عناصر المقال
هل يجوز لبس النقاب في العمرة بسبب ضعف النظر هو من الأحكام الإسلامية المهمة التي ينبغي على كل امرأة مسلمة أن تكون على علم ودراية به حتّى لا تقع فيما حرّم الله تعالى أثناء أداء مناسك الحج أو العمرة بسبب الجهل بالأحكام الشرعية، وفي هذا المقال سوف نلقي الضوء على هل يجوز لبس النقاب في العمرة بسبب ضعف النظر بالإضافة إلى حكم لبس الكمامة في العمرة وسنقدم مجموعة من الأحكام الشرعية المهمة التي لها علاقة بمسألة تغطية الوجه في العمرة أو الحج للنساء.
النقاب في الإسلام
قبل الشروع في الحديث عن هل يجوز لبس النقاب في العمرة بسبب ضعف النظر إنّ النقاب في الإسلام هو غطاء يوضع على وجه المرأة المسلمة فيسترها عن أعين الناظرين، فقد دعا الإسلام إلى الحشمة والعفة والاستتار، وذلك درءًا للمفاسد واتقاءً للفتن، وقد أمر الله تعالى المسلمين والمسلمات بغض البصر في القرآن الكريم.
قال تعالى في سورة النور: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [1]والله تعالى أعلم وأحكم. [2]
هل يجوز لبس النقاب في العمرة بسبب ضعف النظر
إنّ لبس النقاب في العمرة للمرأة غير جائز بإجماع أهل العلم والفقه، واستدلّ العلماء في هذا التشريع وهذا الحكم بحديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم- الذي رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: “قامَ رَجُلٌ فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ماذَا تَأْمُرُنَا أنْ نَلْبَسَ مِنَ الثِّيَابِ في الإحْرَامِ؟ فَقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَلْبَسُوا القَمِيصَ، ولَا السَّرَاوِيلَاتِ، ولَا العَمَائِمَ، ولَا البَرَانِسَ، إلَّا أنْ يَكونَ أحَدٌ ليسَتْ له نَعْلَانِ، فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ، ولْيَقْطَعْ أسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ، ولَا تَلْبَسُوا شيئًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ، ولَا الوَرْسُ، ولَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ”. [3]
وقول النبي في الحديث لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين هو الدليل على أنّه لا يجوز للمرأة أن تلبس النقاب وهي في الإحرام، فهذا ما أمر به الحبيب المصطفى في السنة الصحيحة، والله تعالى أعلم. [4]
هل يجوز لبس الكمامة في العمرة للنساء
بعد الحديث عن هل يجوز لبس النقاب في العمرة بسبب ضعف النظر جدير بالقول إنّه قد أفتى علماء المسلمين بأنّه لا يجوز للمرأة أن تلبس الكمامة في العمرة، وذلك لأنّ الكمامة تحجب بعض الوجه، ولا يجوز للمرأة في الإسلام أن تغطي وجهها في الإحرام، أمّا إذا كان لبس الكمامة بسبب مرض معين فلا حرج في ذلك، والضرورات تبيح المحظورات بشرط أن تفتدي المرأة بعد لبس الكمامة.
وقد ورد في كتاب مواهب الجليل: “إنْ غَطَّتْ الْمُحْرِمَةُ شَيْئًا مِنْ وَجْهِهَا وَجَبَتْ عَلَيْهَا الْفِدْيَةُ”، وجاء عن أبي زكريا الأنصاري أنّه قال: “مَنْ لَبِسَ فِي الْإِحْرَامِ مَا يَحْرُمُ لُبْسُهُ بِهِ ، أَوْ سَتَرَ مَا يَحْرُمُ سَتْرُهُ فِيهِ، لِحَاجَةِ حَرٍّ، أَوْ بَرْدٍ، أَوْ مُدَاوَاةٍ، أَوْ نَحْوِهَا: جَاز، وَفَدَى”، والله تعالى أعلم. [5]
حكم كشف الوجه في العمرة إسلام ويب
عطفًا على ما ورد من حديث عن هل يجوز لبس النقاب في العمرة بسبب ضعف النظر جدير بالقول إنّ كشف الوجه في العمرة للنساء هو أمر واضح في صحيح سنة الحبيب المصطفى، لذا فهو واجب على كل امرأة مسلمة، وإذا غطته لعارض صحي فينبغي عليها أن تفتدي، قال ابن قدامة رحمه الله تعالى: “وجملة ذلك أن المرأة يحرم عليها تغطية وجهها في إحرامها، كما يحرم على الرجل تغطية رأسه، لا نعلم في هذا خلافاً إلا ما روي عن أسماء أنها كانت تغطيه وهي محرمة، ويحتمل أنها كانت تغطيه بالسدل عند الحاجة، فلا يكون اختلافًا”.
يستند أهل العلم على دليل آخر ولكن حديث ضعيف يُذكر للاستئناس بمعناه، وهو عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: “كان الركبانُ يمرُّون بنا ونحن مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم محرماتٌ, فإذا حاذوْا بنا سدَلَتْ إحدانا جلبابَها من رأسِها على وجهِها فإذا جاوزُونا كشفناه” [6]والله تعالى أعلم وأحكم. [7]
لماذا لا يجوز لبس النقاب في العمرة
استكمالًا للحديث عن هل يجوز لبس النقاب في العمرة بسبب ضعف النظر لا بد من القول إنّه لا يجوز للمرأة المسلم أن تلبس النقاب والقفازين في الإحرام منعًا لها من أن تلبس ثيابًا مفصلة على قدر وجهها ويديها، وليس السبب هو المنع من تغطية الوجه بشكل كامل.
قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء: “لا تلبس المحرمة بحج أو عمرة نقابًا ولا قفازين حتى تحلّ من نسكها التحلل الأول، وإنما تسدل خمار رأسها على وجهها إذا خشيت أن يراها رجال أجانب، وليست خشيتها من ذلك مستمرة؛ لأن بعض النساء ينفردن بمحارمهن، ومن لم تتمكن من الانفراد عن الأجانب تستمر سادلة خمارها على وجهها، ولا حرج عليها في ذلك، وهكذا تغطي يديها بغير القفازين، كالعباءة، وبالله التوفيق وصلّى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم”.
وفيما يأتي نذكر قول عبد العزيز بن باز ومحمد بن صالح العثيمين رحمهما الله تعالى: [8]
- قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى: “ومعنى: (لا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين) أي: لا تلبس ما فُصِّلَ وقُطِّعَ وخِيط لأجل الوجه كالنقاب، ولأجل اليدين كالقفازين، لا أن المراد أنها لا تغطي وجهها وكفيها كما توهمه البعض، فإنه يجب سترهما، لكن بغير النقاب والقفازين“.
- قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: “لم يرد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم نهي المرأة عن تغطية وجهها، وإنما ورد النهي عن النقاب، والنقاب أخص من تغطية الوجه، لكون النقاب لباس الوجه، فكأن المرأة نهيت عن لباس الوجه، كما نهي الرجل عن لباس الجسم”.
محظورات الإحرام للنساء
بعد أن تحدثنا بالتفصيل عن هل يجوز لبس النقاب في العمرة بسبب ضعف النظر فيما يأتي نلقي الضوء على أبرز محظورات الإحرام للنساء، والمقصود بمحظورات الإحرام الأشياء التي يحرم على المرأة القيام بها وهي محرمة للحج أو العمرة، وهذه المحظورات هي: [9]
لبس النقاب ولبس القفازين
حرّم الله تعالى على المرأة المسلمة لبس النقاب والقفازين أثناء الإحرام، وهذا ما أجمع عليه علماء المسلمين، والدليل حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- والذي قال فيه: “قامَ رَجُلٌ فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ماذَا تَأْمُرُنَا أنْ نَلْبَسَ مِنَ الثِّيَابِ في الإحْرَامِ؟ فَقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَلْبَسُوا القَمِيصَ، ولَا السَّرَاوِيلَاتِ، ولَا العَمَائِمَ، ولَا البَرَانِسَ، إلَّا أنْ يَكونَ أحَدٌ ليسَتْ له نَعْلَانِ، فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ، ولْيَقْطَعْ أسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ، ولَا تَلْبَسُوا شيئًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ، ولَا الوَرْسُ، ولَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ” [3]والله أعلم.
الجدال والفسق
لا يجوز للمسلمين والمسلمات في الإحرام الجدال والفسق، فهذا ما ثبت تحريمه في نص صريح من القرآن الكريم، وهو قول الله تعالى في سورة البقرة: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [10]والله تعالى أعلم.
حلق شعر الرأس
يُعدُّ حلق شعر الرأس من محظورات الإحرام بالنسبة للرجال والنساء، والدليل قول الله تعالى في سورة البقرة: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [11]فعلى المسلمين أن يكونوا أكثر وعيًا في هذه المسألة وأن يبتعدوا عن محظورات الإحرام حتّى لا يقعوا فيما حرم الله تعالى.
التعطر أو التطيب
يحرم على النساء والرجال التطيب والتعطر في فترة الإحرام، والدليل في هذا واضح من السنة النبوية الشريفة، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: “إنَّ رَجُلًا كانَ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَوَقَصَتْهُ نَاقَتُهُ وهو مُحْرِمٌ، فَمَاتَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اغْسِلُوهُ بمَاءٍ وسِدْرٍ، وكَفِّنُوهُ في ثَوْبَيْهِ، ولَا تَمَسُّوهُ بطِيبٍ، ولَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فإنَّه يُبْعَثُ يَومَ القِيَامَةِ مُلَبِّيًا” [12]والله أعلم وأحكم.
عقد النكاح
لا يجوز للمسلم أو المسلمة عقد النكاح في الإحرام، وهذا ما أجمع عليه علماء المذاهب الإسلامية الأربعة، فإذا عُقد النكاح في الإحرام فهو باطل، والدليل ما روى عثمان بن عفان -رضي الله عنه- في قوله: “بَعَثَنِي عُمَرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مَعْمَرٍ، وَكانَ يَخْطُبُ بنْتَ شيبَةَ بنِ عُثْمَانَ علَى ابْنِهِ، فأرْسَلَنِي إلى أَبَانَ بنِ عُثْمَانَ وَهو علَى المَوْسِمِ، فَقالَ: أَلَا أُرَاهُ أَعْرَابِيًّا، إنَّ المُحْرِمَ لا يَنْكِحُ، وَلَا يُنْكَحُ، أَخْبَرَنَا بذلكَ عُثْمَانُ، عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ” [13]والله تعالى أعلم وأحكم.
صيد الحيوانات
يُحظر على المحرم والمحرمة من المسلمين والمسلمات قتل أو صيد الحيوانات في فترة الإحرام، والدليل على هذا ما ورد في سورة المائدة من قول الله رب العالمين: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ۖ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [14] والله تعالى أعلم.
الجماع في الإحرام
إنّ الجماع أثناء فترة الإحرام من المحظورات التي ينبغي على المسلم أن ينتبه إليها وأن يبتعد عنها حتّى لا يقع في المحظورات وتجب عليه الفدية، والدليل على تحريم الجماع في فترة الإحرام ما ورد في سورة البقرة من قول الله رب العالمين: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [10]والله تعالى أعلم وأحكم.
قطع الأشجار
أجمع علماء المسلمين على أنّه لا يجوز للمسلمة أو المسلم المحرم في الحج أو العمرة أن يقطع شجرة من الشجر الموجود في الحرم المكي، واستدل علماء المسلمين على هذا بحديث الصحابي الجليل عبد الله بن عباس الذي قال فيه:
“قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ: لا هِجْرَةَ، ولَكِنْ جِهَادٌ ونِيَّةٌ وإذَا اسْتُنْفِرْتُمْ، فَانْفِرُوا. وَقالَ يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ: إنَّ هذا البَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ يَومَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأرْضَ، فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ، وإنَّه لَمْ يَحِلَّ القِتَالُ فيه لأحَدٍ قَبْلِي، ولَمْ يَحِلَّ لي إلَّا سَاعَةً مِن نَهَارٍ، فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ، لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، ولَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، ولَا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إلَّا مَن عَرَّفَهَا، ولَا يُخْتَلَى خَلَاهُ فَقالَ العَبَّاسُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إلَّا الإذْخِرَ فإنَّه لِقَيْنِهِمْ ولِبُيُوتِهِمْ، قالَ: إلَّا الإذْخِرَ” [15]والله تعالى أعلى وأعلم.
حكم لبس الكمام بدل النقاب في العمرة
ذهب الفقهاء إلى عدم جواز ارتداء الكمامة بدل النقاب للمرأة في العمرة، أما للرجل فلا بأس في ذلك لأن الله تعالى لم يحرم تغطية الوجه للرجال في الإحرام، أما للمرأة فهو محرم ولا يجوز ذلك، وأما إذا اضطرت لتغطية وجهها بالكمامة أو النقاب وجبت عليها الفدية، والفدية تكون إما بصيام ثلاثة أيام أو التصدق بثلاثة صاعات من الطعام على ستة مساكين في مكة، أو ذبح شاة وتوزع على فقراء في مكة المكرمة، وقد أشار موقع إسلام ويب إلى ذلك بما مفاده: “فلا يجوز لها لبس هذه الكمامات، لأن المحرمة منهية عن ستر وجهها بما فصل على قدره كالنقاب والبرقع ونحوه، والكمامة داخلة في ذلك فهي وإن لم تكن ساترة للوجه كله، فهي ساترة لبعضه بمفصل على قدر هذا البعض، وقد نص الرملي في نهاية المحتاج على أن ستر بعض الوجه كستره كله، إلا ما لا يمكن ستر الرأس إلا به فيستر ولا فدية في ذلك”.[16]
مقالات قد تهمك
إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه أولًا على تعريف النقاب، ثمّ ألقينا فيه الضوء على هل يجوز لبس النقاب في العمرة بسبب ضعف النظر ثمّ تحدثنا عن حكم لبس الكمامة أثناء العمرة للنساء، وتحدثنا عن سبب تحريم لبس النقاب في العمرة للنساء، ثمّ مررنا على محظورات الإحرام بالنسبة للنساء المسلمات.
المراجع
- ^ سورة النور، الآية 30، 31.
- ^ wikiwand.com، حجاب (إسلام)، 19/11/2024
- ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عمر، البخاري، 1838، صحيح.
- ^ islamweb.net، لا تنتقب المرأة المحرمة، 19/11/2024
- ^ islamqa.info، حكم لبس المرأة المحرمة للكمامة، 19/11/2024
- ^ ضعيف أبي داود، عائشة أم المؤمنين، الألباني 257، ضعيف.
- ^ islamweb.net، محل الطلب من المحرمة تغطية وجهها، 19/11/2024
- ^ islamqa.info، لماذا نهيت المرأة المحرمة عن لبس النقاب؟، 19/11/2024
- ^ aliftaa.jo، محظورات الإحرام، 19/11/2024
- ^ سورة البقرة، الآية 197.
- ^ سورة البقرة، الآية 196.
- ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عباس، البخاري، 1851، صحيح.
- ^ صحيح مسلم، عثمان بن عفان، مسلم، 1409، صحيح.
- ^ سورة المائدة، الآية 96.
- ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عباس، البخاري، 3189، صحيح.
- ^ islamweb.net، حكم لبس كمامة الأنف للمحرم بحج أو عمرة، 19/11/2024
التعليقات