هل يجوز الدعاء بدون وضوء

هل يجوز الدعاء بدون وضوء
هل يجوز الدعاء بدون وضوء

هل يجوز الدعاء بدون وضوء، حيث يلجأ الإنسان المؤمن إلى الله سبحانه وتعالى عند رغبته في تحقيق أمر ما أو عند تعرضه للمشاكل والصعاب والكُربات وغيرها، وذلك عن طريق الدعاء لله عز وجل وسؤاله ما يحتاجه وللدعاء بعض الشروط والآداب والطرق التي على المسلم اتباعها بهدف إجابة دعاءه وكل ذلك وغيره من الأمور المتعلقة بالدعاء هو ما سنتعرّف عليه في مقالنا الآتي.

هل يجوز الدعاء بدون وضوء

نعم يجوز الدعاء بدون وضوء ولا حرج في ذلك، وأيضاً يصح الدعاء حتى ولو كان الداعي جنبًا وذلك لأن الدعاء لا تشّترط له الطهارة، وهذا دليل على رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده، حيث أنّ العبد بحاجة إلى دعاء ربه جل شأنه في كل وقت وفي كل مكان وعلى أي حال، ولكن حصول الدعاء مع الطهارة والصلاة يكون أقرب إلى الإجابة ولا سيما في أثناء السجود وذلك لقول نبي الله -صلّى الله عليّه وسلّم-: “أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ”[1]والله ورسوله أعلم.[2]

هل يجوز الدعاء وأنا مستلقي على ظهري

يجوز للمسلم أن يدعو وهو على جميع أحوال ولا حرج عليه في ذلك، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو واقفًا أو قاعدًا أو مستلقيًا، وقد أشار الفقهاء إلى ذلك، وقد ورد على موقع إسلام ويب ما مفاده: “فلا يجب عليك الجلوس للدعاء عند التعار من الليل، ويجوز لك الدعاء وأنت مستلقية على الفراش أو على الحالة التي أنت عليها،”[3]

هل يجوز الدعاء بدون حجاب

يجوز للمرأة المسلمة أن تدعو الله سبحانه وتعالى من غير ارتداء الحجاب ولا حرج في ذلك، إلا إذا كانت في أماكن يخشى أن يراها الأجانب فيها، فيكون عليها عندئذ ستر شعرها وجميع بدنها، وفي حال الصلاة يطلب من المرأة ستر كامل بدنها عدا الوجه والكفين، كما يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن بدون حجاب، أو إذا كانت حائضا أو نفساء، إلا أنها لا يجوز أن تمس المصحف، لأن المصحف لا يمسه إلا من هو على طهارة، والله ورسوله أعلم.

هل يجوز الدعاء من الهاتف الجوال

يجوز الدعاء من الهاتف ولا حرج في ذلك، ما دامت تلك الأذكار والأدعية واردةً في السنة النبوية الشريفة، وخاليةً من المحاذير الشرعية و من الأمور غير الشرعية مثل الاستغاثة بغير الله سبحانه وتعالى، فلا حرج في قراءة الدعاء من أي وسيلة كانت فالثواب والنفع سيحصل سواء أكان الدعاء من حفظ المرء، أو من كتاب مطبوع، أو من الهاتف المحمول، فبعض الناس لا يمكنهم حفظ الأدعية المأثورة لذلك يفضلون قرأتها من الكتاب أومن الهواتف أو ما شابه ذلك، والله ورسوله أعلم.[4]

هل يجوز الدعاء بدون رفع اليدين

إنّ رفع اليدين أثناء الدعاء من السنن المستحبة، ويعتبر من أسباب إجابة الدعاء وذلك لما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عدة أحاديث صحيحة منها أنه قال: “إنَّ اللهَ حَيِيٌّ كريمٌ يستحيي إذا رفع الرجلُ إليه يدَيه أن يردَّهما صِفرًا خائبتَينِ”، [5] وأيضاً عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟!”[6] ولذلك ذهب بعض أهل العلم إلى أن الأصل هو رفع اليدين في الدعاء فيندب رفعهما، إلا في المواطن التي ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرفع فيها، مثل الدعاء في خطبة الجمعة، فلا يسن رفع اليدين فيها، بل يكره ذلك لمخالفته السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والله ورسوله أعلم.[7]

ما هي آداب الدعاء

إنّ للدعاء العديد من الشروط والآداب على المرء المسلم أن يلتزم بها ليكون دعاؤه أقرب للإجابة ويحصل له منه أكبر أجر وفائدة، ومن هذه الآداب نذكر ما يلي:[8]

  • أن يكون الداعي موحداً لله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وجميع صفاته وقلبه ممتلئ بالتوحيد والإيمان ومن شروط إجابة الله جل شأنه للدعاء هو استجابة العبد لربه بطاعته وترك معصيته، وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: “وإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”.[9]
  • إخلاص الداعي لله سبحانه وتعالى في الدعاء، وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ”،[10]وفالإخلاص في الدعاء من شروط قبوله، وكما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الدعاءُ هو العِبادةُ”.[11]
  • أن يسأل الداعي اللهَ سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:”وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”[12]
  • الثناء على الله سبحانه وتعالى قبل الدعاء بما هو أهله ، فقد جاء عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ : “بَينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قاعدٌ إذ دخلَ رجلٌ فصلَّى فقالَ : اللَّهمَّ اغفِر لي وارحَمني، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : عَجِلتَ أيُّها المصلِّي، إذا صلَّيتَ فقعَدتَ فاحْمَدِ اللَّهَ بما هوَ أَهْلُهُ، وصلِّ عليَّ ثمَّ ادعُهُ. قالَ: ثمَّ صلَّى رجلٌ آخرُ بعدَ ذلِكَ فحمِدَ اللَّهَ وصلَّى على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أيُّها المصلِّي ادعُ تُجَبْ”.[13]
  • الصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعن علي بن أبي طالب أنه قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ حتى يُصلَّى على النبيِّ”.[14]
  • استقبال القبلة أثناء الدعاء، وذلك كما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في معركة بدر فعن عبد الله بن عباس وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلا ، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ : (اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الإِسْلامِ لا تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ) فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ . . .”.[15]
  • رفع اليدين أثناء الدعاء ويفضل أن تكون اليدان مضموتان، وباطن الكف إلى السماء على صفة الطالب المتذلل الفقير المنتظر أن يُعْطَى ، فعن مَالِكِ بْنَ يَسَارٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِذَا سَأَلْتُمْ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ وَلا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا”،[16]
  • اليقين بالله سبحانه وتعالى بإجابة الدعاء، وحضور القلب أثناء الدعاء لقول نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاهٍ”.[17]
  • الإكثار والإلحاح من المسألة مع عدم استعجال الاستجابة، فعن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، ما لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، ما لَمْ يَسْتَعْجِلْ قيلَ: يا رَسُولَ اللهِ، ما الاسْتِعْجَالُ؟ قالَ: يقولُ: قدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذلكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ”.[18]
  • الجزم في الدعاء، فعن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمْ في الدُّعاءِ، فإنَّ اللَّهَ صانِعٌ ما شاءَ، لا مُكْرِهَ له”.[19]
  • التضرع والخشوع والرغبة والرهبة أثناء الدعاء، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:”ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ”،[20] وأيضاً كما قال الله عز وجل: “وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ”،[21]وأيضاً كما قال الله عز وجل: “إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ”.[22]
  • الدعاء ثلاثاً، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- قَالَ: “بيْنَما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يُصَلِّي عِنْدَ البَيْتِ، وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ له جُلُوسٌ، وَقَدْ نُحِرَتْ جَزُورٌ بالأمْسِ، فَقالَ أَبُو جَهْلٍ: أَيُّكُمْ يَقُومُ إلى سَلَا جَزُورِ بَنِي فُلَانٍ، فَيَأْخُذُهُ فَيَضَعُهُ في كَتِفَيْ مُحَمَّدٍ إذَا سَجَدَ؟ فَانْبَعَثَ أَشْقَى القَوْمِ فأخَذَهُ، فَلَمَّا سَجَدَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَضَعَهُ بيْنَ كَتِفَيْهِ، قالَ: فَاسْتَضْحَكُوا، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَمِيلُ علَى بَعْضٍ وَأَنَا قَائِمٌ أَنْظُرُ، لو كَانَتْ لي مَنَعَةٌ طَرَحْتُهُ عن ظَهْرِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَالنبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ سَاجِدٌ ما يَرْفَعُ رَأْسَهُ حتَّى انْطَلَقَ إنْسَانٌ فأخْبَرَ فَاطِمَةَ، فَجَاءَتْ وَهي جُوَيْرِيَةٌ، فَطَرَحَتْهُ عنْه، ثُمَّ أَقْبَلَتْ عليهم تَشْتِمُهُمْ، فَلَمَّا قَضَى النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ، رَفَعَ صَوْتَهُ، ثُمَّ دَعَا عليهم، وَكانَ إذَا دَعَا دَعَا ثَلَاثًا، وإذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ، عَلَيْكَ بقُرَيْشٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا سَمِعُوا صَوْتَهُ ذَهَبَ عنْهمُ الضِّحْكُ، وَخَافُوا دَعْوَتَهُ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ، عَلَيْكَ بأَبِي جَهْلِ بنِ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، وَشيبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بنِ عُقْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بنِ أَبِي مُعَيْطٍ، وَذَكَرَ السَّابِعَ وَلَمْ أَحْفَظْهُ، فَوَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بالحَقِّ، لقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ سَمَّى صَرْعَى يَومَ بَدْرٍ، ثُمَّ سُحِبُوا إلى القَلِيبِ، -قَلِيبِ بَدْرٍ-“[23]
  • على الداعي إطابة مأكله وملبسه فأكل الحلال وشربه ولبسه والتغذي به سبب موجِبٌ لإجابة الدعاء، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:”أَيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بما أمَرَ به المُرْسَلِينَ، فقالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: 51]، وقالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 172]، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟!”.[24]
  • إخفاء الدعاء وعدم الجهر به، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: “ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ”،[20]وكما أثنى الله سبحانه وتعالى على عبده زكريا -عليه الصلاة والسلام- بقوله: “إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا”.[25]

هل يجوز الدعاء بدون استقبال القبلة

يجوز للمسلم أن يدعو دون استقبال القبلة ولا حرج في ذلك، لكن الدعاء باتجاه القبلة أفضل للمسلم، واستقبال القبلة خلال الدعاء أفضل باتفاق جميع الفقهاء من أهل العلم، ولكن هذا لا يعني عدم جواز الدعاء دون استقبال القبلة، فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء ولم يكن متوجهًا إلى القبلة بل إلى جهة الشرق، وقد ورد أيضًا في حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما خطب في الناس استقبلهم ثم توجه باتجاه القبلة لليدعو، وهو يرفع يديه للاستسقاء، وعندما خرج من المصلى جمع بين الحالتين، استقبلهم ووعظهم ثم توجه إلى القبلة ودعا، وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو وهو قد استقبل الناس ولم يتوجه إلى القبلة بل بقي باتجاه الناس والقبلة خلف ظهره.[26]

مقالات قد تهمك

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي بين لنا هل يجوز الدعاء بدون وضوء ومن الهاتف أو الكتاب وبدن حجاب، وهل يجب استقبال القبلة ورفع اليدين أثناء الدعاء، وكما تطرّق المقال إلى ذكر آداب وشروط الدعاء التي على المسلم اتباعها في دعائه لله عز وجل ليكون أقرب للإجابة وعرفنا هل يجوز الدعاء بدون وضوء  والله ورسوله أعلم.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 482، صحيح
  2. ^ binbaz.org، حكم الدعاء على غير وضوء، 22/11/2024
  3. ^ islamweb.net، لا يلزم الجلوس للدعاء عند التعار من الليل، 22/11/2024
  4. ^ islamweb.net، حكم قراءة الأدعية والأذكار من الهاتف، 22/11/2024
  5. ^ سنن الترمذي، سلمان الفارسي، الترمذي، 3556، حسن غريب
  6. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 1015، صحيح
  7. ^ binbaz.org، رفـع اليدين في الدعـاء، 22/11/2024
  8. ^ islamqa.info، جملة من آداب الدعاء، 22/11/2024
  9. ^ سورة البقرة، آية 186
  10. ^ سورة البينة، آية 5
  11. ^ فتح القدير، النعمان بن بشير،الشوكاني،1/273، ثابت
  12. ^ سورة الأعراف، آية 180
  13. ^ سنن الترمذي، فضالة بن عبيد،الترمذي، 3476، حسن
  14. ^ السلسلة الصحيحة، علي بن أبي طالب، الألباني، 2035، حسن لشواهده
  15. ^ صحيح مسلم، عبدالله بن عباس وعمر بن الخطاب، مسلم، 1763، صحيح
  16. ^ تخريج سنن أبي داود، مالك بن يسار السكوني العوفي، شعيب الأرناؤوط، 1486، صحيح لغيره
  17. ^ سنن الترمذي، أبو هريرة، الترمذي، 3479، غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
  18. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم،2735، صحيح
  19. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 2679، صحيح
  20. ^ سورة الأعراف، آية 55
  21. ^ سورة الأعراف، آية 205
  22. ^ سورة الأنبياء، آية 90
  23. ^ صحيح مسلم، عبدالله بن مسعود، مسلم، 1794، صحيح
  24. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 1015، صحيح
  25. ^ سورة مريم، آية 5
  26. ^ binbaz.org.sa، هل تُستقبل القبلة في الدعاء دائمًا؟، 22/11/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *