هل يجوز عمل عمرة كل يوم وفضل كثرة العمرة

هل يجوز عمل عمرة كل يوم وفضل كثرة العمرة
هل يجوز عمل عمرة كل يوم

هل يجوز عمل عمرة كل يوم ، من الأمور التي تشغل بال المعتمر وتدعوه للبحث عن إجابة كافية شافية وافية لهذا الموضوع وإن كان بإمكانه عمل العديد من العمر لنفسه أو لأهله أو لأحبابه من كان منهم حيًّا أو ميتًا، ويقدم موقع تصفح إجابة لهذا السؤال ونرجو أن تنالوا الفائدة.

هل يجوز عمل عمرة كل يوم

قال العلماء إنّ العمرة كل يوم جائزة بلا خلاف بين العلماء وذلك فيما قاله الإمام النووي رحمه الله في المجموع: “ولا يكره عمرتين وثلاث وأكثر في السنة الواحدة، ولا في اليوم الواحد، بل يستحب الإكثار منها بلا خلاف عندنا”، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يحدّد وقتًا بين العمرتين، وإنّما قال عليه الصلاة والسلام: “العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ”،[1] فلم يحدد المدة بينهما عليه الصلاة والسلام.[2]

ولكن ذكر بعض العلماء أنّ الأفضل هو انتظار مدة يمكن لشعر الرأس فيها أن يطول، وقدّروها بعشرة أيام، فيذكر الإمام ابن قدامة المقدسي -رحمه الله- في المغني: “وَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه فِي كُلٍّ شَهْرٍ مَرَّةً. وَكَانَ أَنَسٌ إذَا حَمَّمَ رَأْسَهُ خَرَجَ فَاعْتَمَرَ. رَوَاهُمَا الشَّافِعِيُّ فِي مُسْنَدِهِ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: يَعْتَمِرُ إذَا أَمْكَنَ الْمُوسَ مِنْ شَعْرِهِ. وَقَالَ عَطَاءٌ: إنْ شَاءَ اعْتَمَرَ فِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّتَيْنِ. وقَالَ أَحْمَدُ: إذَا اعْتَمَرَ فَلا بُدَّ مِنْ أَنْ يَحْلِقَ أَوْ يُقَصِّرَ، وَفِي عَشَرَةِ أَيَّامٍ يُمْكِنُ حَلْقُ الرَّأْسِ”، والله أعلم.[3]

هل يجوز اخذ عمره مرتين في نفس اليوم

نعم يجوز تكرار العمرة  سواء عن النفس وعن المعتمر عنه في اليوم الواحد، أو يمكن الفصل بينهم بأيام، كما يجوز للمسلم أن يقوم في اليوم الواحد بأداء العمرة خمس مرات لنفسه عدة مرات أو لغيره سواء الحي أو المتوفي، حيث أنه يمكن ان يطوف ويسعى ويرجع إلى الميقات ثم يحرم من جديد، ولكن بالرغم من أنه عمل جائز إلا أنه ليس من عمل السلف الصالح، والأفضل ترك هذا بسبب أنه يتسبب في المشقة والمزاحمة خاصة في وقت الحج، قال النبي: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”[1]، ومراده صلّى الله وسلّم في قوله: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما بحيث لا يكون فيه مشقة ولا مضرة على الناس، ولهذا كان السلف لا يفعلون ذلك، فما كان السلف يعتمرون عمرتين في اليوم أو في الليلة، بل كان بينهما بعض الوقت، ولم يرد أبدا في السيرة أو في كتب عهد الرسول وما بعده أن السلف كانوا يعتمرون عمرتين في نفس اليوم أو في نفس الليلة.

فالأحسن والأفضل أنه يترك عمل العمرة في نفس اليوم إذا كان وقت الزحمة، حيث إن قول النبي: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما يعني أن الأفضل أن يكون بينهما بعض الفصل، سواء الفصل أسبوع أو شهر أو نحو ذلك، فعند كثرة الحجيج يشق على الناس أن يقوموا بأكثر من عمرة، وكان الصحابة ومعهم النبي لم يعتمروا بعدما فرغوا من الحج، وودع الرسول عليه الصلاة والسلام ليلة أربعة عشر ثم غادر مكة وسافر للمدينة ولم يكرر العمرة، لا مانع من تكرار العمرة في الشهر مرات أو في الأسبوع، ويجوز التكرار في نفس اليوم ولكن على وجه لا يضر الحجيج ولا يشق سواء على الناس أو على المعتمر، حيث أن من يراعي الآداب الشرعية ينال الخير الكثير.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز للحائض دخول المسجد النبوي

هل يجوز عمل عمرة كل أسبوع

هناك أقوال عدة في ذلك فهمناك من قال بجوازه ومنهم من قال أنه بدعة:

  • نقل عن الإمام النووي أنّه لا يرى بأسًا من تكرار العمرة ولو كل يوم، بل قال إنّ ذلك مُستحب، وعليه تكون العمرة كل أسبوع جائزة عند القائل بمثل هذا القول، والله أعلم.[2]
  •  الأولى أنْ تطولَ المدَّةُ بعض الشَّيء، شهر أو أسبوعين مثلًا بحيث ينبت الشَّعرُ أي أنَّه يصير يتهيّأ للتَّقصير لِمَن يريد أن يُقصّر. والعمرةُ ليس لما بين العمرتين حدٌّ معلومٌ شرعًا، وهو محلُّ خِلافٍ، حتى أنَّ مِن أهل العلم مَن يقول: لا تجوزُ العمرة إلّا كالحج، في كلّ سنةٍ عمرةٌ، ولكن هذا قولٌ مرجوحٌ، بل يجوزُ تكرارُ العمرة في السَّنة الواحدة، يعني كلّها مواضعُ اجتهاد.[5]

تكرار العمرة في سفر واحد إسلام ويب

ذكر موقع إسلام ويب والقائمون على الفتوى فيه أنّ تكرار العمرة في سفرة واحدة جائز لا كراهة فيه، ولكنّهم يرَون أنّ الأولى ترك ذلك لأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد اعتمر أربع مرات وأنشأ لكلّ واحدة منها سفرًا، وقد أيّدوا فتواهم بما ورد عن الإمام النووي -رحمه الله- بأنّ الإمام الشافعي -رحمه الله- أجاز تكرار العمرة مستدلًا بعمل عائشة -رضي الله عنها- حين أجاز لها النبي -صلى الله عليه وسلم- تكرار العمرة مرة أخرى بعد أن أنهَت عمرتها في الحديث المشهور، وقال أبو عمر بن عبد البر في ذلك: “لا أعلم لمن كره العمرة في السنة مرارا حجة من كتاب ولا سنة يجب التسليم لمثلها، والعمرة فعل خير وقد قال الله عز وجل : وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون. فواجب استعمال عموم ذلك والندب إليه حتى يمنع منه ما يجب التسليم به”،  وكما قال اللخمي في هذا الباب أيضًا: “لا أرى أن يمنع أحد من أن يتقرب إلى الله بشيء من الطاعات ولا من الازدياد من الخير في موضع لم يأت بالمنع منه خاص”، وأما القول بأن العمرة بدعة فليس بظاهر. والله تعالى أعلم.[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز لبس النقاب في العمرة بسبب ضعف النظر

هل يجوز العمرة عن الميت

نعم يجوز، حيث يقوم المسلمون بتأدية العمرة ابتغاء الأجر والثواب من الله -سبحانه- وتعالى، وهي من السنن التي حثّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- عليها، حيث قال صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص: “إنَّهُ لو كانَ مسلِمًا فأعتقتُم أو تصدَّقتُم عنْهُ أو حجَجتُم عنْهُ بلغَهُ ذلِكَ، وفي روايةٍ فلَو كانَ أقرَّ بالتوحيدِ فصُمتَ وتصدَّقتَ عنهُ نفعَهُ ذلكَ“،[7] وبعض المسلمين يؤدون مناسك العمرة عن ميتهم حيث يعتبر هذا العمل من أفضل القربات وينتفع بها الميت المسلم وترفع درجاته في الجنة، فإذا اعتمر المسلم عن والده أو أخيه أو قريب له يكون نافلة، والأجر لا يقتصر وصوله للميت فقط بل ويجازى من أدى العمرة على ذلك ويكسب مرضاة الله تعالى، فعندما يقوم المسلم بالدعاء لميته أو الاعتمار عنه، فهذه جميعها تعتبر من الصدقات، وإن من الأعمال الصالحة التي شرع الله القيام بها عن الميت هي الحجّ أو العمرة أو الصّدقة أو الدّعاء أو قضاء الدَّين، والله تعالى أجلُّ وأعلم.[8]

شروط العمرة عن الحي والميت

إن من شروط العمرة عن الغير التي لا بد أن يلمَّ بها أي شخص يرغب في الاعتمار عن غيره، وهي كما يأتي:[8]

  • ينبغي أن يكون المعتمر قد أدى العمرة عن نفسه أولاً، ولا ضير إن أداها لمرة واحدة أو على مرات عديدة.
  • في حال أن الشخص لم يعتمر لنفسه من قبل فيجوز له أن يعتمر عن نفسه ثم يقوم بعمل عمرة عن الغير في نفس السفرة.
  • في حال كان المُعتمَر عنه حياً لا يجوز الاعتمار عنه، إلا أن هناك حالات خاصة مثل أن من اعتمر عنه يعاني من مرض شديد أو لديه إعاقة تمنعه من الخروج مع أخذ موافقته ورغبته في الاعتمار عنه باللفظ أو بالإيماء.
  • إذا كان المعتمر عنه ميتاً، فيتم عمل العمرة بدون الحصول على موافقة منه على العمرة، حتى وإن لم يعبر عن رغبته في أداء العمرة وهي حي.
  • يجوز للشخص المعتمر أن يأخذ من المعتمر عنه أموال لقضاء حاجات العمرة في حالة أنه حي، أو يأخذ أموال من أولاده في حال وفاته لقضاء الحاجيات الأساسية فقط لا لاغراض اخرى مثل التجارة والربح.

شاهد أيضًا: هل يجوز خلع ملابس الإحرام قبل أداء العمرة

أركان العمرة

العمرة هي عبادة روحية وجسدية يزور فيها المسلمين بيت الله الحرام، ويطوفون به ويسعون بين الصفا والمروة، وإن للعمرة أحكام وأركان وشروط، ولا بد للمسلم أن يلتزم بها عندما يعتمر، وفيما يأتي سنطلعكم على أركان العمرة، والتي تتمثل بالتالي:[9]

  • أجمع الحنفية على أنه يمكن تأدية العمرة على ركنين وهما الطواف والسعي بين الصفا والمروة.
  • أجمع الشافعية على أن للعمرة خمسة أركان وهي الإحرام والطواف والسعي بين الصفا والمروة، وتقصير الشعر أو حلقه، ويجب أن تؤدي هذه الأركان على الترتيب الذي تم ذكره.
  • أجمع الحنابلة والمالكية على أن أركان العمرة تنقسم إلى ثلاثة أركان وهي الإحرام والسعي بين الصفا والمروة والطواف.

ولكن اتفق معظم أئمة المذاهب الأربعة على أن أركان العمرة هي ركن الإحرام وركن الطواف وركن السعي بين الصفا والمروة، والتي يلتزم بتأديتها جميع المسلمين عند أداء مناسك العمرة.

فضل كثرة العمرة

ورد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة في فضل العمرة والإكثار، ومن أبرزها ما يأتي:[10]

  • غفران الذنوب: إن كثرة العمرة تورث تكفير الذنوب ومحوها، يقول صلى الله عليه وسلم: “العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ”.[1]
  • إكرام المعتمر الذي هو ضيف الله تعالى: فيقول صلى الله عليه وسلم: “الغازي في سبيلِ اللهِ عزَّ وجل، والحاجُّ، والمعتمر، وفدُ اللهِ دعاهُم فأجابُوه، وسألوه فأعطاهمْ”.[11]
  • نفي الفقر كما تنفى الذنوب: فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: “تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرة، فإنَّ متابعةً بينهما تنفي الفقرَ والذنوبَ كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديدِ”.[12]
  • فضائل أخرى متنوعة: مثل تحصيل أجر الطواف في قوله عليه الصلاة والسلام: “مَن طاف بالبيتِ أسبوعًا لا يضَعُ قدَمًا، ولا يرفَعُ أخرى إلَّا حطَّ اللهُ عنه بها خطيئةً، وكتَب له بها حسنةً ورفَع له بها درجةً”،[13] وورد في رواية من دون التقييد بأسبوع، وكذلك من الفضائل تحصيل أجر الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي إذا زار المدينة، لقوله عليه الصلاة والسلام: “صلاةٌ في مسجدِي أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ إلا المسجدَ الحرامَ، وصلاة في المسجدِ الحرامِ أفضلُ من مائةِ ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ”،[14] والله تعالى أعلم.

إلى هنا ينتهي مقال هل يجوز عمل عمرة كل يوم ، تناولنا فيه هل يجوز عمل عمرة كل يوم ، هل يجوز اخذ عمره مرتين في نفس اليوم ، هل يجوز عمل عمرة كل أسبوع ، هل يجوز العمرة عن الميت ، أركان العمرة ، فضل كثرة العمرة نرجو لكم عمرة مقبولة ميمونة مباركة.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة،البخاري،1773،صحيح
  2. ^ aliftaa.jo، هل يجوز عمل عمرة كل يوم، 16/03/2024
  3. ^ islamqa.info، هل يجوز تكرار العمرة ؟ وكم يكون بينهما ؟، 16/03/2024
  4. ^ binbaz.org.sa، حكم تكرار العمرة في اليوم الواحد عدة مرات، 16/03/2024
  5. ^ sh-albarrak.com، حكم العمرة كلّ أسبوع، 16/03/2024
  6. ^ islamweb.net، العمرةَ من الحل جائزةٌ لا كراهةَ فيها، 16/03/2024
  7. ^ أحكام الجنائز، عبدالله بن عمرو،الألباني،218،حسن
  8. ^ islamweb.net، الحج والعمرة عن الحي والميت.. أحكام وأدلة، 16/03/2024
  9. ^ alukah.net، صفة العمرة، 16/03/2024
  10. ^ islamonline.net، فضل العمرة وثوابها، 16/03/2024
  11. ^ الجامع الصغير، عبد الله بن عمر،السيوطي،5769،صحيح
  12. ^ جامع المسانيد والسنن، عامر بن ربيعة،ابن كثير،5606،إسناده حسن
  13. ^ صحيح ابن حبان، عبد الله بن عمر،ابن حبان،3697،صحيح
  14. ^ الجامع الصغير، جابر بن عبد الله،السيوطي،5089،صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *