هل يجوز المسح على الشراب القصير

هل يجوز المسح على الشراب القصيروهو ما سيتم تناوله في سطور وفقرات هذا المقال، حيثُ يعد واحد من أهم المسائل الفقهية التي تتعلِّق بأحكام الوضوء، وهو واحد من الأحكام الشرعية التي يجب أن يعرفها كل مسلم، حيث جاء المسح على الخفين للتيسير والتَّخفيف عن المكلَّفين الذين يشقُّ عليهم نزْع الخُفّ وغسل الرِّجلين خاصَّةً في أوقات الشّتاء والبرد الشَّديد، ومن خلال هذا المقال  سيتم بيان حكم المسح على الشراب القصير، بالإضافة إلى معرفة مدة المسح والشروط التي ينبغي مراعاتها عند المسح.

هل يجوز المسح على الشراب القصير

لا يجوز المسح على الشّراب القصير إذا كان لا يستُر الكعبين^[1]، فإذا كان الشّراب لا يغطي محل الفرض لا يُجزِئ المسح عليه، فقد جاء في المغني: ” ولا يمسح إلا على خفين, أو ما يقوم مقامهما; من مقطوع أو ما أشبهه, مما يجاوز الكعبين”، وبناءً على ذلك إذا قام المسلم بالمسح على جورب قصير لا يستر الكعبين وصلّى فصلاته باطلة وينبغي عليه إعادتها لأنه صلى بوضوء ناقص، حيث تعتبر طهارة الحدث شرطًا من شروط صحة الصلاة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقبل صلاة بغير طهور”^[2]، كما يعتبر المسح على الشراب القصير هو من المسائل الخلافية  بين العلماء،  فقد أجاز بعض العلماء المسح على الخف ولو كان دون الكعبين وهو قول ابن حزم والأوزاعي، ومنهم من منع ذلك كما هو مذهب فقهاء المذاهب الأربعة.^[3]

هل يجوز المسح على الشراب القصير إسلام ويب

ذكر موقع الفتاوى الشَّرعيّة إسلام ويب بأنّه لا يجوز المسح على الشّراب القصير الذي لا يستُر الكعبَين، حيثُ إنّ ذلك يخالف أحد شّروط المسح على الخفين، فقد أوضح الشَّرع الإسلاميّ بأنّ من شروط جواز المسح على الخُفين والجوربين أن يسترا محل الفرض وهو كل القدمين إلى الكعبين^[4]، إلَّا أنَّ بعض أهل العلم أجاز المسح على الشراب القصير الذي لا يستر الكعبين  كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فقد استدل بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في المحرم إذا لم يجد نعلين: “فليلبس الخفين وليقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين”، حيث اعتبر أنّ هذا دليل على أن الخف الذي أسفل من الكعبين حكمه حكم النعل وليس حكم الخف، ولكن الأحوط إذا كان الخف دون الكعبين ألا يُمسح عليه تبعًا لرأي الجمهور.^[5]

^[6]شاهد أيضًا: لماذا سمي الوضوء بهذا الاسم

هل يجوز المسح على الشراب المقطوع

يُعتبَر المسح على الشّراب المقطوع جائز، فلم يرد أي دليل في السنة النبوية الشريفة توضح عدم إجازة المسح على الشَّراب الممزَّق، فقد قال الإمام سفيان الثوري رحمه الله: “امسح عليها ما تعلقت به رجلك وهل كانت خفاف المهاجرين والأنصار إلا مخرقة مشققة مرقعة”، حيثُ إنَّ المسح على الشراب جاء من باب التخفيف على الأمة الإسلامية والتيسير عليها ^[6]، ولكن اختلف فقهاء المذاهب الأربعة في مقدار الخروق التي يجوز معها المسح على الخُفَّين، فقد ذهب الحنفيّة والمالكيّة إلى جواز المسح عليه إذا كان مقدار الخرق يسيرًا أي بمقدار ثلاث أصابع من أصغر أصابع القدم، أمَّا الشَّافعيّة والحنابلة فقد ذهبوا إلى عدم جواز المسح على الخف الذي به خروق مهما كان مقدارها.^[7]

مدة المسح على الجوارب

بعد بيان هل يجُوز المسح على الشَّراب القصير قد يتساءَل البعض عن مُدَّة المسح على الجَوارب، فقد أوضَح الشَّرع الإسلاميّ مدّة محدَّدة يتم من خلالها المسح على الخُفِّين من أجل التّخفيف على الأمّة الإسلاميّة، حيث يستطيع المسلم المُقيم المسح على الخُفَّين مدة يوم وليلة، أمَّا المسافر ثلاثة أيام ولياليهنّ، وذلك بدليل ما ما جاءت به السّنة النّبويّة الشّريفة فقد ورد عن شريح بن هانئ -رضي الله عنه- أنه قال: “أتيت عائشة – رضي الله عنها – أسألها عن المسح على الخفين فقالت : عليك بابن أبي طالب فاسأله فإنه كان يسافر مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فسألناه فقال : جعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوما وليلة للمقيم”^[8]، وهذه المدة تبدأ من وقت حصول أول حدث بعد ارتداء الخفين أو الجوارب، وتنتهي عند ذلك الوقت من اليوم الثاني في حق المقيم وفي اليوم الرابع بالنسبة للمسافر.^[9]

 

شاهد أيضًا: موضوع عن الصلاة

شروط المسح على الجوارب

يُعتبَر المسح على الخفين والجوربين مما أباحه الله -سبحانه وتعالى- لعباده المؤمنين من اجل التخفيف عليهم، كما أنّه ثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من فعله وقوله، ولكن هناك مجموعة من الشروط التي ينبغي مراعاتها من أجل ضمان صحة المسح على الخفين أو الجوربين، وتتمثل على النحو الآتي:^[4]

• أن تكون الجوارب طاهرة.
• ارتداء الخفين أو الجوارب على طهارة كاملة.
• أن يكون الجورب ساترًا لكل القدمين أي إلى ما بعد الكعبين.
• أن تكون الجوارب مما يستطيع أن يتابع المشي بهما، بحيث يكونا ثابتين على القدمين عند المشي.
• أن يكونا مصنوعان من مادة حلال، أي ليس من الحرير بالنسبة للرجال.
• التزام المسلم بالمسح بالمدة المحددة في الشرع الإسلامي.
• أن تكون الجوارب غير شفافة، أي أنه لا تظهر القدم من خلاله.

 

شاهد أيضًا: شروط الصلاة واركانها وواجباتها

كيفية المسح على الجوارب

اختلف أهل العلم في كيفية المَسح على الجواربِ وكذذلك الخفَّين، إلا أنَّهم ذهبوا للمسح من أعلى الخف فقط؛ بناءً لمَا ورد في خبر علي عند أبي داود حيث قال: “لو كان الدين بالرأي لكان مسح أسفل الخف أولى من أعلاه، ولقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحُ على ظاهر خفيه”، وأمّا الكيفية بيّنها الفقهاء فهي بنفس الطريقة التي يُمسح بها على الرأس والأذن عند الوضوء؛ وقد  ورد عن الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-  أنّه قال في تعقيبه على هذه المسألة الفقهية:

كيفية المسح أن يمرَّ يده من أطراف أصابع الرِّجل إلى ساقه فقط، يعني أن الذي يُمسح هو أعلى الخف فيمر يده من عند أصابع الرِّجل إلى الساق فقط، ويكون المسح باليدين جميعاً على الرجلين جميعاً، يعني اليد اليمنى تَمسح الرِّجل اليمنى، واليد اليسرى تمسح الرِّجل اليسرى في نفس اللحظة، كما تُمسح الأذنان، لأن هذا هو ظاهر السنة لقول المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: فمسح عليهما. ولم يقل بدأ باليمنى بل قال: مسح عليهما. فظاهر السنة هو هذا، نعم لو فرض أن إحدى يديه لا يعمل بها فيبدأ باليمنى قبل اليسرى، وكثير من الناس يمسح بكلتا يديه على اليمنى وكلتا يديه على اليسرى، وهذا لا أصل له فيما أعلم، وإنما العلماء يقولون: يمسح باليد اليمنى على اليمنى، واليد اليسرى على اليسرى، وعلى أي صفة مسح أعلى الخف فإنه يُجزئ لكن كلامنا هذا في الأفضل.

بهذا نصل لنهاية مقال هل يجوز المسح على الشراب القصير والذي سلّط الضّوء على أحكام المسح على الجوارب والخفين، وبيّن هل يجوز المسح على الشراب القصير والشراب المقطوع، وهل يمكن المسح بالشراب القصير الذي لا يغطي الكعبين، كما بيّن شروط المسح على الخفين، وانتقل لبيان مدة المسح على الجوارب، ونختم بتوضيح شروط المسح على الجوارب والكيفية الصحيحة للمسح عليها.