هل يجوز المسح على الشراب الشفاف عند تعذر خلعهما في الوضوء

هل يجوز المسح على الشراب الشفاف عند تعذر خلعهما في الوضوء
هل يجوز المسح على الشراب الشفاف

هل يجوز المسح على الشراب الشفاف عند تعذر خلعهما في الوضوء في الإسلام، حيث إنّ المُسلم في بعض الأحيان لا يقدر على خلع جواربه من أجل الوضوء ويتعذر عليه فعل ذلك لسبب من الأسباب ولكن هل كل شيء يتعذر على الإنسان فعله يُمكن أن يكون رخصة في الإسلام؟ هو ما سيقف للحديث عنه هذا المقال كما سيضيء على بعض التفصيلات الخاصة بأقوال أهل العلم مثل ابن باز وغيره.

هل يجوز المسح على الشراب الشفاف

اختلف علماء أهل السنة والجماعة في جواز المسح على الشراب الشفاف وقالوا في تفصيل المسألة:[1]

  • القول الأول: ذهب أصحاب هذا القول إلى عدم جواز المسح على الشراب الخفيف وذلك لأنّه غير داخل في مواصفات الجورب الذي يصح أن يُمسح عليه عند كثير من علماء أهل السنة والجماعة، إذ اشترطوا لجواز المسح على الجورب أن يكون ساترًا لموضع الفرض وأن يكونا غليظين سميكين يُمكن المشي عليهما، مُراعين في ذلك مفهوم الخف عن الصحابة الكرام.
  • القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول إلى أنّه لا يُشترط في الشراب أن يكون خفيفًا أو غليظًا يُمكّن من المشي عليه كما يُمكن أن يمشي المسلم بخفه أو نعله بسبب عدم وجود دليل صريح في هذا.

شاهد أيضًا: هل يجوز التيمم لقراءة القران وما هو فضل قراءة القرآن الكريم

هل يجوز المسح على الجوارب الشفافة ابن باز

ذكر الشيخ ابن باز -رحمه الله- في مسألة المسح على الجوارب الشفافة الرقيقة:[2]

“الصواب أن المسح يكون على الساتر الصفيق الذي يستر القدمين؛ لأن الله أباح لنا المسح على الخفين رحمة لنا، فإذا كان الخفان غير ساترين لم يحصل المقصود، الأقدام بائنة ظاهرة، والظاهر حكمه الغسل، والنبي ﷺ مسح والصحابة على خفين ساترين، فالواجب التأسي بهم في ذلك؛ لأنهم مسحوا على أخفاف، وعلى جوارب ساترة، فلا يجوز أن يمسح على جوارب، أو أخفاف غير ساترة، لكن ذكر جمع من أهل العلم أن الخروق اليسيرة عرفًا لا تضر، تغتفر؛ لأنه قد لا يسلم الخف أو الجورب من شيء يسير يعتريه من فتق، أو خرق، أو نحو ذلك إذا كان يسيرًا عرفًا لا يستفحش، وإذا حرص وصارت الأخفاف سليمة، والجوارب سليمة كان ذلك أحوط، وفيه خروج من خلاف العلماء، والبعد عن الشبهة، وبكل حال فالشيء اليسير يعفى عنه”.

حكم المسح على الجوارب عند المذاهب الأربعة

يجوز المسح على الجوارب جملة عند أصحاب المذهب الشافعي والمذهب الحنبلي وهو ما اختاره الشيخ ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله وذُكر رجوع أبو حنيفة إلى هذا القول لمّا مرض واستدلوا على رأيهم بعمل الصحابة رضي الله عنهم، وأمّا إن لم تكن الجوارب غليظة سميكة فقد اختلفوا في حكم المسح عليها إلى عدة أقوال بيانها فيا يلي:[3]

  • القول الأول: ذهب أصحاب هذا الرأي إلى جواز المسح على الجوربين حتى ولو لم يكونا غليظين وهو قول عند بعض أهل السلف ومذهب الظاهرية وما اختاره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، لأنّ الأصل من هذه المسألة هو التخفيف ولذلك يجوز المسح على الخف والجورب وكذلك السليم والمخرق وحتى الخفيف أو الثقيل.
  • القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول إلى عدم جواز المسح على الجوربين إن لم يكونا سميكين وهو مذهب جمهور علماء أهل السنة والجماعة من الحنفية والشافعية والحنابلة وهو ما اختاره ابن باز رحمه الله، وذلك لأنّ القدم إن لم تكن مغطاة بشيء غليظ فهي في حكم المكشوفة.

شاهد أيضًا: ما حكم قول رب اغفر لي بين السجدتين وهل يجوز الدعاء عندها

هل يجوز المسح على الجوارب في المنزل

إنّ المقصود في حكم المسح على الجوارب في المنزل أي إنّ الشخص يمسح على الجوربين من غير حاجة معتبرة في المسح، وقال العلماء بصحة المسح على الجوربين ولو من غير حاجة سواء في الصيف أو في الشتاء اخذًا بالرخصة لأنّ هذا ما ورد عن عموم الأدلة في المسح على الخفين ما عدا المالكية فقد قالوا بأنّ المسح على الخفين لا يكون إلا لحاجة، فلا يمسح المسلم عليهم فقط لمجرد المسح، والله أعلم.[4]

حكم المسح على الجورب المثقوب

اختلف العلماء في مسألة المسح على الخف المثقوب إلى عدة أقوال تفصيلها فيما يلي:[5]

  • القول الأول: ذهب أصحاب هذا القول إلى جواز المسح على الخفين حتى ولو كانا مثقوبين لأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم لمّا ذكر المسح على الخفين لم يكن يشترط خلوهما من الثقب أو الشق ولا بدّ في النظر إلى حال الصحابة وقتها فإنّ خفهم لا يخلو من شق أو ثقب، قال سفيان الثوري: “امسح عليها ما تعلقت به رجلك وهل كانت خفاف المهاجرين والأنصار إلا مخرقة مشققة مرقعة”.
  • القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول من الشافعية والحنابلة إلى عدم جواز المسح على الخفين أو النعلين إن كان يظهر شق أو فتق في محل الفرض، لأنّ الأصل في المسح أن يكون الخف سليمًا من كل ذاك.
  • القول الثالث: ذهب أصحاب هذا القول إلى التفريق ما بين الخرق الصغير أو الكبير وهو رأي أصحاب المذهب المالكي والمذهب الحنفي.

شاهد أيضًاهل يجوز القراءة بالمصحف اثناء الصلاة وحكم قراءة القرآن من الجوال في صلاة الفرض

حكم المسح على الجوارب ابن عثيمين

لقد كان رأي الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- مختلفًا عن رأي جمهور أهل السنة والجماعة في مسألة المسح على الجوارب الشفافة أو غيرها ولذلك آثرنا إدراج نصّ كلامه بحرفيته فيما يلي:[1]

“المسح على الجوارب و هي الشراب قد ورد فيه حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصح عن غير واحد من الصحابة أنه مسح على الجوارب، ولو قدرنا أنه ليس فيه سنة عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا أثر عن الصحابة فإن القياس الصحيح الجلي يقتضي جواز المسح على الجوربين – أي الشراب – وذلك لأننا نعلم أن الحكمة من جواز المسح على الخفين هي المشقة التي تحصل بخلعهما عند الوضوء ثم غسل الرجل ثم إدخالها وهي رطبة، وعلى هذا فيجوز المسح على الجوربين إذا كانا من النايلون الشفاف، ومنهم من قال لا يشترط ذلك كله وأنه يجوز المسح على الجوربين الرقيقين ولو كان يرى من ورائهما الجلد ولو كانا يمكن أن يمضي الماء منهما إلى القدم، وهذا القول هو الصحيح لأنه لا دليل على الاشتراط”.

هل يجوز المسح على الجورب القصير الذي لا يغطي الكعبين

ذهب جمهور علماء أهل السنة والجماعة من المذاهب الأربعة إلى عدم جواز المسح على الخفين إن لم يكونا ساترين للكعبين لأنّ الأصل أن يكون الكعب ساترًا لمكان الفرض حتى يصح المسح بدلًا عن الغسل أي الوضوء، ولما كان العضو نفسه نصفه مُغطى ونصفه مكشوف أي الكعبين فإنّه لا يُمكن الجمع ما بين البدل والمُبدل منه، أي لا يمكن الجمع ما بين المسح والغسل لذلك لا يصح المسح، وبعضٌ من العلماء أجز ذلك أي أجاز المسح على الخفين ولو لم يكونا ساترين للكعبين، فالله أعلم بالصواب.[6]

متى يبطل المسح على الجورب

يبطل المسح على الجورب من خلال المُبطلات الثلاثة المعروفة، وفيما يلي بيانها:[7]

  • وجود موجب للغسل مثل الجنابة: ذهب العلماء إلى أنّ من مبطلات المسح على الخف حدوث الجنابة التي توجب الغسل، وبذلك ورد عن صفوان بن عسال: “أمرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ تعالَى عليه وسلم إذا كنَّا مسافرِينَ أو سَفْرًا أنْ لا ننزِع خفافَنا ثلاثةَ أيامٍ ولياليهنَّ إلَّا من جنابةٍ لكنْ من غائطٍ وبولٍ ونومٍ”.
  • انتهاء المدة: إنّ مدة المسح على الخفين هي ثلاثة أيام بلياليها للمسافر ويوم وليلة بالنسبة للمقيم، لما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: “جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويوماً وليلة للمقيم”.
  • خلع الخفين: إنّ المسلم الذي ينزع خفيه أو ينزع أحدهما يبطل مسحه ولا يصح أن يُصلي به مرة أخرى والله أعلم.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل يجوز المسح على الشراب الشفاف عند تعذر خلعهما في الوضوء وذكرنا فيه معلومات واضحة وهامة عن مسألة المسح على الجوربين على رأي علماء أهل السنة والجماعة، وما هي مفسدات المسح على الخفين وغيرها.

المراجع

  1. ^ islamweb.net، حكم المسح على الجوارب الشفافة والممزقة، 10/04/2023
  2. ^ binbaz.org.sa، ما حكم المسح على الجوارب الرقيقة؟، 10/04/2023
  3. ^ dorar.net، المبحث الثَّاني: المسح على الجوارب، 10/04/2023
  4. ^ islamweb.net، جواز المسح على الخفين والجوربين من غير حاجة، 10/04/2023
  5. ^ shamela.ws، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، 10/04/2023
  6. ^ islamqa.info، هل أجمع العلماء على اشتراط أن يكون الخف ساتراً للكعبين؟، 10/04/2023
  7. ^ islamweb.net، نواقض المسح على الخفين، 10/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *