هل يجوز قول لبيك يارسول الله

هل يجوز قول لبيك يارسول الله
هل يجوز قول لبيك يارسول الله

هل يجوز قول لبيك يارسول الله، حيث إنّ طاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هي من الأمور الواجبة على المسلم والتي لا بدّ من القيام بها والإتيان فيها، وقد حضّت كثير من الأحاديث النبوية الشريفة على فعل ذلك والقيام به، وهناك بعض من الأقوال التي درجت لى ألسنة العامة والتي وقف معها علماء أهل السنة والجماعة وقفة تفصيلية وتحدثوا عن معانيها وما إلى ذلك.

هل يجوز قول لبيك يارسول الله

لا يجوز قول لبيك يا رسول الله على رأي الشيخ صالح الفوزان وعلل هذه الفتوى بأنّ هذه العبارة لا تُقال إلا للأحياء ولا يجب أن تُقال لمن توفاهم الله أو ماتوا، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليس حيًا اليوم حتى يُقال له لبيك، وإنّما المقصود من التلبية هو الإجابة فلمّا يُنادي أحد الآخر يقول له لبيك.[1]

وقد روي في حديث نبوي شريف عن كعب بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: “أنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا كانَ له عليه في عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المَسْجِدِ، فَارْتَفَعَتْ أصْوَاتُهُما حتَّى سَمِعَهَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو في بَيْتٍ، فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَيْهِمَا حتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ، فَنَادَى كَعْبَ بنَ مَالِكٍ، فَقالَ: يا كَعْبُ، فَقالَ: لَبَّيْكَ يا رَسولَ اللَّهِ، فأشَارَ بيَدِهِ أنْ ضَعِ الشَّطْرَ، فَقالَ كَعْبٌ: قدْ فَعَلْتُ يا رَسولَ اللَّهِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قُمْ فَاقْضِهِ”.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز قول صلى الله عليه وسلم لغير النبي

حكم قول لبيك لغير الله

يجوز للمسلم أن يقول لبيك لمن يناديه ولكن إن كانت تجوز طاعته ويجوز جواب ندائه، ولا حرج أن يردّ السامع أو المُنادى على غيره من الناس بكلمة لبيك أو لبيك وسعديك، ومعنى كلمة لبيك أي أنا مقيم الآن على طاعتك ويُقال هذا فلانٌ لبّ بها المكان أي أقام فيه، وأمّا عبارة سعديك فإنّها تدل على المتابعة والإسعاد.[3]

وقد ذكر الإمام النووي في المجموع قوله: “يستحب إجابة من ناداك بلبيك، وأن يقول للوارد عليه: مرحبا أو نحوه. وأن يقول لمن أحسن إليه أو فعل خيرا: حفظك الله أو جزاك الله خيرا ونحوه، ولا بأس بقوله لرجل جليل في علم أو صلاح ونحوه: جعلني الله فداك. ودلائل هذا كله في الحديث الصحيح مشهور”.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز قول اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد

هل يجوز قول لبيك يا حسين

سبق وأن ذُكر في هذا المقال أنّه لا تجوز قول كلمة لبيك للأموات وهذه قاعدة عامة لم يُخرج من حكمها قول لبيك يا رسول الله حتى ولو كان الغرض من العبارة هو الكلام عن دوام الطاعة أو نحوه، وبذلك تكون عبارة لبيك يا حسين أولى في التحريم، لأنّها بداية يُقصد بها الغلو بأحد الأشخاص ومَن يقولها يعتقد أن الحسين يضره أو ينفعه إلى الآن، عدا عن أنّ الحسين من الأموات وليس حيًا ليُقال له لبيك.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز قول حسبي الله ونعم الوكيل على الأم

حكم قول لبيك وسعديك

يجوز للمسلم أن يقول لبيك وسعديك إذا ناداه شخص وكانت إجابة ذلك الشخص واجبة عليه أي ليس ممن لا طاعة لهم أو كان يأمر في منكر أو نحو ذلك، ومعنى التلبية أي الإقامة على الطاعة، وقد وردت لفظة “لبيك” في أكثر من حديث نبوي شريف ومن بين ذلك حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- حين قال:

“لَمَّا غَزَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَيْبَرَ -أوْ قالَ: لَمَّا تَوَجَّهَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أشْرَفَ النَّاسُ علَى وادٍ، فَرَفَعُوا أصْوَاتَهُمْ بالتَّكْبِيرِ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارْبَعُوا علَى أنْفُسِكُمْ؛ إنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أصَمَّ ولَا غَائِبًا؛ إنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا وهو معكُمْ. وأَنَا خَلْفَ دَابَّةِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَمِعَنِي وأَنَا أقُولُ: لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، فَقالَ لِي: يا عَبْدَ اللَّهِ بنَ قَيْسٍ. قُلتُ: لَبَّيْكَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: ألَا أدُلُّكَ علَى كَلِمَةٍ مِن كَنْزٍ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ؟ قُلتُ: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، فَدَاكَ أبِي وأُمِّي، قالَ: لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ”.[4]

إلى هنا نكو قد وصلنا إلى نهاية مقال هل يجوز قول لبيك يارسول الله وذكرنا أهمّ المعلومات والأحكام الشرعية عن جواز التلبية لغير الله تبارك وتعالى، وما الفرق ما بين تلبية الأحياء وتلبية الأموات ونحوه من المعلومات الأخرى التي لا يسع المسلم جهلها.

المراجع

  1. ^ islamqa.info، حكم قول القائل " لبيك يا رسول الله " .، 16/01/2023
  2. ^ صحيح البخاري، كعب بن مالك، البخاري، 2710، صحيح
  3. ^ islamweb.net، إجابة الداعي بـ: لبيك.. رؤية شرعية، 16/01/2023
  4. ^ صحيح البخاري، أبو موسى الأشعري، البخاري، 4205، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *