هل يجوز صلاة الوتر مرتين

هل يجوز صلاة الوتر مرتين
هل يجوز صلاة الوتر مرتين

هل يجوز صلاة الوتر مرتين، الصلاة عماد الدين والركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، وهي من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله، ومن هذه الصلوات ما هو فرض ومنها ما هو واجب ومنها ما هو سنّة، وصلاة الوتر هي صلاة فردية الركعات يمكن أن يصليها العبد من بعد صلاة العشاء إلى أذان الفجر، ولكن البعض قد يتساءل عن جواز صلاة الوتر مرتين لسهوٍ أو استزادة من الخير أو غير ذلك، وفي هذا المقال سنتعرف على صلاة الوتر ونعلم حكم من يصلي صلاة الوتر مرتين.

صلاة الوتر

صلاة الوتر هي سنّة مؤكدة كان يداوم عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وهي صلاة مفردة يبدأ وقتها من بعد صلاة العشاء إلى دخول وقت الفجر، وتصلّى هذه الصلاة وتراً أي لا تصلّى بعدد زوجيّ ويمكن أن تصلّى ثلاث ركعات دفعةً واحدة مثل صلاة المغرب ويمكن أن تصلى تثنيةً ثم تتبع بركعة مفردة، أي ركعتين وركعة مفردة أو أربع ركعات ثم ركعة مفردة، وهكذا إلى أن يصل إلى عشر ركعات ثمّ ركعة واحدة، وأقلّ وجه من وجوه صلاة الوتر هو أن تصلّى ركعةً واحدة بتكبيرةٍ واحدة وركوعٍ واحد وسجود واحد وتشهدٍ وتسليم، ويمكن أن تصلى ثلاث ركعات متصلات ، أو خمسًا ، أو سبعًا أو تسعًا أو إحدى عشرة ركعة متصلة بتشهدٍ واحد وتسليم واحد، وأقل الوتر ركعةٌ واحدة وأكثره إحدى عشر ركعة وأدنى الكمال ثلاث ركعات والله أعلم.[1]

هل يجوز صلاة الوتر مرتين

لا يجوز أن تصلّى صلاة الوتر مرتين في الليلة الواحدة والله أعلم،[2]لأنّ صلاة الوتر هي آخر ما ينبغي للعبد أن يؤدي من صلاة في الليل، ولا يتبع صلاة الوتر صلاة وترٍ أخرى فإذا صلى العبد مع جماعة أول الليل وصلى صلاة الوتر معهم، ثمّ قام للصلاة بعد ذلك في نفس الليلة فعليه أن يصلّي شفعاً لا وتراً وإذا صلّى مع الجماعة وتراً آخر أتى بركعةٍ أخرى لتصير شفعاً، عن قيس بن طلق بن علي قال: “زارَنا طلقُ بنُ عليٍّ في يومٍ من رمَضانَ وأمسَى عندَنا وأفطرَ ثُمَّ قامَ بنا اللَّيلةَ وأوترَ بنا ثمَّ انحدرَ إلى مسجدِهِ فصلَّى بأصحابِهِ حتَّى إذا بقِيَ الوترُ قدَّمَ رجلًا فقالَ أوتر بأصحابِكَ فإنِّي سمعتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يقولُ لا وِترانِ في ليلةٍ”[3]، وعلى العبد أن يؤخر صلاة الوتر إن كان ينوي أن يصلي في آخر الليل ولا يصليها في أول الليل، عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم: ” سَأَلَ رَجُلٌ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو علَى المِنْبَرِ: ما تَرَى في صَلَاةِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى واحِدَةً، فأوْتَرَتْ له ما صَلَّى. وإنَّه كانَ يقولُ: اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ وِتْرًا؛ فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَ بهِ”.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة الوتر ثلاث ركعات بتشهد واحد

حكم صلاة الوتر

“صلاةُ الوترِ سُنَّةٌ مؤكَّدة، وهذا مذهبُ الجمهور: المالِكيَّة، والشافعيَّة، والحَنابِلَة، وروايةٌ عن أبي حنيفةَ، وبه قال أبو يُوسفَ ومحمَّد بن الحسن من الحَنَفيَّة، وهو قولُ أكثرِ العلماءِ”، وقد استدل العلماء على أنها سنّة وهي ليست بواجب من قول الله تعالى: “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى”، وذلك أن صلاة الوتر لو كانت واجباً لكان عدد الصلوات المفروضة ستّة والستّة ليس لها وسط، ومن السنة النبوية يوجد العديد من الأحدايث التي تبين أن الصلوات المكتوبة هي خمس صلوات فقط ومن هذه الأحاديث، عن طلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه قال: “جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أهْلِ نَجْدٍ ثَائِرَ الرَّأْسِ، يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ ولَا يُفْقَهُ ما يقولُ، حتَّى دَنَا، فَإِذَا هو يَسْأَلُ عَنِ الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ. فَقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ. قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وصِيَامُ رَمَضَانَ. قالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ. قالَ: وذَكَرَ له رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الزَّكَاةَ، قالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ. قالَ: فأدْبَرَ الرَّجُلُ وهو يقولُ: واللَّهِ لا أزِيدُ علَى هذا ولَا أنْقُصُ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفْلَحَ إنْ صَدَقَ”[5]، وفي هذا الحديث أنّ الصلوات المكتوبة خمس وجواب رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- عندما سؤل عن غيرها هو “لا” هو دليل أن صلاة الوتر ليست من الصلوات المكتوبة والله أعلم.[6]

وقت صلاة الوتر 

أجمع الفقهاء على أنّ وقت صلاة الوتر هو من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر وهذا مذهبُ الجمهورِ من المالِكيَّة والشافعيَّة والحَنابِلَة، وقول أبي يوسفَ ومحمَّدِ بنِ الحسنِ من الحَنَفيَّة، ودليل ذلك من السنّة النبوية حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه ” سَأَلَ رَجُلٌ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو علَى المِنْبَرِ: ما تَرَى في صَلَاةِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى واحِدَةً، فأوْتَرَتْ له ما صَلَّى. وإنَّه كانَ يقولُ: اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ وِتْرًا؛ فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَ بهِ”[4]وأمّأ عن أفضل وقت لصلاة الوتر فهو أول الليل لمن خشي ألا يقوم آخره وآخر الليل لمن كان يرجو أن يقوم في الليل أو يستيقظ آخره، وذلك باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة: الحَنَفيَّة، والمالِكيَّة، والشافعيَّة، والحَنابِلَة.[7]

شاهد أيضاً: هل يجوز صلاة الوتر ركعة واحدة دون الشفع

عدد ركعات صلاة الوتر

لا يوجد عدد محدد من الركعات في صلاة الوتر فأقلها ركعة واحدة وأكثرها إحدى عشر ركعة  قال -صلى الله عليه وسلّم: ” الوترُ حقٌّ على كل مُسلِمٍ ، فمن أحبّ أن يوترَ بخمسٍ فليفعلْ ، ومن أحبَّ أن يوتِرَ بثلاثٍ فليفعل ، ومن أحبَّ أن يوتِرَ بواحدةٍ فليفعَلْ”، [8]وفيما يأتي ندرج لكم تفصيل أٌقوال العلماء في عدد ركعات صلاة الوتر:[9]

  • صلاة الوتر ركعة واحدة: منفصلة عمّا قبلها، تقرأ فيها الفاتحة وسورة قصيرة ثمّ ركوع واحد وسجود وتشهد وتسليم، وهذا مذهب الجمهور من الشافعية والمالكية والحنابلة وطائفةٍ من السلف.
  • صلاة الوتر ثلاث ركعات متصلة بتشهد واحد: وهي ثلاث ركعات متصلة ولكن لا يجلس للتشهد  بعد الركعة الثانية بل يقوم ويصلي الركعة الثالثة ثم يجلس للتشهد والتسليم، وهذا مذهبُ الحَنابِلَة، والشافعية، وطائفة من السلف واختاره ابن عثيمين وابن باز وابن تيمية.
  • صلاة الوتر بثلاث ركعات متصلة بتشهدين: أي يجلس فيها للتشهد بعد الركعة الثانية وأيضاً بعد الركعة الثالثة ثمّ التشهّد والتسليم كما تصلّى صلاة المغرب، ولا تشرع تأدية صلاة الوتر بهذا الوجه، وهو مذهبُ الحَنابِلَة، ووجهٌ للشافعيَّة، واختاره ابنِ باز، وابنِ عُثَيمين.
  • صلاة الوتر خمسة أو سبعة أو تسع ركعات: حيث يمكن أن يصلي خمسة أو سبعة أو تسع ركعات متصلة لا يفصل بينها شيء ثمّ يجلس في الركعة الأخيرة للتشهد والتسليم ويمكن أن ويمكن أن يصلى ست ركعات ثم يجلس للتشهد ثمّ يقوم للسابعة ويجلس للتشهد ثمّ التسليم أو أن يصلي ثماني ركعات ثمّ يجلس للتشهد ثمّ يقوم فيصلي التاسعة ثمّ يجلس للتشهد الأخير والتسليم، وهو مذهبُ الشافعيَّة، ووجهٌ عند الحَنابِلَة.

القرآن في صلاة الوتر

من السنّة أن يقرأ المصلي في صلاة الوتر في الركعة الأولى بسورة الأعلى و في الركعة الثانية بسورة الكافرون وفي الركعة الثالثة بسورة الإخلاص، وهذا مذهب الجمهور من المالِكيَّة، والشافعيَّة، والحَنابِلَة، وهو حسنٌ عند الحَنَفيَّة أحيانًا.ودليل ذلك من السنّة حديث عبدِ اللهِ بن عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال كان نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُوتِرُ بثلاثٍ ب { سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى } و{ قُلْ يا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } و{ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٍ }”.[10]

إلى هنا نكون قد وصلنا وإياكم أعزاءنا القراء إلى نهاية مقالنا الذي قدمناه لكم بعنوان هل يجوز صلاة الوتر مرتين، والذي تعرفنا فيه صلاة الوتر وحكمها وعدد ركعاتها وبينّا أنه لا يجوز أن تصلّى صلاة الوتر مرتين في الليلة الواحدة، ثمّ بينّا السور التي يسنّ القراءة بها في صلاة الوتر، فهذا ما تهيّأ إعداده وتيسّر إيراده فنسأل الله أن نكون قد وفقّنا في تقديمه، نلقاكم في مقالات أخرى ودمتم بخير.

المراجع

  1. ^ islamweb.net، كيفية صلاة الوتر، 13/01/2023
  2. ^ islamweb.net، لا وتران في ليلة، 13/01/2023
  3. ^ صحيح أبي داود ، قيس بن طلق بن علي، الألباني، 1439، صحيح
  4. ^ صحيح البخاري ، عبدالله بن عمر،  البخاري، 472، صحيح
  5. ^ صحيح البخاري، طلحة بن عبيدالله،  البخاري، 46 ، صحيح
  6. ^ dorar.net، حُكمُ صلاةِ الوترِ، 13/01/2023
  7. ^ dorar.net، أوَّلُ وقتِ صلاةِ الوترِ وآخِرُه، 13/01/2023
  8. ^ المجموع للنووي، أبو أيوب الأنصاري، النووي، 4/17 ، إسناده صحيح بهذا اللفظ
  9. ^ dorar.net، عددُ رَكَعاتِ صلاةِ الوترِ، 13/01/2023
  10. ^ تخريج المسند لشاكر ، عبدالله بن عباس، أحمد شاكر، 4/324 ، إسناده صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *