هل يجوز للزوجة عمل شيء دون علم زوجها وما هي حقوق الزوج على الزوجة

هل يجوز للزوجة عمل شيء دون علم زوجها وما هي حقوق الزوج على الزوجة
هل يجوز للزوجة عمل شيء دون علم زوجها

هل يجوز للزوجة عمل شيء دون علم زوجها وما هي حقوق الزوج على الزوجة ، وهو ما سنتحدث عنه في هذا المقال، تعتبر من الأسئلة الفقهية المهمة والتي ينبغي لكل مسلمة معرفتها، بينّ الدين الإسلامي الحنيف مجموعة من الحقوق التي تترتب على الزوجين، فلم يغفل عن حق كل من الزوج والزوجة، بل جعله مصانًا محفوظًا حتى لا تقع النزاعات والخلافات، ومن خلال هذا المقال سيتم التعرف على هل يجوز للزوجة عمل شيء دون علم زوجها، وما هي حقوق الزوج على زوجته، بالإضافة إلى بيان عقوبة خروج المرأة دون إذن زوجها.

حقوق الزوج على زوجته

بيّن الشرع الحنيف بأن هناك مجموعة من الحقوق والواجبات الأساسية والضرورية التي على الزوجة أن تلتزم بهم أثناء تعاملها مع زوجها، وفيما يأتي سوف يتم بيان أبرز الحقوق الواجبة على الزوجة تجاه زوجها:[1]

  • وجوب الطاعة: أكد الله -سبحانه وتعالى- على ضرورة طاعة الزوجة لزوجها، فيما يرضاه الله، ولا تكونُ الطَّاعةُ في سخط الله وغضبه ومُحرّماته، فقد جعل الله تعالى أمر القوامة بيد الرجل، بدليل قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}[2]، فهو الذي يقوم على النفقة على البيت، ويدير أمور المنزل، بما منحه الله -تعالى- من قدرة بدنيّة وعقليّة.
  • تمكين الزوج من الاستمتاع بها: فالاستمتاع بالزوجة هو حق للزوج، فإذا تزوج الرجل امرأة، وكان أهلاً للجماع، وجب على الزوجة تسليم نفسها له إذا طلب ذلك، وفقًا للعقد الشرعي بينهما، وبموجب المهر، وذلك لما روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: “قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح”[3].
  • عدم السماح لمن يكرهه الزوج بدخول البيت: فمن حقه على زوجته أن لا تسمح لأي شخص لا يحب الرجل دخوله لبيته أن يدخله، لمّا ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “فاتقوا اللهَ في النِّساءِ، فإنكم أخذتموهنّ بأمانِ اللهِ، واستحللتُم فروجهنَّ بكلمةِ اللهِ، ولكم عليهنَّ أن لا يُوطئنَ فُرُشَكم أحدًا تكرهونه”[4].
  • عدم الخروج من المنزل إلا بإذن زوجها: فالزوج له حق على زوجته أن لا تخرج من بيته إلا بإذنه، وليس لها الخروج حتى لبيت أهلها إلا إذا أذِن لها زوجها، فقد قال الشافعية والحنابلة في ذلك:” ليس لها الخروج لعيادة أبيها المريض إلا بإذن الزوج ، وله منعها من ذلك .. ؛ لأن طاعة الزوج واجبة ، فلا يجوز ترك الواجب بما ليس بواجب”.
  • التأديب، فللزوج أن يؤدب زوجته بضربها ضربًا غير مبرحًا عند عصيانها له، وذلك امتثالاً لأوامر الله، فقد قال -تعالى- في الكتاب: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ}[2]، ويكون التأديب في أربعة مواضع هي: ترك الزينة إذا أرادها الزوج، ترك إجابة دعوته للفراش، تركها للصلاة، الخروج من البيت دون إذنه.

هل يجوز للزوجة عمل شيء دون علم زوجها

يجوز للزوجة العمل من داخل المنزل دون إذن زوجها بضوابط معينة، بحيث ينبغي أن يكون العمل من الأعمال المشروعة، وليس فيه ضرر الزوج أو تنقيص حق من حقوقه الواجبة، فلا حرج في القيام به ولو لم يأذن الزوج[5]، ولكن لا يجوز للزوجة إخفاء العمل الذي تقوم به عن زوجها في حال كان هذا العمل يستدعي خروجها من المنزل دون إذنه، إلا إذا كانت فيه مصلحة للمسلمين لا يقوم بها غيرها، كعمل القابلة ونحوه إذا تعين عليها، وكذلك لا يجوز لها إخفاء بعض الأعمال التي فيها خروج عن الطاعة والقوامة دون إذن، فإنَّه يتوجب على المرأة أخذ الأذن من زوجها في حال خروجها من المنزل في أي حال[6]، فقد ورد عن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أنه قال : “لا يحل للزوجة أن تخرج من بيتها إلا بإذنه , ولا يحل لأحد أن يأخذها إليه ويحبسها عن زوجها , سواء كان ذلك لكونها مرضعا أو لكونها قابلة أو غير ذلك من الصناعات , وإذا خرجت من بيت زوجها بغير إذنه كانت ناشزة عاصية لله ورسوله مستحقة العقوبة “، أمَّا إذا أخفت الزوجة بعض الأعمال التي تعملها داخل المنزل والتي ليس فيها خروج عن الشريعة الإسلامية عن زوجها فإنَّه لا بأس في ذلك.[7]

شاهد أيضًا: هل يجوز رد المطلقة دون موافقتها وما حكم رفض المطلقة الرجعة

هل يحق للزوجه التصرف في ذهبها دون علم زوجها

إنّ المرأة البالغة الرشيدة لها حق التصرف في مالها وذهبها، إذا كان ليس لزوجها حق فيه، وهكذا لا تحتاج إلى إذن زوجها في التصدق من مالها، بدليل ما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال للنساء: “يا مَعْشَرَ النساءِ ! تَصَدَّقْنَ ولو من حُلِيِّكُنَّ[8]، فلو كان لا يمكن التصرف للنساء بالحلي الخاص بهن  دون علم أزواجهن لما أمرهن النبي صلى الله عليه وسلم بالصدقة، وقد قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: ” ولأن المرأة من أهل التصرف، ولا حق لزوجها في مالها. فلم يملك الحجر عليها في التصرف بجميعه”[9]، ولكن اختلفوا أهل العلم فيما إذا قامت الزوجة بالصدقة أو الهبة بجميع مالها أو بعضه دون إذن الزوج، والراجح أنه يستحب للزوجة أن تستأذن زوجها ولا يجب عليها ذلك، لكنها تؤجر على هذا الفعل، لما ورد عن أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ:” قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ قَالَ الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ وَلا تُخَالِفُهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا بِمَا يَكْرَه”[10]، والله أعلم.[11]

حكم خروج المرأة للضرورة

يباح لمرأة الخروج من بيتها للضرورة، ولكن اختلف أهل العلم في مسألة قرار المرأة في بيتها وأمرها أن تظل فيه فلا تخرج إلا للضرورة، فمنهم من قال إن ذلك واجبٌ عليها أن تلازم بيتها ولا تخرج منه إلا لضرورة أو حاجة، وذلك لقوله -تعالى- في القرآن الكريم: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}[12]، وذهب البعض الآخر من أهل العلم إلى أنّ ملازمة المرأة لبيتها مستحب وليس بواجب، وقد استدلوا بحديث عائشة -رضي الله عنها- حين قالت: “خَرَجَتْ سَوْدَةُ بنْتُ زَمْعَةَ لَيْلًا، فَرَآها عُمَرُ فَعَرَفَها، فقالَ: إنَّكِ واللَّهِ يا سَوْدَةُ ما تَخْفَيْنَ عَلَيْنا، فَرَجَعَتْ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرَتْ ذلكَ له، وهو في حُجْرَتي يَتَعَشَّى، وإنَّ في يَدِهِ لَعَرْقًا، فأنْزَلَ اللَّهُ عليه، فَرُفِعَ عنْه وهو يقولُ: قدْ أذِنَ اللَّهُ لَكُنَّ أنْ تَخْرُجْنَ لِحَوائِجِكُنَّ”[13]، وبناءً على ذلك لا حرج على المرأة إن خرجت للضرورة، ولكن من الأفضل أن تستأذن زوجها قبل أن تخرج فإن أذن لها لحاجتها وضرورتها خرجت، وإن لم يأذن لا تخرج حتى يأذن لها، والله ورسوله أعلم.[14]

حكم الذهاب للطبيب دون علم الزوج

بيّن أهل العلم أنه إذا كان الزوج يمنع زوجته من العلاج والتداوي يجوز لها الذهاب للطبيب دون علم زوجها، فلها أن تخرج ولو لم يأذن لها، ولا حرج في ذلك على الإطلاق، لأنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا ضرر ولا ضرار”[15]، ولكن إن كان الزوج يمنعها من طبيبة بعينها لأمرٍ يراه، فإنه يتوجب على الزوجة طاعته وتذهب الزوجة إلى طبيبة غيرها[16]، وقد سئل الشيخ ابن باز -رحمه الله- عن حكم ذهاب المرأة للعلاج دون رضا زوجها؟، فأجاب:[17]

الذي يظهر -والله أعلم- أنه إذا كان مرضًا شديدًا؛ فلها عذر شرعي في الذهاب إلى المستشفى، وذهابها عند أولادها حتى يذهبوا بها إلى المستشفى، وحتى يعالجوها. أما إذا صبر هو أن يقوم بالواجب؛ تبقى عنده ليقوم بالواجب، لكن إذا تعذر، ولم يبال بها؛ فلها الانتقال للعلاج عند أولادها، أو عند إخوتها؛ لأن هذا من الضرر، والرسول ﷺ يقول: لا ضرر ولا ضرار فإذا كان يضار بها، ويؤذيها ليس له ذلك.

شاهد أيضًا: هل يجوز رجوع الزوجين بعد الخلع

عقوبة خروج المرأة بدون إذن زوجها

اتفق الفقهاء بأنّ المرأة التي تخرج دون إذن زوجها تعتبر ناشزة وعاصية لله سبحانه وتعالى، وعليها التوبة والاستغفار والعودة إلى طاعة زوجها، فقد أتت النصوص الشرعية وبينت وجوب استئذان المرأة زوجها عند خروجها من بيتها، وللرجل الزوج الحق في منع زوجته من الخروج من بيته إلا عند الضرورة أو ما يكون لخروجها مباحًا ومستحبًا فيكره منعها، فقد قال -تعالى- في كتابه العزيز:{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}[18]، فقوامة الرجل تقتضي بتدبير أمر الزوجة وتأديبها وتمكينها في بيتها ومنعها من الخروج منه بغير إذنه، أما خروجها من المنزل بلا إذنٍ من زوجها يعد نشوزًا وإثمًا عظيمًا،  فقد جاء في الموسوعة الفقهية: ” الأصل أن النساء مأمورات بلزوم البيت ، منهيات عن الخروج … فلا يجوز لها الخروج إلا بإذنه – يعني الزوج-“، وقد أوضح أهل العلم بأنه ينبغي على الزوج تمكين زوجته في بيتها، لأنّ خروجها دون إذنه يكون فاتحًا لأبواب الريبة بين الأزواج ويحمل إرجاف في النسب، فالإذن حق من حقوق الزوج على الزوجة، وطاعة الزوجة واجبٌ من واجبات الزوجة تجاه زوجها، والله ورسوله أعلم.[19]

شاهد أيضاً: حكم جرح الزوج لزوجته بالكلام

هل يجوز للزوجة إخفاء أسرار عن زوجها

يجوز للزوجة إخفاء أسرار عن زوجها التي لا تضرّه عدم معرفتها ولا فيها تأثير على صحة طاعة المرأة له، وليس له نفع أو فائدة منها، حيثُ يوجد بعض الأمور التي ليس على المرأة حرج في إخفائها عن زوجها وعدم إخباره بها، كالأمور الخاصة بالمرأة أو عائلتها أو أصدقائها والتي لا يجوز علم الزوج بها، كعدم إخبار الزوج بالمعاصي والذنوب التي سترها الله عليها؛ لما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “لا يَسْتُرُ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”[20]، وأيضًا لا يحقّ للزوجة إخبار الزوج بما اؤتمنت عليه من أسرار الآخرين؛ فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا وعَدَ أخْلَفَ، وإذَا اؤْتُمِنَ خَانَ”[21]، بالإضافة إلى إخفاء أعمالها الصالحة من الصدقات، وصلاة النوافل، إلَّا أنَّه ينبغي على الزوجة مُراعاة حدود الأمور التي يجب إخبار الزوج بها، وعدم إخفاء كل الأمور عنه، لأن الحياة الزوجية أساسها الصدق والوضوح من كلا الزوجين، وذلك ليتحقق فيها معنى المودة والرحمة، والله أعلم.[22]

وهكذا نصل وإيّاكم إلى نهاية هذا المقال الذي قدمناه لكم بعنوان هل يجوز للزوجة عمل شيء دون علم زوجها وما هي حقوق الزوج على الزوجة فقد عرفنا في هذا المقال بعضًا من المعلومات حول حقوق الزوج على زوجته، وقد أدرجنا لكم الإجابة الصحيحة حول السُّؤال المطروح، كما أوضحنا هل يحق للزوجه التصرف في ذهبها دون علم زوجها، وحكم الذهاب للطبيب دون علم الزوج، وختمنا مقالنا ببعض المعلومات عن هل يجوز للزوجة إخفاء أسرار عن زوجها، نرجو أن نكون قد وفقنا في الإجابة على هذا السؤال وأن نكون حملنا لكم الفائدة في هذا المقال.

المراجع

  1. ^ islamqa.info، ما هي حقوق الزوج وما هي حقوق الزوجة، 10/04/2023
  2. ^ سورة النساء ، الآية 34
  3. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة ،البخاري ،3237 ، صحيح.
  4. ^ صحيح مسلم، جابر بن عبدالله ، مسلم ،1218 ، صحيح.
  5. ^ islamweb.net، حكم عمل المرأة داخل البيت بدون إذن الزوج، 10/04/2023
  6. ^ islamweb.net، الأحوال المبيحة للمرأة العمل دون إذن زوجها، 10/04/2023
  7. ^ islamweb.net، خروج الزوجة للعمل بغير إذن زوجها، 10/04/2023
  8. ^ صحيح الجامع ، زينب امرأة عبدالله بن مسعود ، الألباني ، 7981، صحيح.
  9. ^ islamweb.net، المرأة البالغة الرشيدة لها حق التصرف في مالها، 10/04/2023
  10. ^ المحلى، أبو هريرة ، ابن حزم ، 10/334، صحيح.
  11. ^ islamqa.info، حكم تصرف الزوجة في مالها دون إذن زوجها، 10/04/2023
  12. ^ سورة الأحزاب ، الآية 33
  13. ^ صحيح البخاري، عائشة أم المؤمنين، البخاري، 5237، صحيح
  14. ^ alukah.net، حكم خروج المرأة من بيتها لغير ضرورة أو حاجة (للتنزه والتفسح)، 10/04/2023
  15. ^ الأربعون النووية، أبو سعيد الخدري، النووي، 32، حسن.
  16. ^ islamweb.net، خروج الزوجة للعلاج دون إذن زوجها، 10/04/2023
  17. ^ binbaz.org.sa، حكم ذهاب المرأة للعلاج دون رضا زوجها، 10/04/2023
  18. ^ سورة النساء، الآية 34
  19. ^ islamqa.info، يحرم خروج المرأة من غير إذن وليها، 10/04/2023
  20. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة ، مسلم ، 2590، صحيح.
  21. ^ عارضة الأحوذي، أبو هريرة ، ابن العربي، 5/308 ، صحيح.
  22. ^ islamweb.net، ما يصح إخفاؤه عن الزوج وما لا يصح، 10/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *