عناصر المقال
اعظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، لقد وقعَ اختيارُ اللهِ -سبحانهُ وتعالى- على نبيِّهِ محمَّدٍ بنِ عبدِ اللهِ -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- لمحوِ ظُلُماتِ الكُفرِ والجاهليَّة وإعلاء رايةِ لا إله إلَّا الله فوقَ هذهِ الأرض، ومع تكذيبِ أهلِ الكفرِ والضَّلالِ لسيِّدنا محمَّدٍ في بدايةِ الدَّعوة الإسلاميَّة وتشبُّثهم بعبادةِ الأصنامِ الَّتي وجدوا آباءهم عليها، كانَ لا بدَّ مِنْ أنْ يتكرَّمَ الله على حبيبهِ المُصطفى ويؤيِّدهُ بالمعجزات السَّماويَّة الَّتي تدحضُ تكذيبَ الكافرينَ وتقلبُ شكوكَ المشكِّكين يقيناً، وفي هذا المقال سنصحبُكم معنا في رحلةٍ لطيفةٍ نتعرَّفُ من خلالها أعظمَ هذهِ المعجزات.
تعريف المعجزة
قُبيلَ البدءِ بحديثنا عن اعظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم لا بدَّ من الوقوفِ -وإيَّاكم- عند الَّتعريف الدَّقيق لكلمة (معجزة) لنكونَ على درايةٍ تامَّةٍ وعلمٍ واسعٍ بجلالِ ما نقرأ وقداستهِ، وإليكم هذا التَّعريف: [1]
- المُعجزة لغةً: هي ما يعجزُ الإنسان عملهُ، وهي أمرٌ خارقٌ للعادة يُظْهِرُهُ الله على يد نبيٍّ تأييداً لنبوَّتهِ.
- والمعجزةُ اصطلاحاً: هي الأمرُ الخارقُ للعادةِ، يجريهِ اللهُ -تعالى- على يدِ مدَّعي النُّبوَّة تصديقاً له في دعواهُ.
شاهد أيضًا: معلومات عن المولد النبوي الشريف
اعظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم
إنّ اعظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم هي القرآن الكريم، وقد أيَّد الله -سبحانهُ وتعالى- حبيبهُ المُصطفى بعددٍ كبيرٍ من المعجزات؛ وذلك لفرطِ تكذيبِ أهل الشِّركِ والضَّلال من قريش لَهُ في بدايةِ اشتداد عودِ الإسلام، ومن معجزات النبي صلى الله عليه وسلم الَّتي سيبقى أثرُها فينا إلى قيام السَّاعة:
- معجزةُ الإسراء والمعراج.
- معجزةُ انشقاق القمر للنَّبيِّ..
- معجزةُ شقِّ صدرهِ -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- واسئصالِ حظِّ الشَّيطان منهُ.
- معجزةُ نبوع الماء بين أصابعهِ الطَّاهرة.
- معجزةُ إبرائهِ المرضى.
- معجزةُ وصفهِ لغزوة مُؤْتَة وهو في المدينة المنوَّرة.
- معجزةُ حماية الملائكة لهُ.
- معجزةُ الإخبار عن أمور سوف تقعُ في المستقبل.
- معجزةُ تكلُّمهِ مع الجمادات والحيوانات.
شاهد أيضًا: لماذا نحتفل بذكرى المولد النبوي
معجزات النبي محمد بالتفصيل
لقد أرسلَ الله -سبحانهُ وتعالى- محمَّداً -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- رحمةً للعالمين ورأفةً بالعباد، وختمَ على يديهِ رسائل السَّماء إلى الأرض، وقد أيَّدهُ وساندهُ بالمعجزات الكثيرة، وفي الفِقْرة الآتية سنتحدَّث باختصارٍ عن بعض معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم:
القرآن الكريم
القران أعظم معجزات النبي محمَّدٍ وأقدسها على الإطلاق؛ فهو المعجزةُ الخالدةُ الباقيةُ والممتدَّةُ إلى يوم يبعثون، فهو كلامُ الله -سبحانهُ وتعالى- الَّذي وصلَ إلينا عن طريقِ رسولهِ محمَّدٍ -صلَّى الله عليه وسلَّم- وفيهِ قد تحدَّى المشكِّكين جميعاً بالإتيانِ بمثلِهِ وضبطَ شريعتهُ الَّتي سنَّها وارتضاها لعبادهِ في أرضهِ، ولولاهُ لما عرفنا الصَّواب من الخطأ ولما ميَّزنا الحلالَ من الحرام، ولا يخفى الإعجازُ الواردُ في كلمات القرآن الكريم ومعانيهِ وبلاغتهِ وفصاحتهِ على كلِّ ذي قلبٍ، وقد تحدَّث الله -سبحانهُ وتعالى- عن هذا الإعجاز في أكثر من آيةٍ وموضعٍ، ومنها مثلاً:
- قولهُ تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً}. [2]
- وقولهُ أيضاً: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}. [3]
- وكذلك قولهُ: {ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}. [4]
الإسراء والمعراج
ومن أهمِّ معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم معجزةُ الإسراء والمعراج الَّتي يثبتُ عنها عندَ أهلِ السُّنَّة والجماعة أنَّ النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قد أُسري ليلاً فيها من المسجد الحرام في مكَّة المكرَّمة إلى المسجد الأقصى في القدس الشَّريف، ثمَّ عرج إلى السَّموات السَّبع حتَّى بلغ سدرةَ المنتهى، وقد ثبُتت هذهِ المعجزةِ بقولهِ تعالى في كتابهِ الكريم: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. [5]
انشقاق القمر له
وتعدُّ معجزة انشقاق القمر من اعظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم الَّتي أيَّدهُ الله بها؛ إذ وضعَ المشركونَ شرطاً لدخولهم الدِّين الإسلاميَّ بأن يشقَّ لهم رسول الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- القمرَ وعاهدوهُ أنْ يدخلوا الإسلام إذا ما فعلَ ذلك، فقامَ رسول الله بالدُّعاء إلى الله -عزَّ وجلَّ- بأنْ يشقَّ لهم القمر، فاستجابَ لهُ الله دعاءهُ وشقَّ القمرَ إلى نصفين ثمَّ أعادهُ إلى صورتهِ الكاملة، إلَّا أنَّ المشركين لم يدخلوا الإسلام واستمرُّوا في طغيانهم وكفرهم، وقد ثبتت هذهِ الحادثة بقولهِ تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ * وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ * حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ}. [6]
وكذلك في الحديث الشَّريف الَّذي روي عن أنس بن مالك -رضي الله عنهُ- ونصُّهُ: “أنَّ أهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُرِيَهُمْ آيَةً، فأرَاهُمُ القَمَرَ شِقَّتَيْنِ، حتَّى رَأَوْا حِرَاءً بيْنَهُمَا”. [7]
معجزة حادثة شق الصدر
وممَّا يُروى من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّ جبريلَ -عليه السَّلام- قد جاء إلى رسول الله وهو في الخامسة من عمرهِ عندما كانَ يلعبُ مع الغلمان، فشقَّ صدرهُ واستخرجَ قلبهُ وأزال منه علقةً سوداء هي حظُّ الشَّيطان من الإنسان، وممَّا يوثِّقُ هذهِ الحادثة هو الحديث الَّذي رواهُ أنس بن مالك -رضي الله عنهُ- بقولهِ: “إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أتاهُ جِبْرِيلُ عليهِ السَّلام وهو يَلْعَبُ مع الغِلْمانِ، فأخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عن قَلْبِهِ، فاسْتَخْرَجَ القَلْبَ، فاسْتَخْرَجَ منه عَلَقَةً، فقالَ: هذا حَظُّ الشَّيْطانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ في طَسْتٍ مِن ذَهَبٍ بماءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لأَمَهُ، ثُمَّ أعادَهُ في مَكانِهِ، وجاءَ الغِلْمانُ يَسْعَوْنَ إلى أُمِّهِ، يَعْنِي ظِئْرَهُ، فقالوا: إنَّ مُحَمَّداً قدْ قُتِلَ، فاسْتَقْبَلُوهُ وهو مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ، قالَ أنَسٌ: وقدْ كُنْتُ أرَى أثَرَ ذلكَ المِخْيَطِ في صَدْرِهِ”. [8]وهذا إن دلَّ على شيءٍ فإنَّه يدلُّ على السَّبب الَّذي جعل حسَّانَ بن ثابت -رضي الله عنهُ- يصف أطهر الخلقِ رسول الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- بقولهِ: [9]
وَأَحــــسَـــــن مِـــنــــكَ لَـــــم تَـــرَ قَـــــطُّ عَـــيـــنــــي
وَأَجـــمَـــــل مِـــــنــــــكَ لَـــــم تَــــلِـــدِ الـــنِِّــــســــــاءُخُـــلِـــــقــــــتَ مُـــبَــــرَّأ مِـــن كُــــــــلِّ عَــــــيـــــــبٍ
كَــــأَنَّـــــــكَ قَـــــــد خُــلِـــقــــتَ كَـــمــــا تَــــشــــــــاءُ
نبوع الماء من بين أصابعه
إذ اختصَّ الله -سبحانهُ وتعالى- رسولهُ الكريم محمَّداً -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- بهذهِ المعجزة؛ أن يجري الله أمواههُ من يدي رسول الله الطَّاهرتين، وقد ثبتت هذهِ المعجزةُ في أحاديثٍ عدَّة، ومنها:
- حديث يوم الحديبيَّة، ونصُّهُ: “عَطِشَ النَّاسُ يَومَ الحُدَيْبِيَةِ والنَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ يَدَيْهِ رِكْوَةٌ فَتَوَضَّأَ، فَجَهِشَ النَّاسُ نَحْوَهُ، فَقالَ: ما لَكُمْ؟ قالوا: ليسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَّأُ ولَا نَشْرَبُ إلَّا ما بيْنَ يَدَيْكَ، فَوَضَعَ يَدَهُ في الرِّكْوَةِ، فَجَعَلَ المَاءُ يَثُورُ بيْنَ أصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ العُيُونِ، فَشَرِبْنَا وتَوَضَّأْنَا. قُلتُ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قالَ: لو كُنَّا مِئَةَ ألْفٍ لَكَفَانَا، كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِئَةً”. [10]
- حديث الوضوء، ونصُّهُ: “رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَحَانَتْ صَلَاةُ العَصْرِ، فَالْتَمَسَ النَّاسُ الوَضُوءَ، فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَأُتِيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بوَضُوءٍ، فَوَضَعَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في ذلكَ الإنَاءِ يَدَهُ، وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَتَوَضَّؤُوا منه، قالَ: فَرَأَيْتُ المَاءَ يَنْبُعُ مِن تَحْتِ أَصَابِعِهِ، فَتَوَضَّأَ النَّاسُ حتَّى تَوَضَّؤُوا مِن عِندِ آخِرِهِمْ”. [11]
شاهد أيضًا: في اي عام تم جمع القران الكريم
إبراء المرضى
وأيضاً من اعظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم الَّتي أهداهُ الله إيَّاها هي القدرةُ العجيبةُ على شفاء المرضى، مثل شفائهِ لعين الإمام عليِّ بن أبي طالب -كرَّم الله وجههُ- يومَ خيبر، وقد ثبُتَ في الحديث: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قالَ يَومَ خَيْبَرَ: لأُعْطِيَنَّ هذِه الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسولَهُ، يَفْتَحُ اللَّهُ علَى يَدَيْهِ. قالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: ما أَحْبَبْتُ الإمَارَةَ إلَّا يَومَئذٍ، قالَ: فَتَسَاوَرْتُ لَهَا رَجَاءَ أَنْ أُدْعَى لَهَا، قالَ: فَدَعَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ، فأعْطَاهُ إيَّاهَا، وَقالَ: امْشِ، وَلَا تَلْتَفِتْ، حتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ، قالَ: فَسَارَ عَلِيٌّ شيئًا، ثُمَّ وَقَفَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ، فَصَرَخَ: يا رَسولَ اللهِ، علَى مَاذَا أُقَاتِلُ النَّاسَ؟ قالَ: قَاتِلْهُمْ حتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذلكَ فقَدْ مَنَعُوا مِنْكَ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إلَّا بحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ علَى اللَّهِ”. [12]
وصف غزوة مؤتة وهو في المدينة
لقد تعدَّدتْ معجزات رسول الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- تعدُّداً يقطعُ الشَّكَّ في اليقين ولا يتركُ لأهلِ الشِّرك والضَّلال مأخذاً واحداً على الإسلام، ومن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قد عرفَ أحداث غزوة مؤتة ومجرياتها ووصفها وصفاً دقيقاً على الرَّغم من عدم مشاركتهِ فيها وبقائهِ في المدينة المنوَّرة! وفي الحديث الشَّريف: “خَطَبَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَالَ: أخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أخَذَهَا عبدُ اللَّهِ بنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أخَذَهَا خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ عن غيرِ إمْرَةٍ فَفُتِحَ عليه، وما يَسُرُّنِي، أوْ قَالَ: ما يَسُرُّهُمْ، أنَّهُمْ عِنْدَنَا، وقَالَ وإنَّ عَيْنَيْهِ لَتَذْرِفَانِ”. [13]
حماية الملائكة له
وكذلكَ من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم الَّتي متَّعهُ الله -عزَّ وجلَّ- بها هي حماية الملائكة لهُ والذَّود عنهُ من مكر الكفَّار الَّذين كانوا يترَّبصونَ بِهِ، وفي الحديث الشَّريف: “قالَ أَبُو جَهْلٍ: هلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟ قالَ: فقِيلَ: نَعَمْ، فَقالَ: وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى، لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذلكَ لَأَطَأنَّ علَى رَقَبَتِهِ -أَوْ لَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ في التُّرَابِ- قالَ: فأتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَهو يُصَلِّي، زَعَمَ لِيَطَأَ علَى رَقَبَتِهِ، قالَ: فَما فَجِئَهُمْ منه إلَّا وَهو يَنْكُصُ علَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بيَدَيْهِ، قالَ: فقِيلَ له: ما لَكَ؟! فَقالَ: إنَّ بَيْنِي وبيْنَهُ لَخَنْدَقاً مِن نَارٍ وَهَوْلاً وَأَجْنِحَةً، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ المَلَائِكَةُ عُضْواً عُضْواً، قالَ: فأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ -لا نَدْرِي في حَديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ شَيءٌ بَلَغَهُ-: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى * أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْداً إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى}، يَعْنِي أَبَا جَهْلٍ، {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ * فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلَّا لَا تُطِعْهُ} [14]وفي روايةٍ: وَأَمَرَهُ بما أَمَرَهُ بهِ. وفي روايةٍ: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ}، يَعْنِي قَوْمَهُ”. [15]
الإخبار عن أمور ستقع بالمستقبل
إنَّ علمَ الغيبِ من الأُمورِ الَّتي منعَ الله -سبحانهُ وتعالى- عبادهُ عن الخوضِ فيهِ أو الاقتراب منهُ، فإنَّ الله وحدهُ هو علَّامُ الغيبِ، ومن اعظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ اللهَ قد أطلعهُ -من خلال الوحي- على أُمورٍ سوفَ تحدثُ في المستقبل، والأمور الَّتي حدَّثنا عنها رسول الله -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- ثمَّ حدثتْ بعدَ زمنٍ طويلٍ كثيرةٌ ومنها مثلاً:
- إخبارهُ عن فتح بلاد فارس: ففي الحديث: “لَتَفْتَحَنَّ عِصابَةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ، أوْ مِنَ المُؤْمِنِينَ، كَنْزَ آلِ كِسْرَى الذي في الأبْيَضِ”. [16]
- وإخبارهُ عن إعراض النَّاس عن ركوب الإبل: ففي الحديث: “واللَّهِ، لَيَنْزِلَنَّ ابنُ مَرْيَمَ حَكَماً عادِلاً، فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ، ولَيَقْتُلَنَّ الخِنْزِيرَ، ولَيَضَعَنَّ الجِزْيَةَ، ولَتُتْرَكَنَّ القِلاصُ فلا يُسْعَى عليها، ولَتَذْهَبَنَّ الشَّحْناءُ والتَّباغُضُ والتَّحاسُدُ، ولَيَدْعُوَنَّ إلى المالِ فلا يَقْبَلُهُ أحَدٌ”. [17] فالقلاصُ هي الإبل!
- إخبارهُ بما فعلهُ الحسن لإطفاء نار الفتنة: ففي الحديث: “أَخْرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ الحَسَنَ، فَصَعِدَ به علَى المِنْبَرِ، فَقالَ: ابْنِي هذا سَيِّدٌ، ولَعَلَّ اللَّهَ أنْ يُصْلِحَ به بيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ”. [18]
تكلّم الجمادات والحيوانات
إنَّ معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم كثيرةٌ لا تعدُّ ولا تُحصى، فإنَّهُ خيرُ الخلقِ وحبيبُ الله -سبحانهُ وتعالى- الَّذي اختصَّهُ بختام رسالاتهِ ومعجزاتهِ، ومن اعظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم أنَّهُ كانَ يكلِّمُ الجمادات والحيوانات ويسِّلمُ عليها وتسلِّمُ عليهِ وتفهمُ لغتهُ كما لو أنَّها أحدُ أصحابهِ، ومن أمثلة ذلك:
- كلامُ رسولِ الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- مع الحجر: وقد ثبُتَ ذلكَ بقولهِ: “إنِّي لأَعْرِفُ حَجَراً بمَكَّةَ كانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أنْ أُبْعَثَ، إنِّي لأَعْرِفُهُ الآنَ”. [19]
- كلامُ رسولِ الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- مع الشَّجر: إذ ثبُتَ ذلكَ بالحديث الشَّريف الَّذي يرويهِ جابر بن عبد الله ويقول فيهِ: “سِرْنَا مع رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حتَّى نَزَلْنَا وَادِيًا أَفْيَحَ، فَذَهَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَقْضِي حَاجَتَهُ، فَاتَّبَعْتُهُ بإدَاوَةٍ مِن مَاءٍ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَلَمْ يَرَ شيئًا يَسْتَتِرُ به، فَإِذَا شَجَرَتَانِ بشَاطِئِ الوَادِي، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إلى إِحْدَاهُمَا، فأخَذَ بغُصْنٍ مِن أَغْصَانِهَا، فَقالَ: انْقَادِي عَلَيَّ بإذْنِ اللهِ فَانْقَادَتْ معهُ كَالْبَعِيرِ المَخْشُوشِ، الذي يُصَانِعُ قَائِدَهُ، حتَّى أَتَى الشَّجَرَةَ الأُخْرَى، فأخَذَ بغُصْنٍ مِن أَغْصَانِهَا، فَقالَ: انْقَادِي عَلَيَّ بإذْنِ اللهِ فَانْقَادَتْ معهُ كَذلكَ، حتَّى إِذَا كانَ بالمَنْصَفِ ممَّا بيْنَهُمَا، لأَمَ بيْنَهُمَا، يَعْنِي جَمعهُمَا، فَقالَ: التَئِما عَلَيَّ بإذْنِ اللهِ فَالْتَأَمَتَا، قالَ جَابِرٌ: فَخَرَجْتُ أُحْضِرُ مَخَافَةَ أَنْ يُحِسَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بقُرْبِي فَيَبْتَعِدَ، وَقالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبَّادٍ، فَيَتَبَعَّدَ فَجَلَسْتُ أُحَدِّثُ نَفْسِي، فَحَانَتْ مِنِّي لَفْتَةٌ، فَإِذَا أَنَا برَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مُقْبِلًا، وإذَا الشَّجَرَتَانِ قَدِ افْتَرَقَتَا، فَقَامَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ منهما علَى سَاقٍ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَقَفَ وَقْفَةً، فَقالَ برَأْسِهِ هَكَذَا، وَأَشَارَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ برَأْسِهِ يَمِينًا وَشِمَالًا، ثُمَّ أَقْبَلَ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيَّ قالَ: يا جَابِرُ هلْ رَأَيْتَ مَقَامِي؟ قُلتُ: نَعَمْ، يا رَسُولَ اللهِ، قالَ: فَانْطَلِقْ إلى الشَّجَرَتَيْنِ فَاقْطَعْ مِن كُلِّ وَاحِدَةٍ منهما غُصْنًا، فأقْبِلْ بهِمَا، حتَّى إِذَا قُمْتَ مَقَامِي فأرْسِلْ غُصْنًا عن يَمِينِكَ وَغُصْنًا عن يَسَارِكَ، قالَ جَابِرٌ: فَقُمْتُ فأخَذْتُ حَجَرًا فَكَسَرْتُهُ وَحَسَرْتُهُ، فَانْذَلَقَ لِي، فأتَيْتُ الشَّجَرَتَيْنِ فَقَطَعْتُ مِن كُلِّ وَاحِدَةٍ منهما غُصْنًا، ثُمَّ أَقْبَلْتُ أَجُرُّهُما حتَّى قُمْتُ مَقَامَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَرْسَلْتُ غُصْنًا عن يَمِينِي وَغُصْنًا عن يَسَارِي، ثُمَّ لَحِقْتُهُ، فَقُلتُ: قدْ فَعَلْتُ، يا رَسُولَ اللهِ، فَعَمَّ ذَاكَ؟ قالَ: إنِّي مَرَرْتُ بقَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ، فأحْبَبْتُ، بشَفَاعَتِي، أَنْ يُرَفَّهَ عنْهمَا، ما دَامَ الغُصْنَانِ رَطْبَيْنِ”. [20]
- كلام رسول الله -عليهِ أفضلُ الصَّلاة وأتمُّ التَّسليم- مع الجمل: ففي الحديث: “أردَفَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ خَلفَهُ ذاتَ يومٍ، فأسرَّ إليَّ حَديثاً لا أحدِّثُ بِهِ أحَداً من النَّاسِ، وَكانَ أحبُّ ما استَترَ بِهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ لحاجَتِهِ هَدفاً، أو حائِشَ نَخلٍ، قالَ: فدخلَ حائطاً لرَجُلٍ مِن الأنصارِ فإذا جَملٌ، فلَمَّا رأى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ حنَّ وذرِفَت عيناهُ، فأتاهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فمَسحَ ذِفراهُ فسَكَتَ، فقالَ: مَن ربُّ هذا الجَمَلِ، لمن هذا الجمَلُ؟ فَجاءَ فتًى منَ الأنصارِ فَقالَ: لي يا رسولَ اللَّهِ فَقالَ: أفلا تتَّقي اللَّهَ في هذِهِ البَهيمةِ الَّتي ملَّكَكَ اللَّهُ إيَّاها؟ فإنَّهُ شَكا إليَّ أنَّكَ تُجيعُهُ وتُدئبُهُ”. [21]
شاهد أيضًا: هل الرسول تزوج يهودية
عدد معجزات الرسول
إنَّ معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم كثيرةٌ كثرةَ حبَّات الرَّمل والحصى فوقَ هذهِ الأرض، وهناكَ اختلافٌ بين العلماء وأهل الشَّرع حول العدد الدَّقيق للمعجزات الَّتي يسَّرها الله -سبحانهُ وتعالى- على يدي أطهر خلقهِ محمَّدٍ -صلَّى الله عليه وسلَّم- واختصَّهُ بها؛ فابن القيِّم -رحمهُ الله- يرى أنَّها تقارب الألف معجزة، والإمام النَّوويّ -رحمه الله- يرى أنَّها تجاوزت المئتين وألف المعجزة، ومن العلماء من يرى أنَّ عدد معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم أكثرُ من ذلك بكثير!
ولا غرابة في عدم الإحصاء الدَّقيق لعدد معجزات سيِّدنا محمَّدٍ؛ لأنَّهُ النَّبيُّ الَّذي ميَّزهُ الله من سواهُ من الأنبياء بكثرة المعجزات، ولو لم يكن لرسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- من المعجزات سوى القرآن الكريم لكفاهُ ذلك محبَّةً واختصاصاً من الله؛ فهو المعجزةُ الَّتي تغيَّر بنزولها شكلُ العالم وخلعَ ثوبَ كفرهِ وضلالهِ وارتدى حلَّة الإسلام البيضاء الَّتي ملأت القلوب نوراً وضياءً.
أهمية المعجزات
إنَّ المعجزات الَّتي أهداها الله -عزَّ وجلَّ- لمن اختارهم من الأنبياء والرُّسل لها أهمِّيَّة كبرى تردُّ إلى أسباب كثيرة ومتفرِّعة، ولعلَّ أهمّ هذهِ الأسباب:
- التَّصديق على صدق نبوَّة الرَّسول المبعوث من الله -سبحانهُ وتعالى- إلى قومٍ من الضَّالِّين؛ لهدايتهم إلى الصِّراط المستقيم.
- المعجزةُ هي من أعظم دلائل النُّبوَّة؛ لأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- لا يؤتي المعجزات إلَّا لأنبيائهِ ورسلهِ، وما من أحدٍ على وجهِ الأرض يستطيعُ القيام بما يقومُ بِهِ الأنبياء في معجزاتهم، وبالتَّالي فإنَّها دليلُ حقٍّ وبرهانُ صدقٍ على ما جاءَ بهِ الأنبياء من الهدى.
- تستمدُّ المعجزةُ أهمِّيَّتها من الوظائف الَّتي صيَّرها الله من أجل تحقيقها، وهي: دعمُ الأنبياء والمرسلين وتأييدهم، وتثبيتُ إيمان النَّاس بنبيِّهم الَّذي أجرى الله المعجزة على يديهِ، ودحضُ الشُّكوك والسُّموم القابعةِ في قلوب المتذبذبين ما بين الإيمان والكفر، وتحدِّي المشركين والكافرين على القيام بالأعمال الَّتي يقومُ بها أنبياءُ الله بأمرٍ منهُ، يقول تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}. [22]
- تكذيب المشركين الَّذين يكذِّبون الله ورسولهُ ويدَّعونَ النُّبوَّة {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}. [23]
شاهد أيضًا: قصة سيدنا محمد حقيقية كاملة كتابة
أهمية القرآن الكريم عند المسلمين
إنَّ القران اعظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق، وهو من أعظم الهبات الَّتي وهبها الله -سبحانهُ وتعالى- للبشريَّة وأجملها؛ ففيهِ شرعُ الله القويمُ الَّذي سنَّهُ لهدايةِ البشريَّة ونقلها من ضفَّة الظَّلام إلى ضفَّة النُّور، وينبغي لكلِّ من مؤمنٍ بالله ووحدانيَّتهِ على وجهِ الأرض أن يُلازمَ هذا الكتاب ويجعلهُ صديقهُ وشريك حياتهِ لما لهُ من فوائد عدَّة، أهمُّها ما يأتي:
- القرآن الكريمُ ينقِّي نفس الإنسان من الأدران والسَّلبيات ويضعها على الصِّراط المستقيم؛ فضلاً عن الحسنات الَّتي يحصِّلها المؤمن من تلاوتهِ، وقد قال رسول الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- في هذا الصَّدد: “مَن قرأَ حرفاً من كتابِ اللَّهِ فلهُ بهِ حَسَنةٌ، والحسَنةُ بعشرِ أمثالِها”. [24]
- القرآن الكريمُ هو سبيلُ وحدةِ المسلمين والتفافهم حول بعضهم بعضاً، وقد حدَّثنا الله -سبحانهُ وتعالى- في كتابهِ عمَّا قدَّمهُ القرآن للمسلمين من وحدة بقولهِ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}. [25]
- القرآنُ الكريمُ هو تركةُ رسول الله -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- الثَّمينة الَّتي تركها للمسلمين من بعده، ففي الحديث الشَّريف: “إنِّي تارِكٌ فيكمُ الثَّقَليْنِ، أَحَدُهما أكبرُ منَ الآخَرِ: كتابُ اللهِ حبْلٌ ممدودٌ منَ السَّماءِ إلى الأرضِ، وعِتْرَتي أهلُ بَيْتي، وإنَّهما لن يَفتَرِقا حتى يَرِدا عليَّ الحَوضَ”. [26]
- القرآنُ الكريمُ هو المنهجُ الواضحُ القويمُ الَّذي ينبغي لكلِّ مسلمٍ أن يربِّي أبناءهُ على مضامينهِ وينشِّئهم على معانيهِ؛ ففيهِ من الأخلاق السَّامية ما يرفعُ قدرَ الإنسان ويعلي شأنهُ بين النَّاس.
بهذا نكونُ قد أنهينا رحلتنا مع مقال اعظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، وقد عرضنا أمام حضراتهم أهمَّ المعجزات الَّتي أهداها الله -سبحانهُ وتعالى- إلى حبيبهِ المصطفى -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- وأجراها على يديهِ، وقد زيَّننا كلامنا عن هذهِ المعجزات بأسمى الآيات القرآنيَّة الكريمة والأحاديث النَّبويَّة الشَّريفة الَّتي ثبَّتتها ودعمت رواياتها، نرجو أن نكونَ قد وُفِّقنا في عرضِ مادَّةِ المقالِ أمامَ حضراتكم، وأن يكونَ رسول الله -عليهِ أفضلُ الصَّلاة وأتمُّ التَّسليم- شفيعنا جميعاً يوم القيامة.
المراجع
- ^ almaany.com، تعريف و معنى معجزة في معجم المعاني الجامع، 06/10/2022
- ^ سورة الإسراء، الآية: 88
- ^ سورة هود، الآية: 13
- ^ سورة البقرة، الآية: 2
- ^ سورة الإسراء، الآية: 1
- ^ سورة القمر، الآية: 1_ 5
- ^ صحيح البخاري، أنس بن مالك، البخاري، 3868، صحيح
- ^ صحيح مسلم، أنس بن مالك، مسلم، 162، صحيح
- ^ aldiwan.net، وأحسن منك لم تر قط عيني، 06/10/2022
- ^ صحيح البخاري، جابر بن عبد الله، البخاري، 3576، صحيح
- ^ صحيح مسلم، أنس بن مالك، مسلم، 2279، صحيح
- ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 2405، صحيح
- ^ صحيح البخاري، أنس بن مالك، البخاري، 2798، صحيح
- ^ سورة العلق، الآية: 6_ 19
- ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 2797، صحيح
- ^ صحيح مسلم، جابر بن سمرة، مسلم، 2919، صحيح
- ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 155، صحيح
- ^ صحيح البخاري، أبو بكرة نفيع بن الحارث، البخاري، 3746، صحيح
- ^ صحيح مسلم، جابر بن سمرة، مسلم، 2277، صحيح
- ^ صحيح مسلم، جابر بن عبد الله، مسلم، 3012، صحيح
- ^ صحيح أبي داود، عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، الألباني، 2549، صحيح
- ^ سورة الحاقة، الآية: 44_ 47
- ^ سورة الأنعام، الآية: 21
- ^ مطلع البدرين، عبد الله بن مسعود، السيوطي، 54، صحيح
- ^ سورة آل عمران، الآية: 103
- ^ تخريج المسند لشعيب، أبو سعيد الخدري، شعيب الأرناؤوط، 11104، صحيح بشواهده
التعليقات