هل يجوز السؤال عن شكل الله ووجوده

هل يجوز السؤال عن شكل الله ووجوده
هل يجوز السؤال عن شكل الله

هل يجوز السؤال عن شكل الله تعالى، فالإنسان قد تخطر على باله أسئلة مختلفة ربما لا يلقي لها بالًا، وربما تكون هذه الأسئلة خارجة عن إرادته فتراوده في التفكير، كالسؤال عن شكل الله تعالى، ولكن قد يسترسل الإنسان مع الفكرة ويسأل عنها العلماء والناس، وقد يكبح جماح هذه الفكرة فيردها إلى حيث جاءت، فهل يجوز للمسلم السؤال عن شكل الله جل جلاله، في هذا المقال وقفة مع الجواب عن هذه المسألة، والوقوف على أبرز الأسئلة المتعلقة بها.

هل يجوز السؤال عن شكل الله

قال العلماء إنّ المسلم ينبغي له التوقف عن التفكير بهذه المسائل، ولا ينبغي له السؤال عن هذه الأمور، وذلك لأنّ الله عز وجلّ ليس كمثله شيء كما قال تعالى عن نفسه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}،[1] فلذلك كان عقل الإنسان قاصرًا عن إدراك ذلك، ومن هنا كانو الواجب على المسلم الإعراض عن هذا التفكير، وأن يشغل وقته بما هو نافع ومفيد، والله أعلم.[2]

هل يجوز السؤال عن وجود الله

قال جماعة من العلماء إنّ المسلم إذا سأل عن الله تعالى سؤال المتعلم الجاهل الذي يريد التعلم وحسب فذلك لا بأس به، وإنّه يُجاب بما جاء به القرآن الكريم وما جاءت به السنة النبوية حول ذلك، والدليل الذي استند عليه العلماء أنّ أعرابيًّا سأل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عن وجود الله تعالى فلم ينهه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عن ذلك، ففي الحديث الشريف يقول بعض الصحابة أنّ أعرابيًّا سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “يا رسولَ اللهِ أقريبٌ ربُّنا فنناجيه أم بعيدٌ فنناديه ؟ فأنزل اللهُ تعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ}”، وقال الشيخ ابن تيمية إنّ هذا الحديث مشهور، والله أعلم.[3]

لماذا نهى الاسلام عن التفكير في ذات الله

لقد نهى الإسلام عن التفكير في ذات الله تعالى من خلال كثير من الأحاديث النبوية الشريفة، وما يزال العلماء يتواترون على منع المسلم من التفكير في ذات الله تعالى وذلك لأنّ العقل البشريّ قاصر عن الإحاطة بهذا العلم ولا يسعه ذلك، وقال العلماء أيضًا إنّ هذا من تلبيس إبليس على المسلم فيأتيه ويستدرجه نحو هذه الأسئلة، يقول الإمام ابن الجوزي: “ومن ذلك أن الشيطان يأتي إلى العامي فيحمله على التفكر في ذات الله وصفاته فيتشكك”.[4]

وقد دلّ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- على الطريقة التي ينبغي للمسلم أن يتعامل بها مع هذه الأفكار، ففي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وآله وسلم: “لا يَزالُ النَّاسُ يَتَساءَلُونَ حتَّى يُقالَ: هذا خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، فمَن خَلَقَ اللَّهَ؟ فمَن وجَدَ مِن ذلكَ شيئًا، فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ باللَّهِ. وفي رواية: يَأْتي الشَّيْطانُ أحَدَكُمْ فيَقولُ: مَن خَلَقَ السَّماءَ؟ مَن خَلَقَ الأرْضَ؟ فيَقولُ: اللَّهُ…، ثُمَّ ذَكَرَ بمِثْلِهِ وزادَ: ورُسُلِهِ”،[5] والله أعلم.[4]

هل التفكر في ذات الله كفر

قال العلماء إنّ الذي يتفكّر في ذات الله سبحانه وتعالى العليّة فإنّه ينبغي له الانصراف عن هذه الفِكَر إلى غيرها فهي من تلبيس إبليس لعنة الله تعالى عليه،[4] ولكن إن تفكّر بها عامدًا فهو من الابتداع كما عدّه بعض العلماء،[6] وعلى المسلم أن يصرف تفكيره نحو أمور تنفعه وليدع التفكّر في ذات الله عز وجل، وليعلم أنّ التفكير في الخلق سيقوده لمعرفة عظمة الله سبحانه وتعالى حتى وإن لم يدرك منها إلّا الشيء اليسير، والله أعلم.[2]

هل يجوز الخوض في ذات الله

لا يجوز الخوض في ذات الله تعالى، ولا يجوز للمسلم حتى التفكّر في ذات الله تعالى، وعليه أن يصرف هذه الأفكار عن مخيلته ويهتم بما هو نافع له، وهذا ما نصّت عليه فتوى العلماء في دار الإفتاء الأردنية، ولهم في ذلك سلف حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “لا يَزالُ النَّاسُ يَتَساءَلُونَ حتَّى يُقالَ: هذا خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، فمَن خَلَقَ اللَّهَ؟ فمَن وجَدَ مِن ذلكَ شيئًا، فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ باللَّهِ. وفي رواية: يَأْتي الشَّيْطانُ أحَدَكُمْ فيَقولُ: مَن خَلَقَ السَّماءَ؟ مَن خَلَقَ الأرْضَ؟ فيَقولُ: اللَّهُ…، ثُمَّ ذَكَرَ بمِثْلِهِ وزادَ: ورُسُلِهِ”،[5] والله تعالى أعلم.[2]

صحة حديث لا تفكروا في ذات الله

إنّ حديث “لا تفكروا في ذات الله” ورد بصيغ كثيرة، ولكن أكثرها ضعّفها العلماء، وفيما يأتي الصيغ التي ورد فيها هذا الحديث مع حكم العلماء عليها:[7]

  • “تفَكَّروا في خلقِ اللَّهِ ، ولا تفَكَّروا في اللَّهِ”: ذكره العجلوني في “كشف الخفاء” وقال: “أسانيده ضعيفة لكن اجتماعها يكسبه قوة و معناه صحيح”
  • “تفكروا في آلاءِ اللهِ ولا تفكروا في اللهِ”: أورد هذا الحديث بهذه الصيغة ابن عدي في “الكامل في الضعفاء” وقال: “فيه الوازع بن نافع عامة ما يرويه غير محفوظ”، وذكره الذهبي في “ميزان الاعتدال” وقال: “فيه الوازع بن نافع العقيلي ذكر من جرحه”.
  • “تفَكَّروا في كلِّ شيءٍ ولاَ تتفَكَّروا في اللَّهِ”: ذكره العجلوني في “كشف الخفاء” وقال: “إسناده ضعيف”، وذكره كذلك السخاوي في “المقاصد الحسنة” وقال: “إسناده ضعيف”.
  • “لا تتفكَّروا في اللهِ، وتفكَّروا في خَلْقِ اللهِ”: ذكره السخاوي في “المقاصد الحسنة” وقال: “إسناده ضعيف”.
  • “تفكَّروا في خَلْقِ اللهِ، ولا تفَكَّروا في اللهِ؛ فإنَّكم لن تقدُروا قَدْرَه”: ذكره السخاوي في “المقاصد الحسنة” وقال: “إسناده ضعيف”.
  • “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ انتهَى إلى أصحابِهِ وهم سكوتٌ لا يتكلَّمونَ فقال : ما لكم لا تتكلَّمونَ ؟ فقالواْ : نَتَفَكَّرُ في خَلْقِ اللهِ عزَّ وجلَّ ، قال : فكذلكَ فافعلواْ تَفَكَّرُواْ في خَلْقِهِ ولا تَفَكَّرُواْ فيهِ”: ذكره ابن كثير في تفسيره وقال: “مرسل وهو منكر جدا”.
  • “تفكَّروا في كلِّ شيءٍ ولا تتفكروا في اللهِ”: ذكره السمهودي في “الغماز على اللماز” وقال: “طرقه ضعيفة”.

مقالات قد تهمك

حكم قول لا حول بمفردها ومعنى لا حول الله
ما حكم قول يعلم الله وهو كاذب وهو يجوز قولها وهو صادق

وإلى هنا يكون قد تم مقال هل يجوز السؤال عن شكل الله بعد الوقوف على إجابة هذا السؤال، والوقوف على بعض الأسئلة الأخرى التي تتعلق بهذا الموضوع، مع الوقوف على أبرز الأحاديث التي ذكرت في هذا المجال مع بيان أقوال أبرز العلماء فيها.

المراجع

  1. ^ سورة الشورى، الآية: 11
  2. ^ aliftaa.jo، هل يجوز السؤال عن شكل الله تعالى، 19/05/2023
  3. ^ islamweb.net، جواز السؤال عن الله تعالى على وجه التعلم، 19/05/2023
  4. ^ islamweb.net، النهي عن التفكر في ذات الله عز وجل، 19/05/2023
  5. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 134، حديث صحيح.
  6. ^ shamela.ws، شرح كتاب السنة للبربهاري، 19/05/2023
  7. ^ dorar.net، الموسوعة الحديثية، 19/05/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *