره مثل الجراد وأن حكمه بحكم الجراد، وأما ابن حزم رحمه الله قال: “ولا يحل أكل الحلزون البري ولا شيء من الحشرات كلها: كالوزغ ، والخنافس , والنمل , والنحل , والذباب , والدبر , والدود كله – طيارة وغير طيارة – والقمل , والبراغيث , والبق , والبعوض وكل ما كان من أنواعها”، وأما الحلزون البحري فهوم مباح بالإجماع لدخوله في عموم صيد البحر، وقد أباح الله تعالى طعام وصيد البحر في كتابه العزيز.[9]

شاهد أيضًاهل لمس الكلب يفطر الصائم ، هل يجوز لمس الكلاب في رمضان

حكم أكل السلحفاة

ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم في الإسلام إلى جواز أكل السلحفاة سواء كانت بحرية أو برية، ودليل ذلك أنَ الله تعالى يقول في كتابه العزيز: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ”،[10] وفي هذه الآية إشارة إلى إباحة جميع الحيوانات إلا ما حرم الله تعالى، ولم يرد في السلحفاة أي نص يشير إلى تحريمها، وقد ذهب بعض الفقهاء إلى أنَّ السلحفاة البحرية مباح أكلها وأما أكل السلحفاة البرية فهو غير مباح، وذهب البعض إلى أن السلحفاة بنوعيها لا يجوز أكلها، ولكنَّ الراجح والله أعلم أنَّ أكل السلحفاة جائز في الإسلام ولا حرج في ذلك لأنه لم يرد نص لا في القرآن الكريم ولا في السنة تحرم أكلها، وليست من ذوات الأنياب، ويمكن أن تؤكل السلحفاة البحرية دون أن تذبح ولكن الأحوط أن يتم ذبحها، أما السلحفاة البرية يجب أن تذبح قبل أن تؤكل، وقد ورد عن ابن قدامة رحمه الله تعالى قوله: “كل ما يعيش في البر من دواب لا يحل بغير ذكاة، كطير الماء، والسلحفاة… وقال أحمد: كلب الماء يذبحه، ولا أرى بأساً بالسلحفاة إذا ذبح والرق يذبحه”، والرق هو السلحفاة الكبيرة والله تعالى أعلم.[11]

في ختام مقال هل يجوز اكل الضفدع وما حكم قتل الضفدع في الإسلام عرفنا هل يجوز قتل الضفدع في الإسلام أم لا، وتعرفنا على حكم أكل الضفادع حسب أقوال المذاهب الأربعة، وعرفنا حكم أكل الحلزون وحكم أكل السلحفاة وحكم أكل التسماح، كما تم التعرف على غير ذلك من الأحكام والمعلومات المتعلقة.

المراجع

  1. ^ المستدرك على الصحيحين، عبد الرحمن بن عثمان التيمي، الحاكم، 8481، صحيح الإسناد
  2. ^ islamweb.net، حكم قتل الضفدع لأجل الدراسة والتشريح، 04/04/2023
  3. ^ سورة الأعراف، الآية 157
  4. ^ al-maktaba.org، حكم أكل الضفدع، 04/04/2023
  5. ^ سورة المائدة، الآية 96
  6. ^ تهذيب التهذيب، أبو هريرة، البخاري، 42، صحيح
  7. ^ al-eman.com، فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، 04/04/2023
  8. ^ islamqa.info، حكم أكل التسماح والضبع، 04/04/2023
  9. ^ islamqa.info، حكم أكل الحلزون وهل يجوز طبخه حيًّا، 04/04/2023
  10. ^ سورة البقرة، الآية 168
  11. ^ islamweb.net، حكم أكل السلحفاة والضبع، 04/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *