هل يجوز الطلاق من الزوج الكذاب إسلام ويب

هل يجوز الطلاق من الزوج الكذاب إسلام ويب، حيث إنّ الزواج هو مؤسسة تقوم على التوافق ما بين الرجل والمرأة وقد تكون هناك بعضٌ من العادات السيئة التي تؤثر على علاقة الزوجة بزوجها، لذلك لا بدّ من التنبه إليها قبل أ يقع شيء سيء مثل الطلاق الذي يؤدي إلى تدمير الخلية الأولى في حياة ابن آدم، لذلك فإنّ هذا المقال سيتم الحديث فيه عن مجموعة من الأمور الخاصة بالطلاق وتكذيب المرأة.

هل يجوز الطلاق من الزوج الكذاب إسلام ويب

ذكر موقع إسلام ويب في حكم الزوج المتمادي في الكذب أنّه يصح الطلاق منه في حال كان كثير الكذب لأنّ الكذب يهدي إلى الفجور ولكن في حال اتُبعت معه بعض من الخطوات، وقالوا في تفصيل الفتوى:^[1]

“فإن التهاون في الصلاة والكذب من الذنوب الكبيرة التي تدل على ضعف دين مرتكبها ، فالمقترف لهذه المعاصي المصر عليها يجب نصحه وتخويفه من الله سبحانه، وبيان حكم الشرع له في هذه الأمور، وأما جواز الكذب على الزوجة فليس على إطلاقه بل له ضوابط، ولذا نقول للزوجة: إذا كان الزوج يقبل النصيحة، وعنده استعداد للالتزام بالصلاة والتخلي عن الكذب ، فامنحيه فرصة وساعديه على ذلك، وإن وجدت منه إصراراً على التمادي على ما هو عليه، فلك أن تسعي في الحصول على الطلاق منه قبل أن يكون لك منه أبناء، ولا إثم عليك في طلب الطلاق ما دام الدافع إلى ذلك هو ما ذكر، قال المرداوي في الإنصاف: إذا ترك الزوج حق الله . فالمرأة في ذلك كالزوج. فتتخلص منه بالخلع ونحوه”.

شاهد أيضًا: هل يجوز الطلاق في رمضان وهل يقع وما شروط وقوع الطلاق

ما حكم الشرع في الزوج الذي يكذب على زوجته

إنّ الكذب هو من الأمور المشينة التي حذّر منها الشرع الحكيم تحذيرًا كبيرًا إلا في حالات قليلة نُوه إليها، فقد روي عن أم كلثوم بنت عقبة -رضي الله عنها- أنّها قالت: “ما سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يرخصُ في شيءٍ من الكذبِ إلا في ثلاثٍ كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: لا أعدُّه كاذبًا الرجلُ يصلحُ بين الناسِ يقولُ القولَ ولا يريدُ به إلا الإصلاحَ ، والرجلُ يقولُ في الحربِ ، والرجلُ يحدثُ امرأتَه ، والمرأةُ تحدثُ زوجَها”، وقد ذكر الإمام النووي رحمه الله أنّه يصح الكذب هنا أي في هذا المقام في الإصلاح بين ذات البين ونشر الود بينهما.^[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز للرجل ان يتزوج اخت ارملته

ما هي الحالات التي تطلب فيها المراة الطلاق

إنّ الشرع الحكيم لمّا أباح الطلاق للمرأة والرجل حتى تسير الحياة بشكل سليم، وما يأتي كلامٌ عن بعض الحالات التي يصح فيها الطلاق:^[3]

• عجز الرجل عن القيام بالحقوق الزوجية التي تتمثل بالمعاشرة والمساكنة والنفقة وقد ذكر ابن قادمة في المغني: “وجملته أن الرجل إذا منع امرأته النفقة لعسرته وعدم ما ينفقه، فالمرأة مخيرة بين الصبر عليه وبين فراقه”.
• إهانة الرجل للمرأة بالضرب المبرح واللعن والسب والشتيمة ولو كان ذلك لم يتكرر أي مجرد فعله ولو لمرة واحدة يُبيح لها طلب الطلاق، وقد ذكر في الشرح الكبير: “ولها أي للزوجة التطليق بالضرر، وهو ما لا يجوز شرعاً، كهجرها بلا موجب شرعي، وضربها كذلك وسبها وسب أبيها نحو: يا بنت الكلب، يا بنت الكافر، يا بنت الملعون، كما يقع كثيراً من رعاع الناس، ويؤدب على ذلك زيادة على التطليق، كما هو ظاهر وكوطئها في دبرها”.
• تأذي المرأة من سفر زوجها وخوفها على نفسها من الفتنة التي يُمكن أن تقع بها جراء سفره الطويل، وقد ذكر العلماء أنّ تلك الفترة تكون قرابة الستة أشهر كما روي عن الإمام ابن قادمة في كتابه المغني أنه قال: ” وسئل أحمد أي ابن حنبل رحمه الله: كم للرجل أن يغيب عن أهله؟ قال: يروى ستة أشهر”.
• حبس الرجل لمدة طويلة وتأذي المرأة من فترة الحبس تلك وهذا ما عليه مذهب المالكية، وفي تفصيل قولهم: ” وذهب المالكية إلى جواز التفريق على المحبوس إذا طلبت زوجته ذلك وادعت الضرر، وذلك بعد سنة من حبسه، لأن الحبس غياب، وهم يقولون بالتفريق للغيبة مع عدم العذر، كما يقولون بها مع العذر على سواء كما تقدم”.
• أن يكون في الزوج مرضًا لا تقدر المرأة على الاستمرار مع الرجل بوجوده مثل العقم أو عدم القدرة على الوطء أو أن يكون فيه مرضًا خطيرًا منفرًا.
• فسوق الزوج وأن يكون ممن يفعل الكبائر ويستمر معها وإذا نصحته بالكلام اللين الحسن أخذته العزة بالإثم واستمر على سوئه فللمرأة أن تطلب الطلاق منه فلو أبى عليها فلها أن ترفع أمرها للقضاء للتفريق بينهما وذلك لأنّ هذه الأمور من الصفات السيئة التي لا يمكن الاستمرار معها.
• أن تكون المرأة كارهة لزوجها وقلبها يبغضه بغضًا شديدًا ولو كان ذلك من دون سبب وجيه فإنّها معذورة لأنّ القلب أمره إلى الله، قال ابن جبرين رحمه الله: “وفي هذه الحالة يستحب لزوجها أن يطلقها إذا رأى منها عدم التحمل والصبر بحيث يعوزها ذلك إلى الافتداء والخلع، فإن في طلبها الطلاق تفريجا لما هي فيه من الكربات ولا إثم عليها في ذلك”.
• منع المرأة من رؤية أهلها مطلقًا فهذا ليس من حقه وهو تعدٍّ على حقوقها والله لا يرضى بالظلم من أحد وللمرأة أن تطلب فراق زوجها في هذه الحالة.