عناصر المقال
- 1 هل يجوز للحائض دخول المسجد النبوي
- 2 حكم زيارة الحائض لقبر الرسول
- 3 حكم دخول الحائض ساحة المسجد النبوي
- 4 رأي الفقهاء في حكم زيارة الحائض المسجد النبوي الشريف
- 5 حكم دخول الحائض المسجد الحرام
- 6 هل يجوز للحائض أن تطوف حول الكعبة
- 7 ما هو حكم ذهاب الحائض إلى الصفا والمروة
- 8 حكم دخول الحائض مُصلّى العيد
- 9 هل يجوز دخول الحرم للحائض للعمل
- 10 مقالات قد تهمك
- 11 المراجع
هل يجوز للحائض دخول المسجد النبوي من أكثر الأسئلة التي تراود المسلمين وخصوصًا النساء اللواتي ينوين العمرة أو الحج وزيارة تلك البقاع المباركة لتغمرهنَّ الأنوار والبركات، تدفعهنّ الأشواق لزيارة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام والطواف حول الكعبة ذلك المكان الذي يعود منه المرء كيوم ولدته أمه طاهر من الذنوب والعيوب نقي السريرة صافي الفؤاد تجاه الخلق أجمعين، وسيقدم لكم موقع تصفح هذا المقال ليبين لكم حقيقة جواز دخول الحائض المسجد النبوي أو عدمه.
هل يجوز للحائض دخول المسجد النبوي
لا يحلّ للحائض دخول المساجد بشكلٍ عامٍ، بما في ذلك المسجد النبويّ في المدينة المنوّرة، إلّا أنّها لا تُمنع من دخول المدينة المنوّرة كاملةً، فلم يرد في النصوص الشرعيّة ما يدلّ على ذلك، بل ورد فيها ما يدلّ على مشروعيّته، فالنساء اللاتي يأتين إلى الحجّ والعمرة وهنّ على حيضٍ يُمنعن من الطواف فقط، وهذا ما أمر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- به السيدة عائشة لمّا حاضت في حجّة الوداع، كما أنّ النساء اللاتي كنّ يُقمن في المدينة المنوّرة يحضن أيضاً، ولم يكنّ يخرجن منها أثناء حيضهنّ، فالحاصل أنّه لا حرج على الحائض من دخول المدينة المنوّرة دون أن تدخل المسجد النبويّ.[1]
حكم زيارة الحائض لقبر الرسول
لو حاضت المرأة في يوم السفر إلى المدينة المنورة ومن المعروف أن مدة الإقامة في المدينة لا تزيد على خمسة أو ستة أيام وهي مدة حيضها هل تُمنع من دخول المسجد النبوي أم تذهب لزيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- والسلام عليه؟، والجواب أنّه يجب على الحائض أن تحدد فترة انقطاع حيضها، أو أن تتناول دواءً يمنع نزول الدم باستشارة الطبيب، ثم تغتسل وتزور قبر الرسول صلى الله عليه وسلم طاهرة، فإن لم ينقطع دمها واقترب موعد السفر فلا مانع من أن تزور وتسلم وهي حائض إذا أَمِنَت التلويث، لأن زيارة قبر النبي الأمين من أعظم القربات وأكثر الأمور استحبابًا، وحاجة الحجاج إليها ملحَّة، وقد نص جماعة من الفقهاء على أن طواف الحائض المعذورة بمثابة المرور الجائز في المسجد، ولا شك أن الزيارة النبوية حينئذٍ أولى بالجواز من الطواف، كما أن دخول الحائض للمسجد النبوي للزيارة والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فالذي عليه جمهور الفقهاء: أنه لا يجوز للحائض المكث في المسجد، وأجازوا لها المرور داخله إذا أمنت تلويثه، واتفقوا على جواز مرورها فيه للضرورة والحاجة.[2]
حكم دخول الحائض ساحة المسجد النبوي
إنّ الراجح في حكم دخول ساحة المسجد النبوي للحائض هو أنه يجوز لها اللبث “الجلوس أو الوقوف” فيها، ولكنها تُنهى عن الجلوس بين المصلين كما تفعل في صلاة العيد، والله أعلم، وقد بيّن أهل العلم ذلك استنادًا إلى أنّ الساحات لا تأخذ الأحكام ذاتها التي تأخذها المساجد والله أعلم، وقد قال الإمام ابن بطال -رحمه الله- في شرح صحيح البخاري: “العلماء مجمعون على أن الحائض تشهد المناسك كلها غير الطواف بالبيت؛ لقوله -عليه السلام- لعائشة: “افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري”.[3]
رأي الفقهاء في حكم زيارة الحائض المسجد النبوي الشريف
لا بد للمرأة من معرفة رأي الشرع في زيارتها للمسجد النبوي الشريف، وإن أول ما تبحث فيه القرآن والسنة ثم رأي الفقهاء وأهل العلم الشرعي، وحينما يحدث خلاف بين آراء الفقهاء و أهل العلم فإن في الخلاف رحمة لهذه الأمة وسعة، وفيما يأتي سنستند على آراء بعض الفقهاء في حكم زيارة الحائض المسجد النبوي الشريف وندرجه بين أيديكم:[4]
- الإمام أبو حامد الغزالي: “شرط المكث في المسجد عدم الجنابة، فيجوز للمحدث المكث وللجنب العبور، ولا يلزمه في العبور انتحاء أقرب الطرق، وليس له التردد في حافات المسجد من غير غرض، وليس للحائض العبور عند خوف التلويث وكذا من به جراحة نضاخة بالدم، فإن أمنت التلويث فوجهان لغلظ حكم الحيض”.
