هل يجوز بيع القطط ابن باز

هل يجوز بيع القطط ابن باز
هل يجوز بيع القطط ابن باز

هل يجوز بيع القطط ابن باز، فقد ازدادت في السنوات الأخيرة ظاهرة تربية الحيوانات الأليفة وبيعها وشرائها والمتاجرة بها، وتختلف أنواع هذه الحيوانات، مثل: القطط، والكلاب، والسناجب، والفئران، وغيره ذلك، ولحرص المسلمين على التقييد بالشريعة الإسلامية وبهدي النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، سنوضح لكم في هذا المقال عبر موقع تصفح الذي يسعى لأيصال المعلومة الصحيحة لكم، ما هو حكم بيع القطط عند ابن باز.

هل يجوز بيع القطط ابن باز

لا يجوز بيع القطط عند الشيخ ابن باز -رحمه الله- مستندًا في رأيه على قول حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي نهى فيه عن بيع السِّنَّوَر، والقطط تدخل في فصيلة السنوريات، فلا تُباع، ولكن هذا الحديث ضعّفه العديد من العلماء، وقالوا إن ما نهى عنه النبي محمد عليه الصلاة والسلام هو  القطط السنورية المؤدية، وليس القطط الأليفة التي لا حرج من بيعها وشرائها، كما يجب الإحسان إليها، فالإنسان والرحمة من صفات المسلمين، وهذا ما أمرنا به الله سبحانه وتعالى، وأوصانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نكون رحماء، وعلى ما سبق فإنّ الشيخ ابن باز -رحمه الله- لم يجز بيع القطط استنادً للحديث الذي ضعّفه العلماء، وسيرًا على هدي النبي محمد صلى الله، ولكنّ كما ذكرنا سابقًا الحديث ضعيف، والقطط المذكورة فيه هي من فصيلة السنوريات، أمّا القطط الأليفة لا حرج في بيعها وشرائها، والله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم أعلم. [1]

هل يجوز بيع القطط ابن عثيمين

بعد معرفة هل يجوز بيع القطط ابن باز، لا بُدّ من معرفة رأي الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في هذه المسألة، حيث رأى أن العلماء اختلفوا في هذه المسألة، فمنهم من أجاز بيع القطط التي فيها يُنتفع بها، وهي القطط الأليفة المرباة، وأمّا القسم الآخر من العلماء، فلم يجيزوا بيع القطط، مستندين في رأيهم على الحديث الذي فيه النهي على هرٍّ لا فائدة منه؛ لأن أكثر الهررة معتدٍ، فالخلاف في هذه المسألة ظاهر، فريقٌ يجيز وآخر يمنع، والصحيح -والله أعلم- أن القطط التي تحمل الأذى والضرر ولا فائدة منها، هذا النوع فقط لا يجوز بيعه وشراؤه، أمّا القطط الأليفة التي لا أذى منها، هذه يجوز بيعها وشراؤها، ولكن  دون شطط، فلا يجوز دفع مبالغ باهظة في بيع مثل هذه الأشياء، والأولى دفع المال لما يحتاجه المسلم لنفسه وبيته أولًا، والله تعالى أعلى وأعلم. [2]

رأي العلماء في بيع القطط

عرفنا جواب هل يجوز بيع القطط ابن باز، والآن سنعرف رأي العلماء في بيع القطط، حيث أجمع عامة العلماء على إباحة بيع القطط الأليفة وشرائها، ومن هؤلاء العلماء أصحاب المذاهب الأربعة، وقد رأى الإمام النووي -رحمه الله تعالى- أنَّه يجوز بيع القطط الأهلية بلا خلاف، فهذا ما قال به جمهور العلماء، وممن رخص في بيعهم: ابن عباس، وابن سيرين، والشافعي، ومالك، وحمّاد، والثورية، وأبو حنيفة وسائر أصحاب الرأي، حيث قال: “فإن كان مما ينفع، وباعه، صح البيع، وكان ثمنه حلالًا، فهذا هو مذهبنا، وذهب كافة العلماء، إلا ما حكى ابن المنذر عن أبي هريرة:” أنَّهُ لَا يَجُوزُ بَيْعُهُ”، واستدلوا للجواز بالحديث النبوي الشريف الذي رد عن أبي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: “دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ مِنْ جَرَّاءِ هِرَّةٍ لَهَا، أَوْ هِرٍّ، رَبَطَتْهَا؛ فَلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا، وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تُرَمْرِمُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ هَزْلًا”[3]، والله تعالى أعلم.

