هل يجوز مسك المصحف بدون وضوء

هل يجوز مسك المصحف بدون وضوء هي من المسائل الفقهية المهمة بالنسبة للكثير من المسلمين، فهو حكم من الأحكام التي يجب أن يعرفها كل مسلم لأنَّ جميع المسلمين معرضون لمسك المصحف بدون وضوء، فما هو رأي الشرع الإسلامي في هذه المسألة وهي حكم مس المصحف بغير وضوء، هذا ما سوف نقوم بتسليط الضوء عليه فيما سيأتي من هذا المقال، كما سوف نمر بالتفصيل على مسألة مس جزء من المصحف الشريف من غير وضوء.

هل يجوز مسك المصحف بدون وضوء

ورد في موضوع مسك المصحف بدون وضوء قولان اثنان عن أهل العلم، نوضح هذين القولين في النقاط الآتية: ^[1]

• القول الأول: لا يجوز مسك المصحف من غير وضوء، وهو ما ذهب إليه علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وسعيد بن زيد وسلمان الفارسي رضي الله عنهم وأرضاهم، وبه أيضًا قال عطاء بن أبي رباح وابن شهاب الزهري والحسن البصري وطاووس بن كيسان والنخعي والفقهاء السبعة وهو مذهب الأئمة الأربعة: الشافعي ومالك وابن حنبل وأبو حنيفة وهو القول الراجح، ودليله قول الله تعالى في سورة الواقعة: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ}. ^[2]
• القول الثاني: يجوز مس القرآن الكريم من غير وضوء، وهو ما ذهب إليه بعض التابعين، وهذا مذهب الظاهرية، والله تعالى أعلم.

أقوال الفقهاء في مسألة مسك المصحف بدون وضوء

كثيرة هي الأقوال التي وردت عن أهل العلم والفقه في موضوع مسك المصحف من غير وضوء، ومنها: ^[3]

• جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: “ذهب جمهور الفقهاء من الحنفيّة والمالكيّة والشّافعيّة والحنابلة إلى أنّه يمتنع على غير المتطهّر مس جلد المصحف المتّصل، والحواشي الّتي لا كتابة فيها من أوراق المصحف، والبياض بين السطور، وكذا ما فيه من صحائف خاليةٍ من الكتابة بالكلّيّة؛ وذلك لأنّها تابعة للمكتوب، وذهب بعض الحنفيّة والشّافعيّة إلى جواز ذلك”.
• قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: “لا يجوز مس المصحف للمسلم إلا على طهارة من الحدثين الأكبر والأصغر، وهكذا نقله من مكان إلى مكان، إذا كان الناقل على غير طهارة، لكن إذا مسه أو نقله بواسطة، كأن يأخذه في لفافة أو في جرابه، أو بعلاقته فلا بأس، أما أن يمسه مباشرة وهو على غير طهارة فلا يجوز على الصحيح الذي عليه جمهور أهل العلم؛ لما تقدم، وأما القراءة فلا بأس أن يقرأ وهو محدث عن ظهر قلب، أو يقرأ ويمسك له القرآن من يرد عليه ويفتح عليه فلا بأس بذلك”.
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “وأما مسُّ المصحف فالصَّحيح أنه يجب له الوضوء كقول الجمهـور”.

حكم مس جزء القرآن بغير وضوء

أفتى علماء المسلمين أنَّه لا فرق بين مس جزء من المصحف أو مس كل المصحف بغير وضوء، فكله حرام وغير جائز في الشرع الإسلامي، وفي هذا قال الإمام النووي في كتابه المنهاج: “ويحرم بالحدث الصلاة والطواف، وحمل المصحف، ومس ورقه، وكذا جلده على الصحيح، وخريطة، وصندوق فيهما مصحف، وما كتب لدرس قرآن كلوح في الأصح”، فحكم الجزء كحكم الكل في هذه المسألة، وهنا لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ فقهاء المذهب المالكي أجازوا مس المصحف أو مس الألواح التي كُتب عليها القرآن الكريم بغير وضوء في حالة التعلم وذلك للحاجة إلى تكرار المس، وفيما يأتي نذكر قول الدردير المالكي في كتابه الشرح الكبير في هذه المسألة: ^[4]

لا يمنع الحدث مس وحمل درهم أو دينار فيه قرآن، فيجوز مسه وحمله للمحدث ولو أكبر، ولا تفسير، فيجوز ولو لجنب، و لا (لوح لمعلّم ومتعلم، حال التعليم والتعلم، وما ألحق بهما، مما يضطر إليه، كحمله لبيت مثلا، فيجوز للمشقة، وإن كان كل من المعلم والمتعلم حائضًا، لا جنباً، لقدرته على إزالة مانِعه، بخلاف الحائض ولا يمنع مس أو حمل جزء، بل ولا كامل على المعتمد، لمتعلم، وكذا معلم، على المعتمد، وإن بلغ أو حائضا لا جنبًا.

مقالات قد تهمك

بهذه الأحكام الشرعية التي تحدثنا عنها نصل إلى ختام ونهاية هذا المقال الذي ألقينا فيه الضوء على هل يجوز مسك المصحف بدون وضوء وتحدثنا عن أقوال الفقهاء في مسألة مسك المصحف بدون وضوء وتحدثنا عن هل يجوز مس جزء من المصحف بغير وضوء.