هل يجوز النوم بعد الإحرام وقبل العمرة للرجال والنساء

هل يجوز النوم بعد الإحرام وقبل العمرة للرجال والنساء من المعلومات التي يجهلها كثير من المسلمين، ولا بدَّ من التعرف عليها، وخصوصًا من المسلمين الراغبين بأداء العمرة والتقرب إلى الله تعالى بها حتى لا يقعوا في بعض محظورات العمرة، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن العمرة في الإسلام، وسوف نتعرف على حكم النوم بعد الإحرام مباشرة وقبل العمرة للنساء والرجال، وسوف يتم إدراج حكم تأخير العمرة بعد الإحرام، وما إلى هنالك من معلومات وتفاصيل متعلقة أخرى.

معلومات عن العمرة في الإسلام

يشير مفهوم العمرة في الإسلام إلى عبادة تعتبر من أهم العبادات التي شرعها الله تعالى لعباده من المسلمين، حيث تمثل العمرة زيارة المسجد الحرام في مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، وذلك بغرض التعبد وأداء مناسك العمرة التي حددها الشرع وهي: الطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة وحلق الشعر أو تقصيره وما إلى هنالك من مناسك أخرى محددة، وقد أشار جمهور الفقهاء من أهل العلم إلى أنَّ العمرة من العبادات المشروعة في الإسلام، وذهب بعض الفقهاء إلى أنَّ العمرة واجبة منهم فقهاء المذهب الشافعي والحنبلي، واستندوا في هذا الحكم على ما ورد في كتاب الله تعالى إذا قال جل من قائل: “وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ”،^[1] وذهب آخرون مثل فقهاء الحنفية والمالكية إلى أنَّ العمرة سنَّة وليست واجبة على المسلم، واستندوا في هذا على الحديث الذي ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه حيث قال: “أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سُئلَ عنِ العمرةِ أواجبةٌ هيَ ؟ قال : لا، وأنْ تعتمِروا هوَ أفضلُ”،^[2] والله تعالى أعلم.^[3]

هل يجوز النوم بعد الإحرام وقبل العمرة

هنالك العديد من الأحكام التي تدور حول العمرة والتي يجهلها كثير من المسلمين، وخصوصًا الذين يعتمرون للمرة الأولى في حياتهم، ولا بدَّ من التعرف على مختلف الأحكام حتى يتمكن المسلم من أداء العمرة على أكمل وجه، وسوف يتم إدراج حكم النوم بعد الإحرام وقبل أداء العمرة للرجال والنساء:

هل يجوز النوم بعد الإحرام وقبل العمرة للرجال

ورد أقوال عديدة في حكم النوم بعد الإحرام وقبل أداء العمرة، حيث أنَّ الأصل أن يبدأ المسلم بالعمرة بعد الإحرام، فقد ورد في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “إن أَوَّلَ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ عليه الصلاة والسلام حِينَ قَدِمَ مَكَّةَ أَنَّهُ تَوَضَّأَ ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ”،^[4] ولذلك أشار الفقهاء إلى أنَّ الأولى والأفضل أن يبدأ المسلم بالعمرة بعد الإحرام، ولكن إذا كان الإنسان متعبًا وأراد أن ينام بعد الإحرام وقبل العمرة فليس عليه حرج في ذلك، وقد سئل الشيخ ابن عثيمين عن هذا الأمر فأجاب: “الأفضل للإنسان الذي أتى معتمراً أن يبدأ قبل كل شيء بالعمرة ، حتى قبل أن يذهب إلى بيته ، ويبتدىء بالعمرة لأنها هي المقصودة ، ولكنه إذا أخرها ، ولا سيما عند التعب ، حتى يستريح : فلا حرج عليه في ذلك ، وعمرته تامة”.^[5]

هل يجوز النوم بعد الإحرام وقبل العمرة للنساء

لا يختلف حكم النوم بعد الإحرام مباشرة وقبل أداء العمرة بين النساء والرجال، ولذلك يجوز للمرأة أن تنام إذا شعرت بالتعب بعد الإحرام وقبل أداء مناسك العمرة، فقد تأتي المرأة من خارج المملكة العربية السعودية وتكون قد أحرمت وتعبت من جراء السفر، ويجوز لها أن تنام وترتاح في هذه الحالة، ولكن الأفضل أن تبدأ بالعمرة فورًا، وقد ورد عن الشافعي قوله: “لم يبلغنا أنه حين دخل مكة لوى لشئ ولا عرج في حجته هذه ولا عمرته كلها حتى دخل المسجد ولا صنع شيئا حين دخل المسجد لا ركع ولا صنع غير ذلك حتى بدأ بالبيت ، فطاف هذا أجمع في حجه وفى عمرته”، ولكن لا حرج من الاستراحة بعد السفر الطويل وقبل أداء العمرة والله أعلم.^[5]

هل يجوز تأخير العمرة بعد الإحرام

ذهب الفقهاء من أهل العلم في الإسلام إلى جواز تأخير العمرة بعد الإحرام ولا حرج على المسلم في ذلك، فإذا ما أحرم المسلم من الميقات المحدد له، فلا يجب عليه أن يؤدي مناسك العمرة فور وصوله إلى مكة المكرمة، وله أن يؤخر ذلك قدر ما يشاء، ولكن يجب أن يبقى بثياب الإحرام، وأن يبقى ممتنعًا عن كل ما يمتنع عنه المحرم، وأمَّا قول البعض بأن المسلم إذا أراد أن يعتمر يجب عليه أن يقضي مناسك العمرة في نفس اليوم الذي يصل فيه إلى مكة فإن غير صحيح، ويتفق في هذا الحكم الرجال والنساء، والخلاصة أنه يجوز للجميع تأخير العمرة بعد الإحرام ولا حرج في ذلك.^[6]

هل للمحرم أن يستريح في الفندق قبل أداء العمرة

يجوز للمحرم أن يستريح في الفندق بعد الإحرام وقبل أن يؤدي مناسك العمرة وليس عليه حرج في ذلك، وقد أشار الفقهاء إلى أنه الأفضل أن يؤدي المحرم مناسك العمرة فور وصوله إلى مكة المكرمة، ولكن إذا كات متعبًا وأراد أن يستريح وينام في الفندق يجوز له ذلك، لأنه لا يشترط في العمرة أن تؤدى ساعة وصوله إلى مكة، ولا أن تؤدى في نفس اليوم.^[6]

هل يجوز خلع الإحرام عند النوم للرجال والنساء

يجوز للمعتمر أو الحاج أن يخلع عنه لباس الإحرام خلال النوم ثم يرجع ويرتديه ويبقى على إحرامه ولا شيء عليه، كما يجوز له أن يخلع لباس الإحرام للاستحمام والتبرد بالماء وما إلى هنالك، وقد سئل ابن باز رحمه الله عن بعض الحجاج الذين يشاهَدون في عرفة ومنى، حيث يقومون بنزع الإحرام عنهم من أجل الاستحمام، وبعد الانتهاء يلبسون لباس الإحرام مرة أخرى، فأجاب بقوله: “عم لا حرج، كون الإنسان ينزع الإحرام للتروش أو للحر، يطرح الرداء عن ظهره من أجل الحر، ثم يعيده لا بأس، أو عند إرادة التروش والتبرد ينزع الإحرام، الإزار والرداء ثم يتروش، ثم يعيدهما كل هذا لا بأس به والحمد لله”.^[7]

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل يجوز النوم بعد الإحرام وقبل العمرة للرجال والنساء وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن العمرة في الإسلام، كما تعرفنا على حكم النوم بعد الإحرام وقبل أداء العمرة للنساء والرجال، وتعرفنا على حكم تأخير العمرة بعد الإحرام، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى.