حكم لبس الخاتم في العمرة للرجال والنساء

حكم لبس الخاتم في العمرة من الأحكام المهمّة الذي سيتمّ التعرف عليه في المقال الآتي، فمعلوم أن الله تعالى قد شرع للمسلمين أداء شعائر معينة في مكان معين، وهذه العبادة العظيمة لها شروط وأركان ونواهي والسؤال المطروح في بداية هذه المقدمة سيتم الإجابة عليه، مع ذكر نواهي الإحرام بشيء من التفصيل.

حكم لبس الخاتم في العمرة

ذهب الإمام ابن باز رحمه الله إلى جواز لبس المسلم الخاتم أثناء العمرة وبعد دخول النسك، وأن هذا لا يعتبر من نواهي الإحرام؛ بما أن الخاتم غير مخيط مما يحرم على المحرم لبسه، ولكن يجب التنبه إلى أن الخاتم الذي يجوز للرجل لبسه من الفضة، بينما الخاتم الذهبي لا يجوز للرجل أن يلبسه لبسه سواء كان ممنوعًا في العمرة أم لا ويجوز للمرأة أن تلبس الذهب.^[1]

ما هي محظورات الإحرام الخاصة بالرجال

إنّ المحظور شرعًا يُعرّف بأنه الممنوع فعله، فهناك عدة محظورات لا يجوز للرجل القيام بها بعد الإحرام، ونذكر منها ما يأتي:^[2]

• غطاء الرجل على رأسه: من ممنوع على الرجل، لا سيما في العمرة، ستر رأسه، إذا لم يكن له عذر.
• لبس المخيط وما يحيط به: كما يحرم عليه لبس المخيط كالقميص والسراويل والنعال ونحو ذلك بعد الإحرام.

شاهد أيضًا:  هل يجوز خلع ملابس الإحرام قبل أداء العمرة

ما هي محظورات الإحرام الخاصة بالنساء

من الممنوعات التي نهي عنها للمرأة في الإحرام لبس القفازات والنقاب، كما روى عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم – صلى الله عليه وسلم: “ولَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ”،^[3] وبناءً عليه فإن نهي الإحرام على المرأة هي لبس النقاب وتغطية الوجه، مع ضرورة التنبه إلى أن ما أقرته دائرة الإفتاء الأردني هو جواز إسقاط السترة على وجهها عندما يمر الرجال.^[2]

ما هي محظورات الإحرام المشتركة بين النساء والرجال

بالإضافة إلى المحظورات السابقة، هناك عدد من المحظورات الممنوعة على الرجال كما على النساء، وفي هذه الفقرة من المقال هل يجوز لبس الخاتم أثناء العمرة، سيتم توضيحها، وذلك على النحو التالي:^[2]

• حلق الشعر وقصه ونتفه: فالذي يحرم في العمرة للذكور والإناث: حلق الرأس أو قص جزء منه أو نتفه، والدليل على ذلك قول الله تعالى: “وَلَا تَحْلِقُوا رُؤوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ”،^[4] وذلك قياسًا على شعر الرأس.
• استعمال الطيب: من النهي في الإحرام استعمال الطيب أو ما له رائحة طيبة.
  عقد النكاح: كما يحرم على الرجل والمرأة عقد النكاح، ودليل ذلك قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “لا يَنْكِحُ المُحْرِمُ، ولا يُنْكَحُ، ولا يَخْطُبُ”.^[5]
• الصيد: استنتج العلماء من كلام الله تعالى: “أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا”،^[6] أن ذلك كله محرم في الشريعة الإسلامية.
• الجماع المباشر والمقدمات المؤدية إلى الإنزال: ومن ذلك كلام الله تعالى: “فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ”،^[7] أورد العلماء إلى أنه يحرم على الزوج أن يجامع زوجته أو يباشرها بأي طريقة مؤدية إلى الإنزال الموجب للغسل أثناء الإحرام في الحج والعمرة.

العمرة في الإسلام

وبعد بيان حكم لبس الخاتم في العمرة من الجدير بالذكر أن العمرة من أعظم الأعمال الصالحة التي يمكن للمسلم أن يقوم بها، وقد ذكرها الله تعالى في الذكر الحكيم بقوله تعالى: “وأتموا الحج والعمرة لله”،^[8] ومعنى العمرة في الشريعة الإسلامية وتعريفها أنها زيارة خاصة لبيت الله الحرام سواء كان ذلك في موسم الحج أو غيره.^[9]

وهي العبادة التي تتكون من أربع شعائر فقط وهي: الإحرام والتلبية ثم الطواف بالبيت الحرام ثم السعي بين الصفا والمروة والحلق والتقصير، وهناك اختلاف بين العلماء في حكم العمرة، في ذلك قولان: أولاً: أن العمرة واجبة على المسلم، وذلك في مذهب ابن حنبل والشافعي رحمهما الله، والثاني: أن العمرة سنة أُكّدت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وليست واجبة، وهذا القول اختاره المذهب الحنفي وشيخ الإسلام ابن تيمية وهو أشبه بقول أهل العلم والله أعلم.^[9]

شاهد أيضًا:  كيفية أداء العمرة والادعية المستحبة

هل يجوز لبس الخاتم الذهبي في العمرة

لا يجوز للرجل المسلم لبس الخاتم الذهبي المصنوع من الذهب، فقد حرم الإسلام الذهب على الرجال سواء كان خاتمًا أو سوارًا أو عقدًا، وسواء كان الرجل محرمًا أم لا، واتفق العلماء والمدارس الأربع على أن الزينة بالذهب لا تجوز للرجال، وهي كذلك ممنوع على الرجال، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: “إنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ أخذ حريرًا فجعلَه في يمينِه، وأخذ ذهبًا فجعلَه في شمالِه، ثم قال : إنَّ هذيْنِ حرامٌ على ذكورِ أمتي”،^[10] فلبس الحلي المصنوعة من الذهب بأنواعه سواء كانت ممنوعة أو غير ذلك فيجوز لبس الخاتم الذهبي في العمرة.^[11]

حكم لبس الحزام والساعة في العمرة

يجوز للمسلم أن يلبس الحزام على جزئه السفلي أو ردائه لأغراض كثيرة، كادخار المال والأغراض الضرورية، وكذلك تثبيت الحجاب، ولا حرج على المسلم في ذلك إطلاقاً إن لم يكن مخيط؛ لأن المخيط الممنوع في الإحرام هو ما يخيط ويُدرزحسب حجم البدن، وهذا ما حرمه الإسلام على الرجل لبسه عند دخول الإحرام، والله أعلم.^[12]

وأما بالنسبة لحكم لبس الساعة فإنه لا حرج على المسلمين، رجالاً ونساءً، عند الإحرام من لبس ساعة من الفضة أو غير ذلك فلا شيء من الأحاديث الشريفة فيها النهي عن لبس المسلم، كما سكت أهل العلم عنه، لكن الأحوط والأفضل عدم لبسه، وإن لبسه فلا حرج عليه له ان شاء الله والله تعالى أعلم وأحكم.^[13]

حكم لبس الخاتم للمرأة في العمرة

يجوز للمرأة أن تلبس خاتمًا من الذهب أو غيره أثناء العمرة، أو أن تلبس سوارًا من الذهب، ولكن يشرع لها إخفاء ذلك عن الأجانب خوفًا من الفتنة من الرجال الأجانب وذكر ابن عثيمين – رحمه الله – في فتواه أنه قال: يجوز للمرأة أن تلبس الذهب في الإحرام إذا لم يتعدى الإسراف، حتى الخواتم والأساور على اليدين، ولكن في هذا الحكم وجب التستر على نفسها من الرجال الأجانب خوفًا من الفتنة، والله تعالى أعلم،^[14]وأما بالنسبة لحكم لبس الساعة للنساء في العمرة فإنه يجوز لبس الساعة للرجال أو النساء في الشريعة الإسلامية في حالة الإحرام، لأن لبس الساعة ليس من محرمات الإحرام في الشريعة الإسلامية، بل يجوز لبسها للمسلم وأما بالنسبة للنساء فلا حرج أيضًا من ذلك، والساعة حكمها كالخاتم.^[15]

وبهذا تم التوصل إلى ختام هذا المقال والذي يحمل عنوان هل يجوز لبس الخاتم في العمرة وتبيّن فيه جواز لبس الخاتم الفضي للرجل وتحريم لبسه لخاتم من ذهب، وجواز لبس الخاتم وقد تم توضيح لبس الصنفين للمرأة في العمرة، وبيان كل ما يحرم على الرجل القيام به أثناء الإحرام.