هل يجوز الوضوء بالمناكير

هل يجوز الوضوء بالمناكير
هل يجوز الوضوء بالمناكير

هل يجوز الوضوء بالمناكير وهو من الأحكام الشرعية والفقهية المهمة التي ينبغي على المرأة معرفتها، حيثُ يعدّ المناكير أحد المواد التي تستخدمها المرأة للتزين والتجّمل في بيتها، ومن هذا المنطلق ومن خلال سطورنا التالية سيتم الإجابة عن سؤال هل يجوز الوضوء بالمناكير، كما سيتم التعرف لحكم الوضوء بالمناكير وبعض من الأحكام الشرعيّة المتعلقة بذات الموضوع.

حكم استعمال المناكير

يُباح للمرأة استعمال المناكيرفهو أحد أنواع الزِّينة، ولكن ينبغي إزالته عند الوضُوء أو الغُسل، لأنَّ المناكير من المواد التي تمنع وصول الماء إلى البشرة، فقد قال الشيخ ابن باز -رحمه الله- في تعقيبه على هذه المسألة الفقهية:” طلاء الأظافر بالحناء أو غيره مما يحسنها لا بأس به، إذا كان طاهرا ليس بنجس، وكان رقيقا لا يمنع الوضوء والغسل، أما إذا كان له جسم، فلا بد من إزالته عند الوضوء والغسل، لئلا يمنع وصول الماء إلى حقيقة الظفر، فالمقصود أن استعمال ما يغير الظفر من الحناء وغيره، أو ما يسمونه المناكير، لا بأس به إذا أزيل، لأن له جسما يمنع وصول الماء عند الوضوء والغسل أما إذا كان ليس له جسم كالحناء التي تجعل الظفر أحمر أو أسود، ولكن لا يبقى له جسم، هذا لا يضر، أما إذا كان له جسم يمنع وصول الماء إلى البشرة، فلا بد من إزالته”.[1]

هل يجوز الوضوء بالمناكير

أوضح أهل العلم بأنّ الوضُوء بالمَناكير غير جائز في الشَّريعة الإسلاميّة؛ لأنَّه يُعتبَر من أسباب منع وصول الماء إلى أحد أعضاءِ الوضُوء [2]، ومن الجدير بالذِّكر أنَّ منْ شروطِ صحَّة الوضوء تعميم الماء إلى أعضاء الوضوء، بدليل ما روى مسلم عن عمر بن الخطاب ـرضي الله عنه- قال: “إنَّ رَجُلًا تَوَضَّأَ فَتَرَكَ مَوْضِعَ ظُفُرٍ عَلَى قَدَمِهِ فَأَبْصَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ، فَرَجَعَ ثُمَّ صَلَّى”[3]، كما أوضح النّووي -رحمه الله- بأنّ لو كان تحت الأظافر وسخ يمنع وصول الماء إلى البشرة لا يصحِّ الوضوء، وبهذا لا تصح الصلاة لأن اختلال شرط من شروط الطهارة يجعل الصلاة باطلة بدليل قول النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لأبي ذر رضي الله عنه: “فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمِسَّهُ جِلْدَكَ فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ”[4]، والحاصل أنَّ تركه أولى، فإن قامت المرأة باستخدامه فالواجب أنْ تزيله عند الوضوء.

هل يجوز الوضوء بالمناكير
هل يجوز الوضوء بالمناكير

شاهد أيضًا: هل يجوز نية العمرة لاكثر من شخص

حكم الوضوء بالمناكير إسلام ويب

أوضَحَ موقِع الفَتَاوى الشّرعيَّة إسلام ويب بأنّه لا يجوز الوضُوء بالمَنَاكِير[2]، فهو يُعتبَر طبقةً عازلةً تمنع وصُول الماء إلى البَشَرة، حيثُ ينبغي حتّى يصحًّ الوضوء أنْ يصل الماء لكافَّة العضو، فقد ورد عن عُمَر بْن الْخَطَّابِ أَنَّ رَجُلًا تَوَضَّأَ فَتَرَكَ مَوْضِعَ ظُفُرٍ عَلَى قَدَمِهِ ، فَأَبْصَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: “ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ” [3]، فمن توضأت وعلى أحد أظافرها المناكير حتى ولو كان طبقة رقيقة  فلا يصح وضوؤها، كما لا يصحّ بهذا الوضوء أداء العبادات مثل الصّلاة، فإزالة ما يحول دون وصول الماء إلى البشرة واجبة سواء كان هذا الحائل قليلا أو كثيرًا، فقد قال النووي ـرحمه الله- في شرح المهذب: “إذا كان على بعض أعضائه شمع أو عجين أو حناء وأشباه ذلك فمنع وصول الماء إلى شيء من العضو لم تصح طهارته ـ سواء أكثر ذلك أم قل”.

هل يجوز الصلاة ببقايا مناكير

لا يجوز الصَّلاة ببقايا المَناكير إذا كان حائل فهو لا يُجزِئ الوضُوء مع وجوده، لأنَّه لا يُمكن وصول الماء إلى العُضو الواجب تطهيرَه، فقد اتفق الجمهور من أهل العلم  لصحَّة الوضوء إزالة ما يمنع وصول الماء إلى الأعضاء، أمَّا إذا كان المناكير لون فقط فهو يُجزئ الوضوء مع وجوده؛ لأنه لا يمنع وصول الماء إلى الأظافر، فقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء: “إذا كان للطلاء جرم على سطح الأظافر: فلا يجزئها الوضوء دون إزالته قبل الوضوء, وإذا لم يكن له جرم: أجزأها الوضوء, كالحناء. انتهى.”، كما سهَّل بعض أهل العلم على المرأة إذا كان المناكير حائلًا يمنع الماء بعدم بطلان الطهارة به وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، ولكن الأفضل إزالة المناكير عند الصّلاة وإعادة كافة الصلوات التي قام بها المسلم قبل إزالة الحائل.[5]

هل يجوز الوضوء بالمناكير
هل يجوز الوضوء بالمناكير

شاهد أيضًا: هل يجوز للحائض دخول ساحة المسجد النبوي

حكم وضع المناكير خارج المنزل

أجمع العلماء بأنَّه لا يجوز للمرأة وضع المناكير خارج المنزل، فهو يعدّ من الزِّينة المنهي عنها لأنَّها تلفت الانتباه عند الرِّجال [6]، حيث قال -تعالى- في محكم تنزيله: “وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”[7]، ومن الجدير بالذّكر أنّ المرأة تستطيع وضع المناكير خارج المنزل إذا كانت ترتدي القفازات، فلا بأس ولا حرج في ذلك عند أهل العلم.

حكم الوضوء والصلاة بالأظافر الصناعية

بيّن أهلُ العلم بأنَّه الأظافر الصِّناعيَّة غير جائزة في الشَّرع الإسلاميّ؛ لأنّها تمنع من وصول المَاء إلى الظِّفر الأصليّ، ولكن لا حَرَج في وضع الأظافِر الصناعيَّة إنْ كانَ هناك حاجةً ضروريّةً من ذلك، أمّا وضعِهَا من أجل الزِّينة والتجمُّل فلا يجُوز ذلك، ومن الجدير بالذّكر أنّه لا حَرَج في الصّلاة مع وجود هذه الأظافر لكن ينبغي إزالتها عند الوضوء والغُسل حتى يصل الماء لما تحتها، فقد أوضحت فتاوى اللَّجنة الدَّائمة فيما يخص هذه المسألة: “إذا كان للطلاء جرم على سطح الأظافر، فلا يجزئها الوضوء دون إزالته قبل الوضوء ، وإذا لم يكن له جرم أجزأها الوضوء كالحناء”، فإنْ لمْ يصل الماء لكافة العضو لا يصحِّ الوضوء وبهذا لا تصحّ الصّلاة.[8]
هل يجوز الوضوء بالمناكير
هل يجوز الوضوء بالمناكير

شاهد أيضًا: لماذا سمي الوضوء بهذا الاسم

هل حكم المناكير مثل الجوارب

وفي ختام الحديث عن هل يجُوز الوضَوء بالمناكير سنتعرَّف على هل حُكم المَنَاكير مثل الجَوارِب، حيثُ لا يصحُّ القياس بالمناكير على الجوارب في حالتي الوضوء والصّلاة، فإذا وضع المناكير ينبغي إزالته ليجزئ الوضوء، لأنها تمنع وصول الماء إلى الظفر، ولمعرفة الحكم الشرعي الصحيح سنتطرق للفتوى الشرعية التي وردت في موقع الفتاوى الشرعية إسلام ويب عن هذه المسألة وهي كما يأتي:[9]

لا يصح قياس مساحيق التجميل على الجورب في المسح عند الوضوء, وليست العبرة بكون الجورب يسهل نزعه والمساحيق يصعب إزالتها، بل العبرة بأن الجورب والخف يحتاج الناس عموما إليه ويتكرر لبسه بخلاف المساحيق فإنها لا يتكرر وضعها وليست الحاجة إليها عامة كالحاجة إلى لبس الجوارب والخفاف, فليست الحاجة إلى طلاء الأظافر مثلا كالحاجة إلى لبس الجورب والخف كما هو معلوم, والمساحيق أيضا لا يصعب إزالتها بل تزول بالماء ونحوه, وما وجد منها صعب الإزالة فإنه يمكن أن يستغنى عنه بما يسهل إزالته, بينا الخف والجورب شيء يلبس ويخلع ولا يزول بالماء. هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن مسح الجورب ورد به الشرع، وليس كذلك مساحيق التجميل.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي حمل التساؤل عن هل يجوز الوضوء بالمناكير، حيثُ تعرّفنا على الحكم الشرعيّ لوضع المناكير، بالإضافة إلى معرفة الحكم الشرعي حول الوضوء بالمناكير إسلام ويب، كما تطرقنا لمجموعة من الأحكام الشرعية التي تتعلق بوضع المرأة المناكير، بالإضافة إلى بيان هل حكم المناكير مثل الجوارب، نرجو أن  تكونوا قد استمتعتم بمطالعة هذا المقال ونلتم الفائدة التي تبحثون عنها.

المراجع

  1. ^ islamweb.net، حكم استعمال المانيكير وهل للحائض أن تستعمله حال حيضها، 20/10/2022
  2. ^ islamweb.net، لا يصح الوضوء مع وجود مناكير على أحد الأظفار، 20/10/2022
  3. ^ صحيح مسلم ، مسلم، عمر بن الخطاب، 243، صحيح
  4. ^ التلخيص الحبير، أبو حاتم الرازي، أبو ذر الغفاري ، 1/240، صحيح.
  5. ^ islamweb.net، حكم صلاة وطهارة من اكتشفت بقاء أثر من طلاء الأظافر الشفاف بعد إزالته، 20/10/2022
  6. ^ islamweb.net، حكم الصلاة بالمناكير إذا وضع بعد الوضوء وحكم الخروج به، 20/10/2022
  7. ^ سورة النور، الآية 31.
  8. ^ islamqa.info، الصلاة والوضوء مع وجود الأظافر الصناعية، 20/10/2022
  9. ^ islamweb.net، لا يصح قياس طلاء الأظافر على الجورب في المسح عند الوضوء، 20/10/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *