هل يجوز سجود الشكر للحائض

هل يجوز سجود الشكر للحائض هو حكم شرعي مهم يتعلق بمسألة الطهارة وحكمها في سجود الشكر، وهو من الأحكام الشرعية التي ينبغي على كل مسلم أن يعرفها حقّ المعرفة حتَّى لا يقع في المحرمات التي حرمها الله رب العالمين بسبب جهله الحكم الشرعي للأمر، فالتفقه في الدين الإسلامي واجب على كل مسلم، وفي هذا المقال سوف نعرف سجود الشكر وسوف نمر على حكم هذا السجود وسوف نلقي الضوء على حكم سجود الشكر للحائض بالإضافة إلى الحديث عن مسألة الطهارة في سجود الشكر.

ما هو سجود الشكر

قبل الحديث عن هل يجوز سجود الشكر للحائض جدير بالقول إنّ سجود الشكر يُعرّف بأنّه سجود يقوم به الإنسان شُكرًا لله رب العالمين على نعمة ساقها له أو ساقها لعامة المسلمين، فإذا بُشّر المسلم بولد يمكن أن يسجد سجود شكر أو إذا سلمه الله تعالى من مصيبة أو أذية فبإمكانه أن يسجد شكرًا لله رب العالمين، وقد ثبت أنّ أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- سجد لله رب العالمين شكرًا له على مقتل مسيلمة الكذاب، والله تعالى أعلم. ^[1]

ما هو دعاء سجود الشكر

في لحظة السجود شكرًا لله رب العالمين ينبغي على المسلم أن يدعو بالأدعية الخاصة بهذا السجود، ومن هذه الأدعية ما سوف تعرضه النقاط الآتية: ^[1]

• سجدَ وجهي للذِي خلقهُ وشقَّ سمعهُ وبصرهُ بحولهِ وقوتهِ.
• اللهم اكتُبْ لي بها عندك أجرًا واجعلْها لي عندك ذُخرًا، وضَعْ عني بها وِزرًا، وتقبَّلْها مني كما تقبَّلتَها من عبدِك داودَ.
• اللَّهمَّ لَكَ سجدتُ وبِكَ آمنتُ ولَكَ أسلمتُ وأنتَ ربِّي سجدَ وجْهي للَّذي خلقَهُ وصوَّرَهُ وشقَّ سمعَهُ وبصرَهُ تبارَكَ اللَّهُ أحسنُ الخالقينَ.

هل يجوز سجود الشكر للحائض

ذكر علماء المذاهب الإسلامية الأربعة أنّ السجود صلاة، ويجب أن يكون المسلم طاهرًا أثناء السجود وأن يستر عورته، وسجود الشكر بناء على هذا لا يجوز للحائض، فالحائض لا تجوز لها الصلاة والصيام، قال ابن قدامة في كتابه المغني: “ولا يسجد إلا وهو طاهر، وجملة ذلك أنه يشترط للسجود ما يشترط للنافلة من الطهارتين ولا نعلم فيه خلافًا إلا ما روي عن عثمان في الحائض تسمع السجدة تومئ برأسها”، وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه المجموع: “قال أصحابنا: وفي معنى الصلاة سجود التلاوة والشكر، فيحرمان على الحائض والنفساء”، والله تعالى أعلم. ^[2]

هل تجب الطهاره في سجود الشكر

على الرغم من أنّ علماء المسلمين وفقهائهم اشترطوا الطهارة في سجود الشكر إلّا أنّها ليست واجبة، وذلك لعدم وجود دليل صريح على وجوبها، ولأنّ سجود الشكر هو مثل التسبيح والتهليل وذكر الله تعالى، والذكر لا تشترط فيه الطهارة أبدًا، فيمكن للمسلم أن يسجد لله تعالى شكرًا له على نعمة أنعم بها عليه دون أن يتطهر أو يتوضأ أبدًا، والله تعالى أعلم. ^[3]

هل يجوز سجود الشكر بدون وضوء

اختلف الفقهاء في حكم الطهارة لسجدة الشكر، فقد اعتبرها بعضهم مثل التسبيح والتهليل ولا يشترط لها الوضوء، بينما أشار آخرون إلى أنها مثل الصلاة ويشترط لها الوضوء، فالمسلم في سعة من أمره ولكن الأحوط أن يتوضأ ويستر عورته، ولكن يجوز الأخذ بالقول الآخر وهو عدم اشتراط الوضوء وستر العورة، وإلى ذلك أشار موقع الإسلام سؤال وجواب بقول: “الصحيح أنه لا يشترط لسجود الشكر ما يشترط للصلاة ، من الطهارة ، وستر العورة – ومنه الحجاب للمرأة – ، واستقبال القبلة ، وغيرها . وهذا قول كثير من السلف ، واختاره بعض المالكية ، وكثير من المحققين ، كابن جرير الطبري ، وابن حزم ، وشيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن القيم ، والشوكاني ، والصنعاني ، ورجحه كثير من مشايخنا ، ومنهم : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، والشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ، والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين – رحمهم الله – ، وغيرهم . خلافاً لمن اشترط لسجود الشكر ما يشترط للنافلة ، وهو مذهب الشافعية ، وقال به أكثر الحنابلة ، وبعض الحنفية ، وبعض المالكية”.^[3]

بعد الحديث عن هل يجوز سجود الشكر للحائض إن سجود التلاوة للحائض في الإسلام جائز ومباح، حيث إنه يمكن للمرأة في الإسلام أن تقرأ القرآن الكريم عن ظهر قلب، وبما أنّ سجود التلاوة هو من الذكر وهو ليس صلاة، فيجوز أن يكون دون طهارة، وذلك لأنّه من أنواع الذكر، وهذا ما ذكره علماء المسلمين، والله تعالى أعلم وأحكم. ^[4]

هل يجوز سجود الشكر بدون حجاب

عطفًا على ما ورد من حديث عن هل يجوز سجود الشكر للحائض لا بدَّ من القول إنّ مسألة سجود الشكر بدون حجاب للمرأة المسلمة موضوع اختلف فيه أهل العلم، فورد في هذا الموضوع قولان، وهما: ^[5]

• القول الأول: إنّ الأفضل أن تراعي المرأة المسلمة شروط الصلاة في سجود الشكر، فتستر العورة وتتطهر، حيث يرى أصحاب هذا القول أنّ سجود الشكر هو بحكم الصلاة، قال ابن قدامة في كتابه المغني: ” يُشْتَرَطُ لِلسُّجُودِ مَا يُشْتَرَطُ لِصَلَاةِ النَّافِلَةِ؛ مِنْ الطَّهَارَتَيْنِ مِنْ الْحَدَثِ وَالنَّجَسِ، وَسَتْرِ الْعَوْرَةِ، وَاسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ، وَالنِّيَّةِ، وَلَا نَعْلَمُ فِيهِ خِلَافًا؛ إلَّا مَا رُوِيَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فِي الْحَائِضِ تَسْمَعُ السَّجْدَةَ، تُومِئُ بِرَأْسِهَا، وَبِهِ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، قَالَ، وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَعَنْ الشَّعْبِيِّ فِي مَنْ سَمِعَ السَّجْدَةَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ يَسْجُدُ حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ”.
• القول الثاني: ذهب آخرون من أهل العلم إلى أنّ سجود الشكر ليس صلاة ولا تشترط فيه الطهارة ولا ستر العورة ولا يشترط فيه لبس الحجاب للمرأة، قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى: “الصحيح أن سجود الشكر لا تشترط له الطهارة، بل هو مثل سجود التلاوة، لا مانع من السجود وإن كان على غير طهارة، وهكذا سجود الشكر ليس له شرط الطهارة، فيسجد وإن كان على غير طهارة؛ لأنه ليس من جنس الصلاة، بل هو ذل لله واستكانة وعبادة له سبحانه من جنس الذكر، ومن جنس التسبيح والتهليل، ومن جنس قراءة القرآن”.

حكم سجود الشكر

في ختام ما ورد من حديث عن هل يجوز سجود الشكر للحائض اختلف علماء المسلمين في مسألة حكم سجود الشكر، فذهب الشافعية والحنابلة إلى أنّ سجود الشكر سنة إذا وجد سبب السجود، بينما رأى المالكية أنّ السجود مكروه، وذهب الحنابلة أيضًا إلى كراهة سجود الشكر، ويرى العلماء الذين أباحوا هذا السجود أنّ السجود يُشرع إذا طرأت نعمة واضحة وظاهرة على المسلم، كأن يرزقه الله تعالى بولد بعد أن يأس من ذلك أو أن يشفيه من مرض يأس من شفائه منه، ورأى الحنابلة أنّ سجود الشكر يجب أن يسجد لنعمة عامة على جميع المسلمين وليس أن يسجد لنعمة خاصة، والله تعالى أعلم. ^[6]

مقالات قد تهمك

بهذه المعلومات والأحكام الفقهية نصل إلى ختام هذا المقال الذي ألقينا فيه الضوء على تعريف سجود الشكر ودعاء هذا السجو، ومررنا فيه على هل يجوز سجود الشكر للحائض وقدمنا فيه معلومات مفصلة عن حكم سجود الشكر في الإسلام وعن حكم سجود الشكر بدون حجاب.