هل يجوز شراء القطط وما حكم تربية القطط في الإسلام 

هل يجوز شراء القطط وما حكم تربية القطط في الإسلام 
هل يجوز شراء القطط

هل يجوز شراء القطط وما حكم تربية القطط في الإسلام من الأحكام الشرعية التي يجب على كثير من المسلمين التعرف عليها خصوصًا من الذين يرغبون بشراء قطة من أجل تربيتها في المنزل واقتنائها لأغراض متعددة، وقد فصل الفقهاء من أهل العلم في جميع الأحكام التي تدور حول القطط وبيعها وشرائها، وسوف نتعرف في هذا المقال على حكم تربية القطط في الإسلام، وعلى حكم شراء القطط وبيعها في الإسلام، وعلى حكم أكل لحم القطط ولماذا تمَّ تحريم بيع القطط وما إلى هنالك من أحكام وتفاصيل متعلقة بالموضوع.

حكم تربية القطط في الإسلام

إنَّ تربية القطط في الإسلام جائزة ولا بأس بها، لكن شريطة أن يوفِّر لها المسلم الطعام والشراب وألا يمنعها من الحصول عليه أيضًا، ويحرم عليه أن يعذبها، إلا إذا كانت القطة مريضة أو تنقل الأمراض لا يجوز الاحتفاظ بها ولا تربيتها خشية أن تنقل الأمراض، ويجب على من يتضرر بوجود القطة ألا يربيها، وكذلك الشخص الذي لا يملك القدرة على إطعامها يجب عليه ألا يربيها وألا يحبسها عنده لأنَّ تعذيب القطة وحرمانها من الطعام قد يدخل الإنسان إلى النار والعياذ بالله، وقد ورد في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “عُذِّبَتْ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ لَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلَا سَقَتْهَا إِذْ حَبَسَتْهَا وَلا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ”،[1] وأمَّا إذا أطعمها ولم يعذبها يجوز للشخص تربية القطط ولا حرج في ذلك والله تعالى أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز تربيه الغراب وما هو حكم أكل لحم الغراب في الإسلام

هل يجوز شراء القطط

ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم إلى جواز بيع وشراء القطط وأنَّه لا حرج في ذلك، وقد ضعفوا الحديث الذي ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في النهي عن ثمن الهر، والحديث الذي ورد في النهي عن بيع الهر رواه محمد بن مسلم المكي أبو زبير رضي الله عنه حيث قال فيه: “سَأَلْتُ جَابِرًا، عن ثَمَنِ الكَلْبِ وَالسِّنَّوْرِ؟ قالَ: زَجَرَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن ذلكَ”،[3] وقد اختلف الفقهاء في هذا الحديث فضعفه كثير من أهل العلم والحديث منهم ابن عبد البر والترمذي والبغوي وابن المنذر رحمهم الله تعالى، وصحح الحديث آخرون منهم الإمام مسلم والنووي والبيهقي رحمهم الله تعالى، وقد ورد عن ابن القيم رحمه الله في النهي عن بيع الهر: “وكذلك أفتى أبو هريرة رضي الله عنه، وهو مذهب طاووس، ومجاهد، وجابر بن زيد، وجميع أهل الظاهر، وإحدى الروايتين عن أحمد، وهو الصواب لصحة الحديث بذلك، وعدم ما يعارضه فوجب القول به”، وقد أخذ جمهور الفقهاء هذا الحديث أيضًا على النهي تنزيهًا فقط وليس تحريمًا، أو أنَّ الحديث إذا صحَّ فإنَّه يشير إلى النهي عن ثمن الهر الضار أو غير المملوك، ولم يحملوه على عموم القطط، وقد بيَّن ابن رجب رحمه الله تعالى أقوال الفقهاء من الصحابة والسلف رضي الله تعالى عنهم في حكم شراء وبيع الهر في قوله:[4]

“فأما بيع الهر فقد اختلف العلماء في كراهته ، فمنهم من كرهه ، وروى ذلك عن أبي هريرة وجابر وعطاء وطاوس ومجاهد وجابر بن زيد والأوزاعي وأحمد في رواية عنه وقال : هو أهون من جلود السباع ، وهذا اختيار أبي بكر من أصحابنا، ورخص في بيع الهر ابن عباس وعطاء في رواية الحسن وابن سيرين والحكم وهناد ، وهو قول الثوري وأبي حنيفة رحمه الله تعالى ومالك والشافعي وأحمد في المشهور عنه . وعن إسحاق روايتان ، وعن الحسن أنه كره بيعها ورخص في شرائها للانتفاع بها”.

شاهد أيضًالماذا مربي الحمام لا تقبل شهادته في المحكمة

هل يجوز شراء القطط ابن عثيمين

ذهب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى إلى جواز بيع وشراء الهر الذي ينتفع به، وحمل الحديث الذي ورد في النهي على الهررة المضرة التي تعتدي على البشر، وقد أشار رحمه الله تعالى إلى هذا الحكم في قوله: “قال الفقهاء : إنه يجوز بيع الهر ، لكن قد ورد في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الهر ، ولهذا اختلف العلماء في ذلك، فمنهم من أجازه ، وحمل الحديث الذي فيه النهي على هر لا فائدة منه ؛ لأن أكثر الهررة معتدٍ، لكن إذا وجدنا هرا مربى ينتفع به ، فالقول بجواز بيعه ظاهر؛ لأن فيه نفعا”.[4]

ما سبب تحريم بيع القطط

قد يرجع سبب تحريم بيع القط في الأحاديث التي وردت في النهي عن ثمن القط، إلى أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرغب في أن يعتاد الناس على بذل هذه الأشياء وجميع الأشياء الأخرى التي تشبهها من دون مقابل، وحتى لا يلجأ كثيرون إلى استغلال الناس وبيع القطط لهم، وكأن الشرع الإسلامي حسب ما رأى بعض الفقهاء أراد من الناس أن يتسامحوا في بذل القطط دون بيع ودون قبض الثمن، حتى يكثر الخير بين الناس وتزداد أواصر الطيبة والمحبة فيما بينهم والله تعالى أعلم.[5]

هل يجوز تربية القطط في المنزل

إنَّ تربية القطط في المنزل جائزة ولا حرج في ذلك، حيث أنَّ القط يعدُّ طاهرًا وليس نجسًا، فالقطط طاهرة في ذاتها حسب ما ذهب إليه أهل العلم من الفقهاء، وطهارتها تشمل جميع جسدها، حيث أن فمها ولعابها طاهران أيضًا، ولا ينجس الوعاء الذي تشرب منه ولا الطعام الذي تأكل منه، ولا ما تمسُّ من طعام، ويجوز لصاحب القط أن يشرب من نفس الإناء إذا شاء، كما يمكن أن يستبدله ويشرب بإناء آخر أو يشرب من نفس الإناء بعد أن يغسله ويطهره، وقد دل على ذلك الحديث الصحيح عن أبي قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه قال: “أنَّ أبا قتادةَ دخلَ عليها ثمَّ ذَكرت كلمةً معناها فسَكبتُ لَه وضوءًا فجاءت هرَّةٌ فشربت منهُ فأصغى لَها الإناءَ حتَّى شربت قالت: كبشةُ فرآني أنظرُ إليهِ فقالَ أتعجبينَ يا ابنةَ أخي فقلتُ: نعم قالَ إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: إنَّها ليست بنجسٍ إنَّما هيَ منَ الطَّوَّافينَ عليكم والطَّوَّافاتِ”،[6] ولذلك لا حرج في تربية القطط في المنزل لأنها لا تنجس المنزل، ولكن يجب التأكد من طهارة قدميها ألا يكون عليها نجاسة من خارج المنزل، وألا تترك فضلاتها في المنزل كون هذه الفضلات نجسة أيضًا والله تعالى أعلم.[2]

شاهد أيضًاهل لمس الكلب يفطر الصائم ، هل يجوز لمس الكلاب في رمضان

هل يجوز أكل القطط

لا يجوز أكل لحم القطط في الإسلام وقد ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ورد في الحديث الصحيح عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه أنه قال: “حَرَّمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لُحُومَ الحُمُرِ الأهْلِيَّةِ. تابعه الزبيدي وعقيل عن ابن شهاب . وقال مالك ومعمر والماجشون ويونس وابن إسحاق عن الزهري نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كل ذي ناب من السباع”،[7] وتعدُّ القطط من ذوات الأنياب التي تصيد وتفترس بأنيابها ومخالبها حسب ما ذهب إليه معظم الفقهاء وتدخل في عموم الحديث الصحيح السابق الذي ورد في كتب الحديث منها صحيح البخاري، وقد ورد عن ابن قدامة رحمه الله تعالى إلى ذلك الحكم قوله: “أكثر أهل العلم يرون تحريم كل ذي ناب قوي من السباع يعدو به ويكسر إلا الضبع، منهم مالك والشافعي وأبو ثور وأصحاب الحديث وأبو حنيفة وأصحابه”.[8]

حكم بيع القطط في المذاهب الأربعة

ذهب فقهاء المذاهب الأربعة وهم أبو حنيفة والإمام مالك والشافعي وأحمد بن حنبل رحمهم الله تعالى إلى جواز بيع القطط وشرائها، وأنَّها لا حرج في ذلك على المسلم، وقد ذهبوا إلى أنَّ الحديث الوارد في النهي عن ثمن الهر ضعيف، وحتى لو كان صحيحًا فإنًّ النهي إنَّما كان تنزيهًا لا تحريمًا، وقد أشار بعضهم أيضًا إلى أنَّه في القطط الضارة المؤذية، وليس في القطط الأليفة، رغم أنَّ كثير من الفقهاء ردَّ على الجمهور في هذا القول، منهم البيهقي فقد أشار إلى أنَّ تقييد الجمهور لهذا الحديث ليس عليه دليل، إذا قال في الحديث ورأي الجمهور فيه: “وقد حمله بعض أهل العلم على الهر إذا توحش فلم يقدر على تسليمه، ومنهم من زعم أن ذلك كان في ابتداء الإسلام حين كان محكوماً بنجاسته، ثم حين صار محكوماً بطهارة سؤره حل ثمنه، وليس على واحد من هذين القولين دلالة بينة”.[9]

في ختام مقال هل يجوز شراء القطط وما حكم تربية القطط في الإسلام تعرفنا على بعض المعلومات عن تربية القطط في الإسلام، وعلى حكم شراء وبيع القطط في الإسلام، كما تعرفنا على سبب تحريم بيع وشراء القطط، كما تعرفنا على حكم شراء القطط حسب ابن عثيمين رحمه الله تعالى وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عمر، البخاري، 3223، صحيح
  2. ^ islamqa.info، حكم تربية القطط، 06/04/2023
  3. ^ صحيح مسلم، محمد بن مسلم المكي أبو الزبير، مسلم، 1569، صحيح
  4. ^ islamqa.info، حكم بيع الهر، 06/04/2023
  5. ^ islamweb.net، الحكمة من النهي عن بيع القط، 06/04/2023
  6. ^ صحيح النسائي، أبو قتادة الحارث بن ربعي، الألباني، 68، صحيح
  7. ^ صحيح البخاري، أبو ثعلبة الخشني، البخاري، 5527، صحيح
  8. ^ islamqa.info، حكم أكل لحم الهرة، 06/04/2023
  9. ^ islamweb.net، القول الراجح في حكم بيع القطط، 06/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *