هل يجوز شراء الأضحية بالدين

هل يجوز شراء الأضحية بالدين
هل يجوز شراء الأضحية بالدين

هل يجوز شراء الأضحية بالدين ، لقد شرع الله -عزَّ وجلَّ- نحر بهائم الأنعام بعد صلاة عيد الأضحى وحتى اليوم الثالث من أيام التشريق بغية التقرب إليه، وهذه هي الأضحية، وهي من شعئر الدين الظاهرة، لذلك ينبغي على المسلم القادر والمستطيع أن لا يضيِّع على نفسه فضل هذه العبادة العظيمة، وسوف نتعرف في هذا المقال على حكم شراء الأضحية بالدين، وعلى حكم شراء الأضحية بالتقسيط، كما سوف نعرف حكم شراء الأضحية للفقير وحكم من يملك المال ولا يضحي، إضافة إلى التعرف على شروط صحة الأضحية دينًا وما إلى هنالك من أمور أخرى.

هل يجوز شراء الأضحية بالدين

نعم يجوز للمسلم أن يشتري الأضحية بالدينِ، وأضحيته تكون مقبولةً عند الله -عزَّ وجلَّ- إن استوفت جميع شرطها، بإذن الله، لكن الأولى بالمسلم إن لم يكن يملكُ ثمنها ألَّا يستدين لشرائها؛ حتى لا يكلَّف نفسه فوق طاقتها، ولئلَّا يعجز عن دفن ثمنها بالموت أو غير ذلك؛ ولا سيما أنَّ الأضحية عند جمهور أهل العلم من الأمور المستحبة لا الواجبة، ومن هذا المنطلق فالأولى بالمسلم أن لا يشتري الأضحية بالدين ما دام ليس مضطرًا لها،[1] خاصة إن علم المسلم بالحديث المرويِّ عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- والذي قال فيه: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُتِيَ بجَنَازَةٍ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا، فَقالَ: هلْ عليه مِن دَيْنٍ؟، قالوا: لَا، فَصَلَّى عليه، ثُمَّ أُتِيَ بجَنَازَةٍ أُخْرَى، فَقالَ: هلْ عليه مِن دَيْنٍ؟، قالوا: نَعَمْ، قالَ: صَلُّوا علَى صَاحِبِكُمْ، قالَ: أَبُو قَتَادَةَ عَلَيَّ دَيْنُهُ يا رَسولَ اللَّهِ، فَصَلَّى عليه”.[2]

هل يجوز تقديم الأضحية على سداد الدين

إن كان الدين حالَّا فالأصل أن يبادر المسلم بسداده، وأن يقدَّم الدين على الأضحية؛ إذ أنَّ سداد الدين واجبًا، بينما ذبح الأضحية مستحبًا، كما أنَّ الدين خطره عظيم، وقد أفتى ابن عثيمين بذلك، حيث قال: “وأما العاجز الذي ليس عنده إلا مؤنة أهله، أو المدين؛ فإنه لا تلزمه الأضحية، بل إن كان عليه دين، ينبغي له أن يبدأ بالدين قبل الأضحية”، أمَّا إن كان دينه مؤجلًا، وكان المسلم يرى في نفسه القدرة على سداد دينه عند حلول أجله، فلا بأس بتقديم الأضحية على سداد الدين.[3]

هل يجوز شراء الأضحية بالتقسيط

ذهب الفقهاء من أهل العلم إلى أن المسلم يجوز له أن يشتري الأضحية بالتقسيط إذا علم من نفسه القدرة على سداد الدين والوفاء بالتزاماته، ولا حرج عليه في ذلك أبدًا، فالأضحية سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتقسيط والاستدانة في الإسلام جائزة، ولكن يجب أن يكون المسلم حريصًا على الالتزام بوعده وأن يدفع القسط لصاحب الحق، حتى لا يماطله، ولكن إذا علم أنه سوف يتعرض للضيق ليس له أن يشتري الأضحية بالتقسيط، لأن الأضحية سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حق القادر عليها والمستطيع والميسور وليست واجبة، وقد ورد عن الإمام النووي رحمه الله تعالى أنَّه قال: “أن مذهبنا أنها سنة مؤكدة في حق الموسر ولا تجب عليه وبهذا قال أكثر العلماء”، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في تعقيبه على تلك المسالة الفقهية: “إن كان له وفاء فاستدان ما يضحي به فحسن ، ولا يجب عليه أن يفعل ذلك”.[3]

شروط صحة الأضحية بالدين

إنَّ من شروط صحة الأضحية بالدين، أن يتملكها المضحي، فلا يجوز أن تبقى في ملك البائع، هذا على وجه الخصوص، أمَّا على وجه العموم فهناك عددٌ من الشروط التي لا بدَّ من مراعتها في الأضحية، وفيما يأتي ذكرها بشيءٍ من الإيجاز:[4]

  • أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام، أي أن تكون من الإبل أو البقر أو الغنم سواء من الماعز أم الضأن.
  • أن تبلغ السن المحدد شرعًا، وهو المسنة من الإبل والبقر والماعز، أو الجذعى من الضأن.
  • أن تكون خالية من العيوب المانعة من الإجزاء، وهي: العور البين، والمرض البين، والعرج البين، والهزال المزيل للمخ.
  • أن ينحرها المسلم في الوقت المحدد شرعًا، والذي يبدأ من بعد صلاة العيد، ويستمر حتى غروب اليوم الثالث من أيام التشريق.

حكم من يملك المال ولا يضحي

ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم في الإسلام إلى أن الأضحية سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلم الميسور والمقتدر، ولذلك لا حرج على المسلم الذي يملك المال إذا لم يضحي ولكن ذلك مكروه حسب جمهور الفقهاء، ولكنه لا يأثم لأن الأضحية سنة وليست واجبة، بينما ذهب الإمام أبو حنيفة إلى أن الأضحية واجبة على من يملك المال ومن كان ميسورًا، ولذلك يأثم إذا لم يضح حسب قوله والله أعلم.

مقالات قد تهمك

وبذلك تم الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان هل يجوز شراء الأضحية بالدين، وفيه تمت الإجابة على هذا السؤال المطروح، كما تم بيان حكم تقديم الأضحية على سداد الدين، وفي ختام هذا المقال تعرفنا على حكم الاستدانة في شراء الأضحية، إضافة إلى معرفة حكم شراء الأضحية بالتقسيط وعرفنا ما حكم من لم يستطع شراء أضحية العيد وما إلى هنالك من معلومات أخرى.

المراجع

  1. ^ aliftaa.jo، حكم شراء الأضحية بالدين، 08/06/2024
  2. ^ صحيح البخاري، سلمة بن الأكوع، البخاري، 2295، صحيح
  3. ^ islamweb.net، تقديم الأضحية على سداد الدَّين، 08/06/2024
  4. ^ islamqa.info، شروط الأضحية، 08/06/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *