هل يجوز صلاة ركعتين بعد الفجر

هل يجوز صلاة ركعتين بعد الفجر هو حكم شرعي مهم للغاية من الواجب على جميع المسلمين الاطلاع عليه ومعرفة رأي الشرع الإسلامي به، وذلك لأنّ مسألة أداء صلاة النفل بعد الانتهاء من صلاة الفجر هي مسألة تحدث عنها العديد الكثير من علماء وفقهاء المذاهب الإسلامية الأربعة، ومن خلال هذا المقال سوف نوضّح كل ما يتعلق بصلاة الفجر والصلاة بعد الانتهاء من صلاة الفجر، كما سوف نمر على أوقات النهي عن صلاة النوافل في الإسلام وعلى بعض المواضيع التي تتعلق بصلاة الفجر.

صلاة الفجر

إنّ صلاة الفجر هي صلاة من الصلوات الخمس التي فرضها الله تعالى على عباده المسلمين في اليوم والليلة، وهي واجبة على كل مسلم مكلف باتفاق أهل العلم، وجدير بالقول إنّ هذه الصلاة تتألف من ركعتين اثنتين، وهي تؤدي في كل يوم منذ طلوع الفجر حتَّى شروق الشمس، وهي صلاة من الصلوات الجهرية، ويوجد لصلاة الفجر سنة قبلية وهي سنة مؤكدة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، حيث ثبت أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يصلّي ركعتين قبل صلاة الفجر سنة قبلية، ففي الحديث عن السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها قالت في الحديث الصحيح: “إنَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُخَفِّفُ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ حتَّى إنِّي لَأَقُولُ: هلْ قَرَأَ بأُمِّ الكِتَابِ؟” ^[1]والله تعالى أعلم. ^[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة التراويح في مسجد والقيام في مسجد اخر

صلاة الفجر كم ركعة

إنّ عدد ركعات صلاة الفجر ركعتان فقط، وهي الصلاة ذات عدد الركعات الأقل بين الصلوات الخمس المفروضة على المسلم في اليوم والليلة، وعلى الرّغم من أنَّ في هذه الصلاة أقل عدد ركعات بين الصلوات الأخرى إلّا أنّها أهم صلاة من بين الصلوات الخمس، فهي الصلاة التي تحتاج إلى الكثير من المشقة والعزيمة حتَّى يتمكن المسلم من الاستيقاظ في كل فجر لأدائها، فهي تحتاج إلى الصبر ومجاهدة النفس، والله تعالى أعلم. ^[2]

هل يجوز صلاة ركعتين بعد الفجر

أجمع علماء المسلمين على أنّه منهيٌّ عن الصلاة بعد صلاة الفجر حتَّى تطلع الشمس، وهذا ما ثبت في كثير من كُتب السلف الصالح وفي السنة النبوية الشريفة، والدليل المأخوذ به على هذا الحكم هو حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- والذي قال فيه: “شَهِدَ عِندِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ وأَرْضَاهُمْ عِندِي عُمَرُ، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حتَّى تَشْرُقَ الشَّمْسُ، وبَعْدَ العَصْرِ حتَّى تَغْرُبَ” ^[3]فالأولى أنّ يبتعد المسلم عن الصلاة بعد الانتهاء من صلاة الفجر حتَّى تشرق الشمس، ليقتدي بما صحّ عن الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم. ^[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة التراويح مع التلفزيون

هل يجوز التنفل بعد صلاة الفجر

إنّ التنفل في الصلاة بعد الانتهاء من أداء صلاة الفجر هو من الأمور التي نهى عنها الشرع الإسلامي، والأدلة على هذا النهي كثير من السنة النبوية الشريفة الصحيحة، وأبرزها قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “شَهِدَ عِندِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ وأَرْضَاهُمْ عِندِي عُمَرُ، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حتَّى تَشْرُقَ الشَّمْسُ، وبَعْدَ العَصْرِ حتَّى تَغْرُبَ” ^[3]وفي هذه المسألة نذكُرُ  ما ورد عن التابعي الجليل سعيد بن المسيب: ^[5]

“أنه ‏رأى رجلاً يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين يكثر فيهما الركوع والسجود فنهاه، ‏فقال: يا أبا محمد يعذبني الله على الصلاة؟ قال: لا، ولكن يعذبك الله على خلاف السنة، ‏ومن صلى الفرض إن شاء انصرف، وإن شاء جلس في مصلاه وهو الأفضل، يذكر الله ‏ويصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتلو القرآن، أو يتذاكر مع المصلين معه ‏حتى تطلع الشمس قدر رمح وهو: مقدار ربع ساعة تقريباً بعد وقت الشروق، ثم يصلي ركعتين يكتب الله ‏له بذلك أجر حجة وعمرة تامة”

أوقات النهي عن صلاة النوافل في الإسلام

لقد نهى الشرع الإسلامي عن الصلاة في عدّة أوقات من اليوم، فالأفضل بالنسبة للمسلم أن يترك الصلاة في هذه الأوقات، وهي الوقت بعد الانتهاء من صلاة الفجر حتَّى شروق الشمس، والوقت الذي يمتدّ من الانتهاء من أداء صلاة العصر حتَّى غروب الشمس، وفي الوقت من طلوع الشمس حتَّى اكتمال طلوعها وعند استوائها حتَّى وقت الزوال وعند اصفرار الشمس حتَّى يكتمل غروبها، ويُكره أيضًا أداء صلاة النفل في وقت خطبة الجمعة وأثناء إقامة الصلاة، ولا بدّ من القول إنّ علماء المسلمين استثنوا من هذا النهي الصلاة التي تكون لسبب واضح، مثل صلاة تحية المسجد والصلاة لقضاء ما فات من الصلات، بالإضافة إلى الصلاة في المسجد الحرام، فالصلاة في المسجد الحرام جائزة في أي وقت من أوقات اليوم، والله تعالى أعلم. ^[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز تاخير صلاة التراويح بعد منتصف الليل

ما هي سنة صلاة الفجر

إنّ سنة صلاة الفجر هي سنة قبلية، وهي ركعتان يُصلّيهما المسلم قبل أداء ركعتي صلاة الفجر، وتُعدُّ سنة الفجر من السنن الواردة عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وذلك لأنّ النبي حافظ على هذه الركعتين، ورد عن السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها قالت: “لَمْ يَكُنِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ” ^[7]وجدير بالقول إنّ ركعتي سنة الفجر هي من السنن الرواتب في الإسلام، والله أعلم. ^[8]

شاهد أيضًا: هل صلاة التراويح واجبة

هل يجوز صلاة ركعتين قبل سنة الفجر

إنّ صلاة ركعتين قبل ركعتي سنة الفجر من الأمور المنهي عنها أيضًا في الشريعة الإسلامية، والأفضل أنّ يصلّي المسلم ركعتي سنة الفجر القبلية فقط ولا يزيد على ذلك، وإذا ذهب للصلاة جماعة في المسجد فعليه أن يصلي ركعتين فقط تكفيان المسلم عن تحية المسجد وعن السنة القبلية لصلاة الفجر، والدليل على هذا القول ما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهو ما يأتي: “قال يَسارٌ: قُمتُ أصَلِّي بعد الفَجْرِ فصَلَّيتُ صلاةً كثيرةً، فحَصَبَني عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ وقال: يا يَسارُ، كم صَلَّيتَ؟ قال قُلتُ: لا أدري، فقال عبدُ اللهِ: لا دَرَيتَ! إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَرَج علينا ونحن نصَلِّي هذه الصَّلاةَ، فتغَيَّظَ علينا تغيُّظًا شديدًا، ثمَّ قال: لِيبَلِّغْ شاهِدُكم غائِبَكم، لا صلاةَ بعدَ طُلوعِ الفَجرِ إلَّا ركعَتَي الفَجرِ” ^[9]والله تعالى أعلم. ^[10]

هل يجوز صلاة ركعتين شكر لله بعد الفجر

إنّ صلاة ركعتين بعد الانتهاء من صلاة الفجر منهي عنه لأنّ الوقت الذي يمتد من صلاة الفجر حتَّى طلوع الفجر هو من الأوقات التي نهى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فيها عن صلاة النفل، وركعتا الشكر من النوافل، والدليل في هذا ما ورد عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حيث قال: “شَهِدَ عِندِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ وأَرْضَاهُمْ عِندِي عُمَرُ، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حتَّى تَشْرُقَ الشَّمْسُ، وبَعْدَ العَصْرِ حتَّى تَغْرُبَ” ^[3]والله تعالى أعلم. ^[5]

فضل المواظبة على صلاة الفجر

إنّ لصلاة الفجر في الإسلام أجرًا وثوابًا عظيمًا من الله رب العالمين، فهي من الصلوات الخمس وهي الصلاة التي تحتاج من المسلم الكثير من المشقّة ومجاهدة النفس، لأنّها تتطلب قطع فترة النوم والراحة، ولأداء هذه الصلاة والمواظبة فضل وثواب عظيم من الله رب العالمين، يتجلّى هذا الفضل في الأحاديث النبوية الآتية: ^[11]

• عن جنب بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: “مَن صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ، فإنَّه مَن يَطْلُبْهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ يُدْرِكْهُ، ثُمَّ يَكُبَّهُ علَى وَجْهِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ”. ^[12]
• عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وإلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ”. ^[13]
• عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: “إنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ علَى المُنَافِقِينَ صَلَاةُ العِشَاءِ، وَصَلَاةُ الفَجْرِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا، وَلقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بالصَّلَاةِ، فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فيُصَلِّيَ بالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي برِجَالٍ معهُمْ حُزَمٌ مِن حَطَبٍ إلى قَوْمٍ لا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ، فَأُحَرِّقَ عليهم بُيُوتَهُمْ بالنَّارِ”. ^[14]

بهذه الأحاديث التي تتحدث عن فضل صلاة الفجر نختم هذا المقال الذي ألقينا فيه الضوء على صلاة الفجر وعدد ركعاتها، وتحدثنا فيه عن هل يجوز صلاة ركعتين بعد الفجر وعلى مسألة صلاة النفل بعد صلاة الفجر وعن الأوقات التي نهى الشرع عن صلاة النفل فيها، وعن هل يجوز صلاة ركعتين شكر لله بعد الفجر.