- الإمام النووي رحمه الله: “أما عبورها بغير لبث فقال الشافعي رضي الله عنه في “المختصر”: أكره ممر الحائض في المسجد. قال أصحابنا: إن خافت تلويثه لعدم الاستيثاق بالشد أو لغلبة الدم حرم العبور بلا خلاف، وإن أمنت ذلك فوجهان الصحيح منهما جوازه، وهو قول ابن سريج وأبي إسحاق المروزي، وبه قطع المصنف والبندنيجي وكثيرون، وصححه جمهور الباقين كالجنب وكمن على بدنه نجاسة لا يخاف تلويثه. وانفرد إمام الحرمين فصحح تحريم العبور وإن أمنت؛ لغلظ حدثها بخلاف الجنب. والمذهب الأول”.
- الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي: “ونص أحمد على أنها لو توضأت وهي حائض لم يَجُزْ لها الجلوس في المسجد، بخلاف الجنب، وفيه وجه: يجوز إذا أمنت تلويثه”.
- الإمام البيجوري: “متى خافت التلويث حرم عليها الدخول، وإن لم يوجد التلويث لقلَّة الدم، والمراد بالخوف: ما يشمل التوهُّم، فإن لم تخف تلويثه بل أمنته لم يَحرُم، بل يكره لها حينئذٍ، وهو خلاف الأَوْلى للجنب، إلا لعذرٍ فيهما فتنتفي الكراهةُ لها وكونُه خلافَ الأَوْلى للجنب للعذر، ومثلها كل ذي نجاسة، فإن خاف تلويث المسجد حرم، وإلا كره، إلا لحاجة”.
حكم دخول الحائض المسجد الحرام
يوجد خلاف بين أهل العلم في حكم دخول المرأة الحائض إلى المساجد، والراجح من أقوالهم حُرمة دخول المساجد عليها، ولا شكّ في أنّ المسجد الحرام كغيره من المساجد في هذا الحكم، بل إنّه أولى في تطبيقه لما له من شرفٍ، ويدخل في هذا الحكم كُلّ ما يُعدّ داخلاً في مُسمّى المسجد الحرام، فكلّ ما بعد أبواب المسجد من الداخل يُعدّ من المسجد، وكذلك المنطقة الواصلة بين المسعى والصحن تُعدّ من المسجد أيضاً، فلا يجوز للحائض الجلوس فيها.[5]
هل يجوز للحائض أن تطوف حول الكعبة
لا يشترط في الإحرام والسعي الطهارةُ من الحيض، غير أن المرأة الحائض ممنوعة من الطواف بالبيت حتى تطهر،وعلى هذا فإن المرأة التي تريد الحج أو العمرة تحرِمُ من الميقات وهي حائض وينعقد إحرامها، والدليل على ذلك أن أسماء بنت عميس زوجة أبي بكر الصديق رضي الله عنها ولدت والنبي صلى الله عليه وسلم نازل في ذي الحليفة -ميقات أهل المدينة- يريد الحج، فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم كيف أصنع؟ قال: “اغْتَسِلِي وَاسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ وَأَحْرِمِي”[6] ومعناه أنها تشد على فرجها خرقة وتربطها ثم تحرم سواء بالحج أو بالعمرة، ودم الحيض كدم النفاس فالمرأة الحائض إذا مرت بالميقات تغتسل وتستثفر بثوب وتحرم عملًا بالحديث.
وكذلك يصح السعي بين الصفا والمروة من المرأة وهي حائض، أما الطواف فغير صحيح، والدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها حين حاضت في أثناء العمرة: “افْعَلِي كَمَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي”،وإن الطّواف بالبيت العتيق كالصلاة، فيشترط له ما يشترط للصلاة، إلا أنه أبيح في الطواف الكلام، فالطهارة شرط لصحة الطواف، فلا يصح من الحائض الطواف حتى تطهر ثم تغتسل، فقد ثبت في الصحيحين: أن عائشة رضي الله عنها قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نذكر إلا الحج، حتى جئنا سَرِف فطمِثت، فدخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال: “مالك؟ لعلك نفست”، فقلت: نعم، قال: “هذا شيء كتبه الله عز وجل على بنات آدم، افعلي ما يفعل الحاج، غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري”.[7]
ما هو حكم ذهاب الحائض إلى الصفا والمروة
يجوز للحائض أن تحرم بالحج، وتفعل ما يفعل الحاج غير أنها لا تطوف بالبيت ولا تدخل المسجد، لما روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: قَدِمْتُ مَكَّةَ وَأَنَا حَائِضٌ، وَلَمْ أَطُفْ بِالْبَيْتِ وَلاَ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ قَالَتْ: فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: “افْعَلِي كَمَا يَفْعَلُ الحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لاَ تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي”[8]، فإن طافت ثم جاءها الحيض فلها أن تسعى، لأن المسعى ليس من المسجد الحرام، وإن حاضت قبل الطواف، فلا تسعى، لأن السعي لابد أن يسبقه طواف عند جمهور الفقهاء، لفعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله: “لتأخذوا عني مناسككم”، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما سعى بعد طوافه، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “والمرأة التي تريد العمرة لا يجوز لها مجاوزة الميقات إلا بإحرام، حتى لو كانت حائضاً، فإنها تحرم وهي حائض، وينعقد إحرامها، ويصح”.[9]
حكم دخول الحائض مُصلّى العيد
جاء في كتب السنة عن أم عطية فيما رواه البخاري ومسلم، قالت: “أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفطر والأضحى أن نخرج العواتق والحيّض وذوات الخدور، ولكن الحيّض يعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين”، وذلك لأن صلاة العيد كانت تقام في المصلى خارج المسجد، ولا بأس على المرأة الحائض لو ذهبت إلى المصلى لتسمع الوعظ والإرشاد، إذ ليس له حكم المسجد، والحكمة في هذا ما ورد في الحديث من حضور الخير ودعوة المسلمين بحيث يكون للنساء مكان خاصٌّ بهن، لكن لابد من التنبيه إلى أنه لا يجوز خروج المرأة متبرجة إلى هذا المشهد ولا إلى غيره، أما إذا كانت صلاة العيد في المسجد فليس للحائض أن تحضرها، لأن الحائض يحرم عليها المكث في المسجد.[10]
هل يجوز دخول الحرم للحائض للعمل
إن دخول الحائض للعمل لا يجوز ومحرم في الإسلام، لكن إذا كان للضرورة فلا حرج في ذلك ولكن شرط أن تأمن تلويث المسجد، وفي هذا العصر يأمن النساء التلويث بسبب ما يستخدمنه من وسائل، ولذلك يجوز للمرأة الحائض دخول الحرم للعمل شرط أن لا تمكث فيه أيضًا إلا بمقدار الحاجة والضرورة مثل المسعفات وغيرها من المهن الأخرى الضرورية، وقد ورد حول ذلك عن بعض الفقهاء ما مفاده: “إسعاف المرضى من الضرورات والحاجات الماسة؛ فإذا كان هناك حاجة لإسعاف مريضة داخل المسجد؛ فإنه يجوز للحائض العاملة في الإسعاف أن تدخل المسجد لإسعاف هذه المريضة ، إذا لم يوجد من يقوم بهذا العمل من الطاهرات أحد ؛ لأن الضرورات تبيح المحضورات”.[11]
مقالات قد تهمك
وبذلك نصل لختام مقال هل يجوز للحائض دخول المسجد النبوي وقد تناولنا فيه هل يجوز للحائض دخول المسجد النبوي و حكم زيارة الحائض لقبر الرسول و حكم دخول الحائض ساحة المسجد النبوي و رأي الفقهاء في حكم زيارة الحائض المسجد النبوي الشريف و حكم دخول الحائض المسجد الحرام و هل يجوز للحائض أن تطوف حول الكعبة و ما هو حكم ذهاب الحائض إلى الصفا والمروة و حكم دخول الحائض مُصلّى العيد ونرجو لكم القبول في مسعاكم وأن تظفروا بزيارة أطهر أرض ونيل المنى والسرور.
المراجع
- ^ binbaz.org.sa، حكم مكوث الحائض في المسجد، 18/11/2024
- ^ binbaz.org.sa، حكم زيارة الحائض للأماكن المقدسة، 18/11/2024
- ^ islamweb.net، حكم جلوس الحائض في رحبة وساحة المسجد، 18/11/2024
- ^ islamweb.net، أدلة من يرى جواز دخول الحائض والجنب المسجد، 18/11/2024
- ^ binbaz.org.sa، حكم دخول الحائض الحرم والصلاة فيه، 18/11/2024
- ^ صحيح النسائي، جابر بن عبدالله،الألباني،427،صحيح
- ^ ar.islamway.net، هل يجوز للمرأة الحائض أن تطوف ؟، 18/11/2024
- ^ صحيح البخاري، عائشة أم المؤمنين،البخاري،305،صحيح
- ^ binbaz.org.sa، ما حكم السعي للمرأة الحائض؟، 18/11/2024
- ^ binbaz.org.sa، دخول الحائض لما يلحق بالمسجد، 18/11/2024
- ^ islamqa.info، حكم دخول المسعفة الحائض للمسجد، 18/11/2024
التعليقات