حكم بيع القطط

بعد أن عرفنا هل يجوز بيع القطط ابن باز، سنعرف الآن حكم بيع القطط في الإسلام، فإنَّ بيع القطط أمرٌ مختلفٌ فيه بين أهل العلم، والجمهور منهم ذهب إلى جواز بيع القطط وشرائها، بينما ذهب البعض من أهل العلم إلى حرمة بيع القطط وشرائها، ولا حرج على من ترجح لديه جواز بيعها، أو قلد من يقول به، ولكن الأولى هو الخروج من خلاف أهل العلم؛ لما فيه من الورع، والابتعاد عن الشبهات؛ لما ثبت في الحديث النبوي الشريف عن الحسن بن علي -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإنَّ الصدقَ طمأنينةٌ وإنَّ الكذبَ رِيبةٌ”[4]، وبيع القطط لا يجوز عند من يرى حرمة بيعها؛ للنهي عن ثمنها، ولكونه بيعًا باطلًا، فلا يجوز الإقدام عليه، ولا يحل بيع الهر، فمن اضطر إليه لأذى الفأر، فواجب على من عنده منها فضل عن حاجته أن يعطيه منها ما يدفع به الله تعالى عنه الضرر، ومن قال بالحرمة ثبت عنده النهي، فمنع بيعها، ورآه بيعًا باطلًا، والله ورسوله أعلم. [5]

حكم تربية القطط في المنزل

حكم تربية القطط في المنزل، فبعد أن عرفنا هل يجوز بيع القطط ابن باز، سنعرف ما هو الحكم الشرعي لتربية القطط في المنزل، حيث رأى جمهور العلماء أنه لا بأس في تربية القطط في المنازل، والعناية بها، وخير مثال لذلك هوالصحابي الجليل أو هريرة الذي كان يُعنى بالقطط وتربيتها حتى لُقِّب بها، ومما ورد أنَّ عبيد الله بن أبي رافع، قال: قلت لأبي هريرة: لم كُنِّيت أبا هريرة؟ قال: “كنت أرعى غنم أهلي، فكانت لي هريرة صغيرة، فكنت أضعها بالليل في شجرة، فإذا كان النهار ذهبت بها معي، فلعبت بها ، فكنوني أبا هريرة”[6]، ولكن يجب التنبيه -هنا- إلى الخطأ الذي يقع به الكثير من الناس، وهو المبالغة في شراء القطط بثمن باهظ، والتكلفة الشديد في أمر رعايتها، وطعامها، وعلاجها، وغير ذلك، مما يذهب بعيدًا عن التوسط، فتوسطوا في الحالتين وأنصفوا، فالشر في التقييد والإطلاق، والتبذير فيما ليس فيه كبير فائدة، وإضاعة المال في وجوه الباطل، والمباهاة والتفاخر، والعبث الباطل. [7]

القول الراجح في حكم بيع القطط

وضّحنا في بداية المقال هل يجوز بيع القطط ابن باز، وفي هذه الفقرة سنوضح لكم القول الراجح في مسألة حكم بيع القطط، حيث ذهب جمهور العلماء ومن بينهم أهل المذاهب الأربعة إلى جواز بيع السنور، بينما ذهب البعض من العلماء كالظاهرية وجابر بن زيد ومجاهد إلى تحريمه، وأمّا القول الراجح الذي دلَّ عليه النص هو ما رواه مسلم عن أبي الزبير قال: سألت جابرًا عن ثمن الكلب والسنور؟ قال: زجر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب والسنور، وهذا ما ورد عند أبي داود، وأمّا البيهقي فقد ورد عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل الهراة وأكل ثمنها، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى تضعيف هذه الأحاديث، ولكن قولهم مردود، فقد قال النووي في المجموع: وأما ما ذكره الخطابي وابن المنذر أن الحديث ضعيف فغلط منهما؛ لأن الحديث في صحيح مسلم بإسناد صحيح. [8]

حكم قتل القطط

بعد معرفة هل يجوز بيع القطط ابن باز، لا بُدَّ لنا من معرفة الحكم الشرعي في قتل القطط، وبحسب ما جاء في الشريعة الإسلامية، فإنَّ قتل القطط حرامٌ ولا يجوز، وآثمٌ من يقتل القطط الأليفة دون سبب مشروع، ودون إضرار من هذه القطة، وهذا ما ينافي الأخلاق والتربية الإسلامية التي يجب أن يتمتع بها المسلم، وخلق الرحمة من أهمها، ومما ورد عن سول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما من إنسان قتل عصفورًا فما فوقها بغير حقها إلا سأله الله عز وجل عنها، قيل: يا رسول الله ما حقها، قال: يذبحها فيأكلها ولا يقطع رأسها يرمي بها”، وأمًا إذا حصل ضررٌ من القطط، ولا يوجد وسيلة للتخلص من هذا الضرر، حينها يجوز قتلها، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا ضرر ولا ضرار”، ويراعى في حالة جواز القتل أن يكون بوسيلة سريعة ليس فيها تعذيب، فقد ورد عن شداد بن أوس أنه قال: ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته فليرح ذبيحته”[9]، والله ولي التوفيق. [10]

كفارة قتل القطط بغير قصد

عرفنا هل يجوز بيع القطط ابن باز، كما عرفنا حكم قتل القطط، والآن سنعرف كفارة قتل القطط بغير قصد، وبحسب ما جاء في الشريعة الإسلامية، وحسب ما أجمع عليه العلماء، فلا حرج على من قتل قطًّا بغير قصد أو عمد، ولكن من تعمّد قتل قطٍّ من دون سبب يوجب ذلك، فعليه التوبة إلى الله سبحانه وتعالى من هذا الفعل الشنيع، وأمّا من قتل قطًّا بسبب أذاه الكبير والمتكرر، ولم يجد حلًا أو طريقةً للتخلص من هذا الأذى إلّا بالقتل، فليس عليه حرج، والله أعلم، فالقطط حيوانات أليفة تجوز تربيتها في المنازل، ضمن التوسط والاعتدال في الاهتمام بها والإنفاق عليها، ولا حرج في ذلك، وأمّا من زاد على حد التوسط، فلا يجوز له ذلك، والنوع الثاني من القطط وهي التي تندرج ضمن السنوريات فلا يجوز بيعها أو شراؤها أو تربيتها في المنازل، وهذا ما أكد عليه جمهور العلماء، والله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم أعلم. [11]

سبب تحريم بيع القطط

في كثير من الأمور الشرعية قد يجهل المسلم الحكمة من وراء التحريم أو الإباحة وعليه الامتثال لأمر الله تعالى حتى لو لم يعلم الحكمة من وراء ذلك، وقد رأى الفقهاء أن الحكمة من تحريم بيع القطط هو حسب ما ورد في موقع إسلام ويب: “والحكمة في المنع من ذلك -والله أعلم- أن يعتاد الناس فعل المعروف وبذل مثل هذه الأشياء دون مقابل، ويمكن الحصول على القط ممن يبذله بدون مقابل وهم كثير”، وذهب بعض الفقهاء إلى أن التحريم المقصود في القطط السنورية والوحشية التي تؤذي الناس، والحكمة من تحريمها هو تجنب انتشار هذه القطط حتى لا تؤذي الناس في أماكن إقامة الناس والله أعلم.[5]

مقالات قد تهمك

 هل يجوز شراء القطط وما حكم تربية القطط في الإسلام حكم بيع السجائر للشيخ الشعراوي
هل يجوز الجمع بين الاضحية والعقيقة حكم جوزة الطيب ابن باز وحكم بيعها
هل يجوز بيع وشراء الهدايا في عيد الحب متى يكون البيع بالتقسيط حرام
حكم البيع والشراء بعد نداء الجمعة الثاني هل يجوز تقسيم زكاة المال على أكثر من شخص

ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم هل يجوز بيع القطط ابن باز، حيث لا يجوز بيع القطط عند الشيخ ابن باز -رحمه الله- مستندًا في رأيه على قول حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي نهى فيه عن بيع السِّنَّوَر.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa، حكم شراء الكلب والقط والثعلب ونحوها، 21/11/2024
  2. ^ islamqa.info، حكم تربية القطط وشرائها ؟، 21/11/2024
  3. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة،مسلم،2619،صحيح
  4. ^ سنن الترمذي، الحسب بن علي بن أبي طالب،الترمذي،2518،حسن صحيح
  5. ^ islamweb.net، حكم بيع وشراء القطط، 21/11/2024
  6. ^ الإصابة في تمييز الصحابة، عبيدالله بن أبي رافع، ابن حجر العسقلاني،4/202،إسناده حسن
  7. ^ islamweb.net، تربية القطط في المنزل جائزة، 21/11/2024
  8. ^ islamweb.net، القول الراجح في حكم بيع القطط، 21/11/2024
  9. ^ صحيح مسلم، شداد بن أوس،مسلم،1955،صحيح
  10. ^ islamweb.net، حكم قتل القطط، 21/11/2024
  11. ^ binbaz.org.sa، كفارة قتل قطة بدون قصد، 21/11/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *