لماذا سمي المسيح الدجال بهذا الاسم

لماذا سمي المسيح الدجال بهذا الاسم
لماذا سمي المسيح الدجال بهذا الاسم

لماذا سمي المسيح الدجال بهذا الاسم، الساعةٌ حقٌّ لا شكّ فيه، وهي آتيةٌ لا ريب فيها، وإنما يؤخرها الله لوقتٍ لا يعلمه إلا هو، فلا تأتي الناس إلا بغتةً وهم لا يشعرون، وللساعة أشراطٌ وعلامات كان منها ظهور سيدنا محمد – صلّى الله عليه وسلّم – ليكون خاتم الأنبياء ويكون الإسلام خاتم الأديان، ومن علامات الساعة ظهور المسيح الدجال، وفي هذا المقال سنتعرف لماذا سمي المسيح الدجال بهذا الاسم ونذكر لكم ما تيسر من خبره والأحاديث التي جاء ذكره فيها.

من هو المسيح الدجال

المسيح الدجّال أو الأعور الدّجال هو أحد علامات الساعة الكبرى التي أخبر عنها النبي – صلّى الله عليه وسلّم، وهو رجلٌ جسيم البدن أحمر البشرة أعور العين، قصير القامة وأفحج أي متباعد ما بين فخذيه، في ظهره انحناء، يخرج في آخر الزمان من جهة المشرق من أرض أصفهان، ليكون أعظم فتنةٍ أرسلها الله على الأرض ليفتن بها الناس، حيث يدّعي في البداية أنه رجلٌ صالح ثمّ يدّعي بأنه ملك ثمّ نبيّ إلى أن يدّعي الألوهية، وقد قدّر الله له ومنحه قدراتٍ غير عادية ومعه جبالٌ من خبر ومعه نهران نهر أحدهما يقول الجنّة والآخر النار، فمن دخل جنّته دخل النار، ومن دخل ناره فقد دخل الجنّة، يمكث في الأرض أربعين يوماً، يومٌ كسنة ويومٌ كشهر ويومٌ كأسبوع وباقي أيامه مثل الأيام العادية، ويحشد أتباعه قاصداً بيت المقدس ويصطدم مع جيش الإمام المهدي، وتكون نهايته على يد المسيح عيسى بن مريم -عليه السلام- بعد أن يهبط إلى الأرض في آخر الزمان، وتتوالى بعده علامات آخر الزمان إلى أن تقوم الساعة بأمر الله سبحانه وتعالى.[1]

شاهد أيضاً: من هو ابو الانبياء ولماذا سمي بهذا الاسم

لماذا سمي المسيح الدجال بهذا الاسم

كلمة المسيح تحمل معنيين، فهو الصديق، أو الضليل الكذاب، فأمّا عيسى بن مريم – عليه السلام – فهو الصديق وأمّا المسيح الدجال فهو الضليل الكذاب، وسمّي المسيح الدجال بالمسيح لأنّ عينه ممسوحة، أو لأنه يكثر السياحة ويجوب الأرض في أربعين يوماً، فلا تكون في الأرض بقعةٌ إلى مرّ بها ما عدا مكّة والمدينة فكلّما قصد الدخول إليهما واجهه مَلَكٌ بسيفٍ ومنعه من الدخول.[2]

وأمّا الدجّال: فهو مأخوذٌ من مقولة ” دجل البعير إذا طلاه بالقطران وغطاه به”، والدجل هو الخلط، والدجّال هو المموه الكذاب الذي يخلط الأمور، ويكثر الكذب والتدليس، وسمّي الدجال بذلك لأنه يحجب الحقّ ويغطّيه بالباطل، ويغطي كفره على الناس ويموه ويلبس عليهم ويفتنهم ويضلهم، وأيضاً لكذبه وافتراءه فهو يدّعي النبوة ثمّ الألوهية ويجوب الأرض بطريقةٍ غريبةٍ قدّرها الله له ومنحه إياها ليكون فتنةً عظيمةً يفتن بها الكثير من الذين شاء الله أن يفتنهم، وأمّا الذين هداهم الله فلا تزيدهم هذه الفتنة إلا إيماناً بالله وتسليماً بوجوده وقدرته.

صفات المسيح الدجال

وأمّا عن الصفات الثابتة في المسيح الدجال فهو رجلٌ أحمر البشرة جسيم البدن، قصير القامة أفحج متباعد ما بين الفخذين، عينه اليمنى عوراء كأنها عنبةٌ طافية، وعلى عينه اليسرى ظفرةٌ غليظة، ومكتوبٌ على جبهته كافر[1]، فعن أبي أمامة الباهلي – رضي الله عنه – قال رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم: ” يا أَيُّها الناسُ ! إنها لم تكن فتنةٌ على وجهِ الأرضِ ، منذُ ذَرَأَ اللهُ ذُرِّيَّةَ آدمَ أَعْظَمَ من فتنةِ الدَّجَّالِ ، وإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ لم يَبْعَثْ نبيًّا إلا حَذَّرَ أُمَّتَه الدَّجَّالَ ، وأنا آخِرُ الأنبياءِ ، وأنتم آخِرُ الأُمَمِ ، وهو خارجٌ فيكم لا مَحالةَ ، فإن يخرجْ وأنا بين أَظْهُرِكم ، فأنا حَجِيجٌ لكلِّ مسلمٍ ، وإن يخرجْ من بَعْدِي ، فكلٌّ حَجِيجُ نفسِه ، واللهُ خَلِيفَتِي على كلِّ مسلمٍ ، وإنه يخرجُ من خُلَّةٍ بين الشامِ والعراقِ . فيَعِيثُ يمينًا وشمالًا ، يا عبادَ اللهِ ! أَيُّها الناسُ ! فاثبُتوا فإني سأَصِفُه لكم صفةً لم يَصِفْها إياه قبلي نبيٌّ ، … يقولُ : أنا ربُّكم ، ولا تَرَوْنَ ربَّكم حتى تَمُوتُوا ، وإنه أَعْوَرُ ، وإنَّ ربَّكم ليس بأَعْوَرَ ، وإنه مكتوبٌ بين عَيْنَيْهِ : كافرٌ ، يقرؤُه كلُّ مؤمنٍ ، كاتِبٌ أو غيرُ كاتِبٍ.”[4]

لماذا سمي المسيح الدجال بهذا الاسم
لماذا سمي المسيح الدجال بهذا الاسم

شاهد أيضاً:  من هو النبي ابن النبي ابن النبي ابن النبي

مقابلة تميم الداري للدجال ورؤيته

وقد ورد في صحيح مسلم عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها عن الرسول – صلّى الله عليه وسلّم – أنه أخبر بقصة تميم الداري في سفره ورؤيته للدجال وحديثه معه وجاء في هذا الحديث:

“فَلَمَّا قَضَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَاتَهُ جَلَسَ علَى المِنْبَرِ وَهو يَضْحَكُ، فَقالَ: لِيَلْزَمْ كُلُّ إنْسَانٍ مُصَلَّاهُ، ثُمَّ قالَ: أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ؟ قالوا: اللَّهُ وَرَسولُهُ أَعْلَمُ، قالَ: إنِّي وَاللَّهِ ما جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلَا لِرَهْبَةٍ، وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ لأنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ كانَ رَجُلًا نَصْرَانِيًّا، فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ، وَحدَّثَني حَدِيثًا وَافَقَ الَّذي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عن مَسِيحِ الدَّجَّالِ. حدَّثَني أنَّهُ رَكِبَ في سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ مع ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِن لَخْمٍ وَجُذَامَ، فَلَعِبَ بهِمِ المَوْجُ شَهْرًا في البَحْرِ، ثُمَّ أَرْفَؤُوا إلى جَزِيرَةٍ في البَحْرِ حتَّى مَغْرِبِ الشَّمْسِ، فَجَلَسُوا في أَقْرُبِ السَّفِينَةِ، فَدَخَلُوا الجَزِيرَةَ، فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ، لا يَدْرُونَ ما قُبُلُهُ مِن دُبُرِهِ؛ مِن كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقالوا: وَيْلَكِ! ما أَنْتِ؟ فَقالَتْ: أَنَا الجَسَّاسَةُ، قالوا: وَما الجَسَّاسَةُ؟ قالَتْ: أَيُّهَا القَوْمُ، انْطَلِقُوا إلى هذا الرَّجُلِ في الدَّيْرِ؛ فإنَّه إلى خَبَرِكُمْ بالأشْوَاقِ، قالَ: لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلًا فَرِقْنَا منها أَنْ تَكُونَ شيطَانَةً، قالَ: فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا حتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ، فَإِذَا فيه أَعْظَمُ إنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا، وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا، مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إلى عُنُقِهِ، ما بيْنَ رُكْبَتَيْهِ إلى كَعْبَيْهِ بالحَدِيدِ، قُلْنَا: وَيْلَكَ! ما أَنْتَ؟ قالَ: قدْ قَدَرْتُمْ علَى خَبَرِي، فأخْبِرُونِي ما أَنْتُمْ؟ قالوا: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ العَرَبِ رَكِبْنَا في سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ، فَصَادَفْنَا البَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ، فَلَعِبَ بنَا المَوْجُ شَهْرًا، ثُمَّ أَرْفَأْنَا إلى جَزِيرَتِكَ هذِه، فَجَلَسْنَا في أَقْرُبِهَا، فَدَخَلْنَا الجَزِيرَةَ، فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ، لا يُدْرَى ما قُبُلُهُ مِن دُبُرِهِ مِن كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقُلْنَا: وَيْلَكِ! ما أَنْتِ؟ فَقالَتْ: أَنَا الجَسَّاسَةُ، قُلْنَا: وَما الجَسَّاسَةُ؟ قالَتْ: اعْمِدُوا إلى هذا الرَّجُلِ في الدَّيْرِ؛ فإنَّه إلى خَبَرِكُمْ بالأشْوَاقِ، فأقْبَلْنَا إلَيْكَ سِرَاعًا، وَفَزِعْنَا منها، وَلَمْ نَأْمَن أَنْ تَكُونَ شيطَانَةً. فَقالَ: أَخْبِرُونِي عن نَخْلِ بَيْسَانَ، قُلْنَا: عن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قالَ: أَسْأَلُكُمْ عن نَخْلِهَا؛ هلْ يُثْمِرُ؟ قُلْنَا له: نَعَمْ، قالَ: أَمَا إنَّه يُوشِكُ أَنْ لا تُثْمِرَ، قالَ: أَخْبِرُونِي عن بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ، قُلْنَا: عن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قالَ: هلْ فِيهَا مَاءٌ؟ قالوا: هي كَثِيرَةُ المَاءِ، قالَ: أَمَا إنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ، قالَ: أَخْبِرُونِي عن عَيْنِ زُغَرَ، قالوا: عن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قالَ: هلْ في العَيْنِ مَاءٌ؟ وَهلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بمَاءِ العَيْنِ؟ قُلْنَا له: نَعَمْ، هي كَثِيرَةُ المَاءِ، وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِن مَائِهَا، قالَ: أَخْبِرُونِي عن نَبِيِّ الأُمِّيِّينَ ما فَعَلَ؟ قالوا: قدْ خَرَجَ مِن مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ، قالَ: أَقَاتَلَهُ العَرَبُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قالَ: كيفَ صَنَعَ بهِمْ؟ فأخْبَرْنَاهُ أنَّهُ قدْ ظَهَرَ علَى مَن يَلِيهِ مِنَ العَرَبِ وَأَطَاعُوهُ، قالَ لهمْ: قدْ كانَ ذلكَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قالَ: أَمَا إنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لهمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، وإنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي؛ إنِّي أَنَا المَسِيحُ، وإنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لي في الخُرُوجِ، فأخْرُجَ، فأسِيرَ في الأرْضِ فلا أَدَعَ قَرْيَةً إلَّا هَبَطْتُهَا في أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، غيرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ؛ فَهُما مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا، كُلَّما أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً -أَوْ وَاحِدًا- منهما اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا، يَصُدُّنِي عَنْهَا، وإنَّ علَى كُلِّ نَقْبٍ منها مَلَائِكَةً يَحْرُسُونَهَا. قالَتْ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَطَعَنَ بمِخْصَرَتِهِ في المِنْبَرِ: هذِه طَيْبَةُ، هذِه طَيْبَةُ، هذِه طَيْبَةُ -يَعْنِي المَدِينَةَ- أَلَا هلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ ذلكَ؟ فَقالَ النَّاسُ: نَعَمْ. فإنَّه أَعْجَبَنِي حَديثُ تَمِيمٍ؛ أنَّهُ وَافَقَ الَّذي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عنْه، وَعَنِ المَدِينَةِ وَمَكَّةَ، أَلَا إنَّه في بَحْرِ الشَّأْمِ أَوْ بَحْرِ اليَمَنِ، لا، بَلْ مِن قِبَلِ المَشْرِقِ ما هُوَ، مِن قِبَلِ المَشْرِقِ ما هو، مِن قِبَلِ المَشْرِقِ ما هو، وَأَوْمَأَ بيَدِهِ إلى المَشْرِقِ، قالَتْ: فَحَفِظْتُ هذا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ.”[5]

لماذا سمي المسيح الدجال بهذا الاسم
لماذا سمي المسيح الدجال بهذا الاسم

شاهد أيضاً: من هو النبي الذي تمنى الموت

ذكر المسيح الدجال في القرآن

لم يذكر المسيح الدجال صراحةً في القرآن الكريم وإنما استدلّ بعض المفسرين بقوله تعالى: ” هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ”[6]، وقال رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – في الصحيح: ” إنَّ السَّاعَةَ لا تَكُونُ حتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، وَالدُّخَانُ، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأرْضِ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِن قُعْرَةِ عَدَنٍ تَرْحَلُ النَّاسَ”،[7] والإيمان الحقّ بالله تعالى يقتضي الإيمان بالقرآن الحكيم وبما جاء به الرسول الكريم محمد – صلّى الله عليه وسلّم – الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى.[8]

فتنة المسيح الدجال

المسيح الدجال هو أعظم فتنةٍ تنزل على الأرض، ينزل في وقتٍ يشتد فيه البلاء ويكون معه جبالٌ من خبز ومعه نهران نهرٌ يقول أنه جنّة وآخر يقول بأنه نار، ومن فتنته أنه يجعل السماء تمطر ويجعل الأرض تنبت وكل ذلك من الأمور أجراها الله على يده ليقضي الله أمره ويتمّ أجله وينفّذ وعيده، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ” وإنَّ من فتنتِه أنَّ معه جَنَّةً ونارًا ، فنارُه جنةٌ ، وجنتُه نارٌ ، فمَن ابتُلِيَ بنارِه فلْيَسْتَغِثْ باللهِ ، ولْيَقْرَأْ فواتِحَ الكهفِ… وإنَّ من فتنتِه أن يقولَ للأعرابيِّ : أرأيتَ إن بَعَثْتُ لك أباك وأمَّك أَتَشْهَدُ أني ربُّك ؟ فيقولُ : نعم ، فيتمثلُ له شيطانانِ في صورةِ أبيه وأمِّه ، فيقولانِ : يا بُنَيَّ اتَّبِعْهُ ، فإنه ربُّك ، وإنَّ من فتنتِه أن يُسَلَّطَ على نفسٍ واحدةٍ فيَقْتُلُها ، يَنْشُرُها بالمِنْشارِ حتى تُلْقَى شِقَّيْنِ ، ثم يقولُ : انظُرُوا إلى عَبْدِي هذا ، فإني أَبْعَثُه ثم يَزْعُمُ أنَّ له ربًّا غيري ، فيبعثُه اللهُ ، ويقولُ له الخبيثُ : مَن ربُّك ؟ فيقولُ : رَبِّيَ اللهُ ، وأنت عَدُوُّ اللهِ ، أنت الدَّجَّالُ ، واللهِ ما كنتُ قَطُّ أَشَدُّ بصيرةً بك مِنِّي اليومَ . وإنَّ من فتنتِه أن يأمرَ السماءَ أن تُمْطِرَ ، فتُمْطِرُ ، ويأمرَ الأرضَ أن تُنْبِتَ ، فتُنْبِتُ . وإنِّ من فتنتِه أن يَمُرِّ بالحيِّ فيُكَذِّبونه ، فلا يَبْقَى لهم سائمةٌ إلا هَلَكَت . وإنَّ من فتنتِه أن يَمُرَّ بالحيِّ ، فيُصَدِّقونه ، فيأمرُ السماءَ أن تُمْطِرَ فتُمْطِرُ ، ويأمرُ الأرضَ أن تُنْبِتَ فتُنْبِتُ ، حتى تَرُوحَ مَواشِيهِم من يومِهِم ذلك أَسْمَنَ ما كانت ، وأَعْظَمَه ، وأَمَدَّه خَواصِرَ وأَدَرَّهُ ضُروعًا”.[4]

لماذا سمي المسيح الدجال بهذا الاسم
لماذا سمي المسيح الدجال بهذا الاسم

مكوث المسيح الدجال في الأرض

وقد ورد في الأحاديث أنّ المسيح الدجال يمكث في الأرض أربعين يوماً أول يومٍ يمضي وكأنه سنة ويمرّ الثاني وكأنه شهر ويمرّ الثالث وكأنه أسبوع ثمّ تكون باقي أيامه مثل أيامنا، يجوب الأرض كلها ما عدا مكّة والمدينة فهما محرمتان عليه وعلى كلّ نقبٍ من أنقابهما ملائكةٌ حراسٌ يردونه عنهما، قال – صلّى الله عليه وسلّم : ” وإنه لا يَبْقَى شيءٌ من الأرضِ إلا وَطِئَه وظَهَر عليه ، إلا مكةَ والمدينةَ ، لا يأتِيهِما من نَقَب من أنقابِهِما إلا لَقِيَتْهُ الملائكةُ بالسيوفِ صَلْتَةً ، حتى يَنْزِلَ عند الضَّرِيبِ الأحمرِ ، عند مُنْقَطَعِ السَّبَخةِ ، فتَرْجُفُ المدينةُ بأهلِها ثلاثَ رَجْفاتٍ ، فلا يَبْقَى فيها منافقٌ ولا منافقةٌ إلا خرج إليه ، فتَنْفِي الخبيثَ منها ، كما يَنْفِي الكيرُ خَبَثَ الحديدِ ، ويُدْعَى ذلك اليومُ يومَ الخَلَاصِ”.[4]وعن النواس بن سمعان الأنصاري رضي الله عنه لما سألوا رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم عن خبر الدجال – قال: ” قلنا : وما لُبثُه في الأرضِ ؟ قال : أربعون يومًا : يومٌ كسنةٍ ويومٌ كشهرٍ ، ويومٌ كجمعةٍ ، وسائرُ أيَّامِه كأيَّامِكم فقلنا : يا رسولَ اللهِ : هذا اليومُ الَّذي كسَنةٍ أتكفينا فيه صلاةُ يومٍ وليلةٍ ؟ قال : لا ، اقدُروا له قدرَه ، ثمَّ ينزِلُ عيسَى بنُ مريمَ ، عند المنارةِ البيضاءِ شرقِيَّ دمشقَ فيُدرِكُه عند بابِ لُدٍّ فيقتُلُه.[9]

مقتل المسيح الدجال

وأما نهاية هذه الفتنة ومقتل المسيح الدجال فتكون على يد المسيح عيسى بن مريم – عليه السلام – يوم الملحمة الكبرى بين جيش المسلمين بقيادة الإمام المهدي – عليه السلام – وجيش الكافرين بقيادة المسيح الدجال، قال رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم: ” ويُدْعَى ذلك اليومُ يومَ الخَلَاصِ ، قيل : فأين العربُ يَوْمَئِذٍ ؟ قال : هم يَوْمَئِذٍ قليلٌ ، . . . وإمامُهم رجلٌ صالحٌ ، فبَيْنَما إمامُهم قد تَقَدَّم يُصَلِّي بهِمُ الصُّبْحَ ، إذ نزل عليهم عيسى ابنُ مريمَ الصُّبْحَ ، فرجع ذلك الإمامُ يَنْكُصُ يَمْشِي القَهْقَرَى ليتقدمَ عيسى ، فيضعُ عيسى يدَه بين كَتِفَيْهِ ، ثم يقولُ له : تَقَدَّمْ فَصَلِّ ؛ فإنها لك أُقِيمَتْ ، فيُصَلِّى بهم إمامُهم ، فإذا انصرف قال عيسى : افتَحوا البابَ ، فيَفْتَحُون ووراءَه الدَّجَّالُ ، معه سبعونَ ألفَ يهوديٍّ ، كلُّهم ذو سيفٍ مُحَلًّى وسَاجٍ ، فإذا نظر إليه الدَّجَّالُ ذاب كما يذوبُ المِلْحُ في الماءِ . وينطلقُ هاربًا ، … فيُدْرِكُه عند بابِ لُدٍّ الشرقيِّ ، فيقتلُه ، فيَهْزِمُ اللهُ اليهودَ ، فلا يَبْقَى شيءٌ مِمَّا خلق اللهُ عَزَّ وجَلَّ يَتَواقَى به يهوديٌّ ، إلا أَنْطَقَ اللهُ ذلك الشيءَ ، لا حَجَرٌ ولا شجرٌ ولا حائطٌ ولا دابةٌ ، إلا الغَرْقَدَةُ ، فإنها من شَجَرِهِم لا تَنْطِقُ ، إلا قال : يا عبدَ اللهِ المسلمَ هذا يهوديٌّ فتَعَالَ اقتُلْه.”[4]

لماذا سمي المسيح الدجال بهذا الاسم
لماذا سمي المسيح الدجال بهذا الاسم

كيفية الوقاية من المسيح الدجال

فتنة المسيح الدجال أعظم الفتن التي ينزلها الله على الأرض، وقدّ حذّر منه رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – أمّته كما حذّر منه أنبياء الله أممهم من قبل، وعندما يذكر العبد المؤمن هذه الفتن فعليه أن يزداد يقيناً وإيماناً وأن يستعين عليها بكثرة الذكر والعبادة والتوبة والإنابة إلى الله ولا يجب أن تدفعه إلى اليأس والقنوط، وأمّا عن الطريقة التي ذكرها رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – للعصمة من المسيح الدجال فهي بكثرة الاستعاذة منه وخاصةً عند التشهد الأخير وبقراءة الآيات العشر الأولى من سورة الكهف[10]، قال رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم: ” وإنَّ من فتنتِه أنَّ معه جَنَّةً ونارًا ، فنارُه جنةٌ ، وجنتُه نارٌ ، فمَن ابتُلِيَ بنارِه فلْيَسْتَغِثْ باللهِ ، ولْيَقْرَأْ فواتِحَ الكهف”،[4] وقال – صلّى الله عليه وسلّم أيضاً :” إذا فرغَ أحدُكُم مِنَ التَّشَهُّدِ الأخيرِ، فليتَعوَّذ باللَّهِ من أربعٍ: مِن عَذابِ جَهَنَّمَ، ومِن عَذابِ القبرِ، ومِن فِتنةِ المَحيا والمَماتِ، ومن فِتنةِ المسيحِ الدَّجَّالِ”[11]، وقال أيضاً: ” مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ”.[12]

شاهد أيضاً: من هو الصحابي الجليل الذي حج سرا

علامات الساعة الكبرى

الساعةٌ حقٌّ لا ريب فيه، وهي آتيةٌ لا محالة، وإنّ للساعة أشراطاً وعلامات ذكر منها في القرآن الكريم ومنها في السنّة النبوية الشريفة، ومنها في كليهما، وللساعة علاماتٌ كبرى وعلاماتٌ صغرى، ومن علامات الساعة الكبرى:[13]

  • ظهور الإمام المهدي: وهو رجلٌ من نسب سيدنا محمد – صلّى الله عليه وسلّم – يخرج في آخر الزمان فيوحد المسلمين تحت لوائه.
  • ظهور المسيح الدجال: وقد ذكرنا خبره في هذا الفقرات السابقة.
  • نزول المسيح عيسى بن مريم – عليه السلام: وما يليه من قتله للدجال ثمّ مكوثه في الأرض إلى أن يتوفاه الله ويقبض روحه مثل سائر البشر.
  • ظهور يأجوج ومأجوج: وهم أقوامٌ يخرجون في آخر الزمان يقتلون الناس ويعيثون في الأرض فساداً ولا يستطيع البشر التخلص منهم حتى يهلكهم الله.
  • ظهور دابّة الأرض: التي تكلّم الناس، وتختم على جبهة المؤمن والكافر.
  • ثلاثة خسوف: خسفٌ بالمشرق وخسفٌ بالمغرب، وخسفٌ بجزيرة العرب، والخسف هو الشق العظيم في الأرض الذي يبتلع ما فوقه.
  • طلوع الشمس من مغربها: وهي العلامة التي تنذر بقيام الساعة وعندها لا تنفع توبة التائبين ولا يفيد ندم النادمين.
  • ظهور دخان: كثيف يقبض أرواح الكافرين ويكون على المؤمنين مثل الزكام.
  • ظهور نار: من أرض عدن ترحل الناس إلى المغرب.
  • رياح شديدة: تحشر الناس إلى البحر وتلقي بهم فيه لشدة قوّتها.

إلى هنا أعزاءنا زوار موقع تصفّح، نصل وإياكم إلى ختام مقالنا لماذا سمي المسيح الدجال بهذا الاسم ، وقد تعرفنا في هذا المقال على المسيح الأعور الدجال، وبينّا لماذا سمي المسيح الدجال بهذا الاسم، ثمّ بينّا خبره وأوردنا ما جاء في ذكره من السنّة النبوية الشريفة، من فتنته ومكوثه في الأرض إلى حين مقتله على يد النبي – عيسى عليه السلام، ثمّ بينا كيفية الوقاية من فتنته، وفي الختام نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من فتن المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال.

المراجع

  1. ^ darulfatwa.org.au، المسيح الدجال، 10/09/2022
  2. ^ dorar.net، معنى المسيح، 10/09/2022
  3. ^ dorar.net، معنى الدجال، 10/09/2022
  4. ^ صحيح الجامع ، أبو أمامة الباهلي، الألباني، 7875، صحيح
  5. ^ صحيح مسلم، فاطمة بنت قيس، مسلم، 2942 ، صحيح
  6. ^ سورة الانعام ، الآية 158
  7. ^ صحيح مسلم ، حذيفة بن أسيد الغفاري، مسلم، 2901، صحيح
  8. ^ islamweb.net، المسيح الدجال ورد ذكره بالوحي النبوي، 10/09/2022
  9. ^ صحيح أبي داود، النواس بن سمعان الأنصاري، الألباني، 4321، صحيح
  10. ^ islamweb.net، العصمة من المسيح الدجال، 10/09/2022
  11. ^ صحيح ابن ماجه، أبو هريرة، الألباني، 750، صحيح
  12. ^ صحيح مسلم ، أبو الدرداء، مسلم، 809، صحيح
  13. ^ islamonline.net، علامات الساعة الكبرى، 10/09/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *