هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة أسبوعين

هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة أسبوعين، حيث يحرص المسلمون على أداء الفرائض بالشكل الصحيح، لاسيما الصلاة التي جعلها الله سبحانه وتعالى كتابًا موقوتًا، وإبعاد الريبة في مسألة الصلاة أثناء السفر الطويل والتنقل بين البلدان، فمنهم من يقضي صلاته، ومنهم من يحاول قصرها، والبعض الآخر يجمع الصلاة، ونحن بدورنا في موقع تصفح سنبيّن لكم هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة أسبوعين.

ما هو الجمع والقصر

إنَّ القصر هو أن تصبح صلاة الأربع ركعات ركعتين في السفر، حيث اتفق العلماء على أن قصر الصلاة أفضل من إكمالها للمسافر؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قصر في جميع أسفاره، ولم يصح عنه أنه أتمّ في السفر، وأمّا الجمع فهو أن يجمع المصلي بين صلاتي الظهر والعصر في وقت الظهر، أو يجمع بين صلاتي المغرب والعشاء في وقت المغرب، ويسمى جمع تقديم، وإذا كان الجمع في صلاة العصر أو العشاء يُسمى جمع تأخير، ولم يجمع العلماء على جواز الجمع بين الصلاتين إلا للحاج في عرفة ومزدلفة، كما أنكر علماء آخرون جواز الجمع في غير هذين الموضعين، والصحيح ما ذهب إليه جمهور العلماء من جواز الجمع إذا وجد العذر، لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في غير عرفة ومزدلفة، وفيما بعر جوابنا على سؤال هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة أسبوعين؟ ^[1]

هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة أسبوعين

نعم يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة أسبوعين، وهذا ما أقره المذهب الحنفي، بينما تباينت الآراء في المذاهب الأخرى، ويجوز للمسافر الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء إذا كان سائرًا في وغير نازل، وإن كان السفر قبل زوال الشمس يُشرع للمسافر صلاة الظهر مع العصر جمع تأخير، وإن كان السفر قبل غروب الشمس يُشرع للمسافر صلاة المغرب والعشاء جمع تأخير، وأمّا من سافر بعد زوال الشمس أو بعد غروبها شُرع له جمع التقديم؛ أي أن يُصلي صلاة العصر مع الظهر وصلاة العشاء مع المغرب جمع تقديم، والله ورسوله أعلم. ^[2]

هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة أسبوع

يجوز للمسافر الجمع والقصر في السفر لمدة أسبوع إذا كان لم يعزم على شيء معلوم، فيجوز له الجمع والقصر ولو مر عليه سنة كاملة؛ لأنه لا يعلم كم يلبث أو يقيم، ومن جاز له القصر يجوز له الجمع، لكن ترك الجمع أفضل لمن كان مقيمًا، وعليه إتمام كل صلاة في وقتها، وأما إذا عزم على الإقامة أكثر من أربعة أيام؛ فإنه يتم أربعًا عند جمهور أهل العلم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم عزم على إقامة أربعة أيام في مكة، وهو يقصر، فدل على أن الأيام الأربع لا تمنع من القصر، والأصل بعد ذلك الإتمام. ^[3]

هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة شهر

ذهب رأي جمهور العلماء في السؤال هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة شهر إلى إتمام الصلاة وعدم الجمع والقصر، فمن أقام إقامة طويلة تزيد على أربعة أيام وعنده علم واضح بذلك، لذلك يجب إتمام كل صلاة في وقتها وعدم اللجوءإلى الجمع أو القصر، فهذا هو الأصل وإنما السفر عارض، فإذا نوى الإقامة أكثر من أربعة أيام فإنه يتم، والأصل في حق المقيم أنه يتم الصلاة، هذا هو الأصل في حق المقيم، بينما ذهب بعض أهل العلم إلى أن المسافر يقصر في صلاته ما دام في السفر، ولو طالت إقامته حتى يرجع إلى بلاده، وهو قول قوي، والله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم أعلم، نسأل الله أن يوفقنا في نقل العلم الصحيح لكم، والله ولي التوفيق.^[4]

حكم الجمع والقصر طوال مدة السفر

بعد معرفة هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة أسبوعين، لا بُدَّ من معرفة حكم ذلك طوال مدة السفر، وفي ذلك من قصد بلدة أو قرية، ولا يعلم مدة إقامته فيها، فالسنة له أن يقصر إذا كان وحده؛ أمّا إذا كان يصلي في جماعة، فلايستطع القصر؛ لأن الجماعة واجبة، والجمع ليس مثل القصر إن احتاج إليه فعله وإلا تركه، فإذا كان على ظهر سير مسافر جمع الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء، وأما إذا كان مستريحًا نازلًا؛ فالأفضل أن يصلي كل صلاة في وقتها، وأمّا إذا دعت الحاجة إلى الجمع؛ لكونه على ظهر سير، أو لأجل المشقة في عدم الجمع، فإنه يصلي الظهر والعصر جمعًا والمغرب والعشاء جمعًا. ^[4]

حكم الجمع والقصر في الحج

بعد توضيح هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة أسبوعين لا بُدَ من توضيح الجمع والقصر في الحج، حيث شُرع للحجاج بيت الله الحرام أن يصلّوا المغرب والعشاء جمعًا في مزدلفة قبل منتصف الليل إذا أمكنهم ذلك، فإن لم يتيسر لهم ذلك بسبب الزحام أو ضيق الوقت، عليهم أن يصلّوا صلاهما بأي مكان كان، إذ لا يجوز تأخير إلى ما بعد منتصف الليل؛ لقول الله سبحانه وتعالى: “إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا”^[5]؛ أي مفروضًا في الأوقات الصحيحة للصلاة، ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: “وقت العشاء إلى نصف الليل”، وقد ورد هذا الحديث النبوي الشريف في صحيح مسلم. ^[6]

حكم الجمع والقصر في الخطوط الأمامية للجيش

إنَّ حكم الجمع والقصر في الخطوط الأمامية للجيش هو حكم شرعي مثل حكم هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة أسبوعين، وفي تفصيل ذلك أنّ الجنود الذين يذودون عن حياض الوطن ويدافعون عنه إذا كانوا مقيمين في نقاط ثابتة لا يتحركون منها، فلا يجوز لهم الجمع والقصر، أمّا إذا ارتحلوا إلى أماكن مرابطة أخرى وكانفي ذلك تنقل وسفر وكانت مدة رحلتهم ثلاثة أيام أو أربعة، فيجوز لهم الجمع والقصر، وما غير ذلك فعليهم إتمام كل صلاة في وقتها وبالركعات الكاملة، فهذا ما أجمع عليه جمهور علماء المسلمين، وكذلك ورد في المذاهب الدينية، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحمي بلادنا وكافة بلاد المسلمين من ويحفظها من كل شر. ^[7]

هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة شهرين

ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم إلى أنه لا يجوز لمن نوى الإقامة في بلد آخر بعد السفر 4 أيام أو أكثر من ذلك أن يجمع ويقصر في فترة سفره وإقامته، ولا يجوز له الترخص بأية رخص من رخص السفر، إلا إذا كان له عذر آخر غير عذر السفر يبيح له الجمع أو القصر، لكن وردت أقوال عديدة غير ذلك منها جواز الجمع والقصر إذا لم يكن ينوي الشخص الإقامة وأخره عن عودته أمر معين مثل المطر أو صعوبة الطريق وما إلى هنالك، وهو قول معتبر وقوي بجواز القصر والجمع مهما طالت مدة السفر، وقد أشار ابن باز إلى ذلك بقوله: “صلاتك صحيحة وليس عليك إعادة؛ لأنه ذهب جمع من أهل العلم إلى أن المسافر يقصر ولو طالت مدته لظاهر بعض الأحاديث، وهو قول قوي، ولكن الأحوط للمؤمن إذا نوى أكثر من أربعة أيام في بلدة من البلدان أو قرية أو في البر أن يتم إذا عزم على إقامة أكثر من أربعة أيام، هذا هو الأحوط الذي عليه الجمهور. ولكن لو قصر أخذاً بالقول الثاني فلا إعادة عليه ولا حرج عليه، لكن السنة أن يتحرى ما هو الأحوط له، فإذا عزم على الإقامة أكثر من أربعة أيام في منزله في البر أو في قرية أو بلد من البلدان فالأفضل له أن يصلي أربعا، هذا هو الأحوط له، فينبغي له تحري ذلك”.^[8]

مقالات قد تهمك

ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم جواب هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة أسبوعين، وهو نعم بما أقره المذهب الحنفي، بينما تباينت الآراء والأقوال في المذاهب الأخرى، كما وضخنا لكم بعض أحكام الجمع والقصر في أمور أخرى، والله أعلم.