هل صلاة التراويح واجبة

هل صلاة التراويح واجبة
هل صلاة التراويح واجبة

هل صلاة التراويح واجبة في الإسلام وهل يأثم المسلم حال تركها سواء كان ذلك بعذر أم بدون عذر هو ما سيقف معه هذا المقال والحديث عنه بالتفصيل خاصة وأنّ صلاة التراويح قد جُعلت في شهر رمضان المبارك فقط وكان لها خاصية معينة، لذلك فإنّه سيكون فيما يأتي تفصيل بعض الأحكام الخاصة بصلاة التراويح.

هل صلاة التراويح واجبة

بحسب أهل العلم فإن صلاة التراويح ليست واجبة، بل هي سنةٌ مؤكدة عن الرسول الكريم، وذلك بدليل قول أبي هريرة رضي الله عنه: وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمةٍ، فيذكر النبي عليه الصلاة والسلام أنّ من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.

واستدل أهل العلم على حكمها من خلال حديث عائشة رضي الله عنها، إذ قالت: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى في المَسْجِدِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، أَوِ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إليهِم رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قالَ: قدْ رَأَيْتُ الذي صَنَعْتُمْ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إلَيْكُمْ إلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ علَيْكُم. قالَ: وَذلكَ في رَمَضَانَ”.[1]

والتراويح لغةً جمعٌ مفردها ترويحة، وروحت بالقوم أيّ صليت بهم التراويح، وأمّا اصطلاحاً فتعرف بأنها قيام شهر رمضان، أو الصلاة التي تؤدى في شهر رمضان الكريم بعد صلاة العشاء ويستمر وقتها إلى ما قبل الفجر.[2]

هل صلاة التراويح واجبة
هل صلاة التراويح واجبة

شاهد أيضًا: لماذا سميت صلاة التراويح بهذا الاسم

كيفية صلاة التراويح بالتفصيل

يبين أهل العلم أن صلاة التراويح كغيرها من الصلوات في قيام الليل تُؤدى مثنى مثنى ويسلم المصلي من كل ركعتين، وقد أشاروا إلى عدم وجود ذكرٍ معينٍ يقال ما بين التسليمات.

وأما عن ركعاتها فلم تتحدد بعددٍ معينٍ، مما يتيح للمسلم تأديتها بالعدد الذي يريده، غير أن أهل العلم قد بينوا أن القيام يبلغ كماله وتمامه إذ ما طابق السنة النبوية الشريفة، وقد كان النبي يصلي إحدى عشر ركعةً، وذلك ما ورد في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حينما ُسئلت عن الصلاة، فقالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه ولم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشر ركعةً، يصلي أربعاً، فلا تَسَلْ عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً، فلا تَسَلْ عن حسنهن وطولهن، ثُمَّ يصلي ثلاثاً.[3]

شاهد أيضًا: كيفية صلاة التراويح بالتفصيل

حديث صلاة التراويح

وأمّا حديث صلاة التراويح فهو الحديث الذي روته أم المؤمنين والذي دلّ على مشروعية صلاة التراويح وحكمها، كما ذكر فيه أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد صلى بالجماعة، ولم يمنعه عن الاستمرار بها سوى تخوفه من أن تُكتب وتُفرض.

قالت السيدة عائشة رضي الله عنها:”أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى في المَسْجِدِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، أَوِ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إليهِم رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قالَ: قدْ رَأَيْتُ الذي صَنَعْتُمْ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إلَيْكُمْ إلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ علَيْكُم. قالَ: وَذلكَ في رَمَضَانَ”.[1]

شاهد أيضًا: حكم مشاهدة الافلام الاباحية في رمضان قبل الافطار

أحكام في صلاة التراويح

ترد على أذهان المسلمين عدداً من الأسئلة حول صلاة التراويح، مما يجعلهم يبحثون عن الإجابات الصحيحة ليتأكدوا من صحة صلاتهم، ونذكر من ذلك بعض الأحكام المتعلقة بصلاة التراويح:

حكم ختم القرآن

استحب أهل العلم ختم القرآن في صلاة التراويح، لِما فيه من فائدة استماعهم إلى كلام الله كاملاً، وذلك شريطة غياب مشقة ختمه  وقد نصوا على ذلك يقولهم: “استحب الفقهاء أن يختم القرآن الكريم في صلاة التراويح؛ ليسمع الناس جميع القرآن في تلك الصلاة. هذا ما استحبه الفقهاء، وهذا الأفضل”.[4]

حكم الجهر في قراءة القرآن

استحب أهل العلم قراءة القرآن جهراً في صلاة التراويح، وقد أجمعوا على ذلك  بدليل ما قاله الإمام النووي: “أجمع المسلمون على استحباب الجَهر بالقِراءة في.. صلاة التراويح، والوتر عقيبَها”.[5]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التراويح في رمضان

حكم صلاة التراويح في المسجد للنساء

بيّن أهل العلم عدم وجوب صلاة التراويح في المسجد للنساء، وأشاروا إلى أن صلاة المرأة في بيتها أفضل لها وخير لها من الصلاة في المسجد فالمرأة جبلت على الستر، والله أعلم.[6]

حكم ترك صلاة التراويح

يبين أهل العلم أن صلاة التراويح سنةٌ مؤكدة، أيّ أنها غير واجبة، وبذلك فإنه لا يترتب على تاركها إثم سواءً تعمد تركها أم لا، غير أنه قد فاته بذلك عظيم الأجر والثواب وهي قيام الليل في رمضان وقد وعد الله تبارك وتعالى قائم الليل وصائم النهار بالأجر العظيم وغفران الذنوب.[5]

هل صلاة التراويح واجبة في المسجد

يشير أهل العلم إلى عدم وجوب صلاة التراويح في المسجد لكونها نافلة، غير أنّهم قد أجمعوا على أفضلية تأديتها في المسجد وكونها من السنة الشريفة، لِما لها من عظيم الأجر والثواب، إذ ينال المصلي بذلك فضل الجماعة وفضل قيام الليل.

وقد استشهدوا على ذلك من خلال السيرة النبوية العطرة وما روته السيدة عائشة من كون النبي الكريم قد صلى التراويح بالجماعة ولم يمنعه من الاستمرار بذلك إلا خشيته من أن تُفرض.[7]

وأيضاً  استدلوا على ذلك بما قاله عبد الرحمن بن عبد القارئ: “خرجتُ مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر رضي الله عنه: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارىء واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم إلى أبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم، فقال عمر: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل”.[7]

شاهد أيضًا: هل يجوز تقبيل الزوجة اثناء الصيام

دعاء صلاة التراويح

يستطيع المسلم أن يدعو بما يشاء في صلاة التراويح، إذ لم يرد في السنة النبوية أدعية تختص بصلاة التراويح دوناً عن غيره، ومن جميل الدعاء:

  • اللهم إنك عفو تحب العافية فاعف عنا واصفح والصفح الجميل.
  • اللهم اغفر لنا ما تقدم وما تأخر من الذنوب، وبدل سيئاتنا حسنات.
  • اللهم ضاعف لنا الأجر، وأكرمنا بالرزق الوفير والخير الكثير.
  • اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا كرباً إلا أزلته.
  • اللهم اكتب لنا الخير حيث كان، وابعد عنا كل أذى وضر وشر.
  • اللهم إنك حسبنا فتولى أمرنا ويسر شؤوننا واستجب لدعواتنا وكن دائماً معنا.

وممكن للمسلم أن يدعو من السنة النبوية كذلك فيقول:

  • اللهمَّ اقسمْ لنا من خشيتِك ما يحولُ بيننا وبين معاصيكَ، ومن طاعتِك ما تبلغُنا به جنتَك، ومن اليقينِ ما يهونُ علينا مصيباتِ الدنيا، ومتعنَا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أحييتَنا، واجعلْه الوارثَ منا، واجعلْ ثأرنا على منْ ظلمَنا، وانصرْنا على منْ عادانا، ولا تجعلْ مصيبَتنا في دينِنا، ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همِّنا، ولا مبلغَ علمِنا، ولا تسلطْ علينا منْ لا يرحمُنا.

  • اللهمَّ إنِّي أسألُك من الخيرِ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ، وأعوذُ بك من الشرِّ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ، اللهمَّ إنِّي أسألُك من خيرِ ما سألَك به عبدُك ونبيُّك، وأعوذُ بك من شرِّ ما عاذ به عبدُك ونبيُّك، اللهمَّ إنِّي أسألُك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بك من النارِ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألُك أنْ تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَه لي خيرًا.

  • اللَّهمَّ إني أعوذُ بك من العجزِ والكسلِ والجبنِ والبخلِ والهَرَمِ وعذابِ القبرِ، اللَّهمَّ آتِ نفسي تقواها وزكِّها أنت خيرُ من زكَّاها أنت وَلِيُّها ومولاها، اللَّهمَّ إني أعوذُ بك من نفسٍ لا تشبعُ، ومن قلبٍ لا يخشعُ، ومن علمٍ لا ينفعُ، ودعوةٍ لا تُستجابُ.

  • اللهمَّ أَصلِحْ لي دِيني الذي هو عصمةُ أمري، وأَصلِحْ لي دنياي التي فيها معاشي، وأَصلِحْ لي آخرَتي التي فيها مَعادي، واجعلِ الحياةَ زيادةً لي في كل خيرٍ، واجعلِ الموتَ راحةً لي من كلِّ شرٍّ.

  • اللَّهُمَّ لكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بعِزَّتِكَ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الحَيُّ الذي لا يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُونَ.

فوائد صلاة التراويح

تعد صلاة التراويح من قيام الليل، الأمر الذي يجعلها تشتمل على فوائد قيام الليل عامةً، فضلاً عن فوائدها الخاصة، ونذكر منها:

  • استقرار الإيمان وثباته: وذلك ما ورد في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمْ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلا}.[8]
  • سببٌ لدخول الجنة: حيث قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}.[9]
  • سببٌ لمغفرة الذنوب: وذلك ما أخبر به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنّ مَن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.
  • صلاة التراويح تعادل صلاة التراويح قيام ليلةٍ كاملة: وذلك ما  أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أنَّ الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف، حُسِبَ له قيام ليلة.

شاهد أيضًا: حكم مداعبة الزوجة في نهار رمضان ونزول المذي

وبذلك نكون قد وصلنا إلى خاتمة مقال هل صلاة التراويح واجبة وذكرنا رأي العلماء في حكم هذه الصلاة وما مشروعيتها وما فضلها ومتى تُقام وغير ذلك من الأحكام الخاصة بصلاة التراويح.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم، مسلم، عائشة، 761، صحيح
  2. ^ al-maktaba.org، كتاب الموسوعة الفقهية، 05/04/2022
  3. ^ shamela.ws، كتاب التباريح في صلاة التراويح، 05/04/2022
  4. ^ al-maktaba.org، كتاب الفقه الميسر، 05/04/2022
  5. ^ dorar.net، المَطلَبُ الثاني: صَلاةُ التَّراويحِ (قيامُ رَمضانَ)، 05/04/2022
  6. ^ al-maktaba.org، كتاب الموسوعة الفقهية، 05/04/2022
  7. ^ al-maktaba.org، كتاب الموسوعة الفقهية، 05/04/2022
  8. ^ المزمل، 1-6
  9. ^ الذاريات، 15 - 17

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *