ما هو حكم تجنيد النساء في الإسلام

ما هو حكم تجنيد النساء في الإسلام هو حكم شرعي مهم؛ حيث صار من الأحكام الشرعية المعروفة في هذا الزمن، هذا الزمن الذي انتشر فيه تجنيد النساء في الجيوش والشرطة والدفاع المدني وغير ذلك من الأعمال العسكرية وغير العسكرية التي لم تكن تُعرف بها النساء في العصور السابقة، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على هل يجوز تجنيد النساء في الجيش وسنمر على حكم عمل المرأة في الشرطة، بالإضافة إلى الحديث عن رأي الإسلام في عمل المرأة في المجالات العسكرية بشكل عام.

حكم تجنيد النساء

وردت في السنة النبوية الشريفة أحاديث عديدة تذكر قصص نساء مسلمات شاركن في الدفاع عن الدين الإسلامي في الغزوات الإسلامية مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: “سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ يومَ أُحُدٍ ما التفتُّ يمينًا ولا شمالا إلا وأنا أراها تقاتلُ دوني يعني أمَّ عمارةَ”. ^[1]

وفي هذا الحديث دليل على أنّ أم عمارة كانت تقاتل يوم أحد مع المسلمين، وعلى هذا استند أهل العلم على أنّه يجوز تجنيد النساء في الإسلام ولكن مع ضرورية التستر والبعد عن كل ما من شأنه أن يدعو إلى الريبة والفتنة، فإذا اضطرت المرأة للعمل في المجالات العسكرية وجب عليها أن تعمل في الأماكن التي لا تختلط فيها مع الرجال، وإذا كان العمل يشترط أن يكون مع الرجال، يجب أن يكون بحذر وحيطة، ويجب أن تلبس المرأة الحجاب الشرعي الكامل، ويجب أن تتمثل دائمًا قول الله تعالى في سورة الأحزاب: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} ^[2]والله تعالى أعلم وأحكم. ^[3]

حكم عمل المرأة في الشرطة

ذكر علماء المسلمين أنّ الأصل للمرأة أن تقر في بيتها وتعمل على تربية أبنائها وإصلاح حال بيتها، التزامًا بقول الله تعالى في سورة الأحزاب: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} ^[4]ولكن إن كانت المرأة مضطرة للعمل فلا حرج أن تعمل في مجال الشرطة مع مراعاة الضوابط الشرعية فيما يتعلق باللباس الشرعي والاختلاط بالرجال، أما إذا حدث خلل في الضوابط الشرعية فعندها سيكون العمل في مجال الشرطة غير جائز على المرأة، والله تعالى أعلم وأحكم. ^[5]

حكم عمل المرأة في المجال العسكري

ذكر أهل العلم أنّ عمل المرأة في المجال العسكري لا يُعدّ تشبهًا بالرجال، وهو جائز للنساء المسلمات إذا التزمن بالحجاب الشرعي والتزمن بعد الاختلاط بالرجال وعدم الخلوة معهن وعدم لبس الثياب التي يختص بها الرجال دون النساء، وذلك من أجل ألّا يحصل في العمل التشبه بالرجال وهو الذي نهى عنه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ” ^[6]

ومن أجل أن يتحقق الأمر الإلهي بغض البصر، قال تعالى في سورة النور: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ^[7]والله تعالى أعلم. ^[8]

مقالات قد تهمك

بهذه المعلومات والأحكام الشرعية نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه على ما هو حكم تجنيد النساء في الإسلام وتحدثنا فيه عن حكم عمل المرأة في الشرطة، وتحدثنا في الختام عن مسألة عمل المرأة المسلمة في المجالات العسكرية بصورة عامة.