حكم حلق الحواجب بالموس ابن باز

حكم حلق الحواجب بالموس ابن باز هو حكم شرعي من الأحكام الشرعية التي استرسل في الحديث عنها علماء المسلمين لأهميتها وخاصة في هذا الوقت الذي انتشر فيه النمص بين المسلمين والمسلمات، فصار لزامًا على أئمة الفقه والشرع أن يوضحوا نظرة الإسلام لموضوع حلق الحواجب بالموس، وفي هذا المقال سوف نمرّ بالتفصيل على حكم حلق الحواجب بالموس ابن باز وسنتحدث عن حكم تنظيف الحواجب ابن عثيمين وسنغطي أشهر الأحكام الشرعية عن حلق الحواجب في الإسلام.

الفرق بين النمص والحلق

قبل الحديث عن حكم حلق الحواجب بالموس ابن باز يوجد في المعنى اللغوي والشرعي فرق واضح بين النمص والحلق، فالحلق هو نفس الحلق وهو القص ويختلف عن النمص بأنّ النمص هو النتف بأداة تُسمى المنماص، وقد ورد في كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري لكاتبه ابن حجر -رحمه الله تعالى- ما سيأتي: “وقد أخرج الطبري من طريق أبي إسحاق عن امرأته أنها دخلت على عائشة -وكانت شابة يعجبها الجمال- فقالت: المرأة تحف جيينها لزوجها؟ فقالت: أميطي عنك الأذى ما استطعت”. والمقصود بهذا القول إنّ الحف غير النمص، وهو جائز كما يظهر من كلام السيدة عائشة، وهنا يظهر أنّ الحف أو الحلق يختلف عن النمص، وقد ورد في كتاب لسان العرب: “والمرأة تحف وجهها حفاً وحفافا، تزيل عنه الشعر بالموسى وتقشره”، والله أعلم. ^[1]

شاهد أيضًا: حكم حل السحر بسحر مثله

حكم حلق الحواجب بالموس ابن باز

ذكر الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- أنّه من غير الجائز أن تأخذ المرأة من شعر حاجبيها أو وجهها سواء كان ذلك بالموس أو بأي أداة أخرى، واستدل ابن باز في هذا الحكم بحديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذي رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- والذي جاء فيه: “لعنَ رسولُ اللَّهِ النَّامصةَ والمتنمِّصةَ” ^[2]لذا فإنّ من الضروري أن يتنبه المسلمون لمثل هذه الأمور الذي ورد تحريمها صريحًا في المصادر الشرعيّة الإسلامية، ويجب على المرأة المسلمة أن تحرص على عدم القيام بما حرم الله تعالى، وفيما يأتي نذكر نص فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى: ^[3]

ليس للمرأة أن تأخذ من شعر حاجبيها أو وجهها شيئًا؛ لأن أهل العلم باللغة العربية قالوا: إن النمص الذي لعن الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- صاحبه هو الأخذ من الحاجبين أو من شعر الوجه، ونتف ذلك أو أخذه بالمنماص وهو المنقاش فليس لها أن تأخذ من حاجبيها، وليس لها أن تأخذ من شعر وجهها، بل عليها أن تدع ذلك.

وتحذر ما جاء عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- من اللعن؛ لأن الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- لعن النامصة والمتنمصة، قال العلماء: والنمص: أخذ شعر الوجه أو أخذ شعر الحاجبين، فليس لها أن تفعل ذلك، وعليها أن تتقي الله في ذلك، لكن لو نبت لها لحية، أو شارب، أو شعر خلاف العادة يعني يشينها فلا بأس أن تأخذه وتزيله، أما الشيء العادي الذي ما فيه استنكار هذا يترك، وهكذا الحاجبان لا يتعرض لهما. نعم.

شاهد أيضًا: حكم التهنئة بيوم الجمعة ابن عثيمين

حكم تنظيف الحواجب ابن عثيمين

ورد عن الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى- أنّ تنظيف الحواجب ينقسم إلى قسمين اثنين: الأول أن يكون بالنتف أو النمص وهو محرم في الإسلام وغير جائز بدليل الحديث الشريف الذي جاء فيه: “لعنَ رسولُ اللَّهِ النَّامصةَ والمتنمِّصةَ” ^[2]والثاني أن يكون بالقص أو الحف، وهذا ما اختلف فيه أهل العلم فمنهم من قال إنه من النمص وهو حرام وملعون فاعله وملعونة فاعلته، ومنهم من قال إنه من غير النمص ولا يُلعن فاعله، وفيما يأتي نذكر نص فتوى الشيخ ابن عثيمين كاملة: ^[4]

أخذ الزائد من الحواجب ينقسم إلى قسمين: إما أن يكون منكرًا عن طريق النتف فهذا لا يجوز؛ لأنه من النمص الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعلته، وإذا كان بطريق القص فقد قال بعض العلماء أنه من النمص أيضاً، فيدخل في اللعنة أيضاً، وقال آخرون: ليس من النمص، فلا يدخل في اللعنة، ولكنه مع هذا لا ينبغي إلا إذا كانت الحواجب كثيرة الشعر بحيث إنها تجعل على العين ظلمة، وقصراً في النظر، فهذا لا بأس أن تزيل ما يخشى منه هذا المحظور.

حكم حلق الحواجب بالموس إسلام ويب

ورد في موقع إسلام ويب للفتاوى أن أهل العلم اختلفوا في حكم حلق الحواجب، والاختلاف في هذا الحكم في المعنى اللغوي للحلق، وهل هو في معنى النمص أو في غير معناه، وفيما يأتي نذكر القولين في هذا الحكم: ^[5]

• القول الأول: أباح بعض أهل العلم حلق الحواجب بحجة أنه ليس من النمص ولا حرج فيه لو كان يسيرًا ولو كانت الزوجة تقوم به تزينًا لزوجها، وقالوا إن الحلق غير النمص الذي لعن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فاعله ولعن فاعلته في الحديث الشريف.
• القول الثاني: حرم آخرون من أهل العلم حلف الحواجب معتبرين أنّه من النمص المحرم في الشريعة الإسلامية، والله تعالى أعلم.

شاهد أيضًا: حكم جرح الزوج لزوجته بالكلام

حكم إزالة شعر الحواجب

إنّ إزالة شعر الحواجب حرام في الإسلام وهذا ما نص عليه علماء الشافعية والحنابلة وهذا ما قاله ابن حزن وابن باز وابن عثيمين وهذا ما قالته اللجنة الدائمة للإفتاء، ولا شك أنّ هذا الاتفاق بين أهل العلم نابع من كثرة الأدلة الواضحة الصريحة على هذا الحكم، حيث وردت في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تعدّ دلائل واضحة على هذا تحريم إزالة شعر الحواجب في الإسلام.

وأوضح الأدلة حديث رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- أنّه قال: “لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَاتِ والمُوتَشِمَاتِ، والمُتَنَمِّصَاتِ، والمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ، فَبَلَغَ ذلكَ امْرَأَةً مِن بَنِي أسَدٍ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ يَعْقُوبَ، فَجَاءَتْ فَقالَتْ: إنَّه بَلَغَنِي عَنْكَ أنَّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وكَيْتَ، فَقالَ: وما لي لا ألْعَنُ مَن لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومَن هو في كِتَابِ اللَّهِ؟ فَقالَتْ: لقَدْ قَرَأْتُ ما بيْنَ اللَّوْحَيْنِ، فَما وجَدْتُ فيه ما تَقُولُ. قالَ: لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لقَدْ وجَدْتِيهِ، أَمَا قَرَأْتِ: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}؟ قالَتْ: بَلَى، قالَ: فإنَّه قدْ نَهَى عنْه، قالَتْ: فإنِّي أرَى أهْلَكَ يَفْعَلُونَهُ، قالَ: فَاذْهَبِي فَانْظُرِي، فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ، فَلَمْ تَرَ مِن حَاجَتِهَا شيئًا، فَقالَ: لو كَانَتْ كَذلكَ ما جامَعَتُها” ^[6]والله تعالى أعلم. ^[7]

شاهد أيضًا: حكم التبرع بالاعضاء بعد الموت هيئة كبار العلماء

حكم ازالة الشعر بين الحاجبين

إنّ الشعر النابت بين الحاجبين ليس من شعر الحاجبين بناءً على المعنى اللغوي للحاجبين، هذا المعنى الوارد في كتاب تاج العروس، فالحاجبان هما العظمان اللذان فوق العين باللحم والشعر الذي فيهما، بناء على هذا يكون الشعر بين الحاجبين مختلفًا عن الحاجبين، لذا أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء بجواز إزالة الشعر بين الحاجبين، وهو الشعر الموجود أعلى الأنف لأنّه ليس من الحاجبين، وإزالته ليست من النمص الذي حرمه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وقد أجاب الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- عندما سئل عن إزالة الشعر بين الحاجبين فقال: ^[8]

لا أعلم مانعًا من ذلك؛ لأنه ليس من الحاجبين، وإن تركته احتياطًا، فحسن، وأما زواله، فلا أعلم فيه بأسًا؛ لأنه ليس من الحاجبين اللذين جاء فيهما النهي عن النمص، وإن تركته أخذاً بقول من قال إن النمص يشمل جميع الوجه، شعر جميع الوجه، فهذا من باب الاحتياط، من باب: (دع ما يريبك إلى ما يريبك) وإلا فالأصل أنه ليس من الحاجبين، وإنما هو جزء بينهما، وقد يسبب شيئاً من التشويه، أو الكراهة من الزوج، فالحاصل أنه لا حرج فيه إن شاء الله، وإن ترك على سبيل الاحتياط، فأرجوا أن ذلك حسناً إن شاء الله عملاً بالعموم.

لماذا حرم الله النمص

في ختام الحديث عن حكم حلق الحواجب بالموس ابن باز لقد حرّم الله رب العالمين النمص وهو إزالة أو نتف شعر الحاجبين لما فيه من تغيير خلق الله رب العالمين، والله تعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم، قال تعالى في سورة التين: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} ^[9]وقد ذهب علماء المذاهب الإسلامية الأربعة إلى أسباب أخرى لتحريم النمص، مثل التشبه بالكافرات، وكلها أسباب منطقية لتحريم النمص، والله تعالى أعلم. ^[10]

شاهد أيضًا: هل يجوز مجامعة الزوجة من الخلف أثناء الدورة الشهرية

بهذه المعلومات الفقهية المهمة عن موضوع النمص وإزالة شعر الحواجب نختم هذا المقال الذي ألقينا فيه الضوء على حكم حلق الحواجب بالموس ابن باز ومررنا فيه بالتفصيل على حكم تنظيف الحواجب ابن عثيمين وتحدثنا عن مجموعة من الفتاوى الإسلامية المهمة التي تتعلق بحلق الحواجب وإزالتها في الشرع الإسلامي.